#1  
قديم 09-25-2011, 07:26 PM
د حامد الغامدي د حامد الغامدي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 8
افتراضي البرنامج العلاجي المعرفي السـلوكي

 

البرنامج العلاجي المعرفي السـلوكي
إعداد: د حامد الغامدي
من رسالة الدكتوراه

العلاج المعرفي السلوكي أسلوب علاجي يحاول تعديل السلوك والتحكم في الاضطرابات النفسية من خلال تعديل أسلوب تفكير المريض وإدراكاته لنفسه وبيئته .
(عبد الستار إبراهيم، 1993، 342)
قام الباحث بإعداد برنامج العلاج المعرفي السلوكي لتخفيف اضطراب القلق، والرهاب الاجتماعي لدى عينة من المرضى تتراوح أعمارهم ما بين 18-45سنة ، وذلك لاستخدامه كأداة في هذه الدراسة:
لذا قام الباحث بوضع تصور لبرنامج العلاج المعرفي السلوكي للمرضى الذين يعانون من اضطراب القلق والرهاب الاجتماعي .
فقد اعتمد الباحث على الإطار النظري الإكلينيكي الذي قدمه إرون بيك Beck, A وزملائه وبعض البرامج العلاجية التي أُجريت في مجال العلاج المعرفي السلوكي، لبناء هذا البرنامج الذي سوف يقدمه الباحث، ولهذا يمكن القول بأن العلاج المعرفي السلوكي، والذي يتبناه الباحث في بحثه الحالي من العلاجات النفسية الحديثة نسبيًا، والذي يركز على كيفية إدراك الفرد للمثيرات المختلفة وتفسيراته لها، وإعطاء المعاني لخبراته المتعددة . ويستند هذا النمط العلاجي على التشغيل المعرفي للمعلومات الذي يرى أنه خلال فترات التوتر النفسي يصبح تفكير الفرد أكثر جمودًا وأكثر تشويهًا، وتصبح أحكامه مطلقة، ويسيطر عليها التعميم الزائد. كما أن هذا العلاج يتسم بالفاعلية والتنظيم والتحديد بوقت معين .
وتشير الدراسات الأجنبية والعربية إلى أن العلاج المعرفي السلوكي وسيلة في علاج كثير من الاضطرابات النفسية أو السلوكية .
وبالنظر إلى النتائج الإيجابية للدراسات السابقة يفترض الباحث الحالي أن العلاج المعرفي السلوكي يمكن أن يكون فعالاً في علاج اضطراب القلق والرهاب الاجتماعي.
أ هداف البرنـامج : وتشمل ما يلي:
- بيان فاعلية العلاج المعرفي السلوكي بمساعدة تدريبات الاسترخاء في خفض حدة اضطراب القلق والرهاب الاجتماعي لدى المرضى المشاركين في هذا البرنامج العلاجى.
- تدريب المرضى على رؤية العلاقة بين الأفكار والمشاعر.
- تدريب المرضى على المراقبة الذاتية للأفكار والتخيلات السلبية وإخراجها إلى حيز التفكير.
- تدريب المرضى كيف يستطيعون استبدال المعتقدات الخاطئة والتصورات السلبية بمعتقدات إيجابية .
- تعديل الاتجاهات السلبية باستخدام إعادة البناء المعرفي والتي تتمثل في إحلال الأفكار الإيجابية محل الأفكار السلبية .
- تدريب المريض على فنية الاسترخاء.
- تدريب المريض على القيام بكل ما سبق كواجبات منزلية.
أهمية البـرنـامج:
تتضح أهمية البرنامج الحالي من الأساليب والفنيات التي يقوم عليها البرنامج، وذلك باعتبارها فعالة في علاج الاضطرابات النفسية، وتكمن أهمية البرنامج في وضوح النظرية المعرفية حيث تشمل على الجانب المعرفي والجانب السلوكي ولم اقتصر على جانب واحد، كما تتضح أهمية البرنامج في قصر الفترة الزمنية مقارنة بالأساليب العلاجية الأخرى .
الأسس التي يقوم عليها البرنامج المعرفي السلوكي :
يقوم هذا البرنامج العلاجي على مجموعة من الأسس الهامة وهي :
1 - الأسس العامة : وتشمل هذه الأسس مراعاة مرونة السلوك الإنساني، وحق المريض في التقبل دون قيد أو شرط، وكذلك حقه في العلاج النفسي، كما راعى الباحث الأسس الهامة التي يقوم عليها العلاج المعرفي السلوكي وهي قابلية السلوك للتعديل والتغيير والتدريب وضرورة الاستمرار في جلسات العلاج النفسي .
2 - الأسس الفلسفية : استمد هذا البرنامج أصوله الفلسفية من النظرية المعرفية السلوكية بشكل عام، وكذلك مراعاة طبيعة الإنسان، وأخلاقيات العلاج النفسي، ومن سرية المعلومات .
3 - الأسس الاجتماعية : وهذه الأسس تشمل الاهتمام بالفرد ككائن اجتماعي يتأثر ويؤثر في البيئة التي يعيش فيها، وأن الضغوط الاجتماعية تؤثر على شخصية الفرد. فالباحث استخدم أسلوب العلاج المعرفي السلوكي، حيث أظهرت الدراسات أن هذا الأسلوب ذو فاعلية في علاج الاضطرابات النفسية .
4 - الأسس الفسيولوجية والعصبية : يجب أن يتأكد الباحث من قيام الجسم بجميع وظائفه والخلو من الأمراض الجسمية والعضوية التي تؤثر على الناحية النفسية، فالباحث استخدم فنية الاسترخاء، حيث أن هذه الفنية تساعد الجسم إلى الوصول إلى حالة الاسترخاء التام .
المكونات الأساسية لبرنامج العلاج المعرفي السلوكي :
تتكون كل جلسة علاجية من مزيج من أربع مكونات علاجية أساسية وهي:
1- تقديم معلومات حول اضطراب القلق واضطراب الرهاب الاجتماعي، مما يساعد المرضى على فهم العمليات التي تتم في الشعور بالضغط النفسي أو القلق والتوتر، فغالباً لا يدرك المرضى أن لهم دوراً في تعقيد مشكلاتهم، وبمجرد إدراك هذا الدور يبدأ المرضى في التغيير نحو الإيجابية، فإن معرفة ما يحدث لهؤلاء المرضى يخفف من إحساسهم بالقلق والتوتر.
2- تعليم المرضى مهارات مواجهة القلق، بحيث يتم تدريب المرضى على بعض المهارات اللازمة للتحكم في اضطراب القلق واضطراب الرهاب الاجتماعي وخفض التوتر والقلق في هذين الاضطرابين.
3- وضع بعض المهام السلوكية المنزلية، حيث يتم تحديد التوقعات في مرحلة مبكرة، وهي أن الباحث يقوم بتقديم التدريب والتوجيه، وأن المريض هو مسئول عن تطبيق تلك المعلومات، بالإضافة إلى ممارسة مهارات المساعدة الذاتية.
4- التركيز على (الهنا والآن) دون الاعتماد الزائد على التاريخ البعيد للمريض.
المستفيدون من البرنامـج :
أعد الباحث هذا البرنامج للمرضى المترددين على العيادة النفسية والذين يعانون من اضطراب القلق، والرهاب الاجتماعي وفقًا للتشخيص الطبي والنفسي .
الخدمات التي يقدمها البرنامج :
يقدم هذا البرنامج عند تطبيقه وبعد تطبيقه خدمات علاجية وخدمات وقائية :
1 - الخدمات العلاجية : وتتمثل هذه الخدمات في مساعدة مرضى عينة الدراسة من مرضى اضطراب القلق واضطراب الرهاب الاجتماعي على خفض أعراض القلق والرهاب الاجتماعي لديهم، وذلك من خلال تعديل الأفكار الخاطئة وإبدالها بأفكار صحيحة وأكثر إيجابية .
2 - الخدمات الوقائية : يقدم هذا البرنامج العلاجي خدمات وقائية هامة لأفراد عينة الدراسة، وهو العمل على أن يكتسب المريض بعض الأساليب المعرفية والانفعالية والسلوكية التي تمكنه من مواجهة مخاطر القلق في المستقبل القريب والتغلب عليه، مثل ممارسة الاسترخاء والتدريب على التخيل والتعريض، والحوار الذاتي وصرف انتباه المريض عن القلق، وغيرها من الفنيات الأخرى .
3 - خدمات المتابعة : يقوم الباحث بعد الانتهاء من البرنامج العلاجي بدراسة تتبعية لمرضى اضطراب القلق واضطراب الرهاب الاجتماعي حتى يمكن التعرف على مدى الاستفادة من العلاج وعدم حدوث انتكاسة .

مراحل تطبيق البرنامج العلاجي:
يمر البرنامج العلاجي بأربع مراحل وهي:
المرحلة الأولى: وهي التي يتم من خلالها التعارف، والتمهيد، وتبادل المعلومات الشخصية بين الباحث والمريض، وتقديم الإطار العام للبرنامج وأهدافه، وذلك في الجلسة الأولى والثانية.
المرحلة الثانية: وهي المرحلة المعرفية والتي هدفت إلى تقديم خطة التغلب على اضطراب القلق واضطراب الرهاب الاجتماعي من خلال تقديم المفاهيم النظرية والمهارات المعرفية للتحكم في القلق.
المرحلة الثالثة: وهي المرحلة السلوكية وهدفها تقديم تلك الإجراءات وممارستها بعد تقديم المفهوم النظري لها، وذلك من خلال الجلسات.
المرحلة الرابعة: هي المرحلة وهدفها تلخيص الأهداف البرنامج وتهيئة المرضى لإنهاء البرنامج العلاجي.
الفنيات المستخدمة في الدراسة:
يعتمد البرنامج العلاجي على فنيات متعددة ومن أهم الفنيات التي استخدمها الباحث في هذه الدراسة هي:
1- فنية تحديد الأفكار التلقائية والعمل على تصحيحها.
The Technique of identifying automatic ideas and correcting them
يقصد بالأفكار التلقائية، تلك الأفكار التي تسبق مباشرة أي انفعال غير سار، وهذه الأفكار تأتي بسرعة كبيرة وبصورة تلقائية، وأحيانًا بدون أن يلاحظها الشخص، وهي أفكار غير معقولة، وتكون السبب في الانفعال غير الصحيح لحدث معين، والأفكار التلقائية هذه دائمًا ما تكون ذات صفة سلبية لحدث أو حالة معينة، وبالتالي تؤدي إلى توقع نتيجة غير سارة في النهاية. وتهدف هذه الفنية إلى محاولة التعرف على تلك الأفكار ومن ثم تبديلها بأفكار إيجابية تؤدي إلى نهاية حسنة, ولذلك يطلب من المريض أن يسجل الواجبات اليومية على ورقة ويدون فيها كل الأفكار التلقائية التي مرت بذهنه في كل يوم يمر به, وتعتبر هذه الواجبات اليومية جزء من العلاج. (قتيبة الجلبي، فهد اليحيى، 1996: 271)
ويرى بيك (2000، 189) أن الشخص قد يكون غير مدرك تماما للأفكار التلقائية التي تؤثر كثيرًا على أسلوب المريض وشعوره ومدى استمتاعه بخبراته، غير أنه يستطيع بشيء من التدريب أن يزيد إدراكه لهذا الأفكار ويتعرف عليها بدرجة عالية من التناسق، وفي هذه الفنية يطلب المعالج من المريض أن يركز على تلك الأفكار والصور التي تسبب له ضيقًا لا مبرر له، أو تدفعه إلى سلوك سلبي انهزامي . ونجد أن الأفكار التلقائية تزداد قوة وبروزًا بزيادة شدة المرض، ففي الاضطرابات النفسية الشديدة تكون الأفكار واضحة كما هو في الحالات الشديدة من الاكتئاب والقلق والبارانويا. ففي القلق مثلاً نجد أن هواجس المريض تتعلق بالخطر. أما الأشخاص اللذين يعانون من اضطرابًا خفيفًا في المشاعر والسلوك فقد تخفى عليه الأفكار التلقائية، وبالتالي لا تجذب انتباهه رغم فعلها في شعوره وسلوكه. وفي هذه الحالات يستطيع الشخص بشيء من التركيز أن يظهر هذه الأفكار بسهولة ويتعرف عليها. وتبدو هذه الظاهرة بوضوح في مرضى الاضطرابات النفسية الخفيفة.
2- فنية المراقبة الذاتية: The Technique of self Monitoring
يقصد بالمراقبة الذاتية في العلاج المعرفي السلوكي قيام المريض بملاحظة وتسجيل ما يقوم به في مفكرة أو نماذج معدة مسبقاً من المعالج وفقًا لطبيعة مشكلة المريض. ويحرص المعالج على البدء في استخدام المراقبة الذاتية بأسرع وقت ممكن خلال عملية التقويم لكي يتمكن من التعرف على مشكلة المريض بشكل يسمح له بإعداد صياغة لمشكلة المريض والاستمرار في استخدامها لمتابعة العملية العلاجية، وبالإضافة إلى ذلك فالمراقبة الذاتية تؤدي في الغالب إلى انخفاض معدل تكرار السلوكيات غير المرغوب فيها لدى المريض وتقدم أدلة تحد من ميل المريض إلى تذكر فشله بدلاً من تذكر نجاحاته.
