#1  
قديم 03-09-2010, 07:37 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي ثقافة الاعاقة : دراسة سوسيوانثروبولوجية لاسر الاطفال المعاقين بمدينة سوهاج

 

ثقافة الاعاقة : دراسة سوسيوانثروبولوجية لاسر الاطفال المعاقين بمدينة سوهاج

سماح محمد لطفى محمد عبد اللطيف
2007
جامعة جنوب الوادى


مقدمة
يعد موضوع الإعاقة العقلية من أهم الموضوعات التي تثير اهتمام الباحثين والعلماء فى مختلف التخصصات كالأطباء والاجتماعيين والتربويين والمشتغلين بعلوم الوراثة وعلم النفس , وقد أكد العديد من الباحثين أن العناية بالمعاقين تمثل إحدى مؤشرات حضارة الأمم , ومن هنا فإن رعاية هذه القطاعات يعد بمثابة مبدأ إنساني وحضاري نبيل يؤكد على أهمية حقوق المعاقين وأسرهم وقد اكتسب الحديث عن مشكلة الإعاقة أهمية خاصة في هذه الآونة الأخيرة نظرا للإحصائيات الأخيرة عن الإعاقة والتي تؤكد ارتفاع معدلاتها بشكل ملفت للنظر وذلك بعد أن أثبتت الإحصائيات العالمية للعديد من المنظمات والهيئات الدولية وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة أن نسبة المعاقين بلغت 10% من إجمالي سكان العالم , أو 650 مليون نسمة مصابين بإعاقة كما أن ثمانين في المائة من المعاقين يعيشون في البلدان النامية، و استنادا إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي, وحسب تقديرات البنك الدولي ، فإن نسبة تبلغ 20 في المائة من أفقر الناس في العالم هم من المعاقين، وهؤلاء يعتبرون في مجتمعاتهم من أكثر الفئات فقرا وحرمانا . ومن هنا جاء الاهتمام الحالي في الدراسة الراهنة بدراسة الإعاقة العقلية كإحدى مشكلات المجتمع الحديث للتعرف على إسهامات كل من علم الاجتماع وعلم الانثروبولوجيا في دراسة هذه المشكلة وتحديد أسبابها ونتائجها وطبيعة العوامل الثقافية والاجتماعية و البيولوجية والوراثية التي تفسرها.

أولا : مشكلة الدراسة :- تتمثل مشكلة الدراسة الراهنة في التعرف على أهم العوامل الثقافية والاجتماعية المؤدية إلى حدوث الإعاقة العقلية و ما يترتب علي حدوث هذه المشكلة من نتائج تتمثل في المشكلات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة لأسر المعاقين عقليا . ولقد تبلورت الدراسة من خلال ارتباطها بنظرية من أهم النظريات السوسيوانثروبولوجية المفسرة لمعظم الظواهر الاجتماعية وهى النظرية الوظيفية لدى فكر كل من العالمين " مالينوفسكى وروبرت ميرتون " .

ثانيا: أهداف الدراسة :- - تهدف الدراسة الراهنة إلي إلقاء الضوء على العوامل الثقافية والاجتماعية المؤدية إلى حدوث مشكلة الإعاقة العقلية, و التعرف على النتائج السلبية للإعاقة العقلية من خلال إلقاء الضوء على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة لأسر المعاقين عقليا. وينبثق من هذا الهدف بعض الأهداف الفرعية أهمها :-
• الوقوف على دور الخصائص الإجتماعية والثقافية لأسر المعاقين في حدوث الإعاقة العقلية .
• التعرف على أهم المعتقدات الثقافية السائدة حول فئة المعاقين عقليا. • الوقوف على الوظائف والأدوار المتعددة لتلك المعتقدات الثقافيةً السائدة. • التعرف على الأدوار والوظائف المتعددة لأسر المعاقين عقليا .
• الكشف عن طبيعة المشكلات الاقتصادية و الاجتماعية لأسر المعاقين عقليا.
• الوقوف على علي الاحتياجات المختلفة لأسر المعاقين عقليا.

