#1  
قديم 05-06-2013, 09:03 PM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي أبناؤنا المعاقون وأساليب التعامل معهم - د.شحاته محروس

 

أبناؤنا المعاقون وأساليب التعامل معهم

د.شحاته محروس ـ مصر

تمرالأسرة التي تعلم بإعاقة أحد أبنائها بالمراحل الثلاث التالية: المرحلة الأولى معالشعور بوجود طفل معاق في الأسرة، تبدأ مرحلة جديدة في حياة الأسرة يملؤها الألم،وتتخللها الشفقة، ويلازمها البكاء الدائم، ويظهر العبوس على وجوه أفرادها، وكلمامرَّ الوقت، عشش القلق، وساد التشاؤم، وتعمق الخوف من المستقبل، أما إذا تقبلتالأسرة الأمر كواقع حي يتعاملون معه، وخاصة الأم التي يكون عليها الدور الأكبر فيهذا التقبل، ومناقشة الإعاقة كواقع لابد من التعامل معه مع بقية أفراد الأسرة، فإنذلك من شأنه أن يقلل من حدة المعاناة، ويقصّر من فترة القلق، فما إن تستقر الأسرةعلى مواجهة المشكلة، وما إن تتقبل ذلك الواقع الصعب، وما إن تتعامل مع المشكلةتعاملا علميا وطبيا سليما، وما إن تنأى عن الأحلام والأماني الكاذبة التي تضخمالوهم بوجود حل خارق، وما إن تستسلم الأسرة لقدر الله سبحانه، فلسوف تختصر الطريقأمام المراحل التالية.
والمرحلة الثانية: هي مرحلة التفكير المنظم في المشكلة، والبحث عن العلاج، ثماتخاذ إجراءات العلاج، ولكن في هذه المرحلة يظل الأمل في الشفاء التام يراودالأسرة، ويكون لديهم ميل للاعتقاد في بعض الآراء التي تتوافق مع طريقة تفكيرهم،التي تستبعد أحيانا التسليم بدوام الإعاقة، فيحبوا أن يصدقوا بعض الشخصيات التيتعدهم بالشفاء التام، ومع طول الوقت، وتضاؤل الأمل تدريجيا في الشفاء التام، تبدأالأسرة في الانتقال إلى المرحلة الثالثة.

والمرحلة الثالثة وهي مرحلة الاعتراف بالواقع، وتبدأ فيها فترة التعامل السليم معالمشكلة، وتبدأ سلامة المواجهة الحقيقية، وتبدأ فترة العلاج الفعلي، وباختصارتبدأ المعالجة السليمة للموقف كله، وهذه المرحلة أيضا هي مرحلة التكيف مع الإعاقة،والتسليم بالواقع، وتستقر الأمور، وتهدأ الثائرة، ويبدأ مشوار العلاج المنظمالطويل.

أهداف التعامل مع الطفل المعاق
من الصعب بالنسبة لمن يتعاملون مع المعاق الشعور بمعاناته، والإحساسبمشاعره، وغير خاف على أحد ما يعانيه بعض المعاقين من مشكلات، قد تكون بدنية، أونفسية، أو اجتماعية، تتمثل في ضعف التواصل مع الآخر، وقد يكون سبب ذلك هو الخوف أوالخجل، وقد يكون تأخر النضج النفسي والعاطفي والاجتماعي عن أقرانهم، وقد يعبرالمعاق عن نفسه بصور مختلفة، فيأتي تعبيره في صورة انسحاب من المجتمع، وكأنه يقاوممشكلاته مقاومة سلبية، أو قد يأتي في صورة سلوك عدواني، وقد يكون في صورة مضطربة،فهو يتأرجح بين السلبية مرة وبين العدوان مرة، مما يجعل عملية التواصل مع المعاقوكسب ثقته عملية ليست باليسيرة.
فتكون الأهداف المطلوب الوصول إليها مع المعاق هي:
ـ تعرف الكيفية المناسبة لتحقيق التواصل بين المعاق والآخر، وهي أولى خطواتالنجاح، ويكون ذلك باستخدام وسيلة التواصل الملائمة.