(ناصر المحارب، 2000، 118)
ويطلب المعالج من المريض تعبئة هذه الاستمارة بتسجيل وقت ومصدر المواقف التي تسبب القلق والخوف، والأعراض الجسدية والأفكار التي صاحبته. ومن الممكن أيضًا أن يقوم بتقييم قلقه بمقياس من (صفر- 100) ليصف كيف يواجه الموقف، ونضع هذه المعلومات أساسًا لتسجيل مدى تكرار نوبات التوتر أو أي أعراض جسدية أخرى، ويساعد المعالج على معرفة مصادر ومظاهر القلق لدى المريض كما تساعد مراقبة الذات المريض على رؤية متاعبه بشكل مختلف فتشجعه على المحاولة, وأن يكون موضوعيًا مع نفسه مما يساعده على تحديد مشكلته بأسلوب سلوكي معرفي متعلم، ومن ثم تستخدم المعلومات من قوائم مراقبة الذات في الجلسة التالية كأساس للنقاش. وتعد هذه الوسيلة وسيلة مقبولة تمامًا، فتتزايد السلوكيات المرغوب فيها وتتناقص السلوكيات غير المقبولة عندما يتم مراقبتها.
(رئيفة عوض، 2001، 114)
3- فنية التعريض : Exposure Technique
هو مكون رئيسي في العلاج المعرفي السلوكي وكذلك في العلاج السلوكي لاضطرابات القلق، وهو يتضمن تعريض الفرد للموقف أو المواقف التي تسبب له القلق، فقد وجد الباحثون في هذا المجال، أن التعريض المستمر على المثيرات التي تسبب القلق ينتج عنه تشتت استجابة القلق لدى الفرد الذي يعاني من القلق، فالتعريض له عدة أشكال يتخذها منها: التعريض التخيلي والتعريض المتدرج، والتعريض في الحي (الواقع) وهذا النوع من التعريض يكون بدون تدرج، ولابد من توفر شروط لهذا النوع من التعريض من أهمها موافقة المريض كما يوجد أنواع أخرى من التعريض منها التعويض بمساعدة المعالج للموقف الذي يسبب القلق بطريقه مباشرة. (Thomas, H. et al. 1994: 422)
الهدف من هذه الفنيه التأثير على الأعراض السلبيه للقلق بإطفائها وذلك بمواجهة المثيرات من ناحية ومواجهة سلوك التجنب الذي هو معزز للقلق من ناحية أخرى وتختلف طريقه التعرض باختلاف مكان المواجهة وأسلوب المواجهة كالآتي :
التعرض من حيث مكان المواجهة ،ويوجد نوعان من المواجهة:
الأول :التعريض الميداني : In Vivo Exposure
وفي هذا النوع من التخيل يتم تصور الموقف التخيلي بدلاً من مواجهته واقعياً والإبقاء عليه حتى التعود عليه وإضعاف القلق. وفي حالة استخدام التعرض الميداني والتعرض التخيلي معًا في الجلسات العلاجية يفضل البدء بالتعرض التخيلي ثم التعرض الميداني ومن ناحية أخرى لا يفضل استخدام التعرض التخيلي في حالات خاصة منها :عندما يعجز المريض على تحديد الأفكار المثيرة للقلق وأيضًا عندما يعاني المريض من اضطرابات في القدرة علي التخيل أو التذكر ويلاحظ أنه عند تعرض المريض إلى المثيرات الواقعية في التعرض الميداني يكون من الطبيعي ظهور أعراض فسيولوجية تدل على القلق والخوف في حين أنه في حالة التعرض التخيلي قد لا تظهر هذه الأعراض وإذا ظهرت تكون بدرجة أقل من هنا تكون أهمية البدء بالتعرض التخيلي قبل التعرض الواقعي .
الثاني: التعريض من حيث أسلوب المواجهة: Exposure by Confrontation Style
يوجد أسلوب للتعرض سواء كان التعرض الميداني أو تخيلهما:.
1- التعريض دفعة واحدة: حيث يتم مواجهة المثيرات دفعه واحدة بدون تدرج وتوجد شروط قبل تطبيق هذا الأسلوب :أهمها اقتناع المريض به ،وطبيعة المثير، كما أن هذا الأسلوب لا يفضل استخدام مع المريض الذين لديهم استثارة عصبية شديدة، لأن هذا الأسلوب يعرض مثل هؤلاء إلى أزمات شديدة أقوى من الإثارة السلبية للمرض نفسه.
2- التعريض المتدرج : حيث يتم تعريض المريض للمثيرات على مراحل متدرجة ،والذي يتكون من خطوات تبدأ من مواجهة المثير الأقل شدة إلى أن نصل إلى المثير أكثر شدة, ويمكن استخدام الاسترخاء مع هذا النوع، كما يمكن تقديم المثير الواحد أكثر من مرة، ويفضل عدم الانتقال إلى مواجهة مثير أخر إلا بعد التأكد من معايشه المريض للمثير المواجه . ( محمد سعفان،2003 : 141- 142 )
3-
4- فنية التخيل: Imagine Technique
لقد بدأت تظهر هذه الطريقة في المجال العيادي في بداية الستينيات من هذا القرن وكان أول من وصفها توماس ستامفل (Thomas Stampfl,1961). واعتمد ستامفل في تطويره لهذا الإجراء نظرية العاملين لمورو (Mowrer,1939)والتي تقوم هذه الفنية على افتراضين أساسين هما:
1- يُكتسب القلق وفق قوانين الاشتراط الكلاسيكي .
2- يولد القلق السلوك التجنبي والذي يتعزز بدوره عن طريق تقليل مستوى القلق، ويرى (مورو) أن المثيرات التي تقترن بالألم أو الحرمان تحدث ردود فعل انفعالية سلبية وهذه الانفعالات بدورها تؤدي إلى استجابات تجنبية دفاعية وتعزز الاستجابات الدفاعية التي تؤدي إلي إزالة أو إيقاف المثير الشرطي الذي يبعث على الخوف أو القلق بنجاح. واعتمادًا على ذلك, يطلب في هذا الإجراء من المريض تخيل المواقف التي تبعث على الخوف لديه .وذلك خلافا لتقليل الحساسية التدريجي ،والذي يشتمل على الانتقال بالمريض تدرجياً من الموقف الأقل إثارة إلى الموقف الأكثر إثارة .يبتدى هذا الإجراء بالموقف الذي يبعث على الحد الأقصى من القلق، بل إن المعالج يهول الأمر وذلك بهدف ابقاء المريض في حالة من القلق الشديد مدة طويلة .ومثال على ذلك : معالج يطلب من المريض تخيل موقف يخاف منه ،وهذا الموقف هو خوفه من الأماكن المرتفعة، بحيث يقول المعالج للمريض تخيل إنك تقف على سطح بناية عالية جدًا وتنظر إلى الشارع وقدماك على ممر ضيق ويداك تمسكان بسور حديدي وتنظر إلى الأسفل فتلاحظ كم تبدو الأشياء صغيرة فتشعر بالرعب وتشعر بنبضات قلبك تتسارع, وكيف أنك لم تعد باستطاعتك التقاط أنفاسك، كما تشعر أن يداك قد تجمدتا من الخوف ويتصبب العرق من جسمك وتحس أنه لم يعد بمقدورك الإمساك بالسور ...الخ
(جمال الخطيب ،1990:.360)
وأشار بيك Beck إلى أن فنية التخيل تستخدم في علاج اضطرابات القلق لتوضيح العلاقة بين التفكير والعواطف، فيطلب المعالج من المريض أن يتخيل مشهدًا أو منظرًا غير سار ويلاحظ استجاباته، فإذا أظهر المريض استجابات انفعالية وعاطفية سالبة عندئذ يبحث عن محتوى أفكاره . ثم يطلب المعالج من المريض أن يتخيل مشهدًا سار يوصف مشاعره حتى يستطيع المريض أن يدرك عن طريق التغيير في محتوى أفكاره التي أثرت في مشاعره، وبالتالي يمكن أن يغير مشاعره إذا غير أفكاره .
وتعتبر فنية التخيل من أفضل الفنيات المساعدة في العلاج المعرفي، فيطلب المعالج من المريض أن يغلق عينيه ويخبره عن التخيلات التي تأتي بخياله تلقائيًا أو تخيل صورة موقف معين يرى المعالج أن له علاقة باضطرابه وذلك بالاستعانة بالمعارف التي سبق جمعها عن المريض . وتسمى هذه الفنية في بعض الأحيان إعادة التخيل أو التصور.
( محمد عبد التواب معوض 106:1996)
وقد تم حديثاً تطوير بعض الأساليب العلاجية المعروفة باسم الأساليب العلاجية الداخلية أو الأساليب العلاجية الخفية وتشمل هذه الأساليب على استخدام مبادئ الاشتراط الإجرائي على المستوى الفردي بالتخيل ومن هذه الأساليب :
أ- التعزيز الخفي :أو التعزيز الذاتي ويشتمل هذا الأسلوب على أن يتخيل الفرد المعززات التي يرغب فيها بعد تأديته للسلوك والتحدث الذاتي الإيجابي وتخيل المشاهد الإيجابية .
ب- العقاب الخفي :أو العقاب الذاتي، ويشتمل هذا الأسلوب على أن يتخيل الفرد حدوث العقاب بعد تأديته للسلوك أو قيامه بمعاقبة الذات خفية .
ج- الممارسة الخفية :ويشتمل هذا الأسلوب على أن يتخيل الفرد نفسه وهو يقوم بتأدية الاستجابة المطلوبة في أوضاع مختلفة فهي ممارسة سلوكية ولكن بالتخيل .
5- فنية الواجبات المنزلية: Homework Technique
تلعب الواجبات المنزلية دورًا هامًا في كل العلاجات النفسية ولها دور خاص في زيادة فعالية العلاج المعرفي، حيث إنها الفنية الوحيدة التي يبدأ ويختتم بها المعالج المعرفي كل جلسة علاجية، وتساهم في تحديد درجة التعاون والألفة القائمة بين المعالج والمريض، يزدادان أو ينقصان، وذلك يؤثر في طريقة أداء المريض في كل خطوات أو مهام البرنامج العلاجي، ويستطيع المعالج تقوية العلاقة العلاجية بتكليف المريض بعمل واجبات منزلية، ويقدم كل واجب منزلي على أنه تجربة مناسبة لاكتشاف بعض العوامل المعرفية المتعلقة بالمشكلة التي يواجهها حديثًا.
وتستخدم الواجبات المنزلية لتحسين إدراك الأفكار الأتوماتيكية وعلاقتها بردود الفعل الانفعالية, كما أنها تساعد على تقدم العلاج المعرفي سريعًا، وتعطى فرصة للمريض لممارسة مهارات ووجهات نظر جديدة ومنطقية لمعرفة أفكاره المختلة واتجاهاته غير العقلانية ومحاولة تعديلها . كما تعتبر جزء متمم لنتائج العلاج . وتأخذ عدة أشكال فيطلب المعالج من المريض تسجيل الأفكار الأتوماتيكية، والاتجاهات المختلة وظيفياً، أو إجراء تجربة سلوكية أو معرفية لها أهداف محددة ومتعلقة بمشكلته، ويجب أن يلاحظ المعالج أن للواجبات المنزلية دوراً هامًا في زيادة فعالية العلاج المعرفي وتكوين الألفة والتعاون بينه وبين المريض إذ أهتم ببعض النقاط التالية :
1- إعطاء واجبات بسيطة ومركزة ومتصلة بمشكلة المريض .
2- تفسير وتوضيح الأساس المنطقي لكل واجب منزلي .
3- توضيح كيفية إجرائها، والتأكد من استيعاب المريض لهذه الإجراءات .
4- مراجعتها في بداية كل جلسة .
5- تحديد زمن محدد في نهاية كل جلسة لتقرير تلك الواجبات المنزلية .
6- فحص الأسباب الكامنة وراء عدم إتمام الواجبات المنزلية عند بعض المرضى .
في حين قد يؤثر الواجب المنزلي بشكل حرج على فعالية العلاج المعرفي وذلك لعدم قدرة المعالج على شرح فلسفة وأهمية الواجب المنزلي، وسوء فهم بعض المرضى له . ويعتبر بعض المرضى أن الواجب المنزلي اختبار للكفاءة الشخصية، والمهارة الشخصية . كما يجب على المعالج أن يوجه نظرهم إلى أن كل ذلك أفكار محرفة وتسهم في إعاقة العلاج ويحاول فحصها وتصحيحها .
6- فنية الأسئلة السوقراطية والاكتشاف الموجه :
Socratic Question and guided discovery technique
العلاج المعرفي السلوكي عملية تجريبية تعاونية يشترك فيها المعالج والمريض في وضع أهداف العلاج، وجدول أعمال كل جلسة، وجمع الأدلة المنظم لصالح أو ضد اعتقادات المريض بطريقة تشبه الطريقة العلمية لفحص الفروض . ويتم فحص هذه الفروض باستخدام الأسئلة السوقراطية (نسبة إلى سقراط) من قبل المعالج بدلاً من التحدي المباشر لأفكار المريض واعتقاداته إلى جانب الفنيات المعرفية السلوكية الأخرى .
