الأطفال المعوقون... كيف التعامل معهم؟
بقلم: جوسلين حداد الدبس
انهم أطفال ذوو قدرات خاصة، بمعنى انها دون المستوىالعام، ما يجعلهم دوماً في مرتبة أدنى من «الأطفال العاديين» في المدرسة كما فيالمجتمع. ليسوا متخلفين عقلياً وليسوا معوقين، إنما «يأخذون» وقتهم في أي عمل بسيطقد يتحول مهمة شبه مستحيلة بالنسبة إليهم.
قانون الصمت
قانون الصمت كانالقاعدة لدى عائلات الأولاد الذين يعانون من مشكلات ذهنية ونفسية لا تظهر إلىالملأ. وقد يعود ذلك الى الخجل او الخوف من نظرة المجتمع القاسية. إلا ان عقدةاللسان بدأت تنفك تدريجاً، ربما لأن الإحصاءات سجلت مضاعفة نسبة الأولاد والمراهقين «المميزين» اكثر من ثلاث مرات العام 2000 في أميركا. إذ بلغت 7 في المئة بعدما كانت 2 في المئة العام 1960، وفق أرشيف طب الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدةالاميركية. كما أظهرت دراسة أجراها على مستوى المقاطعة، مستشفى «ماس جنرال» فيبوسطن، ان هناك ولداً «مميزاً» واحداً لدى كل أب عامل من كل 12 أباً.
مختلفون قليلاً
الأولاد ذوو القدرات الخاصة هم حقاً مميزون في العائلة التي تحتضنهم. همطبيعيون «خارجياً» وحتى «عاطفياً»، لكنهم يعانون من بعض القصور الذهني الذي يجعلهمدوماً يلهثون للحاق بزملائهم في العمر والصف عينهما.
وقد لا يظهر قصورهم إلا فيعمر يافع، أي في الثامنة او التاسعة، نظراً الى ان صعوباتهم المدرسية قد تُعزىقبلاً الى الكسل او الطيش في أحيان كثيرة. ولا يُكتشف الخلل إلا بفضل أستاذ مجتهداو بعد اختبار الذكاء او القدرات الذي غالباً ما يخضع له الأولاد في صفوف مدرسيةمحددة.
القاعدة الأساس التي يحتاج إليها هؤلاء تكمن في رسم الطريق بوضوح أمامهم: توضع لهم قوانين تسمح لهم او لا في القيام بأمر ما، وتُشرح كيفية تنفيذ هذهالقوانين بوضوح، بحيث لا يتم الاكتفاء بإرشادهم فقط من دون التكرار امام أعينهم كيفيجب ان يتصرفوا.
كما انهم يحتاجون أساساً... الى الوقت، والوقت الكبير لتنفيذ ايعمل. فلا يتوقع الأهل ان يقفزوا لينفذوا فوراً ما يقال لهم، لا بل يجب ان يتمإنذارهم مراراً وتكراراً بنفاد الوقت ليقوموا بعمل ما، حتى لو كان ارتداء ملابسهمفقط.
من هنا، تكمن أهمية «طول البال» الذي يجب ان يميز كل من يتعامل معهم مباشرةويومياً. مع العلم ان اقتناء حيوان أليف قد يساعد الولد في تعلّم مبدأ تحمّلالمسؤولية.