ـ تنمية إمكانات المعاق وقدراته، لاستثمار المستوى الموجود من تلك الإمكاناتالاستثمار الأمثل، والوصول به إلى أقصى طاقاته، والإفادة من قدراته والوصول بها إلىأعلى مستوى ممكن، وبذلك يكون المجتمع قد أفاد من كل طاقات أبنائه، ولم تعد فيهطاقات معطلة بما في ذلك طاقات المعاقين.

ـ دمج المعاق في المجتمع ليصبح جزءا أساسيا فيه، ولبنة قوية من لبناته، وإضافة مهمةلقوته، فإذا وصلنا إلى هذا المستوى نكون قد قمنا بخدمة رائعة لكل من المعاقوالمجتمع الذي ينتمي إليه.

تعليم الطفل المعاق
يستلزم تعليم الطفل المعاق بيئة تربوية وتعليمية خاصة، والبيئة التربويةوالتعليمية: تشمل كل من يتعامل مع الطفل، وكل ما يحيط به، فإذا كنا نتحدث عن طفلعادي وليس معاقا، وكان هذا الطفل في البيت، فإن جميع من حوله من الوالدين، والإخوة،والأقارب يجب أن يكون لهم طريقة موحدة في التعامل معه، وتكون هذه الطريقة متفقاعليها بين الجميع، فما بالك إذا كان الكلام يخص طفلا معاقا هو أكثر حساسية للمشكلاتوأكثر إحساسا بها؟ والبيئة التربوية والتعليمية يجب أن تقوم على عدد من العناصرالأساسية، وتتميز بعدد من المميزات، وهي:
ـ تنوع المثيرات: فتنوع مجال الاستثارة مهم لإسعاد الطفل، وإدخال البهجةوالسرور على قلبه، وفي نفس الوقت فهو مهم لنموه العقلي، فخروج الطفل للتنزه اوللتسوق او للحدائق يستثير ذهنه، والمعلم الخبير يضع في حسبانه كيفية الإفادة من تلكالمثيرات الموجودة بشكل طبيعي حول الطفل، أو المنظمة بشكل مقصود لتعطي معنى معينيقصد منه تدريب الطفل على سلوك معين، مثل تعليم الطفل كيف يتعامل مع الناس، وكيفيتوقع نتائج أفعاله، فمثلا إذا لمس شيئا ساخنا، أو مد يده نحو النار فإنها ستحرقيده، وإذا حياه الناس كيف يرد التحية، وإذا كلّمه أحد كيف يستمع إليه، وكيف يستجيبللناس في حالات التعامل المعروفة بينهم.

ـ تنظيم المثيرات: ويتم تنظيم المثيرات حول الطفل المعاق بشكل مرتب ترتيبا محددا،أو بشكل يعطي معنى للأشياء أو المثيرات. ويجب ان يتمتع ذلك التنظيم باليسر الذييسمح للطفل بالعثور على احتياجاته، وتعلم أماكن الأشياء ومواقعها.

ـ النمذجة: وهو أداء كامل للسلوك الذي ترغب المعلمة أن تعلمه للطفل، فتقوم بهالمعلمة ببطء، ووضوح، وتكرره مرات عدة، وتطلب من الطفل إعادته حتى يتم تعلمه.
والطفل يحب التقليد ويجد متعة في ذلك، وعن طريق التقليد يتعلم الكثير، خصوصا الطفلالمعاق عقليا، فهو يحتاج ملاحظة النموذج عددا من المرات، وهو أحوج للتقليد من غيرهمن الاطفال.

ـ قصر الوقت، والتجزئة، والتنوع: فيجب أن تكون المدة المستغرقة في تعليمالطفل المعاق أي سلوك مدة قصيرة، ويتم تكرار ذلك على فترات، كل فترة منها قصيرة فيذاتها، ومجموعها يؤدي إلى تعلم السلوك المقصود، مع ملاحظة أن الطفل المعاق يجدصعوبة في الانتقال السريع من نشاط لآخر، فلأجل ذلك لابد أن يحصل على فترة راحةقصيرة أيضا، وأن هذا الطفل يفتقر الى المبادأة والإيجابية، ولذا يجب على المعلمةتدريبه على اختيار ما يريده من لعب أو نشاط، ولاتنتظر منه أن يطلب منها تغييرالنشاط، أو تنوعه.