ثالثا : تساؤلات الدراسة :- تمثلت أهم تساؤلات الدراسة فى التالي :-
التساؤل الرئيسي الأول:- - إلى أي مدى تؤدى بعض العوامل الثقافية والاجتماعية إلى حدوث الإعاقة العقلية لدى أسر المعاقين عقليا؟
التساؤل الرئيسي الثاني: - - إلى اى مدى تؤدى الإعاقة العقلية إلى ظهور وظائف وأدوار متعددة للأسر تجاه الأطفال المعاقين عقليا ؟
التساؤل الرئيسي الثالث :- - إلى أي مدى تؤدى الإعاقة العقلية إلى حدوث مشكلات متعددة لأسر المعاقين عقليا ؟

رابعا : مناهج الدراسة :- لم تعتمد الدراسة الراهنة على منهج واحد بل اعتمدت علي التكامل المنهجي الذي يفرض علي الباحث الاستفادة من مناهج البحث المختلفة في فهم طبيعة الظاهرة المدروسة مثل المنهج الانثروبولوجى القائم على الملاحظة بالمشاركة بالإضافة إلى منهج المسح الاجتماعي بطريقة العينة , ومنهج دراسة الحالة .

خامسا : أدوات الدراسة :- نظرا لأن مشكلة الدراسة تتضمن جوانب وأبعاد كثيرة متنوعة تتميز بالتداخل فقد تطلب الأمر الاعتماد علي أكثر من أداة لجمع البيانات ، وقد راعت الباحثة تناسب أدوات الدراسة مع طبيعة المناهج العلمية المستخدمة , فقد قامت باستخدام الأدوات التي تتناسب وطبيعة المنهج الأنثروبولوجي مثل : الملاحظة بالمشاركة , الإخباريون , المقابلة.
قامت الباحثة باستخدام الأدوات التي تتناسب وطبيعة منهج المسح الاجتماعي بالعينة مثل :صحيفة الاستبار , المقابلة , الملاحظة . كما قامت الباحثة باستخدام أدوات البحث التي تتناسب وطبيعة منهج دراسة الحالة ومنها :- دليل دراسة الحالة , الملاحظة , الوثائق والسجلات الرسمية . سادسا : عينة الدراسة :- اعتمدت الباحثة على عينة من الأسر قوامها " 50 " أسرة من أسر المعاقين عقليا , كما تم الاعتماد على عشر أسر تم تطبيق منهج دراسة الحالة عليها .

سابعا : نتائج الدراسة :- • توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمها :-
1. توجد مجموعة من العوامل الثقافية المؤدية إلي حدوث الإعاقة العقلية وهي تنقسم إلي:- • العادات والتقاليد الثقافية المتعلقة بزواج الأقارب , القيم الثقافية المتعلقة بتفضيل تكرار الإنجاب حتى مرحلة عمرية متأخرة , تناول الأم الأدوية أثناء فترة الحمل , تكرار الإنجاب حتى مرحلة عمرية متأخرة .
2. تؤدى العادات والتقاليد الثقافية والاجتماعية المرتبطة بزواج الأقارب بعض الوظائف الاجتماعية والاقتصادية منها :- - الحفاظ علي المكانة الاجتماعية للعائلة من خلال تحقيق الزواج القرابي مبدأ التكافؤ الاجتماعي بين الأفراد في العائلة الواحدة , الحفاظ على المكانة الاقتصادية للعائلة من خلال ضمان عدم انتقال الثروة و الأراضي الزراعية خارج نطاق العائلة
3. بينت شواهد الدراسة أنه لا توجد خلفية علمية كافية حول الإعاقة العقلية لدي العديد من الأطباء الغير متخصصين مما يؤدي إلي ظهور العديد من الآثار الصحية السلبية على الأطفال المعاقين عقليا.
4. وجود بعض الوظائف والأدوار للأسر تجاه أبنائهم من فئة المعاقين عقلياً, تختلف في طبيعتها عن وظائف وأدوار الأسر التي لديها أبناء عاديين .
5. أوضحت الدراسة أن الفرد المعاق عقلياً هو شخص لا يستطيع تأدية الوظائف والأدوار الاجتماعية المرتبطة بالنوع و بالمرحلة العمرية التي يمر بها بسبب قصوره العقلي وتدنى مستوى الذكاء لديه.
6. توجد مجموعة من المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها أسر المعاقين عقليا منها : • إرتفاع تكاليف علاج الطفل المعاق عقلياً , وجود بنود إنفاق متعددة على علاج الطفل المعاق عقلياً , تدني المستوي الإقتصادي وانخفاض الدخل المادي لهذه الأسر , عدم وجود دعم مادي لأسر المعاقين عقلياً مقدم من الدولة أو مؤسسات المجتمع المدني , لا يتم علاج المعاقين عقلياً على نفقة الدولة أسوة بغيرهم من الفئات .
7. توجد مجموعة من المشكلات الإجتماعية التي تعانى منها أسر المعاقين عقليا المتصلة بالنواحي التالية :- • - الوصمة الاجتماعية للإعاقة العقلية والعزلة الاجتماعية لأسر المعاقين عقلياً •
8- توجد مجموعة من الاحتياجات المختلفة لدى أسر المعاقين عقليا منها احتياجها للدعم المادى و للخدمات الصحية و التربوية وخدمات التأهيل المهني وتوظيف المعاقين عقليا .