يبدأ المعالج باستخدام الأسئلة السوقراطية مع بداية العلاج ويستمر في ذلك طيلة الجلسات العلاجية حتى نهاية العلاج . وإلى جانب هذه الفنية الأساسية يطرح المعالج أسئلة مباشرة لجمع معلومات حول تكرار وشدة وديمومة (مدة) المشكلة وتدخلات أخرى مثل العكس والإيضاح والتغذية الراجعة، وتثقيف المريض حول النموذج المعرفي وحول ما يفيده في التغلب على مشكلته ثم يبدأ أو يعود إلى استخدام الأسئلة السوقراطية. وتستخدم الأسئلة السوقراطية بأسلوبين مختلفين تبعاً لظروف المريض وظروف المعالج .
في الأسلوب الأول يقدم المعالج وجهة النظر البديلة على المريض مباشرة كأن يشير إلى عدم التناسق ووجود أخطاء في التفكير ويسأل المريض عن مدى موافقته وفهمه لذلك
أما في الأسلوب الثاني فيكون الهدف من الأسئلة السوقراطية :
1- توجيه المريض إلى تفحص جوانب وضعها (المريض) خارج نطاق الفحص والتدقيق .
2- مساعدة المريض في اكتشاف خيارات وحلول لم يأخذها بعين الاعتبار من قبل .
3- تعويد المريض على التروي والتفكير وطرح الأسئلة (على نفسه) في مقابل الاندفاع التلقائي وتمكينه بذلك من البدء في تقويم اعتقاداته وأفكاره المختلفة بموضوعية.
ويعتبر الأسلوب الأول أقل فائدة من الأسلوب الثاني، لأن فيه انتهاك لقاعدة التجريبية التعاونية التي تعتبر من أساسيات العلاج المعرفي السلوكي، ولكن قد يضطر المعالج إلى استخدامه (والاستفادة منه) إذا لاحظ أن الأسئلة السوقراطية التي ترمي إلى أن يكتشف المريض بنفسه (الاكتشاف الموجه) المعلومات الغائبة عنه في الوقت الراهن ومن ثم يتفحص اعتقاداته في ضوء ما تم اكتشافه تحدث الأسئلة إرباك للمريض .
(ناصر المحارب، 200: 132)
7- فنية الحوار الذاتي: Monologue Technique
ويكون الحوار الذاتي عن الأفكار الأساسية في النظرية المعرفية أن الإنسان يسلك بحسب ما يفكر، وفي ميدان ممارسة العلاج الذاتي ينصب جزء من دور المعالج على تدريب الأشخاص لتعديل مستوى أفكارهم التي تثير القلق والاكتئاب وعدم الثقة. إن الحوار مع النفس عند أي نشاط معين من شأنه أن ينبه الفرد إلى تأثير أفكاره السلبية على سلوكه، وحديث المرء مع نفسه وما يحويه من انطباعات وتوقعات عن المواقف التي تواجهه هو السبب في تفاعله المضطرب، ولهذا يعتمد المعالج المعرفي السلوكي على محاولة تحديد مضمون مثل هذا الحديث والعمل على تعديله كخطوة أساسية في مساعدة الفرد على التغلب على اضطرابه، خاصة المواقف التي تستثير القلق والاكتئاب. (رئيفة عوض، 2001، 112)
8 - فنية التدريب على الاسترخاء Relaxation
لاشك أن الضغوط النفسية تعتبر آفة العصر وأنها تزداد يوما بعد يوم مما يجعلها تمثل حجر الزاوية في نشوء الاضطرابات النفسية، وبصفة خاصة مع ازدياد التقنية ومطالب الحياة وكذلك تشابك ظروف الحياة في عالمنا المعاصر .ولهذا فـان الاسترخاء يعتبر أمر مطلوب في حد ذاته في مواجهة الضغوط النفسية وما ينشأ من قلق أو مخاوف وتشتت وتزاحم في الأفكار، بل وما ينتج عن هذه الضغوط من اضطرابات نفسية (فسيولوجية) مثل قرحة المعدة وأمراض القلب بل أن بعض العلماء يُرجع مرض السرطان إلى هذه الضغوط ولهذا يحتاج المعالج أن يستخدم أسلوب الاسترخاء مع مرضاه في مرحله مبكرة جدًا. من العمل معهم لأنه يعمل على تهدئته الفرد، ومن أكثر طرق الاسترخاء شيوعا هي برامج العلاج التي طورها جاكوبسون. (محمد محروس الشناوي، محمد السيد عبد الرحمن،1998:83)
ويعتبر عالم النفس الأمريكي Jacobsen من أوائل العلماء الذين بحثوا في تدريبات الاسترخاء وتطبيقاتها في مجال العلاج النفسي، وقد توصل إلى أن حالة الاسترخاء خبرة مضادة لحالة القلق والانفعالات الحادة، وتقوم الفكرة الأساسية لفنية الاسترخاء على أن الجسم في حالة القلق والانفعالات الحادة يتعرض لعمليتين هما الشد العضلي والتوتر النفسي، وتكون جميع عضلات الجسم مشدودة في درجة توازي التوتر النفسي الذي يكون عليه الإنسان في حالة القلق. وإذا تم إيقاف أو تحويل حالة التوتر والشد العضلي لجسم الإنسان إلى حالة من الاسترخاء، فإن التوتر النفسي لا يمكن أن يستمر على نفس الوضع، إنما يتحول إلى حالة من الاسترخاء مما يخفض درجة القلق عند الإنسان. وبذلك لا يكون الإنسان متوترًا جسميًا ومسترخيًا نفسيًا في آن واحد. (حسام الدين عزب، 1981: 111)
أو بمعنى آخر نستطيع أن نؤكد بوجود علاقة تلازمية قوية بين التوتر العضلي والتوتر النفسي لدى الإنسان، فإذا زال التوتر العضلي فإن التوتر النفسي يزول.ويعزز هذا المبدأ العلمي قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغضب (( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع )). [رواه أبو داود]
فتحول الإنسان الغاضب "المتوتر" من وضع الوقوف إلى وضع الجلوس يعني تحول عضلاته نسبيًا من حالة الشد إلى حالة الاسترخاء، وبالتالي خفض حالة الغضب عنده.
وفي هذا الصدد يذكر كوتيلاً وجردون (Cautela, Groden, 1978) أنه إذا كنت تشعر بالتوتر أو العصبية، فإن هناك عضلات معينة في جسدك سوف تكون مشدودة في هذه اللحظة، وإذا استطعت تعلم تحديد هذه العضلات وطريقة استرخائها، فإنك تستطيع العمل على استرخائها مما يجعلك تشعر بحالة هدوء. وبذلك نجد أن عملية الاسترخاء يمكن أن تكون ضرورية لكثير من الناس سواء من الذين يعانون من مشكلات أو الذين لا يعانون من مشكلات أو اضطرابات نفسية.
فالإنسان المتوتر أكثر عرضة للقيام بسلوكيات غير مرغوبة بل قد تسبب له مشاعر سلبية مثل القلق، فالاسترخاء عامل عضلي نفسي يعمل على خفض التوتر، لأن الخبرة الذاتية لأي حالة من الحالات الوجدانية لها ارتباط بعملية تقلص العضلات التي ترافقها بشدة. بمعنى آخر إن هناك علاقة بين درجة التوتر العضلي وبين إدراك الفرد لحالته الانفعالية، فإذا زال التوتر العضلي فإن الإنسان تزول عنه حالة التوتر النفسي الوجداني، فعملية الاسترخاء تساعد على إطلاق التوتر والقلق، مما ينتج عنه توافق أفضل مع الموقف الذي سبب القلق، كما أن إطلاق التوتر العضلي يحسِّن قدرة الإنسان على الاستماع لما يقوله الآخرون والتفكير بشكل أفضل ومن ثم التفاعل مع الحدث بطريقة إيجابية.
(بشير الرشيدي، راشد على2000: 300 - 302)
التمرين الأول: تدريبات التنفس:
- خذ نفساً عميقاً (شهيقاً) وأحبسه لمدة ثانية واحدة. الشهيق الكامل يؤدي الشعور بالتوتر.
- أطلق النفس (التنفس) تدريجياً (الزفير) أثناء العد تنازلياً من ثلاثة إلى واحد (3، 2، 1)، الزفير يؤدي إلى الشعور بالاسترخاء أو إزالة حالة التوتر.
- حـاول أن تستمتع بحالة الاسترخاء التي تكون عليها بعد إطلاق النفس.
- كرر العملية السابقة ثلاث مرات.
التمرين الثاني: تدريبات الذراعين:
- استرخ إلى أقصى درجة ممكنة ثم أغمض عينيك (لحظة صمت) وجه كل انتباهك إلى ذراعك اليمين أولا، كل انتباهك الآن وتركيزك على ذراعك اليمين، الذارع اليمين بشكل خاص.
- أقبض كفك اليمين بشدة مع شد ذراعك إلى أقصى درجة (لحظة صمت) لاحظ أن عضلات يدك اليمنى وعضلات مقدمة الذراع اليمنى تنقبض وتتوتر.
- ركز على هذا التوتر الشديد الناتج عن هذا النشاط.
- حافظ على هذا الوضع لمـدة عشر ثوان.
- افتح يدك اليمنى وأرخها تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من خمسة إلى واحد) حتى يصلا إلى حالة استرخاء تام.
- لاحظ الفرق بين ما كانت عليه من شد وتوتر وما هي عليه الآن من استرخاء، واستمتع بحالة الاسترخاء التي تعيشها حالياً لفترة من الوقت (عشر ثوان صمت)
- كرر هذا التمرين ثلاث مرات حتى تتمكن من ضبط هذه العضلات بشكل جيد.
- لنتجه الآن لليـد اليسرى.
- أغلق الآن يدك اليسرى بشدة مع شد ذراعك إلى أقصى درجة ولاحظ أن عضلات يدك اليسرى وعضلات مقدمة الذراع اليسرى تنقبض وتتوتر.
- ركز على التوتر والشد الناتج عـن هذا النشاط.
- حافظ على هذا الوضع لمدة عشر ثوان.
- افتح يدك اليسرى وأرخها تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من خمسة إلى واحد) حتى يصل إلى حالة استرخاء تام.
- لاحظ الفرق بين ما كانت عليه من شد وتوتر وما هي عليه الآن من استرخاء، استمتع بحالة الاسترخاء التي تعيشها حالياً لفترة من الوقت.
- كـرر هذا التمرين ثلاث مرات حتى تتمكن من ضبط هذه العضلات بشكل جيد.
- الآن دعنا نتجه إلى راحة اليدين:
- اثـن راحتيك كليهما إلى الخلف إلى أن تشعر بالشد والتوتر في المعصم وظهر اليد.
- لاحظ هذا التوتر.
- الآن استرخ وعد بمعصمك إلى وضعه الطبيعي المريح.
- لاحظ الفرق بين التوتر والاسترخاء.
- كرر هذا التدريب مرة أخرى.
- الآن اترك يديك مسترخيتين تماماً، وانتقل إلى عضلة الذراع اليمنى.
- اثني كوعك الأيمن لتشد عضلة الذراع الأمامية اليمنى وعضلات الساعد الأيمن.
- شد العضلات بقوة أكبر وركز على الإحساس بالشد.
- افرد ذراعك الأيمن وأرخيه تماما.
- لاحظ الفرق بين التوتر السابق في عضلات الذراع وما هي عليه الآن من استرخاء تحس به الآن.
- كـرر هذا التمرين مرة أخرى.
- ننتقل بعدهـا للذراع الأيسر:
- اثني كوعك الأيسر لتشد عضلة الذراع الأمامية اليسرى وعضلات الساعد الأيسر.
- شد العضلات بقوة أكبر وركز على التوتر والشد.
- افـرد ذراعك الأيسر وأرخيه تماماً.
- لاحظ الفرق بين التوتر السابق في عضلات الذراع وما هي عليه الآن من استرخاء تحس به الآن.
- الآن اترك العضلات على سجيتها أكثر فأكثر لمدة عشر ثوان.
التمرين الثالث: تدريبات الرجلين
- استرخ إلى أقصى درجة ممكنة.
- أفـرد ساقيك وأبعدهما بقدر ما تستطيع، افردهما حتى تلاحظ التوتر المستشار في منطقة الفخذ.
- الآن استرخ ودع ساقيك يسترخيان.
- لاحظ الفرق من جديد بين التوتر السابق للفخذين وما هما عليه الآن من وضع مريح.
- اجذب قدمك اليمنى باتجاهك إلى أقصى درجة ممكنة، مع شد كامل لرجلك كلما أمكن.
- حافظ على وضع الشد هذا لمدة عشر ثوان حتى تشعر بالتوتر والإجهاد.
- أرخ عضلات رجلك اليمنى تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من خمسة إلى واحد) حتى تصل إلى حالة استرخاء كامل.
- لاحظ كيف تشعر وعضلات رجلك في حالة استرخاء تام بعد عملية الشد التي قمت بها. هل يوجد فرق؟
- استمتع بالفرق بين حالتي الشد والاسترخاء لمدة عشر ثوان.