ـ إيجاد الدافع اللازم لقيام الطفل بالسلوك: والدافع للقيام بسلوك ما قد يكونخارجي كالحصول على مكافأة، أو التشجيع والثناء، أو تبوء مكانة، وقد يكون داخليالمصدر كالحاجة إلى المعرفة، أو حب الاستطلاع، فيكون الطفل راغبا في القيام بعمل ماليشبع هذه الحاجة الداخلية، أما بالنسبة للطفل المعاق عقليا فان الدافعية المناسبةله هي الدافعية الخارجية، وليس معنى ذلك الاعتماد على هذا النوع من الدوافع فقط،ولكن معناه أن تبدأ المعلمة مع الطفل باستخدام الدافعية الخارجية، وفي خلال تعلمهيجب عليها تنمية الدافعية الداخلية لديه، وذلك بأن تتيح له مجالا يدفعه للاستكشاف،وتشجعه عليه، وتتيح له فرصة التعلم من النشاط الذي يمارسه.

ـ إشباع الحاجة إلى الأمن: فهي حاجة نفسية من الضروري إشباعها لدى الصغاروالكبار، وخصوصا لدى الطفل المعاق، فلابد من شعوره بالأمان خلال تعلمه، وخلالتعامله، فإذا ما فقد الشعور بالأمان، فإنه سيظل سلبيا لايقدُم على شيء، ذلك لأنهيخشى العقاب اذا ما حاول استكشاف الجديد.

ـ وضوح التعليمات، وبساطة المعلومات: فالتعليمات الصادرة للطفل بصفة عامةلابد أن تكون واضحة بالشكل الذي يضمن معه المعلم استيعاب الطفل للتعليمات المعطاةله، كما أنها لابد أن تحتوي على معلومات بسيطة تتناسب مع ذهن الطفل ومرحلة نموهوخبرته، حتى يضمن المعلم فهم الطفل لها، فإنه من الظلم لأي إنسان معاقبته على شيءلم يفهمه، أما بالنسبة للطفل المعاق، فإن الأمر أكثر حساسية، فلا بد أن تكونالتعليمات واضحة جدا والمعلومات المتضمنة فيها بسيطة، ويتم تكرارها إلى أن ينتبهلها الطفل المعاق ويستوعبها ويستطيع أن يتفاعل معها، ومن نافلة القول أن نلفت أنظارالمتعاملين مع الطفل المعاق بالصبر على التكرار الكثير، ومقاومة ملل التكرار، وعدمالسماح لليأس بالتسرب إلى تلك العلاقة.

ـ تحديد المطلوب من الطفل بدقة: فلا يصح إحداث أي نوع من التداخل بين الأوامروالتعليمات، أو التعدد والمزج بين المثيرات، أو تركيب بعض المعلومات، فلا بد أنيكون الموقف التعلمي بسيطا ونقيا، ويتم استبعاد المثيرات المشتتة، حتى يتمكن الطفلمن التركيز على المثير الوحيد الذي يسمح المعلم للطفل برؤيته، أو بسماعه، أوبالتعامل معه.

ـ تشكيل السلوك: وهو أن يثاب الطفل على كل جهد يصدر عنه في الاتجاه المرغوبفيه، فإذا ما صدر عنه جهد ليس في اتجاه الهدف المرجو، فإنه لايثاب عليه، إلى أنيدرك الطفل أن العمل بشكل معين يحصل من خلاله على التعزيز الذي يحبه، فيحاول إجادةالسلوك الذي يلقى الاستحسان والمديح والثناء عندما يقوم به.
طريقة التعامل مع الطفل المعاق: يشمل التعامل مع الطفل المعاق فعل كل ما من شأنهتحسين نفسية الطفل، وتجنب كل ما من شأنه إيذاء الطفل، ثم الاتفاق بين المتعاملين معالطفل على طريقة التعامل معه بشكل تربوي ونفسي سليم، وفيما يلي توضيح ذلك عن طريقالنقاط الثلاث الآتية:
أـ تصرفات تحسّن نفسية الطفل المعاق:
ـ لابد أن تتم توعية الطفل في الوقت المناسب الذي يستطيع فيه استيعاب الأمر،ويتم الشرح بدون تزيّد أو نقصان أو كذب، فهو سيفهم الوضع جيدا في وقت ما، وسيعرف أنما تقوله الأم، والذي قد يصاحب بألم في البداية، سيكون سببا في وعيه بنفسهوبمشكلته، وبطريقة تعامله مع الآخرين مستقبلا.

