الشلل الدماغي
تعريفه، أسبابه، أنواعه، أعراضه، طرق العلاج
الدماغي يشير إلى الدماغ، و هي المنطقة المصابة من المخ (على الرغم من أن الاضطراب يصيب على الأرجح الاتصالات بين اللحاء و أجزاءٍ أخرى من الدماغ، مثل المخيخ، و الشلل تشير إلى الاضطراب في الحركة. الشلل الدماغي هو الضرر الذي يلحق بمراكز التحكم في الحركة في المخ النامي، و يمكن أن يحدث أثناء الحمل (نحو 75 في المئة)، أو أثناء الولادة (حوالي 5 في المئة) أو بعد الولادة (حوالي 15 في المئة) ما يصل إلى حوالي سن الثالثة. [4][5] هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من البحث عن الشلل الدماغي في البالغين لأن الأدبيات الطبية الراهنة تركز بشدةٍ على مرضى الأطفال.
يصف الشلل الدماغي مجموعةً من الاضطرابات الدائمة في تطور الحركة و الوقوف، مما تتسبب في الحد من النشاط، و التي تُنسب الى غير اضطراباتٍ غير تقدمية حدثت في دماغ الجنين أو الرضيع. الاضطرابات الحركية في الشلل الدماغي غالبا ما يرافقها اضطراباتٌ في الإحساس و الإدراك، و التعرف، و الاتصال، و السلوك، و الصرع، و مشكلات العضلات و العظام الثانوية. [6]
لا يوجد حتى الآن أي علاجٍ معروفٍ للعديد من أنواع الشلل الدماغي الرئيسية أو الفرعية. و في العادة، يقتصر التدخل الطبي على العلاج و الوقاية من المضاعفات الناجمة عن آثار الشلل الدماغي.
وضعت دراسةٌ في عام 2003 التكلفة الاقتصادية للشلل الدماغي في الولايات المتحدة بحوالي 921،000 دولار لكل فرد، بما في ذلك فقدان الدخل. [7]
في دراسةٍ أخرى، كان معدل الإصابة في ستة بلدان شملتها الدراسة ما بين 2.12-2.45 لكل 1،000 مولود حي، [8] مما يشير إلى وجود ارتفاعٍ طفيفٍ في السنوات الأخيرة. ساعدت التحسينات في تمريض حديثي الولادة في تقليص عدد الأطفال الذين يصابون بالشلل الدماغي، و لكن بقاء المواليد بأوزانٍ منخفضةٍ للغاية عند الولادة قد زاد أيضا، و هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالشلل الدماغي. [9][10]
التصنيف
يتم تقسيم الشلل الدماغي إلى أربعة تصنيفاتٍ رئيسيةٍ لوصف العاهات الحركية المختلفة. و تعكس هذه التصنيفات أيضا مناطق الدماغ المعطوبة. التصنيفات الأربعة الرئيسية هي:
1. التصلبي
الشلل الدماغي التصلبي هو إلى حد بعيد النوع الأكثر شيوعا، حيث يحدث في 70 ٪ إلى 80 ٪ من جميع الحالات. وعلاوةً على ذلك، فإن الشلل التصلبي يصاحب واحدا من الأنواع الأخرى في 30 ٪ من الحالات. الناس من هذا النوع لديهم فرطٌ في التوتر مع وجود حالةٍ عصبيةٍ-عضليةٍ ناجمةٍ عن الأضرار التي لحقت بالمسالك القشرية الشوكية أو القشرة الحركية التي تؤثر على قدرة الجهاز العصبي على تلقي حمض جاما البوتيريك الأميني في المناطق المتضررة من الإصابة. يتم تقسيم الشلل التصلبي أكثر اعتمادا على طبوغرافية المنطقة المتضررة من الجسم، و يشمل هذا التقسيم:
§ الشلل النصفي التصلبي (تأثر جانبٍ واحد). عموما، إصابة العضلات و الأعصاب على الجانب الأيسر من الدماغ يؤدي إلى ضعفٍ في الجانب الأيمن من الجسم، و العكس بالعكس. فعادة، مرضى الشلل النصفي التصلبي هم الأكثر قدرةً على التحرك، برغم وجود "القفد الديناميكي" على الناحية المصابة، و غالبا ما يقترح لهم الجبيرة على الكاحل و القدم لمنع ال"القفد" المذكور.[11]
§ الشلل التصلبي المزدوج (أي أن المناطق السفلية تتأثر بقليلٍ أو عدم وجود تشنجٍ في المناطق العلوية من الجسم). و هو الشكل الأكثر شيوعا من أشكال الشلل التصلبي. يستطيع أغلب الناس الذين يعانون من الشلل المزدوج التصلبي الحركة الكاملة، مع وجود مشية المقص. و مثني الوركين والركبتين بدرجاتٍ متفاوتة هما من الأمور الشائعة. توجد أيضا مشاكل في الورك، أو خلعٌ في الورك، و في ثلاثة أرباع الشلل المزدوج التصلبي، يحدث الحول في العينين أيضا. و بالإضافة إلى ذلك، فإن هؤلاء الأفراد في كثيرٍ من الأحيان قصار النظر. لا يتأثر ذكاء الشخص بهذه الحالة.