كرر نفس التمرين مع رجلك اليسرى بحيث تبدأ بالآتي:
- اجذب قدمك اليسرى باتجاهك إلى أقصى درجة ممكنة، مع شد كامل لرجلك اليسرى كلما أمكن.
- حافظ على وضع الشد هذا لمدة عشر ثوان حتى تشعر بالتوتر والإجهاد.
- أرخ عضلات رجلك اليسرى تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من خمسة إلى واحد) حتى تصل إلى حالة استرخاء كامل.
- لاحظ كيف تشعر وعضلات رجلك في حالة استرخاء تام بعد عملية الشد التي قمت بها. هل يوجد فرق؟
- استمتع بالفرق بين حالتي الشد والاسترخاء لمدة عشر ثوان.
التمريـن الرابع: عضلات الكتفين:
- الآن دعنا نتحول إلى منطقة أخرى أي الكتفين:
- ارفع كتفك إلى أقصى نقطة تستطيعها باتجاه الأذنين.
- حافظ على هذا الوضع لمدة عشر ثوان مع التركيز على حالة الشد العضلي والتوتر في هذه المنطقة.
- أرخ عضلات الكتفين تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من خمسة إلى واحد).
- لاحظ الفرق بين حالتي الشد والاسترخاء في منطقة الكتفين. وهل يوجد فرق؟
- استمتع بالفرق بين حالتي الشد والاسترخاء لمدة عشر ثوان.
- كرر ذلك مرة ثانية.
التمرين الخامس: عضلات الوجه
عضـلات الجبهة:
- الآن أرجو أن تعطي اهتماماً خاصاً للجبهة.
- حاول أن تشد عضلات جبهتك عن طريق النظر إلى أعلى بأقصى ما تستطيع.
- حاول أن تتعرف على مكان الشد في هذه الأثناء. هل تشعر بالتوتر في منطقة الجبهة؟
- أرخ عضلات جبهتك تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من خمسة إلى واحد).
- لاحظ الفرق بين حالتي الشد والاسترخاء لمدة عشر ثوان.
عضـلات العينين:
- أغلق عينيك بإحكام شديد حتى تشعر بوجود توتر يحيط بالعضلات بالمحيطة بالعينين.
- حاول أن تركز اهتمامك على منطقة العينين، هل تعشر بالتوتر في منطقة العينين؟
- افتح عينيك تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من خمسة إلى واحد).
- لاحظ الفرق بين حالتي الشد والاسترخاء في منطقة العينين. هل يوجد فرق؟
- استمتع بالفرق بين حالتي الشد والاسترخاء لمدة عشر ثوان.
-
عضـلات الفكين:
- أطبق فكيك بإحكام كما لـو أنك تعض على شيء بقوة.
- حافظ على هذا الوضع لمدة عشر ثوان. هل تشعر بالتوتر في منطقة الفكين؟
- أرخ عضلات فكيك تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من خمسة إلى واحد).
- لاحظ الفرق بين حالتي الشد والاسترخاء في منطقة الفكين. هل يوجد فرق؟
- استمتع بالفرق بين حالتي الشد والاسترخاء لمدة عشر ثوان.
التمرين السادس: عضلة الرقبة
- ادفع برأسك إلى الخلف بشدة كما لو أنك تريد أن تشاهد شيئاً خلفك بشكل مقلوب مع المحافظة على استقامة الظهر.
- حافظ على هذا الوضع لمدة عشر ثوان، هل تشعر بالتوتر في منطقة الرقبة؟
- ارجع إلى الوضع العادي تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من خمسة إلى واحد).
- لاحظ الفرق بين حالتي الشد والاسترخاء في منطقة الرقبة، هل يوجد فرق؟
- كرر الحركة السابقة للرقبة في الاتجاهات الأخرى (أمام، يمين، يسار).
- بعد استكمال دفع الرقبة بالاتجاهات الأربعة وشعورك بالتوتر، حاول الآن الاستمتاع بحالة الاسترخاء.
التمرين السابع: عضلات الصدر
- حاول أن تطبق كتفيك بقوة إلى الأمام كأنك تريد أن يتلامسا في منتصف الصدر.
- حافظ على هذا الوضع لمدة عشر ثوان، هل تشعر بالتوتر في منطقة الصدر؟
- ارجع إلى الوضع العادي تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من خمسة إلى واحد).
- لاحظ الفرق بين حالتي الشد والاسترخاء في منطقة الصدر، هل يوجد فرق؟
- استمتع بحالة الاسترخاء التي تشعر بها الآن.
التمرين الثامن: عضلات الظهر
- حاول أن تجذب كوعيك إلى الخلف بقوة كأنك تريدهما أن يتلامسا وراء ظهرك.
- حافظ على هذا الوضع لمدة عشر ثوان. هل تشعر بالتوتر في منطقة الظهر؟
- ارجع إلى الوضع العادي تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من عشرة إلى واحد).
- حاول أن تقوس ظهرك إلى الأمام كما لو أنك تريد أن تلصق رأسك ببطنك.
- حافظ على هذا الوضع لمدة عشر ثوان، هل تشعر بالتوتر في منطقة الظهر؟
- لاحظ الفرق بين حالتي الشد والتوتر، هل يوجد فرق؟
- استمتع بحالة الاسترخاء التي تشعر بها الآن.
- خذ نفساً عميقاً (شهيقاً) وامسكه لمدة خمس ثوان ولاحظ حالة التوتر التي تعيشها الآن. إن التوتر سوف ينتشر في معظم الأعضاء التي مارست فيها تدريبات الاسترخاء.
- أطلق النفس تدريجياً (زفير) واسترخ مع الاستقرار في تنفسك العادي.
التمرين التاسع: عضلات البطن
تعتبر عضلات البطن من العضلات التي يواجه فيها بعض المعالجين إجهاداً مضاعفاً خاصة عند كبار السن، والنساء الذين تكون عندهم عضلات البطن في حالة ترهلات كبيرة حيث يكون من الصعب عليهم ضغط عضلات المعدة Stomach Muscles وشد منطقة البط، ولتمرين هذه العضلات يوجه المعالج إلى المريض التعليمات الآتية:
- حاول أن تشد بطنك إلى الداخل بقوة.
- حافظ على الوضع لمدة عشر ثوان، هل تشعر بالتوتر في منطقة البطن؟
- أرخ عضلات بطنك تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من عشرة إلى واحد).
- لاحظ الفرق بين حالتي الشد والاسترخاء، هل يوجد فرق؟
- استمتع بحالة الاسترخاء التي تعيشها الآن.
- خذ نفساً عميقاً (شهيقاً) وامسكه لمدة عشر ثوان ولاحظ حالة التوتر التي تعيشها الآن. إن التوتر سوف ينتشر في معظم أنحاء جسدك التي حصلت على تدريبات الاسترخاء.
- أطلق النفس الآن (زفير) تدريجياً وحاول أن تستمر في تنفسك العادي.
- التمرين العاشر: عضلات الرجلين.
- مد ساقك الأيمن مع أصابع القدم بقدر ما تستطيع من قوة حتى تشعر بالتوتر والإجهاد في منطقة الساق والفخذ.
- أرخ عضلات ساقك الأيمن مع أصابع القدم تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من خمسة إلى واحد).
- لاحظ الفرق بين حالتي الشد والاسترخاء.
- اجذب قدمك اليمنى باتجاهك بقدر ما تستطيع.
- حافظ على هذا الوضع لمدة عشر ثوان، هل تشعر بالتوتر في منطقة الرجل اليمنى؟
- أرخ عضلات الرجل اليمنى تدريجياً (أثناء العد تنازلياً من خمسة إلى واحد).
- لاحظ الفرق بين حالتي الشد والاسترخاء، هل يوجد فرق؟
- كرر نفس التدريب مع رجلك اليسرى.
- كرر نفس التدريب للرجلين مع بعض.
- استمتع بحالة الاسترخاء التي تحصل عليها بعد الانتهاء من تكرار التدريب.
وأخيراً بعد أن قمت بإجراء تدريبات الاسترخاء على جميع عضلات الجسم، حاول أن تجري جميع التدريبات الآن مع التركيز على الفرق بين حالتي الشد والاسترخاء بعد الانتهاء من كل تمرين. كذلك حاول أن تستمتع بحالة الاسترخاء التي تكون عليها بعد الانتهاء من التمرينات، قد تواجهك بعض الصعوبات مع بعض العضلات، فهذا الأمر معتاد، ويجب ألا يقلقك، بل حاول تكرار التمرين حتى تشعر بالفرق بين الحالتين وتستمتع به، إنه من المهم أن تصل إلى هذه المرحلة وإلا لن تحصل على نتائج إيجابية من تدريباتك على الاسترخاء.

برنامج العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب القلق
الجلســــة الأولـــى :
أهداف الجلسة :
1 - إقامة علاقة بين الباحث "المعالج" والمريض .
2 - تعريف المريض بالبرنامج وتقديم معلومات حول البرنامج .
3 - تقديم شرح عن العلاج المعرفي السلوكي وأهميته .
زمن الجلسة : (خمسون دقيقة)
محتوى الجلسة :
في هذه الجلسة التمهيدية استقبل الباحث (المعالج) المريض استقبالاً طيبًا بحيث يقيم علاقة جيدة مع المريض؛ لأن هذه العلاقة تهدف إلى الألفة والتقبل والثقة المتبادلة بين المعالج والمريض ويكون هذا التقبل غير مشروط، وكان الاستقبال باهتمام ومن ثم قدم الباحث نفسه للمريض مع بعض الحديث الودي العام عن الأحداث الراهنة في مجال الرياضة مثلاُ وكان لدى بعض المرضى اهتمام بالرياضة بينما كان البعض الآخر مجال آخر وهذا على سبيل المثال، ويكون الحديث الودي في حدود الخمس دقائق .
- بعد ذلك طمئن المعالج المريض بأن جميع المعلومات تكون في سرية تامة ولا يحق لأي شخص الاطلاع على هذه المعلومات .
- يلي ذلك أن يقوم المعالج بطرح أسئلة محددة للتأكد من التشخيص وهذه الأسئلة جزء من استمارة البحث النفسي كما استمع لشكوى المريض.
- تطبيق مقياس مستشفي الطائف للقلق .
- قام الباحث (المعالج) بشرح المبادئ الأساسية للعلاج المعرفي السلوكي للمريض، حيث وضح أن العلاج المعرفي السلوكي له أهمية كبيرة لمساعدته والتغلب على القلق . فالأفكار التي تظهر بصورة تلقائية تنطبع بذهنه وقد لا يشعر بها إلاَّ إذا ركز انتباهه عليها، ويكون ذلك من خلال التدريب. وكان الشرح باللغة العامية بعيدًا عن المصطلحات النفسية .
- وضح الباحث للمريض مدة البرنامج وعدد جلساته ومدة كل جلسة، وأن اللقاء سوف يكون بواقع جلستين في الأسبوع، لمدة ثمان جلسات والخمس جلسات الباقية جلسة كل أسبوع ومدة كل جلسة خمسون دقيقة، وأكد المعالج على ضرورة الالتزام بمواعيد الجلسات والتعاون .في أداء الواجبات المنزلية وأهميتها في العلاج.
- أخيرا تختتم الجلسة بواجب منزلي (وهو تكليف المريض بتسجيل بعض المواقف اليومية التي تسبب له التوتر والقلق . ويكون ذلك في سجل مراقبة الذات . وتم شرح الاستمارة له.
-
الجلســــة الثانيــــة :
أهداف الجلسة :
1 - تعريف المريض على طبيعة القلق وأنواعه وأسبابه وأعراضه .
2 - تعريف المريض بالآثار النفسية المصاحبة من جراء هذا الاضطراب .
3 - تحديد المشكلة بدقة .
الفنيات المستخدمة :
1 - المحاضرة المبسطة .
2 - المناقشة والحوار .
3 - مراقبة الذات وهو الواجب المنزلي .
زمن الجلسة : (خمسون دقيقة)
محتــــوى الجلســــة :
في بداية الجلسة يتحقق الباحث من ردود فعل المريض تجاه الجلسة السابقة، وإذا كان هناك تساؤلات أو قضايا يرغب المريض مناقشتها. ثم بعد ذلك تم مراجعة الواجب المنزلي المتمثل في السجل الذي أعطي للمريض، وكان النقاش يدور حول الأعراض التي يشتكي منها المريض، وما هي المواقف المسببة لظهور هذه الأعراض، وما هي الأفكار التلقائية التي تحدث بعد الموقف وما هو التصرف الذي قام به لمواجهة تلك المواقف، وأوضح الباحث للمريض بأن هذه المواقف قد تمر ببعض الأشخاص ولكن كل شخص قد يختلف عن الآخر في تصرفه وفي تفكيره، وأن هذه الأفكار التي قد يبالغ فيها الإنسان هي السبب في الانفعال غير الصحيح وبالتالي تسبب القلق والضيق والتوتر لدى الإنسان .