ـ مصاحبة الطفل، والخروج معه في نزهة، أو حكاية قصة له أو قراءتها، أو إشراكهفي أي عمل قد يستحوذ على اهتمامه.

ـ زيادة وعي الأسرة بطبيعة المشكلة، ورفع مستواها الثقافي، وذلك بالاطلاع علىكتب أو دوريات أو دراسات تخص هذا الموضوع، أو الدخول على النت، أو استشارة أصحابالخبرة، سواء كانوا من المتخصصين، أو ممن لديهم حالة إعاقة تشبه حالة طفلنا.

ـ التعامل مع المؤسسات أو المراكز التي تقوم بتدريب وتأهيل من يهتمون بكيفيةالتعامل مع المعاق حسب نوع إعاقته.

ب ـ سلوكيات ينبغي تجنبها:
لايصح أن يشعر المعاق أنه يمثل عبئاً ثقيلاً على كاهل الأسرة، ولا يصح أنتكون مشكلته مثار دردشة في كل جلسات الأسرة، أو بينها وبين الأسر الأخرى، وبالتاليلايصح فتح الموضوع للمناقشة بين أفراد الأسرة، إلا إذا كان الأمر مطروحا لتأخذالأسرة فيه قرارا معينا، وبالتالي فإن جميع أنواع الشكوى يتضرر منها الطفل المعاق،فيجب على الأسرة تجنب مثل مايلي:
ـ الطفل المعاق يكون لديه من الحساسية لموضوع إعاقته الشيء الكثير، فلايصح أنيلاحظ كثرة شرح موضوعه للناس، وسرد ما حدث له بالتفصيل، فلا بد من تجنب كثرةالأسئلة من بعض المهتمين أو من بعض المتطفلين، وتجنب كثرة الشرح لهم عن حالة الطفل،فإن تعرضت الأم لسؤال أحد من الناس أمام الطفل، فلا بأس من الاعتذار عن الإجابة، أوتأجيل الموضوع ليتم تناوله بعيدا عن مسامع الطفل.

ـ الطفل يختزن في ذاكرته مواقف كثيرة، وأحداث عديدة، سواء كانت مواقف جيدة أوسيئة، ويختزنها دون أن يفهمها، ثم يستدعيها بعد الكبر ليفهمها، وبعد أن يفهم ماحدثله في صغره يصبح ساخطا وناقما على بعض الناس، ومحبا لبعضهم الآخر، فيكون من العقلحينما تتصرف أمام الطفل المعاق أو معه أن تعمل حساب الأيام، وتتصرف بشكل يرضيهويسعده، فيحبك مستقبلا، ويجد فيك الدعم النفسي والحماية والتشجيع.

ـ يتضرر الطفل نفسيا من الشكوى الكثيرة للآخرين، أو التذمر والغضب مما حدث له، أوشعوره بمعاناة أفراد الأسرة بسببه، خصوصا الأم، فإن كان ثمة شكوى، فلتكن لله أولا،ولتكن في جوف الليل في وقت إجابة الدعاء، ولتكن في حالة تضرع وصلاة، ويقال فيهادعاء المكروب، هذا أولا، وثانيا: إن كان لامناص من الشكوى للناس، فلابد أن تكونبعيدا عن مسامع الطفل.

