#1  
قديم 06-11-2009, 12:56 PM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي عالم المعوق سمعيا - د- عطية عطية محمد

 

عالم المعوق سمعيا

د- عطية عطية محمد
أستاذ الصحة النفسية المساعد
كلية التربية جامعة الزقازيق

يصدر الكلام من الإنسان بفعل تيار من الهواء يخرج من الرئتين ويتحول بحركة اهتزاز الأصابع الهوائية إلى صوت ويتم تحوير هذا الصوت إلى ألفاظ بفعل الحلق والأنف واللسان والأسنان والشفتين وبالرغم من أن الطفل يولد بهذا الجهاز كاملاً إلا أنه لا يستطيع الكلام إذ أن الكلام عملية غاية فى التعقيد تحتاج لفترة ما يتعرض الطفل خلالها لأصوات المتكلمين حوله ثم يقوم بتقليدها ، أى أن الطفل يتعلم الكلام من خلال حاسة السمع وبالتالي فإذا كان هناك اختلالاً فى حاسة السمع يحول دون سماع بعض أصوات الكلام فلن يستطيع الطفل إصدار هذه الأصوات وعلى ذلك فإن اكتساب القدرة على الكلام وتكوين اللغة يترتب على وجود أذن سليمة تستقبل الكلام وتحول موجاته إلى نبضات عصبية ثم إلى عصب سمعي يقوم بتوصيل هذه النبضات إلى المخ ثم إلى مراكز استقبال سليمة بالمخ تستقبل النبضات وتترجمها وتخزنها وهناك مراكز للكلام بالمخ يحتاج إلى تنبيه مستمر حتى يتضح ويحققه هذا التنبيه عن طريق التغذية بالأصوات فإذا لم يتم تغذيته خلال السنوات الأولى من عمر الطفل ويبدأ هذا المركز في الضوء ويستحيل تغذيته بعد ذلك وهذه هي الفترة الحرجة لاكتساب الكلام الطبيعي وتتركز في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل وقد تمتد إلى خمس سنوات
فهو عالم ساكن موحش خالي من حرارة العطف والحنان التي هي من مميزات البيئة الحقة، والتى يعبر عنها بالأصوات عادة فعالمه غريب بارد ليس به ما يدفعه للشعور بما يحدث أو يفهم ما يراه وكل شيء حوله هادئ وفيما عدا ما يتعود عليه الأصم من أشياء ألفها ويظل كل شيء ساكن لأنه حرم من القدرة على السؤال ، وعن كثير من الحوافز لهذا السؤال ، ولذلك نجد الغريزة الاجتماعية عند الطفل الذى يسمع والذى يستطيع أن يميز بين الأصوات مثل صوت أم عن غيرها من أفراد الأسرة تتخذ لها اتجاهاً خاصاً فى تطورها عن الطفل الأصم ، الذى غالباً ما يعتبر البيئة المألوفة له مصدر حيرة بسبب تختلف نواحى التى يقوم بها أفرادها من ذوى السمع السليم .
أما بالنسبة لشهود الأبوين الذين رزقا بالطفل الأصم فيتمثل عادة فى الذعر أو الشعور بالألم أو اليأس وما يترتب على ذلك من تصرفات وشعور لدى الطفل السليم .