بعد ذلك استكمل الباحث دراسة الحالة وتشمل العامل الاقتصادي والتاريخ الدراسي والمهني، والحياة الزوجية، وسوء استعمال العقاقير ووصف المريض لذاته. تلى ذلك شرح مبسط عن مفهوم اضطراب القلق وما هي أنواعه، ومن ثم تم شرح أنواع القلق، أحدهما قلق عادي وموضوعي، وهذا النوع من القلق طبيعي وهو أقرب إلى الخوف، وفي بعض الأحيان يكون هذا القلق دافعه للإنسان وهو مفيد للإنسان ويجعل الشخص يستعد لمواجهة الخطر الذي يهدده أو الهروب منه، ومصدر القلق في هذا النوع يكون واضح، فالفرد يشعر بالقلق مثلاً إذا اقترب وقت الامتحان أو الهروب من حيوان مفترس. أما النوع الثاني من القلق، فهو نوع لا يدرك المصاب به مصدر علته وكل ما هنالك أنه يشعر بحالة من الخوف الغامض، ويصاحب هذا النوع من القلق أعراض نفسية وجسمية، ومن الأعراض النفسية الخوف والتوتر وعدم الاستقرار النفسي وضعف الانتباه والتركيز وضعف الذاكرة، فالإنسان المصاب بهذا المرض يكون تفكيره في الأمور السلبية ويفكر في احتمالات الفشل واحتمال التعرض للحوادث والأخطار، ولا يرى إلا الجانب المظلم في حياته. ثم تحدث بعد ذلك الباحث عن أعراض توضح أعراض جسمية وأعراض نفسية للقلق وأسبابه ومستوياته من وجهة نظر علماء النفس، كما تطرق الباحث في نهاية حدثه عن اضطراب القلق الآثار النفسية التي يسببها القلق على حالة الفرد النفسية، فيكون شعوره بالخوف والتوتر والحزن والضيق وتوقع المصائب والمشكلات والخوف من اتخاذ القرارات خوفاً من الوقوع في الخطأ، من الآثار الجسيمة فتتضمن شكوى المريض من عدة أعراض مثل الصداع وزيادة ضربات القلب مع شعور بالآم عضلية فوق القلب كما أنه يشعر ببعض ضربات القلب غير المنتظمة، ويكون ضغط الدم مرتفع بعض الشيء بسبب الانفعال. وهذه الأعراض تأتي في شكل نوبات أو أزمات .
وفي نهاية الجلسة تختتم بتلخيص ما دار فيها من أقوال المريض وإضفاء تفسيراته التي تساعد على استيعاب مشكلته وما يجب أن يفعله حتى يتخلص منها أو من آثارها .
ثم يكلف المريض بواجب منزلي (وهو أن يعطي المريض سجل مراقبة الذات) .
الجلســـة الثالثـــة :
أهـــداف الجلســـة :
1 - أن يعرف المريض الدور الذي تقوم به فنية الاسترخاء في خفض التوتر والقلق .
2 - تدريب المريض على تمرينات الاسترخاء .
3 - مراجعة الواجب المنزلي .
الفنيـــات المستخدمـــة :
1 - المحاضرة والمناقشة .
2 - الاسترخاء .
3 - الواجب المنزلي والذي يشمل على فنية مراقبة الذات .
زمـــن الجلســـة : (خمسون دقيقة)
محتـــوى الجلســـة :
في بداية الجلسة تحقق الباحث من ردود فعل المريض تجاه الجلسة السابقة. وذكر الملاحظات أو الاستفسارات التي لديه . بعد ذلك تم مناقشة الواجب المنزلي الذي تم الاتفاق عليه، وكان النقاش يدور حول المواقف التي تم تسجيلها وما هي ردود الانفعال تجاه تلك المواقف وما هي الأعراض المصاحبة لتلك المواقف . وما هو التصرف الذي قام به لمواجهة تلك المواقف، ومن ثم أوضح الباحث للمريض بأن هذه المواقف قد يمر بها أي إنسان ولكن كل شخص يختلف عن الآخر وذلك من خلال تفكيره، وأن هذه الأفكار غير معقولة وهي السبب في الانفعال غير الصحيح لهذا الموقف فالأفكار هذه غالباً ما تكون سلبية ولكن يجب عليك أن تبدلها بأفكار إيجابية، تتناسب مع وقوع الحدث وأن ينظر الإنسان للحياة بنظرة تفاؤلية ولا ينظر لها بمنظار تشاؤم. وان تتوقع أشياء طيبة بدلاً من هذه التوقعات السلبية، ثم دار النقاش حول مصدر المواقف التي سببت القلق والتوتر، والأعراض الجسدية والأفكار التي صاحبته وكيف كانت مواجهة تلك المواقف، بعد ذلك تم شرح فنية الاسترخاء بطريقة مبسطة، حيث أوضح الباحث للمريض أن الناس تستجيب للاضطرابات الانفعالية كالقلق والخوف والاكتئاب بتغيرات وزيادة في توتر العضلات، فالإنسان عندما يكون قلقاً يشعر أن بعض عضلات جسمه مشدودة ومتوترة، وأن هذا التوتر يضعف قدرة الإنسان على التوافق والنشاط، فكثيراً ما يشكو المريض في حالة القلق والخوف من الصداع وزيادة ضربات القلب والآلام في جسمه وشعور بالإرهاق، فالتدريب على الاسترخاء يعتبر من الخطوات الهامة في التغلب على القلق والخوف وخفض التوتر، ويجعل الإنسان يتعامل مع الضغوط بالطريقة الصحيحة، فكثير من مواقف الحياة اليومية تسبب للإنسان التوتر. فلجوء الإنسان لتدريبات الاسترخاء قبل أو بعد تعرضه لموقف التوتر يمكن أن يسهم بشكل فعال في خفض التوتر، ثم أوضح الباحث للمريض أنه مقبل على تعلم خبرة جديدة أو مهارة جديدة لا تختلف عن أي مهارة جديدة تعلمها في حياته، كما بين الباحث للمريض بأنه قد يشعر ببعض المشاعر الغريبة كالتنميل في أصابع اليد، ويجب عليه أن لا يخشى ذلك، وأن هذا شيء عادي، كما يطلب من المريض بأن تكون أفكاره مركزة في هذه اللحظة أي في عملية الاسترخاء، وكرر الباحث للمريض بأنه قد يطلب منه أن يتخيل بعض اللحظات التي كان يعيشها بمشاعر هادئة، كما يوجه الباحث المريض بالمحافظة على أن تكون عضلات الجسم في حالة تراخي أثناء الاسترخاء، خاصة تغميض العين لمنع التشتت البصري التي قد تعوق الاسترخاء، ولكن في بداية الجلسات الاسترخائية قد يسمح للمريض بين الحين والحين الآخر بأن يفتح عينيه، خاصة أن بعض المرضى لديهم الشك والريبة .
ثم بعد ذلك يبدأ المريض بممارسة الاسترخاء، ففي بداية التدريب يجلس المريض على كرسي خاص بالاسترخاء لبضع دقائق حتى يشعر بالراحة حتى تبدو عليه علامات الهدوء، وبعد ذلك يبدأ الباحث بتدريب المريض على تدريبات الاسترخاء ويقول للمريض خلال لحظات قليلة سوف أطلب منك أن تأخذ نفساً عميقاً، والآن نبدأ : خذ نفساً عميقاً (شهيقاً) واحبسه لمدة خمس ثواني هذا الشهيق يؤدي إلى الشعور بالتوتر ثم يطلب الباحث من المريض إطلاق النفس، تنفس تدريجياً (الزفير) هذا الزفير يؤدي إلى الشعور بالاسترخاء أو إزالة حالة التوتر، حاول أن تستمتع بحالة الاسترخاء التي تكون عليها بعد التنفس، كرر هذه العملية مرة ثانية، لاحظ الفرق بين حينما تحبس النفس ولاحظ حينما تطلق النفس، لابد أن تكون مركز ومنتبه معي أثناء العملية، الآن سوف نبدأ بتمرين آخر، استرخ إلى أقصى درجة ممكنة ثم اغمض عينيك (يسكت الباحث لحظة) وجه كل انتباهك إلى ذراعك الأيمن، كل انتباهك الآن وتركيزك على ذراعك الأيمن بشكل خاص، اقبض يدك اليمين بشدة مع شد ذراعك إلى أقصى درجة (يسكت الباحث) ثم لاحظ أن عضلات يدك اليمنى وعضلات مقدمة الذراع اليمنى تنقبض وتتوتر، ركز على هذا التوتر الشديد الناتج عن هذا النشاط، حافظ على هذا الوضع لمدة عشر ثواني، افتح يدك اليمنى وأرخها تدريجياً حتى تصل إلى حالة استرخاء تام، لاحظ الفرق بين حالتي الشد والاسترخاء، الآن استمتع بحالة الاسترخاء التي تعيشها حالياً، كرر هذا التمرين مرة ثانية حتى تتمكن من ضبط هذه العضلات بشكل جيد، لنتجه الآن لليد اليسرى، وقد طبق معه مثل اليد اليمنى … وهكذا تم تدريبه حتى التمرين الخامس، وأكتفي بهذه التمارين الخمسة على أن يكمل بقية التمارين في الجلسة القادمة، وفي نهاية هذه الجلسة تم تلخيص ما دار فيها وتم تكليف المريض بواجبات منزلية اشتملت على سجل مراقبة الذات، وممارسة الاسترخاء بالمنزل وأن يسجل أي ملاحظة على ممارسة الاسترخاء .
الجلســـة الرابعـــة:
أهـــداف الجلســـة :
1 - مراجعة الواجبات المنزلية .
2 - ممارسة التدريب على الاسترخاء .
3 - شرح فنية التخيل .
الفنيـــات المستخدمـــة :
1 - المحاضرة المبسطة .
2 - مراجعة الواجب المنزلي .
3 - الحوار والمناقشة .
4 - ممارسة التدريب على الاسترخاء .
5 - فنية التخيل .
زمـــن الجلســـة : (خمسون دقيقة)
محتـــوى الجلســـة :
في بداية الجلسة يتحقق المعالج من رأي المريض حول الجلسات السابقة، وهل لديه أسئلة أو استفسار حول ما دار بتلك الجلسات. تلي ذلك مناقشة الواجب المنزلي والتأكد من مدى استفادته من ممارسة لتمرينات الاسترخاء وهل واجه صعوبات في أداء تمارين الاسترخاء وهل شعرت بالراحة أثناء أو بعد ممارسة الاسترخاء وتم مناقشة المريض بشكل مفصل عن مدى استفادته من ممارسة تمارين الاسترخاء، تلي ذلك مناقشة الواجب المنزلي الثاني وهو سجل مراقبة الذات بحيث تناقش شكوى المريض وأعراض هذه الشكوى وما هي الفكرة أو الأفكار التي كانت ملازمة للمريض، وما هي الأساليب التي اتخذتها لمقاومة هذه الأفكار أم أنك سلمت الأمر لهذه الأفكار وأصبحت في ضيق وحزن وتوتر، فأجاب بعض المرضى أنه تم مقاومة تلك الأفكار وحاول أن يجد حلول أخرى منطقية، غير تلك التوقعات السلبية الناتجة عن الأفكار الخاطئة. فالباحث شجع المريض على مقاومة هذه الأفكار. وبعد ذلك قام الباحث بتدريب المريض على بقية تمارين الاسترخاء والتي شملت التمرين الخامس حتى التمرين العاشر وكانت تشمل هذه التمارين عضلات الجبهة وعضلات الفكين وعضلات الصدر وعضلات الظهر وعضلات البطن وعضلات الرجلين .
كما أوضح الباحث علاقة هذه التمارين العضلية بالقلق، وأن الشخص القلق يشعر أن بعض عضلات جسمه مشدودة وتؤلمه، فكثير ما يشكو مريض القلق من الصداع وسرعة ضربات القلب وآلام مختلفة في جسمه وأن هذه التمارين تخفف هذا الألم، وهو أحد الخطوات الهامة في التغلب على القلق والخوف. فعن طريق تعلم كيفية الاسترخاء يمكنك إيقاف قلقك. فالممارسة على تمارين الاسترخاء يومياً يساعد على التخلص من اقلق الجسمي والانفعالي ومن الأفضل أن تمارس الاسترخاء في الأوقات الهادئة نفسياً.
كما قدم الباحث شرح لفنية التخيل للمريض، بعد ذلك يطلب منه أن يتخيل موقفاً واقعياً والإبقاء عليه حتى يتعود عليه المريض، وبالتالي فإن هذا التخيل يؤدي إلى إضعاف القلق، وطلب الباحث من المريض موقف أو مشهد يصف أحد المواقف التي مرت عليه، وأن يكون هذا التخيل بصورة بطيئة، ثم أوضح الباحث أهمية التخيل وأنه يساعد كثيراً في مواجهة المشكلات .
وفي نهاية هذه الجلسة قام الباحث بتلخيص ما دار فيها وأعطى المريض مجال للاستفسار حول فنية التخيل وفنية الاسترخاء واختتمت الجلسة بواجب منزلي .
الجلســـة الخامســـة :
أهـــداف الجلســـة :
1 - تدريب المريض على الاسترخاء .
2 - مراجعة الواجب المنزلي .
3 - شرح فنية الحوار الذاتي .
4 - شرح فنية صرف الانتباه .
الفنيـــات المستخدمـــة :
1 - الواجب المنزلي .
2 - الحوار الذاتي (الحوار مع النفس) .
3 - صرف الانتباه .
4 - التدريب على الاسترخاء .