ـ الشفقة الزائدة أو الواضحة في التعامل مع الطفل المعاق قد تكون مؤذية له، فقديستفيد منها الطفل في اتجاه الدلال الزائد، أو قد تؤذيه في اتجاه عدم الثقة بالنفس،أو في اتجاه الشعور بالنقص والدونية، فينبغي معاملته كأي من إخوته، وفى نفس الوقتلايصح أن نطلب من إخوته الرأفة به لأنه مريض، إلا إذا كانوا إخوة كبارا وسيقدّرونوضعه، ويكون هذا الطلب بعيدا عن مسامع الطفل أيضا.
وينبغي أخيرا معاملته كفرد عادي، يخضع لنفس قواعد التعامل التي تسري على جميعالأطفال في المنزل، فيكون له ماللآخرين من حقوق، وعليه ماعليهم من واجبات، فيثابمثلهم إذا أحسن، ويعاقب مثلهم إذا أخطأ.
ج ـ أساليب التعامل مع الطفل المعاق: يقع على عاتق الأب ومن بعده الأم الدورالأكبر في ضبط إيقاع جميع أفراد الأسرة فيما يتعلق بالتعامل مع مشكلة الطفل المعاق،فالأب يمثل القوة في البيت، وبالتالي فهو يمد الجميع بالمعلومات اللازمة، ويشد علىيد الجميع، ويطمئن الجميع ويشجعهم، ويعطي للأم القوة النفسية اللازمة لتعاملها معالطفل في حالاته المختلفة، أما الأم فهي تمثل مركز البيت ومحوره فعلى قدر ضبطأعصابها تكون سيطرتها على تداعيات المشكلة، ولن يتم ذلك بالقدر الكافي إلا بالقناعةبأمر الله، والتسليم بالواقع، بل والرضا بما رضيه الله سبحانه للأسرة، وينبغي علىالوالدين تعليم إخوة الطفل والأقارب كيفية التعامل مع الطفل، والمناقشة معهم في مثلمايلي:
ـ التعامل بشأن مشكلة الطفل بمشاعر طبيعية، فمن الضروري مقاومة الحزن،والشعور بالألم، خصوصا أمام الطفل، فضلا عن التحسر، والندم على بعض الأمور التيأفلتت من أيدينا، وكأنه كان ممكنا تدارك ما فات، وكان ممكنا عدم السماح للإعاقةبألا تصيب الطفل، فإن إدراك الطفل لمثل هذه المشاعر لدى الكبار، قد يجعل الطفليتصور أنهم وقعوا في تقصير ما كان سببا في الإصابة بالإعاقة، فيظل الطفل معتقدابمسؤولية الكبار عن معاناته.
والصواب هو الاستسلام لأقدار الله سبحانه، وتأكيد أن ما يحدث للمرء هو الخير طالماأنه يحدث له رغما عنه، وقد تكون الإعاقة هي السبب في شهرة المرء، أو سببا في وصولهلدرجات عالية من المهارة في تخصص ما، أو الوصول لدرجات عليا من العلم، أو إتقان حفظالقرآن وعلومه وسائر علوم الدين، فيفيد نفسه وأهله وقومه وأمته كلها، وتوجد نماذجعملية لأناس معاقين وصلوا إلى مثل ما نقول.

ـ الإجابات على الأسئلة التي ترد على ذهن الطفل المعاق فيما يتعلق بحالته،فهو لا يعرف ما حدث له، ولماذا حدث؟ ولماذا هو لا يستطيع الحركة بالشكل الذييستطيعه الآخرون، ولماذا لا يمكنه الاستمتاع بالقفز واللعب كالأطفال الباقين؟ فقبلأن يبدأ الطفل بالشعور بالاختلاف، وقبل أن يصاب بالإحباط، ينبغى أن يوضع له برنامجتعريفي وقائي في ذهن الأب والأم، يتدرج حسب حالة الطفل، وحسب المرحلة التي يمر بها،وحسب التساؤلات التي تدور في ذهنه، فإن لم يجد من يفسر له ما يجهل فيكون هذا بمثابةتقصير شديد في حق هذا الطفل، قد يسلمه للمشاعر التي نحذر منها.

