الدمج التعليمي - مساعد العولة

[معلم متقاعد]

 

الدمج التعليمي لذوي الصلب المشقوق

مساعد بن حسن العولة
مشرف برنامج دمج - التربية الخاصة

مـدخـــل:
السياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية منبثقة من الشريعة الإسلامية التي جعلت التعليم حقا ً مشروعا ً لجميع أفراد المجتمع دون استثناء.

مـقـدمــــة:
المدرسة العادية هي البيئة التربوية والنفسية والاجتماعية. كما يعتبر الصف العادي هو المكان التعليمي المناسب لتدريس ذوي الصلب المشقوق.

أولا ً: مفهوم الدمج:
يقصد به توحيد المجرى التعليمي أو بمعنى أشمل "التكامل" وصنف التكامل إلى أربع أنواع :
1- التكامل المكاني:والذي يشير إلى وضع ذوي الصلب المشقوق في الفصول العادية في المدرسة العادية.
2- التكامل الوظيفي:ويعني اشتراك ذوي الصلب المشقوق مع التلاميذ العاديين في استخدام جميع المواد المتاحة في المدرسة.
3- التكامل الاجتماعي:ويشير إلى اشتراك ذوي الصلب المشقوق مع التلاميذ الأسوياء في جميع الأنشطة اللاصفية مثل: الرحلات والزيارات والمشاركة في المهرجانات .... الخ من الأنشطة اللامنهجية أو اللاصفية.
4- التكامل المجتمعي: ويعني إتاحة الفرصة لذوي الصلب المشقوق للحياة في المجتمع بعد تخرجهم من المدارس بحيث نضمن لهم حق العمل والاعتماد على أنفسهم بعد الله قدر الامكان.

ثانيا ً: متطلبات عملية الدمج:
أن دمج ذوي الصلب المشقوق مع الأطفال العاديين ليست عمليه سهله، بل أن هناك متطلبات لابد من مواجهتها قبل تنفيذ عمليه الدمج مثل:
1- التعرف على الاحتياجات التعليمية لذوي الصلب المشقوق حتى يمكن إعداد البرامج التربوية المناسبة من الناحية الأكاديمية والاجتماعية والنفسية لتسهيل انخراطهم في الفصل العادي.
2- مراعاة الفروق الفردية عند إعداد الخطط التعليمية حيث أن هناك فروق فردية بين كل طفل وآخر.
3- إعداد المعلمين العاديين للتعامل مع ذوي الصلب المشقوق داخل الفصل والمدرسة.
4- إعداد وتهيئة التلاميذ العاديين لاستقبال الطلبة ذوي الصلب المشقوق.
5- توفير خدمات مساندة ( طبيب أو ممرض، أخصائي نفسي ، أخصائي تربية بدنية خاصة ، أخصائي أجهزة تعويضية ، أخصائي علاج طبيعي ، أخصائي علاج وظيفي ).
6- التجهيزات البيئية " تعديل البيئة المكانية " لتتناسب مع ذوي الصلب المشقوق سواءً في المدرسة أو في داخل الفصل.

ثالثا ً: الاعتبارات الخاصة بتعليم الأطفال ذوي الصلب المشقوق:
* هناك عدة اعتبارات لابد من العمل بها عند تعليم ذوي الصلب المشقوق:
1- إزالة الحواجز المادية التي قد تمنع الطفل من الدخول إلى المدرسة والصف باستقلالية والتحرك والتنقل بيسر وذلك يعني إزالة الأدراج والعقبات الأخرى أو إنشاء مداخل خاصة أو إضافة المصاعد أو بمعنى أشمل تكييف المرافق المدرسية لتصبح مناسبة لذوي الصلب المشقوق.
2- ترتيب المقاعد في الصف على نحو يسمح بالتحرك للأطفال ذوي الصلب المشقوق بحرية داخل الفصل.
3- توفير أماكن كافية لخزن المعدات والأدوات الخاصة.
4- التعرف على طرق العناية بالأدوات المساندة أو الاصطناعية التي يستخدمها الأطفال.
5- تعديل أنماط مشاركة الطفل في النشاطات المدرسية والصفية بحيث يتم تجنب تعرضه للمخاطر.
6- التعامل مع الأطفال بشكل صحيح في حالة تعرضهم لحالات طارئه ( كالنوبات التشنجية ، الإغماء ، ..... الخ).
7- تنفيذ برامج وأنشطة تساعد الأطفال على اكتساب مهارات العناية بالذات.
8- تصميم وتكييف الوسائل والأدوات التعليمية لتتناسب وطبيعة الضعف الموجود لدى ذوي الصلب المشقوق.
9- مساعدة الطالب ذوي الصلب المشقوق على تطوير اتجاهات إيجابية نحو نفسه ونحو الضعف الذي يعاني منه.