زمـــن الجلســـة : (خمسون دقيقة)

محتـــوى الجلســـة :
بدأ الباحث بمناقشة الواجب المنزلي التي كلف بها المريض في الجلسة السابقة، وبعد ذلك تم تدريب المريض على تمرينات الاسترخاء، والتركيز على أهميته في التخلص من الانفعالات والمشاعر السلبية، والهدف من ممارسة الاسترخاء في كل جلسة هي مساعدة للمريض للتخلص من القلق والتوتر، حتى يقوم المريض بدوره على أكمل وجه، فبعض المرضى يدخل جلسة العلاج النفسي وهو متوتر وقلق، ولكن الباحث يقوم بطمأنينة المريض وأنه سوف يكون إن شاء الله في تحسن، كما يطمئن المريض بأن جميع المعلومات التي سوف يتم الحديث عنها ستكون في حالة سرية تامة ولا يحق لأي شخص الاطلاع عليها إلا بعد موافقته إذا استدعى الأمر ذلك، وهذا التأكيد يدفع المريض للحديث عن ما يجول بداخله، ثم قام الباحث بعد ذلك بشرح فنية صرف الانتباه وما هو دور هذه الفنية في إيقاف كثرة الفكار التي تراود المريض ومتى تستخدم هذه الفنية، فالمريض الذي يعاني من بعض الأعراض يطلب منه الباحث بعدم التركيز على هذه الأعراض لأنها تجعله يزداد سوءاً، فلابد من صرف انتباه المريض عن تلك الأعراض، وأن لديه القدرة على التحكم في الأعراض التي يشكو منها، ويعطي المريض مثال على ذلك عندما يعاني المريض من بعض الأعراض وهو يتحدث مع شخص ما في هذه الحالة بإمكان المريض طرد الأفكار السلبية من خلال الاقتراب أكثر من الشخص الذي يتحدث معه، أو التركيز على المحادثة بدلاً من الأفكار المتعلقة بتقويمه لنفسه، وهناك طريقة أخرى ممكن أن يطلبها المعالج من المريض عندما يكون قلقاً خلال الجلسة أن يصف بصوت مسموع محتويات الغرفة، ثم وضح الباحث للمريض أن فنية صرف الانتباه تخفف من حدة القلق كما يوضح الباحث أن هناك طريقة أخرى لصرف الانتباه يمكن للمريض استخدامها وهي التمرينات الحسابية كأن يطرح أو يجمع، أو التفكير في أسماء الأشخاص الذين تبدأ أسماؤهم بحرف "الخاء". كما بإمكان المريض أن يستخدم الحوادث السارة كرحلة سعيدة. فبعد الانتهاء من شرح هذه الفنية تطرق الباحث لشرح فنية الحوار الذاتي، فحديث المرء مع نفسه وما يحويه من انطباعات وتوقعات عن المواقف التي تواجهه هو السبب في تفاعله المضطرب .
وأخيراً يختتم هذه الجلسة بتلخيص ما دار فيها وبواجب منزلي ويكون بسجل الأفكار البديلة، حيث يقوم المريض بتسجيل الأفكار السلبية ثم يحاول إيجاد أفكار إيجابية بدلاً من الأفكار السلبية، كذلك يطلب من المريض ممارسة فنية الاسترخاء بالمنزل، وخاصة عندما يشعر بالقلق والتوتر والإرهاق .



الجلســـة السادســـة :
أهـــداف الجلســـة :
1 - مناقشة الواجب المنزلي .
2 - التدريب على الاسترخاء .
الفنيـــات المستخدمـــة :
1 - المناقشة والحوار .
2 - صرف الانتباه .
3 - التخيل .
4 - التدريب على الاسترخاء .
5 - الواجبات المنزلية .
زمــــن الجلســــة : (خمسون دقيقة)
محتـــــوى الجلســـــة :
في بداية الجلسة تحقق الباحث من رأي المريض حول الجلسات السابقة وهل يوجد لديه أسئلة أو استفسار عن تلك الجلسات أو له رأي يمكن أن يقترحه، وتم بعد ذلك مناقشة ومراجعة الواجب المنزلي والتأكد من مدى نجاحه. ثم ركز الباحث على مدى استفادة المريض من الفنيات العلاجية التي تم شرحها له وخاصة فنية الاسترخاء وفنية صرف الانتباه. فطلب الباحث من المريض عند تسجيل ردود الفعل تجاه هذا الموقف وما هي الإجراءات التي اتخذها لتجنب هذه المواقف حيث أعطى نموذج يسجل فيها الأفكار التلقائية السلبية ويسجل الأفكار البديلة، وطلب الباحث من المريض أن يتخيل أحد المواقف التي سببت له القلق وهو في حالة من الاسترخاء وأن يركز انتباهه على هذه الصور الذهنية حتى ينخفض التوتر والقلق لديه، فالأساليب التخيلية أساليب تستخدم في دحض الأفكار، ويتخيل المريض إنه يقوم بالموقف الذي يخشاه. كما طلب الباحث من المريض عند تخيل بعض المواقف أن يستخدم فنية صرف الانتباه ويقطع التخيل لذلك الموقف، وأن يشغل نفسه بموقف آخر، كأن يتخيل موقف سار وأكثر إيجابية، وكان الباحث يقوم بالشرح وتوضيح ما تسببه هذه الأفكار من معاناة وضيق، وعلى سبيل المثال كان أحد المرضى خائف من المستقبل، خائف من فقد وظيفته وأنه سوف يصاب بمرض وهذا المرض يجعله يغيب عنه حتى يفصل من الوظيفة، وإذا فصل من الوظيفة كيف يستطيع إعاشة أولاده عندما يكبرون، هل بالإمكان الحصول على وظيفة، المريض لديه أفكار حول المستقبل وخائف من هذه الأفكار المسيطرة عليه، فالباحث كان يستخدم معه فنيات متعددة منها فنية الجدل وفنية اختبار الدليل وفنية تسجيل الأفكار السلبية وبالتالي مناقشتها وغيرها من الفنيات الأخرى فكان في بعض الجلسات يطلب منه توقيف هذه الأفكار والتفكير في موضوع آخر وأن يركز انتباهه حول الموضوع الآخر مثل أن يجري عملية حسابية، أو يقوم بعملية البحث عن الأسماء التي تبدأ بحرف "الميم" مثلاً، أو التركيز على شيء ما ويصفه بالتفصيل باستخدام الأسئلة والإجابة عليها. بعد ذلك تم تدريب المريض على الاسترخاء .
الجلســـــات 7 ، 8 ، 9 :
أهـــــداف الجلســـــة :
تدريب المريض على مواجهة القلق والخوف والتوتر، واستبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية. وعدم المبالغة في تقدير الاحتمالات المترتبة على حدوث مثير أو موقف أو حدث.
الفنيـــــات المستخدمـــــة :
1 - الواجبات المنزلية .
2 - التدريب على الاسترخاء .
3 - التدريب على بعض الأساليب المستخدمة في صرف الانتباه .
4 - تدريب المريض على تعرف أساليب التفكير الخاطئ غير الفعال .
5 - اختبار الدليل .
6 - التخيل.
زمـــــن الجلســـــة : (خمسون دقيقة)
محتـــــوى الجلســـــات :
في بداية الجلسة يتم مراجعة ما دار بالجلسة السابقة، وإذا كان هناك أية ملاحظة للمريض على الجلسات السابقة يتم مناقشتها، يلي ذلك ممارسة تدريبات الاسترخاء على أن يتم من خلال التوجيهات التي تصدر عن المعالج إثارة القلق للمريض، ويتبع ممارسة الاسترخاء بحيث يوضح المعالج للمريض الفرق بين التوتر والاسترخاء، والباحث فضل تقديم ممارسة الاسترخاء قبل مراجعة الواجب المنزلي حتى يكون المريض في حالة هدوء واستقرار وبذلك تكون مناقشة الواجب المنزلي أكثر إيجابية، بحيث يكون النقاش حول الأفكار التلقائية، وهل هذه الأفكار كانت عبارة عن صور ذهنية أو غيرها، وأن يصف تلك الأفكار بشيء من التفصيل، وأن يوضح أيضاً ردة فعله تجاه هذه الأفكار.
وخلال هذه المناقشة يطلب الباحث من المريض أن يتخيل الموقف الذي حدث له، حيث يصف ذلك الموقف باختصار حتى يتم معالجة تلك الأفكار السلبية، وإيجاد بدلاً منها أفكاراً إيجابية، فدور الباحث توجيه ومساعدة المريض في إيجاد الحلول البديلة المناسبة، فعملية التخيل تقلل من أهمية الأفكار السلبية أو المواقف المسببة للقلق، وأحياناً استخدم الباحث طريقة أخرى من طرق التخيل وهو تهويل الأمر بحيث يبقى المريض لمدة أطول في حالة القلق، فمثلاً يتخيل أسوأ النتائج المترتبة على وقوع حدث ما سبب له الانزعاج أو القلق، ثم طلب الباحث من المريض أن يقدر شدته فعلى سبيل المثال طلب من المريض أنه فقد شخص عزيز عليه ما هو الموقف الذي ستتخذه حيال هذا الموقف، طلب الباحث إعطاء أسوأ الاحتمالات، كما طلب منه إعطاء احتمالات أكثر إيجابية، لهذا الموقف، ثم قام الباحث بعد تفسير المريض لهذين الأسلوبين أن يؤكد عليه أن يكون قادراً على مواجهة مثل هذه المواقف أو الحوادث، والتوافق معها. فالإنسان لديه القدرة في التوافق مع كل ما يحيط به من أحداث ومواقف، وأن لا يسلم نفسه للأفكار السلبية التي تحدث له خلال هذه المواقف، وعليه مقاومة تلك الأفكار الخاطئة. فخلال هذه الجلسة استعان الباحث بفنيات متعددة ومتداخلة مع بعض المرضى، مثل فنية صرف الانتباه التي تجعل المريض يقوم بتفكير آخر .
وفي نهاية الجلسة طلب الباحث من المريض أن يقوم بتلخيص الجلسة وما حدث خلالها، واختتمت الجلسة بالواجب المنزلي (سجل الأفكار البديلة) كما طلب من المريض ممارسة فنية الاسترخاء، وخاصة عندما يشعر بالتوتر والقلق، وعليه ممارسة التدريبات باستمرار حتى يشعر بالهدوء والراحة .
الجلســـــات 10 ، 11 ، 12 :
أهـــــداف الجلســـــات :
1 - تدريب المريض على تمارين الاسترخاء .
2 - تحديد الأفكار السلبية وإحلال أفكار إيجابية محلها .
الفنيـــــات المستخدمـــــة :
1 - الواجب المنزلي .
2 - الحوار الذاتي .
3 - اختبار الدليل .
4 - الحوار والمناقشة .
5 - ممارسة تمارين الاسترخاء .
زمــــــن الجلســــــة : (خمسون دقيقة)
محتــــــوى الجلســــــات :
في بداية الجلسة تحقق الباحث من ردود فعل المريض تجاه الجلسات السابقة، وذكر الملاحظات أو الاستفسارات التي لديه، بعد ذلك مراجعة ما دار بالجلسة السابقة بحيث يقوم المريض بتلخيص الجلسة وما حدث خلالها، ثم مراجعة الواجب المنزلي، وأن يطلب الباحث من المريض ذكر بعض المواقف التي حدثت وتم تسجيلها بدون الرجوع إلى سجل المراقبة، ويذكر المواقف التي تسبب له القلق والتوتر، ويسأله عن وجهة نظره في هذه المواقف، ولتحديد الأفكار الهدامة للذات يسأل الباحث المريض ما هو الدليل على صحة هذه الأفكار؟ وهل هذا الدليل لصالح هذه الأفكار أو أنه ضدها، ومن هنا يستطيع المريض تحديد الأفكار التلقائية الخاطئة، وبالتالي إمكانية استبدالها بأفكار صحيحة وعقلانية، ويطلب من المريض مقارنة التفسير البديل (الذي يمثل التفسير المنطقي) بالتفسير الخاطئ، بحيث يتم توضيح أن تفسيره الأول محرفاً ويقوم على استنتاج خاطئ. كما يطلب الباحث من المريض عند حدوث مواقف القلق والتوتر وحدوث هذه الأفكار الخاطئة أنه يعمل حوار ما بينه وبين نفسه حول هذه الأفكار التي تراوده، هل واقعية ومنطقية، أم هي خاطئة، وأن يحاول استخدام الدليل خلال هذا الحوار الذاتي الذي يجريه مع نفسه. فالباحث يوضح للمريض أن التغيرات الانفعالية والسلوكية هي التي تجعل كل فرد يستطيع أن يحيا حياة سوية أو غير سوية وذلك عن طريق تفكيره واعتقاده ونظرته وتقييمه للأحداث والمواقف المسببة للتوتر والقلق، وليست المواقف والأحداث في حد ذاتها . يلي ذلك ممارسة المريض تمرينات الاسترخاء .
وفي نهاية الجلسة يتم تلخيص ما دار فيها وفتح المجال للمريض إلقاء الأسئلة أو الاستفسارات حول هذه الجلسة. ومن ثم يكلف بواجب منزلي يتمثل في سجل المراقبة الذاتية وممارسة تمارين الاسترخاء .
