العلاقة بين الابوين واثرها على الطفل ..
يؤثر سلوك كل من الوالدين تجاه الاخر على صحة الطفل النفسية ، وقد اثبتت البحوث ان معظم الاطفال اصحاب المشاكل ياتون في منازل مفككة ومنازل تكثر فيها الاحتكاكات الزوجية اكثر ممن ياتون من منازل فيها علاقات اسرية سليمة ومن دواعي تفكك الروابط الاسرية مشاجرات الوالدين واختلافهما وربما كان هذا راجعا الى سوء الحالة الاقتصادية او الى الاختلاف على طرق التربية للابناء او الى اضطراب احد الوالدين او كليهما نفسيا علة نحو يجعلهما غير قادرين على مقابلة تبعات علاقة وثيقة كالزواج ومسؤولية كبيرة كالتنشئة . مقابلة ناجحة وهذا كله يجعل جو المنزل احيانا جوا ثقيلا لايطاق فيهرب منه الطفل الى الشارع .. حيث يحتمل ان يبدأ سلسلة من سلوك غير مرغوب فيه .. وان لم يتمكن من الهرب الى الشارع ففي احلام اليقظة متسع لفراره من الواقع .. واحيانا يصب احد الوالدين جام غضبه على الطفل نقسه . كل هذا يقلل من ثقة الطفل في قوة الكيان العائلي , ويحتمل بالتالي ان تقل ثقته بنفسه وان يجعل ثقته معدومة فيمن يتصل بهم في الحياة بعد ذلك .
ويضاف الى ذلك ان الطفل يشعر بضيق شديد وحزن غامر عند حدوث أي نقاش حاد بين الوالدين ، وذلك لاعتقاده الطبيعي الراسخ بانهما معصومين من اقتراف أي خطأ فكيف بهما وهما يختلفان ؟؟
فالشجار العلني الذي يتهم فيه كل منهما الاخر له اثر على نفسية الطفل لان احساس الطفل بالامان والطمانينة ينهار اذ لم يجد ما يوحي اليه ويدفعه الى الاعتقاد بان والديه اساسا يتحليان على الاقل بكل ماهو سام ونبيل وخير ، واذا ما تكررت صور هذا الشجار فان الطفل عادة ما يتحيز الى احد والديه ، وبهذا يصبح الطفل مرتبكا رافضا والديه .