ـ تشجيع الطفل منذ الصغر على ترشيد طاقاته، واستثمار كل إمكاناته، وفتح مجالالطموح أمامه واسعا، وتدريبه على الجرأة في التعامل مع الآخرين، والثقة في النفس،ومساعدة الطفل في اكتشاف ذاته، وإمكاناته، ومواهبه، وقدراته، فهو أحوج من الطفلالعادي لتعرف ذاته، ورعاية مواهبه، ومن المهم أن نحكي له حكايات أناس كانت إعاقاتهممثله أو أسوأ من إعاقته، ومع ذلك فهم نجحوا في أن يتغلبوا على مشكلاتهم، بل برعوافي جوانب معينة، وأصبح لهم ذكر طيب في المجتمع، لأنهم أضافوا للبشرية رصيدا جديداوفريدا من الخبرات النافعة.

ـ تشجيعه على حب المدرسة، وحب الكتاب، وحب التفوق في الدراسة، ويتم هذا بعمل علاقةخاصة مع أحد مدرسي المدرسة، أو اكثر، قبل الذهاب الفعلي للمدرسة، وحين الذهابللمدرسة عندما يجد أن من لهم به علاقة طيبة هم الذين يديرون حركة التلاميذ فيالمدرسة، وهم الذين يقومون بتعليم الصغار فيها، فسيكون هذا مصدرا عظيما للسعادة عندالطفل، كما ينبغى الاتفاق مع إدارة المدرسة على الرعاية الخاصة لمثل هؤلاء الأطفال،ومحاولة التركيز على إظهار أي تميز لمثل هذا الطفل في المدرسة، وتوعية التلاميذبطريقة التعامل مع زملائهم المعاقين، وأنهم أطفال مثلهم تماما ولكنهم يحتاجونلرعاية أكثر نتيجة إصابتهم، وتحذير التلاميذ من مضايقة هؤلاء، فهم زملاؤهم، وهميتألمون مثلهم.

ـ عدم توقف الأب أو الأم كثيرا أمام بعض الذين لايفهمون قضية الطفل المعاق، مثل رفضبعض المدارس قبول الطفل، أو التعامل معه بشيء من الغلظة، أو التعامل مع أحد والديالطفل المعاق بطريقة فجة أو بشيء من الفظاظة، أو تعامل بعض المدرسين والمدرسات معهؤلاء الأطفال بشكل غير تربوي، أو تعامل الناس أو الأطفال في الشارع معه بشكل غيرلائق، حتى نقلل من معاناة الطفل، ومعاناة أمهات المعاقين نتيجة ضعف ثقافة مجتعاتنافي التعامل مع مثل هؤلاء الأطفال، أو نتيجة عدم تجاوب بعض الإدارات المدرسية، أوالمدرسين مع مثل هذه الحالات.

ـ تدريب الطفل المعاق على القيام بعمل ما وحبذا لو كان يدر عليه دخلا،وإغراقه بالعمل اليدوي إن أمكن، وبالطبع لابد أن يكون هذا العمل مناسبا لطبيعةإعاقته، فإن العمل علاج نفسي وجسمي للطفل المعاق، وهو يسهم في تنمية القدراتالعقلية والحركية، ويزوده بالخبرات اللازمة، وبذلك يمكن له الاعتماد على نفسه،وبالتالي الثقة في نفسه، كما يمكن للوالدين والمربين الاعتماد عليه كشخص مستقل.

ـ لابد للمربي الذي يتعامل مع طفل معاق ذهنيا من تكرار الاقتران بين التعليماتالصادرة إلى الطفل بصوته المرتفع، وطريقة التعبير الواضحة والمبالغ فيها بوجههوملامحه، وطريقة القيام بالحركات التي يريدها من الطفل، ويتم تكرار ذلك الاقترانمرات عديدة، فقد يعاني الطفل المعاق ذهنياً من اضطرابات حسية حادة، تجعله لايشعربما يوجهه إليه المربي من تعليمات، وهذا يستدعي ان يبالغ المربي بعض الشيء في تكرارالمزج بين التعبيرات الواضحة بملامح الوجه، والصوت الحاد النبرات، والحركة التييريد من الطفل القيام بها.

ـ تتطلب حركة الطفل المعاق أحيانا أماكن واسعة، وممرات طويلة فارغة، لذاينبغي مراعاة عدم تكدس الممرات والصالة والغرفة الخاصة به، حتى يتسنى له التنقلبحرية، والحركة بسلاسة، دون الخوف من شيء حتى لايضره، أو الخوف على شيء حتى لايكسره.

