1. تبدأ عملية التعلم الحقيقية بخلق بيئة تعليمية مناسبة :
يعتبر خلق بيئة تعليمية مناسبة من أهم المهارات التي يتمكن منها المدرس بمرور الوقت عليه في مجال تربية المعاقين ذهنيا و باكتساب الخبرة المناسبة .. و تعد هذه العملية من أهم الخطوات الفنية التي يتوقف عليها بشكل كبير نجاح المدرس في إتمام عملية التعليم لما للعوامل الخارجية من تأثير و دور كبيرين علي طريقة اكتساب و إدراك الطفل المعاقين ذهنيا للمعلومات .. و يمكن للمدرس خلق بيئة تعليمية مناسبة عن طريق :
تنظيم جو الفصل :
يعتبر تنظيم جو الفصل ( في حال استخدام الفصل كمكان للتدريس ) من أهم العوامل التي تساعد المدرس علي إتمام عملية التعلم للطفل .. وبالرغم من أن الهدف الأمثل الذي يجب أن يسعى إليه المدرس هو مساعدة الطالب علي التكيف في أي مكان و أي وقت و تحت أي ظروف إلا أن تنظيم جو الفصل يمكن أن يمثل عامل حفز أو تشتت للطفل المعاق ذهنيا .. و نقصد بتنظيم جو الفصل كل ما يمكن أن يتواجد في بيئة الفصل سواء من العوامل المرئية أو غير المرئية التي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر علي سلوك الطفل ..
فكل ما يراه أو يسمعه أو يحس به الطفل أو يؤثر علي أداءه أو استيعابه داخل الفصل يدخل ضمن العوامل التي يجب أن نتضمنها بالتنظيم في جو الفصل .. فطريقة انتظام المقاعد ، وضع وسائل الإيضاح ، ألوانها ، أحجامها ، أماكن وضعها و طريقة وضعها علي الحوائط ، الأصوات التي تتواجد داخل الفصل ( ضوضاء ، موسيقي ) ، إسلوب الإنارة ، لونها ، مكانها ، شدتها ، درجات الحرارة داخل الفصل ، كيفية التعامل معها ، و غيرها من العوامل التي يمكن أن تؤثر في أداء الطفل ..
ليس هذا فقط و إنما يمتد تنظيم جو الفصل ليشمل كل ما يخص العملية التعليمية داخل الفصل من أوراق و ملفات و غيرها من المكونات المادية و غير المادية التي يمكن أن تتواجد في بيئة الفصل و تتصل بعملية التعليم .. ولا يقصد بتنظيم جو الفصل ترتيب مكونات الفصل بشكل ثابت .. فالنظام الصارم يضر الطفل تماما مثله مثل التساهل .. و لكننا نقصد بتنظيم جو الفصل إتاحة أكبر قدر من المرونة و التفاعل بين و الطفل و مكونات البيئة التعليمية لتلائم أداء الطفل خلال أداء كل نشاط من الأنشطة التي يستخدمها المدرس أثناء عملية التدريس ..
و لا يعني هذا أيضا ترك الأمور للمدرس ليغير بشكل دائم و في أي توقيت و لكننا نعني أنه يجب علي المدرس أن يحدد أولوياته و أن يكون رؤية واضحة لما يجب أن تكون عليه مكونات الفصل و كيف يمكن استغلالها بأفضل طريقة لتحقيق أكبر قدر من التحصيل للطفل في ظل انتظام هذه المكونات علي أفضل صورة ..
العوامل المؤثرة في أداء الطفل التي يمكن تواجدها داخل الفصل :
· الإضاءة :
مما لا شك فيه أن الإضاءة الكافية تعد عامل من العوامل المهمة التي لها أثر فعال علي أداء الطفل المعاق ذهنيا .. فكما قلنا أنه في الكثير من الحالات تقترن الإعاقة الذهنية بضعف في الإبصار ، مما يجعل توافر إضاءة كافية أمرا حيويا عند التدريس للأطفال .. و من المهم أن توضع الإضاءة خلف الطفل حتى لا تسقط الإضاءة علي وجهه في حالة وضعها أمامه فتحدث ظلالا علي وجه المدرس ، أو أنها يمكن أن تحدث تشتت أو عدم وضوح للرؤية إثناء اندماج الطفل في عملية التدريب .. كما أن لون الإضاءة يمكن أن يؤثر بشكل كبير علي مستوي أداء الطفل .. كما أن الكثيرين من الأطفال يفضلون أنواع معينة من الإضاءة بدرجات الإضاءة المختلفة التي يفضلونها لتعطيهم أكبر قدر من الراحة
· اللوحات و وسائل الإيضاح :
من المهم وضع اللوحات و وسائل الإيضاح بشكل مناسب و غير ملفت للنظر بشكل كبير .. حيث يمكن للمدرس تعليق اللوحات ذات الألوان المناسبة في حين يضع اللوحات ذات الألوان الأخاذة في دولاب الأدوات مثلا
· عوامل سمعية :
و تعد العوامل السمعية ذات أهمية كبيرة داخل الفصل .. نظرا للاعتماد بشكل كبير علي التواصل اللفظي في عملية التدريس .. و لقد تناولت العديد من الدراسات تأثير الضوضاء علي السلوك و طريقة الأداء فوضحت مدي التأثير السلبي للمثيرات السمعية المتداخلة التي تؤثر علي سير العملية التعليمية و قدرة الطفل علي اكتساب المعلومات ..
