البقشي المعوق حركياً يقود فريقاً لابتكار روبوت يقلد حركات البشر
الحياة
الخميس، ٩ يونيو/ حزيران ٢٠١٦
الأحساء - حسن البقشي
لا تتوقف أفكار الاختراعات عن مراودة ذهن حسين عبدالعظيم البقشي، وإذا كان الطلاب يميلون إلى الراحة في أشهر الصيف، بعد أن قضوا العام الدراسي في الجد والتحصيل فإن حسين يستغل الإجازة ليحول الأفكار التي تختمر في ذهنه إلى ابتكارات واختراعات.
ولم تمنع إعاقة البقشي الحركية من إكمال مشواره العلمي، وتحقيق طموحه الذي يسعى إليه، فحقق جزءاً من طموحاته العلمية بحصوله على شهادة جامعية، واختراعات عدة، وحقق مراكز متقدمة في عدد من المسابقات العلمية، مؤكداً بأنه يسعى للحصول على أعلى الشهادات العلمية.
وحصل حسين البقشي، وهو من ذوي الاعاقة الحركية، على شهادة البكالوريوس في الحاسب الآلي من جامعة الملك فيصل، بامتياز، وهو الثاني على دفعته، وكان مشروعه للتخرج روبورت يستخدم في الصناعات الطبية والصناعية. ويسعى الآن إلى نيل القبول في الدراسات العليا، وصولاً إلى الحصول على شهادة الدكتوراه، مؤكداً أنه عمل على تطوير نفسه من خلال الالتحاق في دورات عدة، منها مشاركته في برامج الصيف التي تنفذها الكلية التقنية في الأحساء.
وأكد البقشي أن تحقيق طموحاته العلمية والمهنية والاختراع لن يتوقف، موضحاً أن مشواره العلمي بدأ منذ الصغر، بدعم من أسرته التي شجعته في المراحل الدراسية كافة، وأيضاً وقوف اثنين من زملاء دراسته، وهما: علي طاهر المزيدي، وحسين علي الثاني، ويشكل الثلاثة حالياً فريق عمل، ويسعون لتنفيذ مشروع بناء أجهزة آلية لرجل وسيارة وطائرة من خلال كاميرا خاصة توضع على الأجهزة، وحينما يقوم الواقف أمام هذه الكاميرا بعمل حركة معينة يقوم الربورت بتقليدها، بناء على وضعية الجسم الواقف أمام الكاميرا. وقال البقشي: «عملنا نحن الثلاثة على المشروع منذ بداية الفصل الأخير قبل التخرج هذا العام، لما لهذا المشروع من فائدة كبيرة لخدمة المجتمع، مثل نقل كبار السن والمحتاجين واستخدامه في المستشفيات في الجراحات وغيرها من الخدمات»، مضيفاً: «نعمل جميعاً في المسابقات والمؤتمرات الدولية والخليجية، وحصلنا على المراكز الأولى خلال بعض مشاركاتنا».
وعزا دخوله هذه المسابقات الوطنية إلى ثقته بقدراته على إتقان مهارة تصميم المواقع، والتنافس مع زملائه على تصميم المواقع الجديدة، والعمل على ابتكار تصاميم خاصة لمساعدة مستخدمي الإنترنت للتبرع بالمشاريع البيئية، والوظائف التي تشمل صوراً وأزرار التمويل والعنوان والنص الوصفي.
ونافس البقشي 188 شاباً سعودياً على المراكز الأولى وجوائز المسابقة الوطنية للمهارات التي نظمتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في الرياض، بعدما تم اختياره ضمن 1084 مشاركاً لانطباق شروط المسابقة عليه، التي تتضمن المعرفة والخبرة في التقنيات واللغات البرمجية المكونة للمواقع الإلكترونية، إضافة إلى التخطيط لصنع الواجهة الإلكترونية، وسهولة التصميم ومرونته وأيضاً الإدارة الشاملة للموقع، والمهارات الإبداعية في استخدام مزيج الألوان والطبقات والرسومات على الصفحات النهائية لتحديد تصميم ناجح للمواقع الإلكترونية.
بدوره، قال مدير جمعية الاعاقة في الأحساء عبداللطيف الجعفري: «إن حسين البقشي استطاع تحدي إعاقته الحركية، واستطاع خلال ست سنوات قضاها في الدراسة تحقيق مراكز علمية في مسابقات محلية وخارجية، وتمثيل المملكة في مسابقات عملية»، مشيداً بدور جامعة الملك فيصل في استقطاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف الجعفري: «هناك عدد المستفيدين من هذا برنامج الشراكة بين الجمعية والجامعة، يزيد عددهم على 200 طالب وطالبة، يتلقون العلم والدعم والتشجيع من منسوبي الجامعة»، مشيراً إلى أن الجمعية استطاعت توظيف عدد من هؤلاء الخريجين من ذوي القدرات الخاصة، وسيكون هناك عدد كبير في الأعوام المقبلة.
http://www.alhayat.com