رابعا ً: فوائد وإيجابيات الدمج:
الدمج له عدة فوائد وإيجابيات ومزايــا متعددة منها:
1- فوائد الدمج للطفل ذوي الصلب المشقوق:
الطفل ذوي الصلب المشقوق عند ما يشترك في فصول الدمج ويلاقي الترحيب والتقبل من الآخرين فإن ذلك يعطيه الشعور بالثقة في النفس ويشعره بقيمته في الحياة ويتقبل إعاقته ويدرك قدراته وإمكانياته في وقت مبكر ويشعر بانتمائه إلى أفراد المجتمع الذي يعيش فيه كما يكتسب ذوي الصلب المشقوق مهارات جديدة مما يجعله يتعلم مواجهة صعوبات الحياة ويكتسب عدد من الفرص التعليمية والنماذج الاجتماعية مما يساعد على حدوث نمو اجتماعي أكثر ملائمة.

2- فوائد الدمج لوالدي الطفل ذوي الصلب المشقوق:
الدمج يشعر الوالدين بعدم عزل ابنهم ذوي الصلب المشقوق عن المجتمع ويساعدهم أن يريان أن كثير من تصرفاته مثل جميع الأطفال الذين في مثل سنه مما يجعل مشاعر الوالدين تتحسن تجاه طفلهم وأيضا ً تجاه أنفسهم.

3- فوائد الدمج الاجتماعية:
وهو إزالة الفجوة الموجودة بين أطفال الصلب المشقوق والأطفال الأسوياء وكذلك ثبت علميا ً أن الدمج يساعد في تقبل الطفل ذوي الصلب المشقوق من قبل جميع شرائح المجتمع مما يجعلهم يتعاملون معه على انه إنسان سوي له ما لهم من حقوق وعليه ما عليهم من حقوق.

خامسا ً: واقع الدمج التعليمي:
تحتاج عملية دمج ذوي الصلب المشقوق لجهد أكبر حتى تنال رضى الأسر والأطفال أنفسهم وقد بينت الدراسات أن أغلب عوائق عملية دمج ذوي الصلب المشقوق هي العوائق البيئية "المكانية" واعتقد انه بإصرار الأسر وإقبالهم على عملية الدمج لابد أن يتم توفير جميع الخدمات المساندة، وكذلك عمل جميع التجهيزات البيئية "المكانية" التي تسهل عملية الدمج.

سادسا ً: نصائح وإرشادات لوالدي الطفل ذوي الصلب المشقوق عند عملية الدمج التعليمي:
1- الطلب من المدرسة تهيئة البيئة المدرسية لطفلك وإبعاد أي شيء من الممكن أن يعيقه أو يعرضه للخطر.
2- إبلاغ جميع العاملين بالمدرسة عن وضع طفلك وقدراته وإمكانياته ليتمكنوا من التعامل معه بالشكل الصحيح.
3- يجب أن تتأكد من البرنامج التعليمي الذي سيقدم لطفلك فإذا وجد به ألعاب وأنشطة لا تتناسب وقدرات طفلك وتجعله ينعزل أو يستبعد من هذه الأنشطة لابد أن تتكلم مع المعلم ليقوم بتعديل البرنامج ليناسب قدرات طفلك.
4- تبلغ المدرسة بأنه في حالة حدوث أي تغيير في جدول طفلك لابد أن يبلغوك بوقت كاف ٍ لتعمل على تهيئة طفلك لهذا التغيير.
5- لابد أن تقول للمعلم أن يبلغ أقران طفلك في الفصل عن مشكلته الصحية حتى يتفهموا مشكلته ويتعاملوا معه وهم مدركين ماهية مشكلته.
6- التنبيه على المدرسين والمدرسات بعدم تمييز معاملة طفلك عن بقية أقرانه في الفصل بداعي الشفقة.
7- لابد أن تسأل الطبيب عن ما هي الرياضة التي من الممكن أن يقوم بها طفلك لتبلغ معلمي التربية البدنية في المدرسة عن هذه الرياضة.
8- حث ابنك قبل عملية الدمج على الاعتماد على نفسه ومشاركة أقرانه التعلم في بيئة آمنه وصحية.

" قـبـل الــخــــتــــــــــام "
الدمج رائع وكثير الفوائد ومهم جدا ً لذوي الصلب المشقوق فلا نجعل سوء التنفيذ للدمج من قبل البعض عائقا ً في أن نحرم أبناءنا من كل مزايـا الدمج...

الخــتــــام:
إذا لم تطالبوا كأسر بتعديل كل عوائق عملية الدمج فلن يساعدكم أحد فقراركم بأيديكم أما أن تسعون لنجاح الدمج أو تفشلونه وتضروا أولادكم..