§ الشلل الرباعي (جميع الأطراف الأربعة متضررةً بالتساوي). بعض الناس الذين يعانون من الشلل الرباعي التصلبي هم الأقل احتمالا للمشي، و حتى إذا مشوا فتكون لديهم أقل رغبةٍ في المشي، لأن عضلاتهم تكون ضيقةً جدا و يحتاج إلى كثيرٍ من الجهد. بعض الأطفال الذين يعانون من الشلل الرباعي يعانون أيضا من هزات الشلل النصفي، و هو اهتزازٌ لا يمكن السيطرة عليه و يؤثر على الأطراف على جانبٍ واحد من الجسم و يعيق حركة طبيعية.
2. الترنحي
يمكن أن يكون نوع أعراض الترنح ناجما عن إصابةٍ في المخيخ. أشكال الرنح هي أنواعٌ أقل شيوعا من أنواع الشلل الدماغي، فهي تحدث في 10 ٪ على الأكثر من جميع الحالات. يعاني بعض هؤلاء الأفراد من نقص التوتر في العضلات و الهزات العضلية. المهارات الحركية مثل الكتابة أو الطباعة، أو استخدام المقصات قد تتأثر، و كذلك التوازن، لا سيما أثناء المشي. و من الشائع بالنسبة للأفراد أن يجدوا صعوبةً في المعالجة البصرية و / أو السمعية.
3. الكنعاني أو الخلل الحركي
في النوع الكنعاني أو ذا الخلل الحركي هناك مزيجٌ من توتر العضلات -- فالذين يعانون من الشلل الكنعاني يجدون صعوبةً في الوقوف أو الحفاظ على وضعية الجلوس أو المشي ثابتةً، و غالبا ما تظهر لديهم حركاتٌ غير طوعية. بالنسبة لبعض الناس الذين يعانون من الشلل الدماغي الكنعاني، يأخذون الكثير من الجهد و التركيز في إيصال أيديهم إلى بقعةٍ بعينها (مثل حك الأنف أو الوصول إلى كوب). و بسبب التوتر المختلط و عدم القدرة على الإبقاء على وضعيةٍ ثابتة، قد لا يستطيعون حمل الأشياء (مثل فرشاة الأسنان أو قلمٍ رصاص). حوالي ربع حالات الشلل الدماغي هي من النوع الكنعاني. يحدث الضرر للنظام الحركي خارج الهرمي و / أو المسالك الهرمية و للعقد القاعدية. و تحدث هذه الحالة في 10 ٪ إلى 20 ٪ في المئة من جميع الحالات. [12] في الأطفال حديثي الولادة، يمكن لمستويات البيليروبين العالية في الدم، إذا ما تركت دون علاج، أن تؤدي الى تلف الدماغ في مناطق معينة (اليرقان). و قد يؤدي هذا إلى الشلل الدماغي الكنعاني.
4. نقص التوتر العضلي
تبدو حالات الشلل الدماغي ناقص التوتر مرتخيةً، و لا تتحرك إلا قليلا أو لا يمكن أن تتحرك على الاطلاق.