تمـهـيـد:
تعتبر وظيفة الإبصار من الوظائف الأساسية والمهمة للكائن الحي ويشعر الفرد بقيمة هذه الوظيفة حين تتعطل القدرة على الرؤيا لسبب ما يتعلق بالعين أو بالعوامل الخارجية, فيتأثر الفرد بهذه الإعاقة البصرية وتنعكس على مختلف جوانب حياته.
تختلف درجة التأثير حسب عدة عوامل, خاصة ما يتعلق بالتقبل الأسري فيحتاج بذلك المعاق بصريا إلى رعاية نفسية واجتماعية مهمة تمكنه من التوافق في المجتمع.
I. تعريف الإعاقة البصرية:
ككل مصطلح حاول العلماء تعريفه وتفسيره, كان الأمر بالنسبة لمصطلح الإعاقة البصرية حيث إن هناك من يقول انه وراثي فيزيقي وهناك من يقول انه سببه بيئي أي مكتسب وبين هذين النقيضين وجد العلماء عدة تعاريف وسطية نذكر منها :الإعاقة البصرية:«تشير إلى قصور أو عجز في حاسة البصر وان هذا القصور يجعله غير قادر على القيام بعمل ما»
حاول الكثير من العلماء تحديد مفهوم دقيق للإعاقة البصرية فكانت التعاريف متقاربة تارة ومتفاوتة تارة أخرى , وفيما يلي تعريفات الإعاقة البصرية حسب كل مجال :
1)- من المنظور اللغوي: يستخدم عدة ألفاظ منها الأعمى أي عمى البصر وأيضا الأكمه أي العمى قبل الميلاد حيث يولد الطفل مطموس العينين وكذا الضرير بمعنى سوء الحال والضرير فاقد البصر ولفظ كفيف معنا ه المنع .(وليد السيد خليفة, 2007,ص 87
والعمى حسب القاموس النفسي Larousse هو إعاقة تستطيع أن تكون وراثية أو تحصل فجأة نتيجة حادث , او تحدث تدريجيا حتى الفقدان الكلي (GLAIRE BRILLAND , 2003 , ص 148).
2)- من المنظور الطبي: هي تلك الحالة التي يفقد الفرد القدرة على الرؤية بالجهاز المخصص لهذا الغرض وهو العين وهذا الجهاز يعجز عن أداء وظيفته إذا أصابه الخلل وهو إما خلل طارئ كالإصابة بالحوادث أو خلل ولادي يولد مع الشخص. ويعرف الشخص الأعمى بأنه ذلك الشخص الذي تكون حدة أبصاره تساوي أو تقل عن 20/200 في أقوى العينين وذلك بعد محاولات التحسين أو إجراء التصحيحات الطبية الممكنة باستخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة .(عبد الصبور منصور, 2006 ,ص125 ).
3)- من المنظور التربوي: يعرفها ميتلر METTLER «ذوي الإعاقة البصرية أولئك الفاقدين للبصر كلية وهم أولئك الذين يكون البصر لديهم شديد القصور والضعف حيث يتطلب تربية بمناهج لا تتضمن حاسة البصر وهم إما ضعاف البصر أو عميان وظيفيا أي لا يمكنهم القراءة ألا بالبرايل, وإما العميان كليا لا يرون شيئا »(السيد خالد عبد الرزاق , 2002 ,ص17 ).
وحسب هيئة اليونسكو فالمعاق بصريا « فهو الشخص الذي يعجز عن استخدام بصره في الحصول على المعرفة».
4)– من المنظور القانوني : من شأن التعريف القانوني تحديد أهلية الأفراد قانونيا لضمان حقوقهم في الخدمات التعليمية والصحية , حيث يفصل هذا التعريف بين قسمين أساسيين هما:
4-1- المكفوف هو شخص لديه حدة بصر تبلغ 20/200 أو اقل في العين الأقوى بعد اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة أو لديه حقل أبصار محدود لا يزيد عن 20 درجة .
4-2- ضعيف البصر: أو البصر جزئيا وهو شخص لديه حدة إبصار أحسن من 20/200 ولكن 20/80 في العين الأقوى بعد إجراء التصحيح اللازم. (ماجدة السيد عبيد,2000,ص 30 )
والمقصود بحدة البصر هو « قدرة العين على تمييز تفاصيل الأشياء» (سليمان عبد الرحمان السيد , 1999, ص 36 ) أما المقصود بحقل البصر فهو حدود المحيط الذي يمكن للفرد الرؤية فيه .
5)- من المنظور والإجتماعي : هو الشخص الذي لا يستطيع أن يجد طريقة دون قيادة أو مساعدة في بيئة غير معروفة لديه (وليد السيد خليفة , 2007 , ص91 )
6)– من منظور منظمة الصحة العالمية: تقسم منظمة الصحة العالمية الإعاقة البصرية إلى أربعة أقسام وهي كالتالي:
أ- الإعاقة البصرية الشديدة : حالة يؤدي الشخص فيها الوظائف البصرية على مستوى محدود .
ب- الإعاقة البصرية الشديدة جدا : حالة يجد فيها الشخص صعوبة بالغة في تأدية الوظائف البصرية الأساسية.
ج- شبه العمى : حالة الاضطراب البصري لا يعتمد فيها على البصر بل يعتمد على معينات بصرية
د- العمى : فقدان القدرات البصرية ( منى صبحي حديدي , 1998 , ص44 ).
وفي البحث الحالي فنحن نتبنى وجهة النظر منظمة الصحة العالمية كونها حددت بطريقة علمية ودقيقة تصنيف ذوي الإعاقة البصرية حسب شدة الإعاقة البصرية وكذا المنظور التربوي الذي قدم لنا تحديد ذوي الإعاقة البصرية حسب الاحتياجات التعليمية والتي تتضمن ضرورة التعلم بالبرايل مهما كانت شدة الإصابة.حيث تعرفه الجمعية الأمريكية للمكفوفين « بأن المكفوف هو الشخص الذي لا يوجد لديه بصر قابل للاستعمال وأن مصطلحات المعاق بصريا وضعيف البصر والمبصر جزئيا استخدمت لتشير الى الى الشخص الذي لا يوجد لديه إبصار قابل للاستعمال بغض النظر عن مدى محدوديته وقلته » ( الزريقات , 2006, ص103).