#1  
قديم 09-08-2008, 08:59 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي مهارات الادراك المعرفى الاربعة للتعلم الناجح

 

مهارات الادراك المعرفى الاربعة للتعلم الناجح


ان المهارات المعرفية هى تلك المهارات التى تساعدنا على التعلم والمعرفة. ان ما يجب ملاحظته ان الانسان لا يستطيع عمل شيء دون ان يتعلمه باستثناء وظائف الجسم الطبيعية مثل التنفس والانعكاسات كغلق العين لاإراديا اذا ما اقترب منها جسم غريب وفيما عدا ذلك فالإنسان لا يستطيع ان يعرف شيء او ان يعمل شيء بدون تعلم ولذلك فعلينا تعليم المهارات المعرفية وفيما يلى أهمها:

التركيز
لابد أن نفرق بين الانتباه والتركيز ؛ فالانتباه وظيفة جسدية ولسنا فى حاجة الى تعلمها. ولكن الانتباه كوظيفة جسدية لا تفيد فى التعلم حيث ان الانتباه يتغير بسرعة من موضوع لآخر ومن شيء لآخر . المهم هو تدريب الطفل على تركيز ذلك الانتباه على شيء ما مع الاستمرار فى جعل ذلك الشيء هو بؤرة انتباهه واهتمامه لوقت طويل . ان تركيز الانتباه لمدة من الوقت فى موضوع واحد هو ما يطلق عليه لفظ التركيز.
ويبنى التركيز على دعامتين :
o الاولى انه عمل ارادى ولا يتم اتوماتيكيا.
o والثانية انه مهارة معرفية لابد من تعلمها.
ويقر المختصين بتعليم ذوى الاحتياجات الخاصة بأن القدرة على التركيز وأداء عمل لفترة طويلة من الزمن شيء ضرورى للطالب لتلقى المعلومات الضرورية لتكملة دراسته الاكاديمية كما أن التركيز لا يعتبر شيء ينزل من السماء ولكن لابد من التدريب عليه بانتظام واستمرار.

الادراك
قبل ان يتعلم الانسان اى شيء لابد ان يدركه اولا . والإدراك هو الوعى بالشيء عن طريق الحواس فعلى الانسان أن يرى وأن يسمع وبالتالى يفسر ما سمعه وما رآه .
اذا الادراك هو فى الحقيقة التفسير وبالطبع ان نقص الخبرة يجعل الانسان يسئ التفسير او يفسر ما يراه وما يسمعه بشكل غير صحيح.
والإدراك بعبارة اخرى هو توجسنا من موقف راهن فى حدود نطاق خبرتنا الماضية او كما قال الفيلسوف امانويل كنت (1724-1804) : " نحن نرى الاشياء ليس كما هى ولكن كما نكون نحن"

وفيما يلى بعض المواقف التى توضح كيف يرتبط الادراك بالخبرة السابقة:
فلنفترض أن شخصا ركن سيارته ومشى بعيدا عنها ولكنه طوال الطريق ظل ينظر خلفه على سيارته وكلما ابتعد عنها يراها تصغر شيئا فشيئا فهل سيشهق ويصرخ قائلا ان سيارتى تنكمش؟ .......كلا.
لأننا من تجاربنا السابقة علمنا ان الاشياء تبدو صغيرة كلما ابتعدنا عنها ولكنها فى الحقيقة حجمها ثابت لا يتغير ولكنه الخداع البصرى وهذا النوع من الادراك الذى تعلمناه يسمى ثبات الحجم.
فالأقزام الذين يقطنون فى قلب الغابات الاستوائية المطيرة فى افريقيا الاستوائية ولم يتعرضوا للآفاق الواسعة البعيدة لم تتح لهم الفرصة ليعرفوا ثبات الحجم. وذات مرة أُُبْعِدَ قزم عن بيئته المعتادة وأُقنع أن ما يراه هو سرب من الحشرات ولكنه كان فى الحقيقة قطيع من الجاموس على بعد مسافة كبيرة منه. وعندما اقترب من الحيوانات انتابه الذعر كيف تكبر الحشرات الى حيوانات الجاموس وظن ان هناك يد ساحرة وراء ذلك.

والشخص يحتاج الى تفسير ظاهرة حسية وذلك يكون على اساس تجربة ماضية شبيهه او لها صلة بتلك الظاهرة .اذا القدرة على الادراك تعتمد على كم الخبرات والتجارب الادراكية ومن هنا نصل الى النتيجة القائلة ان الادراك هو احدى المهارات المعرفية التى يمكن ان تتحسن بشكل رائع من خلال التدريب الحكيم والخبرة الحصيفة .