الجلســــــة الثالثــــــة عشــــــر :
أهــــــداف الجلســــــة :
1 - التعرف على رأي المريض في الجلسات ومدى استفادته من البرنامج العلاجي .
2 - تطبيق مقياس مستشفى الطائف للقلق .
أهــــــداف الجلســــــة :
تطبيق مقياس مستشفى الطائف للقلق .
محتــــــوى الجلســــــة :
وهذه الجلسة الختامية أو اللقاء الأخير بين الباحث والمريض يقوم الباحث بتقديم ملخص عن الجلسات السابقة، وما هي الفنيات التي تم شرحها وكيفية الاستفادة منها مستقبلاً، والاستفسار من المريض هل يوجد لديه أسئلة أو ملاحظات، وفي حالة شعوره بأي مشكلة عليه مراجعة المعالج، كما أوصى الباحث المريض بممارسة تدريبات الاسترخاء والأساليب العلاجية الأخرى وأنها مفيدة في تخفيف القلق، وبعد ذلك تم تطبيق مقياس مستشفى الطائف للقلق، وأخيراً طلب الباحث من المريض مراجعة العيادة بعد شهر من الآن انتهاء البرنامج العلاجي. من أجل الاطمئنان على صحته وتطبيق مقياس الطائف للقلق.

ثانياً: برنامج العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب الرهاب الاجتماعي:
الجلســـــــة الأولـــــــى :
أهـــــــداف الجلســـــــة :
1 - إقامة علاقة بين الباحث (المعالج) والمريض .
2 - تقديم شرح مبسط عن العلاج المعرفي السلوكي وأهميته .
زمـــــــن الجلســـــــة : (خمسون دقيقة)
محتـــــــوى الجلســـــــة :
في هذه الجلسة التمهيدية استقبل الباحث (المعالج) المريض استقبالاً طيباً حيث أقام علاقة جيدة مع المريض، لأن هذه العلاقة تهدف إلى الألفة والتقبل والثقة المتبادلة بين المعالج والمريض ويكون هذا التقبل غير مشروط، حيث كان الاستقبال باهتمام ومن ثم قدم الباحث نفسه للمريض مع بعض الحديث الودي العام عن الأحداث الراهنة في مجال الرياضة مثلاً إذا كان لدى المريض اهتمام بالرياضة أو بأي مجال آخر وهذا على سبيل المثال، وكان الحديث الودي في حدود الخمس دقائق .
- بعد ذلك طمئن المعالج المريض بأن جميع المعلومات تكون في سرية تامة ولا يحق لأي شخص الاطلاع على هذه المعلومات .
- تلي ذلك أن قام المعالج بطرح أسئلة محددة للتأكد من التشخيص وهذه الأسئلة جزء من استمارة البحث النفسي . كما تم استماع لشكوى المريض قبل ذلك.
- تطبيق مقياس القلق الاجتماعي .
- يقوم الباحث (المعالج) بشرح المبادئ الأساسية للعلاج المعرفي السلوكي للمريض، بحيث يوضح أن العلاج المعرفي السلوكي له أهمية كبيرة لمساعدته والتغلب على الرهاب الاجتماعي. فالأفكار التي تظهر بصورة تلقائية تنطبع بذهنه وقد لا يشعر بها إلا إذا ركز انتباهه عليها، وذلك من خلال التدريب على ذلك. وكان الشرح باللغة العامية بعيداً عن المصطلحات النفسية .
- كما يوضح أيضاً مدة البرنامج وعدد جلساته ومدة كل جلسة، وأن اللقاء يكون بواقع جلستين في الأسبوع ، ومدة الجلسة خمسون دقيقة، ويؤكد المعالج على ضرورة الالتزام بمواعيد الجلسات والتعاون في أداء الواجبات المنزلية وأهميتها في العلاج .
- أخيراً تختتم الجلسة بواجب منزلي (وهو تكليف المريض بتسجيل بعض المواقف اليومية التي تسبب له التوتر والقلق قبل وأثناء وبعد المواقف التي تسبب له الخوف. ويكون ذلك في سجل مراقبة الذات. حيث يتم شرح الاستمارة له .
الجلســـــــة الثانيـــــــة :
أهـــــــداف الجلســـــــة :
1 - تعريف المريض على طبيعة الرهاب الاجتماعي وأسبابه وأعراضه .
2 - تعريف المريض بالآثار النفسية المصاحبة من جراء هذا الاضطراب .
3 - تحديد المشكلة بدقة .
الفنيـــــــات المستخدمـــــــة :
1 - المحاضرة المبسطة .
2 - المناقشة والحوار .
3 - مراقبة الذات .
زمــــــن الجلســــــة : (خمسون دقيقة)
محتــــــوى الجلســــــة :
في بداية الجلسة يتحقق الباحث (المعالج) من ردود فعل المريض تجاه الجلسة السابقة، وإذا كان هناك تساؤلات أو قضايا يرغب المريض مناقشتها، ثم بعد ذلك قام الباحث بإكمال استمارة دراسة الحالة، ومن ثم مناقشة الواجب المنزلي الذي تم الاتفاق عليه وهو سجل المراقبة الذاتية، ومناقشة الأعراض التي يشكو منها المريض وما هي المواقف التي عانى منها، وما هي المواقف المسببة لظهور هذه الأعراض، والبحث في الأفكار التلقائية التي كانت تحدث له قبل وأثناء وبعد موقف الخوف الذي عانى منه، ثم قام الباحث بتوضيح تلك الأفكار وماذا كان يجب عليه أن يفعله. وبعد ذلك قام الباحث بشرح موجز عن طبيعة الرهاب بصفة عامة وعن الرهاب الاجتماعي بصفة خاصة وما هي أعراض هذا المرض، وما هي أسبابه من وجهة نظر علماء النفس والطب النفسي .
كما تطرق الباحث الآثار النفسية والاجتماعية التي يتركها هذا المرض على صحة الإنسان النفسية، ثم يحاول الباحث تشجيع المريض وإثارة الدافعية لديه نحو العلاج النفسي حتى يتمكن الباحث من مساعدته وإبدال الأفكار الخاطئة التي كونها الفرد عن نفسه وعن الآخرين بأفكار إيجابية.
وفي نهاية الجلسة يختتم بتلخيص ما دار فيها من أقوال المريض وإضفاء تفسيراته التي تساعد على استيعاب مشكلته وما يجب أن يفعله حتى يتخلص منها أو من آثارها، ثم كلف المريض بواجب منزلي وهو سجل المراقبة الذاتية، حتى يتم مراجعتها في الجلسة القادمة .
الجلســــــة الثالثــــــة :
أهــــــداف الجلســــــة :
1 - أن يعرف المريض الدور الذي تقوم به فنية الاسترخاء في خفض التوتر والقلق .
2 - تدريب المريض على تمرينات الاسترخاء .
3 - مراجعة الواجب المنزلي .
الفنيــــــات المستخدمــــــة :
1 - المحاضرة والمناقشة .
2 - الواجب المنزلي .
3 - التدريب على تمرينات الاسترخاء .
زمـــــــن الجلســـــــة : (خمسون دقيقة)
محتـــــــوى الجلســـــــة :
في بداية الجلسة يتحقق الباحث من ردود فعل المريض تجاه الجلسة السابقة، وفسح المجال للمريض لذكر ملاحظاته أو استفساراته التي لديه. بعد ذلك تم مناقشة الواجب المنزلي. وتم التوضيح للمريض من خلال هذا الواجب التمييز بين الانفعال السلبي غير المناسب وبين الانفعال الإيجابي المفترض أن يكون، وكان النقاش يدور حول تلك المواقف التي يخشاها المريض وهي مقابلة الآخرين، وما هي الأعراض التي كانت تصاحب هذا الموقف وكيف كانت مواجهته أو ردة فعله تجاه هذه المواقف وهل تمت مواجهة تلك المواقف أو الانسحاب منها. بعد ذلك تم شرح فنية الاسترخاء بطريقة مبسطة وما هو الدور الذي تؤديه هذه التمرينات، كما وضح الباحث العلاقة بين التوتر والقلق الذي يحدث للإنسان وبين تمارين الاسترخاء. فالإنسان عندما يكون قلقاً تكون عضلات جسمه مشدودة ومتوترة، وهذا التوتر يضعف من قدرة الإنسان على التوافق والنشاط. فالفرد عندما يفكر بمقابلة الآخرين يحدث له توتر ويجب عليه في هذه اللحظة ممارسة تمرينات الاسترخاء حتى يبعد التوتر الذي هو فيه، كما يقوم الباحث بالشرح والتوضيح للمريض بأنه قد يشعر ببعض المشاعر الغريبة كالتنميل في أصابع اليد، ويجب أن لا يخشى ذلك، وأن هذا شيء عادي، كما ينبه عليه بأن يكون تفكيره مركز في هذه اللحظة أي في عملية الاسترخاء، كما أوصى الباحث المريض بأن تكون عضلات جسمه في حالة تراخي أثناء الاسترخاء، وأن يغمض عينيه لمنع التشتت البصري التي قد تعوق تمرينات الاسترخاء، ولكن في بداية جلسات الاسترخاء قد يسمح للمريض بين الحين والآخر بأن يفتح عينيه خاصة أن بعض المرضى لديهم الشك. ثم بعد ذلك يبدأ الباحث بتدريب المريض على تمرينات الاسترخاء كما هي موضحة في البرنامج العلاجي حتى التمرين الخامس .
وتختتم هذه الجلسة بتلخيص ما دار فيها ويكون التلخيص من قبل المريض. حتى تنتهي الجلسات النفسية في علاقة ما بين الباحث والمريض، كما يستفيد المريض من التلخيص الذي يقوم به في الجرأة والتحدث بدلاً من الانطواء وقلة الحديث، ثم يكلف بعد ذلك بواجب منزلي .
الجلســـــــة الرابعـــــــة :
أهـــــــداف الجلســـــــة :
1 - مراجعة الواجبات المنزلية .
2 - ممارسة التدريب على الاسترخاء .
3 - شرح فنية التخيل .
الفنيـــــــات المستخدمـــــــة :
1 - مراجعة الواجب المنزلي .
2 - شرح فنية التخيل.
3 - الحوار والمناقشة .
4 - ممارسة التدريب على الاسترخاء .
زمـــــــن الجلســـــــة : (خمسون دقيقة)
محتـــــــوى الجلســـــــة :
بداية الجلسة يتحقق المعالج من رأي المريض حول الجلسة السابقة، وهل يوجد لديه أسئلة أو استفسارات حول ما دار بالجلسة السابقة أو الجلسات السابقة . ثم بعد ذلك تم مراجعة الواجب المنزلي والمتمثل في سجل المراقبة الذاتية، ومن خلال مناقشة المريض للمواقف والانفعال الذي يحدث له وما هي الأعراض المصاحبة للانفعال وكيفية مواجهة تلك الموقف. تم توضيح أسباب ذلك الانفعال وهي الأفكار الخاطئة أو الأفكار التي تحدث مباشرة وبعد ذلك قام الباحث بتدريب المريض على تمرينات الاسترخاء وشملت هذه التمرينات من التمرين الخامس حتى التمرين العاشر. كما أوضح الباحث علاقة هذه التمارين العقلية بالرهاب الاجتماعي وأنها مساعدة في خفض التوتر والقلق الذي يحدث للإنسان في المواقف التي يواجهها . بعد الموقف وأن سبب الرهاب في المقام الأول هو معتقداته وليس موقف الاتصال بالآخرين، بعد ذلك قام الباحث بشرح مبسط عن فنية التخيل، وما دور هذه الفنية في خفض الرهاب الاجتماعي. كما طلب الباحث من المريض أن يتخيل موقف عانى منه، ويكون هذا التخيل بصوت مسموع وذلك حتى يقوم الباحث بمساعدة المريض على التخيل .
وفي نهاية الجلسة يقوم الباحث بتلخيص ما دار فيها، ويفسح المجال للمريض بالأسئلة إذا كانت لديه أسئلة. ثم يكلف المريض بواجبات منزلية يقوم بها المريض وهي سجل المراقبة الذاتية . وكذلك ممارسة تمرينات الاسترخاء، كما يطلب الباحث من المريض أن يدرب نفسه على التخيل حتى يمكن أن يقوم بها بشكل جيد عندما يطلب منه .
الجلســـــــة الخامســـــــة :
أهـــــــداف الجلســـــــة :
1 - مراجعة الواجب المنزلي .
2 - تدريب المريض على فنية الاسترخاء .
3 - شرح فنية الحوار الذاتي .
الفنيـــــــات المستخدمـــــــة :
1 - الواجب المنزلي .
2 - المناقشة والحوار .
3 - ممارسة الاسترخاء .
4 - الحوار الذاتي .