فيجب علي المدرس أن يكون علي وعي كبير بمصادر الصوت التي تتواجد بالفصل أو الآتية من الخارج ، كيف يمكن التحكم فيها أو التقليل من حدة تأثيرها علي عملية التعلم .. و هناك ملحوظة بهذا الصدد و هي أن درجة الصوت حوتي إن كانت منخفضة في بعض الأحيان بحيث لا يمكن أن تؤثر علي انتباه الفرد السوي أو أنه حتى يمكن ألا يلحظها إلا أنه في حالات تشتت الانتباه الزائد أو في بعض حالات التوحد قد تؤثر هذه الضوضاء بشكل كبير علي الطفل .. لذلك يجب علي المدرس أن ينتبه لمثل هذه العوامل مهما انخفضت درجتها ..
و يعتبر من المفيد للأطفال بشكل كبير توفير المدرس الجو لهادئ لهم في الكثير من الأحيان عن طريق استخدام الكاسيت لسماع الموسيقي الهادئة .. كما أنه من المفيد استخدام ألحان مناسبة مرحة أثناء ممارسة الأنشطة الترويحية ..
· عوامل حرارية :
تعد تغيرات الطقس من الأشياء الخارجة عن إرادة المدرس إلا أن التخفيف من حدتها يعتبر من الأشياء الممكنة التي يمكن أن يقوم بها المدرس .. فتواجد الطفل بجوار النافذة في فترة الصيف مثلا بحيث تقع الشمس بشكل مباشر عليه يعد أمرا مرفوضا تماما .. و بالمثل فتواجد الطفل في منطقة يتواجد بها تيارات هوائية يعد أيضا من العوامل المرفوضة فمثل هذه الاعتبارات خارج نطاق الحديث .. إلا أن الحديث عنه أمرا واجبا .. فالطفل السوي داخل الفصل العادي يمكن أن يكتشف سبب إحساسه بمثل هذه الأحاسيس ( البرودة أو الحرارة ) ، كما يمكنه اكتشاف مصدرها ، و التعامل بالشكل الصحيح مع مثل هذه المثيرات سواء بتغيير المكان من تلقاء نفسه أو من خلال طلب ذلك من المدرس علي أقل تقدير .. إلا أن الحال يختلف عند التعامل مع الأطفال المعاقين ذهنيا .. فإن حدث و طلب أحد الطفل تغيير مكانه نظرا لعدم ارتياحه في مكانه نظرا لعدم ملائمة العوامل المتواجدة به له .. لن يقوم الكثيرين بنفس الشيء .. فسيظلون في أماكنهم مع التعبير عن عدم الارتياح بدون الإشارة إلي سبب عدم الارتياح هذا أو أنهم لن يعبوا عن عدم ارتياحهم إطلاقا .. فقط سيتوقفون عن العمل .. لذلك يجب علي المدرس التعامل مع مثل هذه العوامل منذ البداية مع عدم ترك الفرصة لأي ظروف أو عوامل خارجية يمكن أن تسبب توقف الطفل عن العمل ..
· الأثاثات و الحيز المكاني :
مما لا شك فيه أن توفير مساحة مناسبة للفصل تعد عاملا أساسيا من عوامل نجاح العملية التعليمية بالنسبة للأطفال المعاقين ذهنيا نظرا لما يتواجد لديهم من قصور في القدرات الحركية أو مشكلات في الدمج أو التكامل الحسي و ما يؤدي إليه ذلك من مشكلات أثناء الانتقال داخل الفصل و ما يتطلبه ذلك من مساحات واسعة يتمكن الطفل من الانتقال خلالها بشكل آمن ..
كما تحتم طبيعة مناهج الأفراد المعاقين ذهنيا و طرق التدريس لهم و اعتمادها بشكل كبير علي الألعاب و الحركة تواجد الحيز المكاني المناسب الذي يسمح بأداء مثل هذه الأنشطة بشكل أمن و فعال .. و يتحكم شكل و حجم و لون الأثاث في الكثير من العوامل .. فاختلاف أشكال و ألوان الأثاثات تعطي انطباعات مختلفة و بالتالي تؤثر علي الطفل تأثيرات مختلفة .. ففي كثير من الأحيان يجد الفرد منا نفسه متوافقا مع جو غرفة من الغرف أكثر من غيرها ، قادرا علي الأداء محققا للعديد من الإنجازات فيها أكثر من غيرها دون أن يتوصل إلي سبب ذلك .. فقط يجيب عندما نسأله " أرتاح للعمل في جو هذه الحجرة " .. بالتأكيد يعد شكل و لون و حجم الأثاثات عاملا مهما من العوامل التي توفر مثل هذا الارتياح أو عدم الارتياح ..