الذاكرة
ثبت من تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة ان هناك انواع مختلفة من مشاكل الذاكرة منها :

o الذاكرة التقبلية :
ويقصد بها القدرة على ملاحظة السمات الشكلية للمثيرات حتى يتمكن من التعرف عليها فيما بعد. والطفل الذى يعانى من صعوبات او مشاكل فى الذاكرة التقبلية لا يستطيع بصريا او سمعيا تمييز الشكل أو الصوت المتعلق بالحروف الابجدية أو النظام الرقمى....الخ.

o الذاكرة التسلسلية
ويقصد بها القدرة على استرجاع المثيرات بترتيب ملاحظتها وحدوثها. وكثير من المصابين بعسر القراءة يعانون من ضعف فى ذاكرة الرؤية التسلسلية وذلك من الطبيعى يؤثر على قدرتهم على القراءة وتهجي الحروف بشكل صحيح فهو لا يستطيع تذكر شكل الحرف او الصوت المرتبط به ، حيث أن كل كلمة تتكون من مجموعة من الحروف بترتيب معين. ولكى يقرأ الفرد عليه استرجاع الحروف بترتيبها وتذكر الكلمات التى يمثلها تسلسل هذه الحروف فاذا تغير تسلسل الحروف فى كلمة (كتاب) تصبح كلمة اخرى ذات مدلول آخر(اكتب) . والبعض لديهم ضعف فى القدرة على تذكر التسلسل السمعى وبالتالى فهم لا يستطيعون تكرار الكلمات الطويلة شفهيا دون الخلط في اخراج المقاطع.

o ذاكرة الحفظ عن ظهر قلب بالإعادة والتكرار
ويقصد بها القدرة على حفظ نماذج نمطية ثابتة، والطفل الذى لديه صعوبة فى هذا المجال لا يستطيع استرجاع او تذكر تلك النماذج اتوماتيكيا مثل الابجدية والنظام الرقمى ، جدول الضرب ، قواعد الهجاء او قواعد النحو.

o الذاكرة المؤقتة او قصيرة الاجل
وتستغرق تلك الذاكرة ثوان قد تمتد الى دقيقة وقد تختلف من شخص لآخر فى مدة الوقت مثل محاولة استرجاع رقم تليفون مثلا سمعته منذ لحظات او اسم شخص قدم لك منذ لحظة او ملاحظة ذكرها المدرس فى الفصل تلك هى ما نسميها الذاكرة القصيرة المؤقتة. ونحتاج لمثل هذه الذاكرة لحجز الافكار عند كتابة خطاب حيث نستطيع حفظ آخر جملة فى ذهننا ونحن نكتب الجملة التالية لها . ونحتاج الى هذه الذاكرة ايضا ونحن نتعامل مع المسائل الحسابية .فلنفترض ان مسألة تتطلب اولا اضافة رقمين معا ( الخطوة الاولى 15+27) ثم قسمة الناتج ( الخطوة الثانية قسمة الناتج على 2) . اذا قمنا بعمل المسألة فى رأسنا علينا ان نحتفظ او نحتجز الخطوة الاولى (42) للحظة بينما نطبق الخطوة الثانية (42/2) فمن الضرورى وجود بعض المساحة من الذاكرة القصيرة لحجز الخطوة الاولى.

o الذاكرة الطويلة الاجل
ويقصد بها استرجاع وتذكر المعلومات التى قد سبق وتعلمناها فى الماضى وان لم يطور المعاق او من لديه اعاقة فى عملية التعلم مهارات تذكر المعلومات تطويرا كافيا سيظل كل مرة يرى هذه المواقف وكأنه يراها لأول مرة كما لو كانت جديدة بالنسبة له. ولن يكون هناك تقدم حقيقى من جانب الطفل او المدرس طالما الاساس لم يعالج لان الطفل قد نسى ولذلك فعلينا مساعدة الطفل الذى لديه اعاقة فى التعلم بنظام فعال يساعده على التذكر وإلا ستظل المشكلة قائمة ويظل الطفل فى مستوى ادنى ممن هم فى سنه.

التفكير المنطقى
صرح الدكتور كارل البرخت فى كتابه "بناء المخ" أن التفكير المنطقى ليس عملية سحر أو منحة جينية خلقية ولكنه عملية تعلم عقلانى . انه عملية يستخدم فيها الفرد عقله بشكل دائم للوصول الى نتيجة. والمشاكل والمواقف تتطلب تفكير منطقى لبناء العلاقات بين الحقائق وسلسلة من التعقل لعمل المعنى. وأساس كل التفكير المنطقى هو افكار تسلسلية كما يقول الدكتور البرخت. وتتخلل تلك العملية الاخذ بالأفكار والحقائق والنتائج الهامة التى تنطوى عليها مشكلة ما وترتيبهم على شكل سلسلة من التقدم لها معنى فى حد ذاتها. والتفكير المنطقى هو التفكير فى خطوات.
والتفكير المنطقى ايضا هو مهارة أساسية حسابية هامة. ويقول الدكتور البرخت " أن تعلم الرياضيات هو عملية مرحلية تسلسلية. فإذا لم تفهم فكرة او حقيقة او خطوة معينة فلن تستطيع ادراك او فهم باقى الخطوات المترتبة عليها فيما بعد. فعلى سبيل المثال لكى تفهم الكسر لابد اولا ان تفهم القسمة ولكى تفهم معادلة بسيطة فى الجبر فذلك يتطلب فهمك للكسور ولكى تحل مسألة كلامية فان ذلك يعتمد على فهمك لعمل المعادلات وهكذا." ولقد ثبت أن التدريب على عمليات التفكير المنطقى يجعل الناس أكثر ذكاءً. والتفكير المنطقى يجعل الطفل يرفض الرد السهل والسريع مثل " لا أعرف" او " هذا شيء صعب جدا" وذلك بتقويته لينقب بشكل اعمق فى تفكيره وبفهم افضل لتلك الاساليب التى يمكن استخدامها للوصول الى الحل.

 

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 03:19 AM.