ما هيَّ الموهبة ؟
إن الكثير من الاختراعات التي ننعم بآثارها كثيراً ما ترجع إلى إنتاجات موهوب قادته موهبته إلى ابتكارها وإبرازها , هذه الكلمة التي نسعى جميعاً إلى التميز بها ( موهوب ) , فهي كلمةُ سحرية لها أثرها البالغ في الفرد , ولها وقعها الرنان في مسامع من حوله.
ولكن في البداية لا بد أن نشير إلى أن هذه الكلمة من أكثر الكلمات ارتباطاً وتداخلاً بكلمة التفوق , ولعل اكبر مثال يشار إليه في هذا المجال اختلاف الباحثين العرب في ترجمة كل من كلمة (talented) و ( gifted ) , ومهما يكن من أمر فلابد من توضيح الفروق بين هاتين الكلمتين :
إن التفوق العقلي مصطلح عام يشير إلى النمو في القدرات العقلية العامة المتعددة , وأما التفوق التحصيلي فيشير إلى التفوق في الانجاز التحصيلي و بالتالي فان المتفوق ذو ذكاء مرتفع يتميز تفوقه بالاستمرار و هو لا يظهر في مجال واحد بل يظهر في كافة المجالات الدراسية .
أما الموهبة فهي تشير إلى استعداد خاص و متميز في احد المجالات سواءً الأكاديمية أو غير الأكاديمية مثل ( الموسيقى , الرياضة , اللغة العربية , الرياضيات , الكتابة الأدبية ...........).
فالموهوب هو الذي يقدم إنتاجاً قيماً في مجال موهبته يعكس وجود مهارات خاصة و متميزة لديه و موهبته هذه على علاقة وثيقة بالذكاء , و لكن هذه الموهبة لديه قد تصل إلى حد الإبداع أو إلى حدود العبقرية وقد لاتصل , لأن وصولها ليس مشروطاً للحكم على موهبته , أي إن العبقري أو المبدع هو حتماً موهوب في مجال إبداعه أو عبقريته , ولكن ليس من الضروري أن يكون الموهوب عبقرياً.
ويسوق ستيرنبرغ بعض الشروط والسمات المشتركة لدى الموهوبين وهي :
1. التفوق في مجال معين إلى حد الامتياز .
2. غزارة الإنتاج علمياً أو أدبياً أو فنياً أو ............................
3. الندرة بحيث يمتلك الشخص الموهوب مستوى عالياً في إحدى المزايا غير الموجودة عند أقرانه.
4. الحضور المتميز و البروز وذلك من خلال إقامة الدليل القاطع على تميزه ويتم ذلك من خلال اختبار واحد أو أكثر من الاختبارات الصحيحة (علمياً ونظرياً).
5. القيمة الاجتماعية للأداء المتميز بحيث يكون لهذا التميز أثره ومكانته لدى المجتمع.
وبناء على نتائج أبحاث جتزلس وجاكسون ( 1962 ) ، وجليفورد ( 1963 ) ، وحلمي المليجي ( 1965 ) ، يمكن التمييز بين نوعين منالموهوبين ، النوع الأول : يتميز بقدرات إبتكارية عالية ويغلب عليه أسلوب التفكيرالمشعب ( كالأصالة ، والطلاقة ، والمرونة ) ، ونوع آخر يتميز بذكاء مرتفع ويغلبعليه أسلوب التفكير اللاّم ( كالاستدلال القياسي ، والسهولة العددية ، استنباطالمتعلقات ، 00 الخ ) . وقد وجد أن القدرات الإبتكارية التي يمكن قياسها باختباراتمناسبة للتفكير المشعب ، تتميز نسبيا عن الذكاء العام للإنسان ويؤيد هذا أبحاثجليفورد الذي يرى أن هناك عوامل ابتكاريه عديدة مستقلة عن العامل العام ( الذكاءالعام ) كما تدل أعمال ماكينون وتيلور وغيرهما أن الأشخاص الراشدين الذين يتصفونبغزارة الإنتاج الإبداعي لا تميزهم جيدا اختبارات الذكاء التقليدية ، ويقرر تورانس ( 1962 ) نتيجة لدراساته بجامعة مينسوتا : أننا قد نفقد حوالي 67% من أعلى 20% منالطلبة المتميزين بقدرات التفكير الإبداعي إذا اعتمدنا فقط على المقاييس العقليةالتقليدية ( أي الذكاء ) في اختيار الموهوبين .
المصادر:
1. زحلوق ، مها ,( التربية الخاصة بالمتفوقين)، دمشق ، مطبعة قمحة ، 2001 .
2. S , Rimm, G., Davis,( تعليم الموهوبين و المتفوقين),ترجمة: عطوف محمود ياسين, المركز العربي للتعريب و الترجمة و التأليف و النشر, دمشق , 2001م.
3. مهدي ,ضيف الله,( رعايةالموهوبين), ورقة عمل مقدمة في اجتماع في الطائف م 1421هـ, http://www.tanmiah-adarb.com