فاعلية برنامج إرشادى فى خفض الضغوط النفسية لدى الأمهات وأثر ذلك على توافق أطفالهن ضعاف السمع
إعداد
د/ مصطفى على رمضان مظلوم
مدرس الصحة النفسية – كلية التربية ببنها
مقدمة:
يعد اكتشاف الإعاقة السمعية لدى الطفل بداية لسلسلة من الضغوط النفسية لدى الوالدين عامة ، والأمهات خاصة ، وما يصاحب ذلك من شعور بالذنب والخجل والاكتئاب والغضب والقلق والحزن والأسى ولوم الذات أو إلقاء اللوم على الآخرين والخوف على مستقبل الطفل فضلاً عن استبعاد الوالدين إمكانية بعض النجاحات التى كانا يتمنيان رؤيتها فى طفلهما. وهكذا تختفى كثير من الآمال والأحلام والتوقعات المرتبطة بالطفل عند اكتشاف إعاقته.
فقد أوضحت نتائج دراسات عديدة أن أمهات وأباء الأطفال المعاقين سمعياً يتعرضون لمستويات عالية من الضغوط النفسية.
(زيدان السرطاوى ، 1991؛ منى الحديدى وآخرون ، 1994) (Meadow, 1995;Manfred, 2000)
كما أوضحت نتائج بعض الدراسات أن أمهات الأطفال المعاقين سمعياً يعانين من ضغوط نفسية مرتفعة بالمقارنة بالآباء. (Meadow, 1995:352-353)
ويمكن تبرير ما تعانيه الأم من ضغوط نفسية مرتفعة إلى دورها المهم فى حياة طفلها المعاق سمعياً ، فهى أكثر أعضاء الأسرة قلقاً عليه واهتماماً به وحرصاً على إشباع حاجاته اليومية.
وتؤثر الضغوط النفسية التى يتعرض لها الوالدان وبخاصة الأم على توافق طفلهما المعاق سمعياً ، فقد أكدت نتائج دراسات عديدة على أن المشكلات السلوكية وسوء التوافق لدى المعاقين سمعياً ترجع إلى حدة انفعالات الوالدين والضغوط النفسية التى يتعرضان لها. (Greenberg, 1983; Watson, 1986; Prior, et al, 1988)
لذا فإن إرشاد الوالدين – وخاصة الأم – ومساندتهما لمواجهة تلك الضغوط والعمل على الحد من تأثيراتها النفسية يمكن أن يلعب دوراً مهماً فى تحسيـن توافـق طفلهما المعاق سمعياً.
ومن هنا رأى الباحث أن يعنى فى هذه الدراسة ببناء برنامج إرشادى يهدف إلى خفض الضغوط النفسية التى تتعرض لها الأمهات ومعرفة أثر ذلك على توافق أطفالهن ضعاف السمع.