ـ شغل الطفل المعاق بالأعمال الفنية المختلفة، من رسم، وتصوير، وتلوين،وإنتاج قطع فنية، ومشغولات يدوية، ونسيج، وأشغال إبرة، والقيام بعرض بعض أعمالهالمتميزة بالمعارض، وبيعها إن أمكن، ثم محاولة إنتاج غيرها وهكذا.. حتى يشعر المعاقأن له دورا فاعلا في المجتمع.

ـ تدريب المعاق الصغير على أساسيات التعامل مع الآخرين، فلا بد من تعلمهالاستجابة لهم بنعم..
أو لا، ويمكن أن يعبر الطفل بالموافقة أو الاعتراض بإشارة من رأسه أو من يده، أوالتعبير عن كل منها برمز صوتي معين، ولا بد من مساعدة الطفل على التعبير بالطريقةالمناسبة له بالرفض بالذات، فنجاح الطفل في القبول أو الرفض يكون مبعث ثقة له، حتىلا يهاب التعامل مع الناس، كما أن نجاحه في التواصل مع المشرف أو المربي يعطيه قدراجيدا من الطمأنينة والأمان.

ـ تدريب الطفل على التعبير عن السرور بابتسامة أو إيماءة برأسه، والتعبير عنالغضب بشكل معين، وكذلك التعبير عن الألم، وذلك من خلال حركة أو إشارة أو صوت، وذلكحتى يتم التواصل الانفعالي مع المحيطين به، وحتى يدرك المتعاملون معه الحالاتوالمواقف التي، تكون مبعثا للرضا والسرور بالنسبة للطفل، حتى يمكن تكرارها في حالاتمعينة لمزيد من البهجة والمرح مع الطفل.

ـ من الأهمية بمكان دمج الطفل المعاق في جماعة، فالتفاعلات المتعددة التي تصدر عنجماعة الأقران تعلم الطفل أمورا ما كان للوالدين أن يستطيعا تعليمها له بالمنزل،فالطفل داخل الجماعة يستطيع القيام بالتواصل المتبادل، ويستطيع تقليد بعضا منالأصوات أو الكلمات أو التعبيرات أو الحركات التي يقوم بها قرناؤه، فيمكنه التعبيرعن نفسه بالطريقة التي يعبرون بها هم عن أنفسهم، كما يستطيع أن يتعرف طرقا أخرىللتواصل مع الآخرين غير تلك التي يتعامل بها مع الوالدين، كما يمكنه إدراك ذاتهداخل الجماعة، وأن له كيان يتعامل معه الآخرون، ناهيك عن أساليب اللعب والمرح التيقد تشيع داخل هذه الجماعة، وليس من نافلة القول أن تكون هذه الجماعة تحت ملاحظةمتخصص نابه وتحت إشرافه.

ـ لابد أن يدرب المربي نفسه ­ والمحيطين بالطفل ­ على كيفية التواصل مع الطفل عنطريق البصر، وذلك بتفقد المواضع التي تستلفت نظر الطفل المعاق، فلا بد أن يتابعالمربي نظر الطفل أثناء كل تفاعل بينهما وبعده، فاتجاه نظر الطفل يلقي الضوء علىكثير من الأمور التي تهمه، والأفعال التي يريد القيام بها، والأماكن التي يودالذهاب إليها، وذلك كله وفقاً للحركة أو الصوت الذي يقوم به والمصاحب لاتجاه نظره.

ـ كلما كانت المسافة قصيرة بين المربي وبين الطفل أمكن التواصل الحسي والبصريوالسمعي بينهما، فيتمكن الطفل من التأثر بالمربي والإحساس به أكثر، فيمكن للطفلالتحقق من ملامح وجه المربي، ويمكنه سماع صوته بوضوح، ويمكنه الشعور بالتقاربالجسمي بينهما، ومن المهم القيام بذلك التقارب في المسافة، ولايصح أن ينسى المربياللمسة الرقيقة الحنونة التي تولد لدى الطفل المعاق شعوراً بالدفء، والقرب،والأمان، والثقة.

 

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 03:36 AM.