تعليم التفكير والتدرب عليه

[ايهم ابو مجاهد]

 

تعليم التفكير والتدرب عليه:
يجمع المربين على ضرورة تطوير مهارات التفكير المختلفة لدى جميع شرائح المجتمع , وفي جميع المراحل العمرية خاصة لدى طلبة المدارس والجامعات , وذلك لبناء جيل مفكر , أخذين بعين الاعتبار أن هذه المكونات لا تنمو تلقائياً , ويؤكد دي بونو 1989م على ذلك حيث يرى انه يمكن تعليم التفكير , ويؤكد أن البعض ينظر إلى التفكير على انه يجعل الأمور أكثر صعوبة وتقييد عن كونه محاولة لرؤية الأشياء بشكل أفضل و أوضح , ولكن الحقيقة , إن التفكير يبسط الأشياء ولا يعمل على تعقيدها , ويجب أن ننظر إليه كعملية بسيطة وإلية وان ذلك لن يتم إلا من خلال تعليم التفكير.
العوامل المؤثرة في تعليم التفكير :
يورد الباز (2005) مجموعة من العوامل التي يمكن أن تسهم في إنجاح عملية التفكير , وهذه العوامل تتمثل في المعلم , والبيئة المدرسية و الصفية , وملائمة النشاطات التعليمية لمهارات التفكير وهي:
أولاً: العوامل ذات العلاقة بالمعلم :
وتشمل قدرة المعلم على الاستماع للطلبة , واحترام التنوع في أفكارهم , وانفتاحهم على الخبرات الجديدة , والقدرة على تشجيع روح المنافسة والتعبير , بالإضافة إلى الاتجاهات الايجابية المتمثلة في تقبل أفكار الطلبة , وإعطائهم وقتاً كافياً للتفكير , وتزويدهم بالتغذية الايجابية.
ثانياً : العوامل المتعلقة بالبيئة المدرسية و الصفية:
وفي هذا المجال لابد من العمل على توفير العوامل البيئية التي يمكن أن تساهم في توفير جو ملائم لتعليم التفكير , كما هو الحال هو بالنسبة لطبيعة المناخ الصفي السائد بين مختلف أطراف العملية التعليمية التعلمية , ومدى شيوع العلاقات الإنسانية . وشيوع العلاقات الدافئة القائمة على الفهم , والتسامح فتلعب هي الأخرى دوراً مهماً في نجاح عملية تعليم التفكير , وأخيراً فان الأساليب التقويم التي تستخدم في إصدار الأحكام حول مدى فعالية عمليات التعلم تؤثر تأثيراً ايجابيا أو سلبيا في تنمية القدرة على التفكير وإشاعة الأجواء الداعمة لذلك.
ويمكن خلق البيئة الصفية الحميمة بتخصيص وقت اكبر للمناقشات داخل الصف كذلك بتضمين تعيينات مكتوبة واضحة وفعالة كمتطلبات في هذا المنهج , إضافة إلى وجود المادة المقررة المساعدة على الاهتمام.
ثالثاً : ملائمة النشاطات التعليمية لمهارات التفكير:
إن العمل على توفير مجموعة من المعطيات الحسية التي يمكن أن تتحدى دماغ المتعلم تعمل بلا شك على زيادة الشجيرات العصبية في الدماغ و بالتالي توفر تعلماً أفضل و يمكن أن يسهم في ذلك اختيار الأنشطة التعليمية التعلمية الملائمة لمستوى قدرات الطلبة واستعداداتهم وخبراتهم , فضلاً عن أهمية أن ترتبط الأنشطة بالمناهج المقررة , ووضوح أهداف المهارة.

اختيار تمارين ومواد المهارات الفكرية:
قامت مجموعة من الباحثين من أمثال (دي بونو 1983,ستيرن إيوين 1987) بوضع معايير على شكل بنود لتقييم فائدة البرامج و الاستراتيجيات الخاصة بالمهارات الفكرية , وتتضمن القائمة العناصر والبنود الآتية:
1. برنامج تعليم المهارات الفكرية يجب أن يستلزم تدريباً موسعاً مسبقاً , والتدريب المناسب يجب أن يكون متوافراً من خلال ( ورشات العمل , حلقات البحث الخاصة , المصادر المطبوعة).
2. البرنامج الجيد لتعليم المهارات الفكرية يجب أن يكون قابلاً للاستعمال و التطبيق من قبل الأساتذة الذين يمتلكون قدرات متعددة , وليس فقط الموهوبين أو المعلمين ذوي المؤهلات العالية.
3. برنامج تعليم المهارات الفكرية يجب أن يكون ضليعاً و قوياً بما فيه الكفاية ليقاوم التفكك عند انتقاله من مدرب إلى مدرب آخر أو معلم , وأخيراً من معلم إلى طالب.
4. البرنامج يجب أن يستعمل (تصميماً ثنائياً مزدوجاً ) بمعنى إذا تم تعليم جزء منه بشكل سيء أو محذوف فان الباقي يكون قيماً ومستعملاً وصالحاً للتعليم والتدريب.
5. البرنامج يجب أن يكون ممتعاً لتعليم الأطفال .
6. المواد في البرنامج يجب أن تكون شائقة , ومناسبة لاهتمامات الطلاب وتشكل حافزاً ودافعاً لهم.
7. إن مهارات التفكير الهامة يجب أن تتوجه إلى أهداف , ويجب أن تكون الأهداف محددة.
8. البرنامج يجب أن يسعى إلى تحسين مهارات ما وراء المعرفة , وفهم مهارات التفكير .
9. الأمثلة المناسبة والتطبيقات العملية للأساليب و التقنيات يجب أن تطرح في برامج تعليم مهارات التفكير.
10. إن المشاركة يجب أن تكون فعالة وغير سلبية , والتعليم ذو الخبرات وتطبيقاته يجب أن تأخذ الأولوية وموقع الأهمية.
11. يجب أن تكون هناك فرص للتحويل , وتعميم التدريب على مهارات التفكير.
12. البرنامج يجب أن يخضع للتقييم , ليس لفترة محدودة قصيرة أو مؤثرات مباشرة , وإنما تقييم يمتد طيلة فترة التدريب ويحمل صفة الاستمرارية.
13. إن الرغبة في أن يكون البرنامج مرناً ليستوعب ( الفروق الفردية) مثل العمر الزمني , القدرة , درجة سرعة العمل.
14. إن من المرغوب فيه أن تكون النشاطات الفردية , والجماعية من صميم البرنامج.
15. إن من المرغوب فيه أن توجد صلة وعلاقة بين المهارات ومضمون المناهج.
16. وكما هي الحال , في برامج الإثراء للموهوبين , يجب أن يكون البرنامج ملائماً لاحتياجات الطلاب.