فالأشكال الغريبة الغير مألوفة للأثاثات التي تحتوي علي العديد من البروز أو الانبعاج يمكن أن تمثل عاملا غريبا يعطي الفرد انطباعا بعدم الارتياح .. كما أن حجم الأثاث يؤثر بشكل كبير في إنطباعات الطفل معطيا له الرغبة أو عدم الرغبة في الاستمرار .. تخيل نفسك مثلا تجلس في كرسي صغير الحجم مما أنت عليه ، و تخيل مدي الضيق و عدم الارتياح الذي يمكن أن تشعر به من جراء ذلك .. نفس الأمر بالنسبة للطفل عندما يجلس علي كرسي أصغر من حجمه أو يكبره بكثير بحيث لا يمكن له أن تلامس رجليه الأرض فيشعر بمدي ضألته و عدم قدرته علي أداء ما يطلب منه .. و بالمثل ألوان الأثاثات التي لا يخفي علي أي منا مدي تأثيرها عليه و علي الحالة المزاجية له .. كما يتحدد بناء علي طريقة انتظام الأثاثات و مكونات الفصل حجم الحيز المكاني المتاح للطفل لأداء النشاط .. و بذلك يمكن لانتظام الأثاثات بالشكل المناسب أن تمثل إما عاملا مساعدا للمدرس للوصول إلي الهدف الذي ينشده من عملية التدريس أو عاملا معوقا نتيجة لعدم انتظامها بالشكل الصحيح الذي يسمح بأكبر قدر من حرية الحركة و بما يتيح أكبر مساحة من الحيز المكاني ..
المحددات التي تحدد طريقة انتظام الأثاث داخل الفصل :
يتحدد شكل انتظام أثاثات الفصل بناء علي :
1. عدد الأطفال المشاركين في النشاط ..
· بمعني آخر هل سيندمج الأطفال في أنشطة جماعية ( لمجموعة كبيرة من الأطفال ، مجموعة متوسطة العدد من الأطفال ، مجموعة محدودة العدد من الأطفال ) .
· أم هل سيعمل الأطفال بشكل فردي ..
· ما هي المساحة المناسبة لهذا العدد من الأطفال ؟
1. أعمار الأطفال و أحجامهم ..
حيث يجب علي المدرس أن يسأل نفسه قبل تنظيم أثاث الفصل و البدء بأداء النشاط :
· ما هو سن الأطفال المشاركين في النشاط ؟
· ما هو حجم هؤلاء الأطفال ؟
· ما هو مقدار المساحة التي يمكن أن يتيحها لهم المدرس بحيث تكون كافيةومناسبة لأحجام أجسام هؤلاء الأطفال عند أداء النشاط ؟
2. طبيعة النشاط .. أنماط الحركة .. طريقة تفاعل الأطفال مع بعضهم البعض ..
· هل سينخرطون في نشاط :
ـ تعاوني ، تنافسي ، فردي .
· ما هو مقدار الحيز المكاني المناسب لكل نشاط ؟
ـ ما هو الشكل الأمثل للأثاث ( المقاعد ، الطرابيزات ) الذي يجب أن يكون عليه الأثاث عند أداء النشاط ؟
· ما هو مقدار الحركة الذي يقوم عليه النشاط ؟
ـ كبير ، صغير .
· ما هو مقدار الحركة المطلوب من كل طفل ؟
ـ لكي يتأكد المدرس من توفير المدى الحركي المناسب لكم الحركة المطلوب منه .
· ما هو شكل الأداء الحركي الذي يقوم عليه النشاط ؟
ـ عشوائي ، منتظم .
ـ دائري ، طولي ، عرضي .
· ما هي طريقة تفاعل الأطفال مع بعضهم البعض ؟
ـ شفهية ، حركية . ـ و لأي مدي .
3. طريقة تفاعل الأطفال مع المدرس ..
· ما هو دور المدرس أثناء أداء النشاط ؟
ـ توجيه ( لفظي ، حركي ) .
ـ مشاركة ( لفظية ، حركية ) .
ـ تنظيم ( لفظي ، حركي ) .
· ما هو شكل الدعم أوالمساندة التي يمكن أن يقدمها المدرس للطفل ؟
ـ دعم بدني ، دعم لفظي .
· ما هو مقدار المساعدة التي يحتاجها الطفل من المدرس ؟
ـ كلية ، جزئية .
· كيف يمكن التأكد من رؤية أو سماع كل الأطفال للمدرس عند وجوب رؤية أو سماع الأطفال للمدرس ؟
· كيف يمكن للمدرس الوصول لكل الأطفال و إمدادهم بالأدوات و الوسائل المطلوبة دون إعاقة سير النشاط ؟
4. طبيعة الأدوات و طريقة استخدام الأطفال لهذه لأدوات ..
· ما هو نوع هذه الأدوات ، حجمها ، طبيعتها ؟
ـ صلبة ، سائلة .
· كيفية إستخدام الطفل لهذه الأدوات ؟
· وضعه من هذه الأدوات ؟
· كيفية وصوله لها ؟