أثر فقدان السمع على الطفل
يتم تناول أثر فقدان السمع من خلال تأثيره على حياة الطفل : خصائص وصفات شخصية الطفل الأصم وتوافقه النفسي والاجتماعي وسلوك واتجاهات الأفراد السامعين تجاه الطفل الأصم .
(1) أثر فقدان السمع على خصائص وصفات شخصية الطفل الأصم :
إنه من خلال مختلف الدراسات التى تمت على الأطفال الصم والمراهقين وعند رسم بروفيل سيكولوجى لشخصية الأصم النفسية نجد أن هذا البروفيل منخفض مقارنة بالأفراد السامعين ويرجع ذلك إلى أثر فقدان السمع كما أن الأطفال الصم خلال طفولتهم يشعرون بالعجز والشك وعدم الثقة فى الأفراد السامعين وعدم النضج الاجتماعى والإحساس بعدم الكفاية فى الاعتماد على أنفسهم فى إنجاز احتياجاتهم ويرجع ذلك لقلة خبراتهم الاجتماعية فى مجتمع السامعين .
ويذكر أن الأطفال ذوى الفقد السمعى الشديد كثيراً ما يوصفون بأنهم متهورون وغير ناضجين انفعالياً وأنهم أقل قدرة على العناية بمطالبهم الشخصية وتنقصهم القدرة على التوجيه الذاتى وأكثر اعتماداً على الآخرين من أقرانهم كما تنقصهم الدافعية للإنجاز ولا يستطيعوا عن تعبير وجهة نظر الآخرين ويسهل أيضاً وهم كما أن نمط شخصية الأصم الفريدة تتميز بالسلبية على الذات الأفكار الساذجة عن العالم .
(2) أثر فقدان السمع على التوافق النفسى والاجتماعي للطفل :
أن الأفراد الصم أكثر حساسية من المشكلات المتوافقة ونظراً أكثر من مواقف التوافقية خارج الأسرة والتواصل مع أفراد المجتمع وترجع السياسية إلى شخصية الأصم وهذه الشخصية التى تتسم بالسليبة فى المواقف الاجتماعية مما يخلعه الحساسية للتوافق الشخصى للفرد الأصم .
(3) أثر فقدان السمع على سلوك واتجاهات الطفل :
إن هناك مشكلات نفسية متنوعة كانت تتراكم مع الصم هذه المشكلات المحصورة فى العزلة والكآبة والقلق الاجتماعى وفقدان الحزن بالإضافة إلى المشكلة النفسية والتى توجد بإجماع واضح لدى الأطفال الصم ، والمحصورة فى الريبة والشك الموجود فى المواقف العملية كما يوجد لديهم تحريض عال ولديهم تأثير لبعض التغيرات فى قدراتهم للاستجابة لتوجيه التهم للغير بسهولة إلى هذا الحد وهذا محتمل حدوثه عند التعامل مع الأفراد الصم كما أنهم لا يقلدون عامة الناس.
إن اضطرابات السلوك منتشرة جداً بين الأطفال الصم والمحصورة فى الحركات العصبية والحركات الزائدة وعدم الاستقرار واضطرابات الكلام واضطرابات السلوك الاجتماعى مقارنة بالأطفال العاديين ، وهناك عوامل رئيسية تؤدى إلى مشكلات السلوك لدى الأفراد والصم وهى اضطرابات فى سلوك إرادته مشكلات شخصية لديه وعدم ملائمة سلوكه الاجتماعى والإهمال فى التنشئة بالإضافة إلى عقدة النقص ومركب الدونية التى لها تأثير على مشكلات السلوك لدى الأطفال الصم .
(4) أثر فقدان السمع على تواصل الطفل :
اكتساب اللغة يعد أخطر إنجاز فى مرحلة الطفولة فاللغة والتفكير نحو الفهم يرتبط بعضها البعض ، إذ أن اللغة تشكل من خبراتنا عن العالم المحيط بنا وفقد السمع فى فترة الرضاعة تؤخذ عملية البلوغ عند الطفل ، كما أن تأخر النمو يعنى العجز عن بلوغ المعايير الواجب نموها فى النمو اللغوى وجوانبه المختلفة كما هو لدى الطفل العادى وإذا حدث فإن الطفل الذى لا يسمع الأصوات بوضوح وثبات فى طفولتهم يكشف عن تأخر فى النظام الصوتى والاستخدام المعقد فى تركيب اللغة بجانب فهم أشكال اللغة بحيث يوصف بأن لديهم مشكلات ويرى بعض الباحثين حين قالوا أن الصم لا يتأخرون فقط فى الكفاءة اللغوية ويرى بعض الباحثين أنهم يتهربون منها وأنهم يستخدمون أساليب لغوية لا نظير لها عند من هم أصغر منهم من الأطفال العاديين .
والأطفال المصابون فى سمعهم إصابة طفيفة يتعلمون اللغة تلقائياً ومستخدمون اللغة بطريق طبيعية إلا أن إعاقتهم الرئيسية سوف تتمثل فى ميكانيكية النطق لا فى نمو اللغة لديهم والأطفال الذى تكون إصابتهم فى السمع متوسطة بخطوات فى وضع الكلمات فى جمل حيث يستخدمون كلمات من أبسط الكلمات فى الوصف أما الأطفال الصم فإن صعوباتهم تزداد تعقداً حيث يعانون من جميع المشكلات الأساسية بالإضافة إلى أنهم يعانون من صعوبات تعلم معانى الكلمات.
(5) أثر فقدان السمع على اتجاهات وسلوك الآخرين السامعين تجاه الطفل :
إذا أصيب فرد بصمم فى أسرة عادية فإنه يظهر بشكل واضح مشكلات متعددة للأسرة ويوضح الآباء عندما يكتشفوا صمم أطفالهم ، فينتابهم شعور بالرفض والإنكار ، وعدم التصديق العقلى لحدوث الحالة وإصابتهم بصدمة نتيجة التأثير الانفعالى ، والذى يظهر فى شكل آسى وحزن وشعور بالذنب والغضب .

 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 09:29 PM.