حقوق المعاق
د. عبد العزيز جار الله الجار الله
تحدثت الشيخة حصة آل ثاني ممثلة الأمم المتحدة لشؤون الإعاقة للزميل تركي الدخيل في برنامجه "إضاءات" يوم الجمعة الماضي في محطة العربية وركزت على حقوق المعاقين وأهمية إصدار وثيقة ملزمة لحقوق المعاقين..
العالم المتحضر مازال متردداً في إيجاد وثيقة تحمي المعاقين وبالمقابل يتجه العالم الحر والعالم الصناعي والدول ال (8) الكبار للحروب والقتل والتشويه والاحتكار الاقتصادي ومعاقبة الدول بالحصار الاقتصادي والتجويع كما في غزة في فلسطين .. والحرب المفتوحة والعراق وأفغانستان أنموذج ماثل للعيان، والحصار الاقتصادي والاحتكار المالي والغذائي وجميعها تقود إلى المزيد من الإعاقات الجسدية والفكرية والنفسية.
الحروب لا تخلف إلا الإعاقات الجسدية والنفسية، والحصار الاقتصادي يحرم الشعوب من الغذاء السليم وبالتالي العافية الجينية والذهنية ويحرمها من التعليم والرعاية الصحية وهذه أرقام جديدة تضاعف الإعاقة.
الشيخة حصة آل ثاني فككت لنا مفهوم الإعاقة الذهنية (التخلف الذهني) أمراض التوحد والمتلازمة وصعوبات التعليم والإختلالات الذهنية بأن هذه الفئة لها عالمها وثقافتها وسلوكها الخاص ويجب أن تُفهم من هذا الإطار وأن حقوق الإنسان لا يغطي احتياجاتها من الحقوق والواجبات لأنه معني بشريحة واحدة وهم الأسوياء وربما صحيحو العقل والجسد. كما أن الحياة فيها من التنوع الذي يسمح بالتعايش والتأقلم.. هذه الفلسفة المعرفية تجاه المعاقين هي فلسفة حقيقية لهذه الفئة التي لا تنتظر الشفقة فقط وإنما الحقوق.
ويجب أن تتعامل معها من منظورها وتكوينها هي أي أن لها عالمها وثقافتها وشخصيتها وإرادتها وحقها في الحياة.. فإذا كانت المجتمعات في الحضارات القديمة ترسل معاقيها إلى الغابات والأحراش والصحاري لتأكلهم السباع والوحوش فإن الإسلام حرم قتل النفس بغير حق أو ايذاءها أو تعريضها للقتل مثل إهمالها صحياً ونفسياً لتفتك بها الأمراض ويتم التخلص من أصحاب الإعاقة الذهنية..
والآن العالم الحديث والمتحضر والحر يساهم بحروبه في مضاعفة المعاقين جسدياً وذهنياً من خلال التوسع في الحروب والتدمير العشوائي والقنابل الضخمة التي إذا لم تقتل فإنها تصيب بالإعاقة والتشوهات وكأننا امتداد للعالم القديم الذي كان يدفع بالمعاقين إلى السباع والحيوانات المفترسة.. حقوق المعاق دليل على تحضر العالم وليس التسابق إلى ترسانة الأسلحة النووية والأسلحة النوعية.