طفل مصاب بالشفة الأرنبية من كل 600 في المملكة
أخصائيون يدعون لإنشاء مركز لرعاية المصابين وتدريب كوادر سعودية
جدة: براء العتيق، نجلاء الحربي
دعا متخصصون في جراحة التجميل إلى ضرورة إنشاء مركز متخصص ومتكامل لرعاية الأطفال المصابين بـ"شق الشفة والحلق" تحت مسمى ابتسامة أمل، بعد الانتهاء من بناء قاعدة أساسية من الأطباء السعوديين المتخصصين في ما يسمى علميا بـ"الشفة الأرنبية".
يأتي ذلك تزامنا مع انطلاق ورشة العمل التي تنظمها الجمعية العلمية السعودية لجراحة التجميل في جدة، وأستمرت لمدة ثلاثة أيام في المستشفى الجامعي وأختتمت أمس، برعاية عميد كلية الطب البروفيسور محمود شاهين الأحول ورئيسة الجمعية السعودية لجراحة التجميل الدكتورة صباح بن صالح مشرف.
وأوضح رئيس اللجنة المنظمة الدكتور بالمستشفى الجامعي سامي حمدان الزهراني أن الجمعية خلال فترة ورشة العمل وبمشاركة من قسم جراحة التجميل في جامعة الملك عبدالعزيز ستقوم ابتداء من اليوم بإجراء الجراحة التجميلية لأكثر من عشرة أطفال يعانون من هذه التشوهات، مشيرا إلى أن الجمعية تسلط الضوء على مشكلة الشفة الأرنبية لحجمها في المملكة، حيث يولد طفل مصاب من كل ستمئة طفل.
وأشار إلى أن الجمعية تهدف إلى الحد من ما يعانيه المصابون بتلك التشوهات على شكلهم الخارجي وإعاقة نموهم الطبيعي، وما تسببه لهم من مضاعفات صحية في الكلام والسمع والغذاء، وأيضا ما تخلفه من مشاكل نفسية معقدة للطفل والأسرة.
وقال الزهراني "تم في ورشة العمل تدريب أطباء جراحة التجميل وجراحة الأطفال وأطباء الأسنان وأطباء الأنف والأذن والحنجرة على عمليات جراحة شق الحلق والشفة وتدريبهم على أفضل التقنيات المستخدمة في هذا المجال"، مؤكدا أن هذه التشوهات يمكن تصحيحها جراحيا بنسبة نجاح عالية جدا يعود بعدها الطفل إلى ممارسة حياته كطفل طبيعي لينشأ فردا مثمرا ومنتجا في المجتمع.
وأشار إلى أن ورشة العمل شهدت مشاركة متحدثين دوليين ومحليين في تخصص جراحة التجميل وجراحة الأطفال من أصحاب الخبرة الدولية في هذا المجال، موضحا أن الجمعية قامت بإنتاج فيديو مبسط بعنوان "ابتسامة أمل" يحكي معاناة هؤلاء الأطفال وتطلعاتهم لعيشوا حياة طبيعية خالية من الألم وما يعانونه من عدم وجود مركز متخصص ومتكامل في المملكة لعلاج مثل هذه الحالات، كما يصور الإنجازات الضخمة للأطباء السعوديين مع مرضاهم، حيث تبدو ابتسامة الأمل والرضى على الأطفال بعد تصحيح حالاتهم جراحيا.
وأكد الزهراني أن السبب الرئيسي لهذا التشوه الخلقي غير معروف حتى الوقت الحالي، ومازال الباحثون يحاولون معرفة الأسباب الأكيدة، مع وجود بعض الدراسات العالمية تشير إلى وجود ارتباط بين الإصابة بالمرض وبعض العوامل المحيطة بالحامل، كالتدخين وتناول بعض الأدوية، لكنها دراسات ضعيفة لم تثبت دلالتها، مشيرا إلى أن الشفة الأرنبية أو شق سقف الحلق إذا كان غير مرتبط مع أي متلازمة مرضية، فمن الممكن إصلاح هذا الشق جراحياً، وبالتالي يعيش الطفل حياة طبيعية.
وقال استشاري طب وجراحة التجميل ورئيس الجمعية السعودية لطب وجراحة التجميل والحروق البروفيسور الدكتور محمد ديب عيد إن الأرقام العالمية تشير إلى نسبة حدوث حالات الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق تبلغ واحد في الألف من المواليد الأحياء. وأضاف أنه لا توجد في المملكة دراسة شاملة حول المرض، إلا أن هناك دراسة محدودة تشير إلى أن نسبة الإصابة واحد في كل 600 مولود حي.
وبين أن الدراسة التي أجراها سابقا مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث على عينة شملت 834 طفلا مصابا بالشفة الأرنبية أو شق سقف الحلق أو كليهما كشفت نتائجها أن هناك ارتباطا وثيقا بين زواج الأقارب وحدوث هذه التشوهات.