زمـــــن الجلســـــة : (خمسون دقيقة)
محتـــــــوى الجلســـــــة :
بداية الجلسة يتحقق الباحث من رأي المريض حول الجلسات السابقة، وهل يوجد لديه أسئلة نحو هذه الجلسات. بعد ذلك يتم مناقشة الواجب المنزلي حيث وضح للمريض رأيه في الواجبات التي يقوم بها. ففي البداية يسأل عن مدى ارتياحه لممارسة تدريبات الاسترخاء ومتى تم ممارسة هذه الفنية وهل شعر بالراحة بعد ممارسته، تلي ذلك مناقشة سجل المراقبة الذاتية وما هي المواقف التي حدثت له، وكيف تعامل مع هذه المواقف، وهل ظهرت عليه أعراض القلق عند مواجهه تلك المواقف وجعلتك ينسحب من الموقف أو ماذا عملت أثناء أو بعد هذا الموقف، وبعد الانتهاء من مناقشة الواجب المنزلي، قام المريض وجلس على أريكة الاسترخاء وتم ممارسة هذه التدريبات ، وربطك الباحث بين التدريبات والمواقف التي تحدث له. حيث طلب منه أن يخيل بعض المواقف التي تسبب له الرهاب الاجتماعي.
كما قام الباحث بشرح فنية الحوار الذاتي وما هو الدور الذي تقوم به هذه الفنية، حيث أوضح الباحث أن الحديث مع النفس قبل مواجهة الآخرين يخفف من التوتر والقلق، كما أوضح الباحث أن الحديث مع النفس يستخدم في مجالات كثيرة سواء في مواجهة الجمهور أو مواجهة أصحاب السلطة، فالإنسان عندما يقابل مسئول كبير فإنه قبل مقابلة ذلك المسئول يقوم بإعداد ورقة ويشرح فيها ماذا يريد وماذا يقول ثم يتدرب على الإلقاء، وكثير من الناس يستخدم هذه الطريقة وليست خاصة بالإنسان الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي .
وفي نهاية الجلسة طلب الباحث من المريض أن يلخص ما دار فيها، والهدف من أن المريض يقوم بالتلخيص هو تعويده على الحديث، ففي البداية كانت لديه صعوبة وكان الباحث يشجع ويساعد المريض في تلخيص ما يدور بالجلسات. وبعد ذلك تم تكليف المريض بواجب منزلي .
الجلســـــة السادســـــة :
أهـــــداف الجلســـــة :
1 - مناقشة الواجب المنزلي .
2 - ممارسة التدريب على الاسترخاء .
3 - شرح فنية التعريض .
4 - المناقشة والحوار .
5 -
الفنيـــــات المستخدمـــــة :
1 - الواجب المنزلي .
2 - فنية التخيل .
3 - فنية الاسترخاء .
4 - فنية التعريض .
زمــــــن الجلســــــة : (خمسون دقيقة)
محتـــــوى الجلســـــة :
في بداية الجلسة يتحقق الباحث من ردود فعل المريض تجاه الجلسات السابقة، وإذا كان لديه أسئلة أو استفسار يرغب المريض مناقشته بعد ذلك تم مراجعة الواجب المنزلي الذي تم تكليف المريض به، وهو سجل المراقبة الذاتية، ويتم التركيز على الأفكار التلقائية التي تصدر قبل وأثناء وبعد المواقف، وهل هذه الأفكار كانت عن صور ذهنية أو غيرها وأن يصف تلك الأفكار بشيء من التفصيل، كما يوضح ردة فعله تجاه تلك الأفكار، كما يطلب الباحث من المريض أن يتخيل أحد تلك المواقف التي واجهته، وأن يصف ذلك الموقف بصوت مسموع، ومن خلال المناقشة تتم معالجة الأفكار السلبية وإبدالها بأفكار إيجابية، وبعد مناقشة الواجب المنزلي يتم تدريب المريض على الاسترخاء. وبعد الانتهاء من ممارسة تدريبات الاسترخاء، قام الباحث بشرح فنية التعريض. وفي هذه الفنية يذكر المعالج للمريض بأنه سوف يقوم بأسلوب جديد غير الأساليب العلاجية السابقة، والمقصود بالتعريض هو أن يدخل المريض في الموقف الذي يخاف منه ويتجنبه، بعد ذلك وضح الباحث طريقة التعريض، وهذا التعريض يمكن أن يكون تدريجياً إلى ابتداء من أقل المواقف إثارة للقلق أو بطريقة الإغراق، حيث يتم التعريض للموقف الأكثر إثارة للقلق، ويطلب من المريض أن يختار أحد المواقف الاجتماعية وأن يحاول أن لا يهرب عن هذا الموقف أطول فترة ممكنة، كما يتم تعليم المريض الإفصاح والتعبير عن هذه المواقف وعن مشاعره الداخلية، وذلك للوقوف على خطأ هذه المشاعر ومحاولة تعديلها. ويسبق هذه الفنية فنية التعريض التخيلي التي سبق أن تم تدريب المريض عليها. فالباحث استخدم كلتا الطريقتين، حيث طلب من المريض تخيل موقف حادث له وأن يصف ذلك الموقف .
وفي نهاية الجلسة يطلب المعالج من المريض تلخيص الجلسة وأن يذكر بصراحة هل لديه القدرة على الدخول في موقف يخشاه، فإذا أبدى المريض استعداده الدخول في المواقف الاجتماعية يكون تدريجياً ولفترة محدودة ومع زميل له، حتى يستطيع التأقلم مع المواقف الاجتماعية وتختتم الجلسة بواجب منزلي .


الجلســــــات 7 – 8 – 9 :
أهــــــداف الجلســــــات :
1 - مناقشة الواجب المنزلي .
2 - ممارسة التدريب على الاسترخاء .
3 - المناقشة والحوار .
الفنيــــــات المستخدمــــــة :
1 - الواجب المنزلي .
2 - سجل الأفكار البديلة .
3 - ممارسة التدريب على الاسترخاء .
4 - التعريض .
زمــــــن الجلســــــة : (خمسون دقيقة)
محتــــــوى الجلســــــات :
في بداية الجلسة يتحقق الباحث من ردود فعل المريض تجاه الجلسات النفسية السابقة، وفتح المجال أمامه للاستفسار عن الأشياء التي يكون فيها الغموض وعدم الوضوح، بعد ذلك يتم مراجعة الواجب المنزلي وهو سجل الأفكار البديلة ويشمل هذا السجل الأفكار التلقائية التي تحدث للمريض عندما يواجه أحد المواقف الاجتماعية أو حتى لمجرد التفكير في مثل هذه المواقف، ومثل هذه الأفكار تعتبر ذو أهمية كبيرة في تحديد سلوك المريض، وبالتالي تؤدي المعلومات الخاطئة إلى ظهور بعض المشكلات في مجال توكيد الذات. ثم يسأل الباحث المريض موقفه من هذه الأفكار التي تخطر بذهنه سواء عند التفكير أي قبل المواجهة أو أثناء المواجهة أو بعد المواجهة للموقف الاجتماعي الذي يخاف منه المريض، فالأفكار كانت سلبية وهي الخوف وظهور أعراض القلق عليه من خفقان وسرعة ضربات القلب والتعرق واحمرار الوجه وارتعاش الأيدي والأرجل .
وفي محاول من المريض الدخول في الموقف تغلب على هذه الأعراض ولكن بصعوبة، فالتواصل اللفظي كان نادراً، وتم تشجيع المريض على الدخول في مثل هذه المواقف كبداية وثم بعد ذلك بدأ الحديث تدريجياً.
كما حث الباحث المريض على أن هذه الأفكار الخاطئة لا فائدة منها، وأنها تؤدي إلى انفعالات مؤلمة، كما أنها لا تتفق مع الواقع، وأن البدائل الصحيحة والعقلانية مفيدة ومنطقية، على الرغم أن ما يفعله الآخرون أو ما يحدث لنا قد يكون شيئاً لا نحبه ونحاول تجنبه، فعلينا التغلب على العقبات والوصول إلى الأهداف. تلي ذلك ممارسة تمارين الاسترخاء أثناء الجلسة، وبعد ذلك قام الباحث بعرض موجز لفنية التعريض وذلك لتهيئة المريض لدخول في مواقف اجتماعية يتجنبها المريض قبل الدخول في هذه المواقف يطلب من المريض أن يتخيل موقف بدلاً من مواجهته واقعياً والإبقاء عليه حتى التعود عليه وإضعاف القلق .
كما أن الباحث كان يهول تلك المواقف بهدف إبقاء المريض في حالة من القلق لمدة أطول، مثال ذلك يطلب من المريض بأنه سوف يلقي محاضرة أمام جمع كبير من الناس، ثم يطلب منه أن يتخيل أن جميعهم ينظرون إليه وينظرون في تصرفاته وفي كلماته التي يقولها، ويتخيل أن بعض هؤلاء الناس يلقون عليه أسئلة للإجابة عليها فإنك تشعر بالرعب والخوف من هذا الجمع وإنك لن تستطيع إكمال المحاضرة وكذلك ظهور أعراض القلق عليك أمام هؤلاء الناس. وهكذا يتم تدريبه على تخيل مثل هذه المواقف حتى يضعف القلق لديه ثم ننتقل بعد ذلك للتعريض الميداني والفعلي ولكن تدريجياً.
وفي نهاية الجلسة قام المريض بتلخيص ما دار في الجلسة بمشاركة الباحث "بمعنى أن التلخيص كان مشترك ما بين الباحث والمريض" . وبعد ذلك كلف بواجب منزلي .
الجلســــــات 10 – 11 – 12 :
أهــــــداف الجلســــــات :
1 - مناقشة الواجب المنزلي .
2 - ممارسة تمارين الاسترخاء .
3 - تعريض المريض لمواقف اجتماعية حية .
الفنيــــــات المستخدمــــــة :
1 - الواجب المنزلي .
2 - سجل المراقبة الذاتية .
3 - الاسترخاء .
4 - التعريض .
زمــــــن الجلســــــة : (خمسون دقيقة)
محتــــــوى الجلســــــة :
في بداية الجلسة التعرف على وجهة نظر المريض فيما دار بالجلسات السابقة، ويطلب الباحث من المريض التعليق على الجلسات السابقة وما تعلمه من هذه الجلسات، تلي ذلك ممارسة تمارين الاسترخاء وربطها بالمواقف الاجتماعية التي تحدث للمريض. فتقديم الباحث لممارسة تمارين الاسترخاء في بداية الجلسة كان لأسباب إضفاء نوع من التغيير وإراحة المريض من التوتر الذي يحدث أحياناً عند مناقشة الواجب المنزلي .
وبعد ممارسته لتمارين الاسترخاء تبدأ مناقشة الواجب المنزلي وسؤاله عن تمارين الاسترخاء عندما يقوم بها في المنزل هل يشعر بالارتياح بعد الممارسة وأن التوتر والقلق تقل حدته، ثم يسأل بعد ذلك هل حاول الدخول في مواقف اجتماعية أو دخل بالفعل في مواقف اجتماعية وكان شعوره عند دخول تلك المواقف، حيث طلب الباحث من المريض الدخول في مواقف اجتماعية بسيطة وأن يبعد عن العزلة وأن يختلط بأصحابه وأقاربه. فبعض المرضى يفضل العزلة وعدم الاختلاط بالآخرين وتكون اجتماعاته مع زوجته وأولاده فقط. حتى أن بعض أقاربه لا يتم زيارتهم إلا نادراً وذلك خوفاً من الدخول أو الوقوع في مواقف محرجة له على حد زعمه، وفي هذه الجلسات تم إدخال المريض في مواقف اجتماعية داخل العيادة النفسية، حيث أحضر الباحث مجموعة من الزملاء ومن ثم دخل المريض على هؤلاء الزملاء وتم الحديث بينهم جميعاً وهذا كان باتفاق مع المريض، ففي بداية الجلسة قرأ المريض ورقة سبق أن أعدها على هؤلاء الزملاء قام بالترحيب بهؤلاء الزملاء، ودخل هؤلاء الزملاء معه في نقاش حول أمور عامة. ثم تكرر هذا الوضع معه، وتم حث المريض لحضور مناسبات صغيرة ومن ثم مناسبات كبيرة .
وفي نهاية الجلسة تم تلخيص ما دار فيها وما هي فوائد هذه الأساليب العلاجية إلا التخفيف من حدة الخوف التي يعاني منها . وحث الباحث المريض بالدخول في المواقف الاجتماعية التي كان يتجنبها وأن يسجل ملاحظاته على تلك المواقف ومناقشتها في الجلسات القادمة وما هي المواقف البديلة التي استخدمها في معالجة الأفكار السلبية .
الجلســــــة الثالثــــــة عشــــــر :
أهــــــداف الجلســــــة :
1 - مراجعة وتلخيص البرنامج العلاجي .
2 - تطبيق مقياس اضطراب الرهاب الاجتماعي .
زمـــــن الجلســـــة : (خمسون دقيقة)
محتــــــوى الجلســــــة :
وهذه هي الجلسة الأخيرة بين الباحث والمريض وفي هذه الجلسة يقوم الباحث بتلخيص ما دار في الجلسات السابقة وما هي الفنيات التي تم استخدامها وشرحها وكيفية الاستفادة منها مستقبلاً، كما قام الباحث بالرد على أسئلة المريض واستفساراته، كما حث المريض على الاستمرار والمثابرة على ما تعلمه لمواجهة الرهاب الاجتماعي. وبعد ذلك تم تطبيق مقياس الرهاب الاجتماعي على المريض، وتم الاتفاق مع المريض على فترة المتابعة وهي بعد شهر من الآن .

 

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-25-2011, 10:35 PM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي

 

 

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 08:49 PM.