ثامنا : توصيات الدراسة :- في ضوء ما انتهت إليه الدراسة من نتائج توصلت الباحثة لمجموعة من التوصيات التي تأمل أن يضعها المسئولون فى عين الاعتبار , وهى كالتالي "
- 1- ينبغي علي واضعي السياسات الإعلامية توجيه المزيد من الاهتمام نحو التثقيف الصحي والتوعية المجتمعية حول الإعاقة العقلية بهدف تغيير المعتقدات الثقافية الخاطئة حول الإعاقة والمعاقين عقلياً .
2- ينبغي على مخططي البرامج الصحية تخطيط البرامج التي تهدف إلى بيان الأساليب الوقائية من حدوث الإعاقة العقلية وتوعية الأسر بالأسباب الثقافية والاجتماعية للإعاقة العقلية مما يساهم في خفض معدلات الإعاقة العقلية.
3- ينبغي على المؤسسات الدينية كالأزهر ووزارة الأوقاف توجيه مزيد من الاهتمام نحو التثقيف الديني " لأسر المعاقين ولقطاعات المجتمع الأخرى حول منزلة المعاق في الإسلام وكيفية التعاون مع هذه الفئة بالرحمة " فمن لا يرحم لا يرحم ".
4- توصى الباحثة بضرورة أن توجه المنظمات الأهلية وكافة مؤسسات المجتمع المدني المزيد من الاهتمام حول التثقيف الصحي ( لأسر الأطفال المعاقين عقلياً لتوعيتهم بأسباب حدوث الإعاقة العقلية و تدريبهم من خلال محاضرات تدريبية تهدف إلى تدريب هذه الأسر علي الأساليب العلمية للتعامل مع المعاقين عقلياً ).
5- توصى الباحثة بضرورة عقد دورات تدريبية للتثقف والتربية الصحية للأطباء من ذوي التخصصات المختلفة حتى يكون لديهم خلفية علمية مناسبة حول الإعاقة العقلية ( أسبابها وطرق الكشف المبكر وتشخيص الحالات ).
6- ينبغي على وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي التنسيق فيما بينهما بهدف فتح أقسام مخ وأعصاب أطفال في كليات الطب بمحافظات جنوب الوادي بهدف المساعدة في علاج معدل الحالات المرتفعة للإعاقة العقلية في هذه المجتمعات.
7- ينبغي على الدولة توفير الخدمات العلاجية في محافظات جنوب الوادي حتى لا تضطر الأسر للسفر للمحافظات الكبرى لتقلي العلاج الطبي .
8- ينبغي على وزارة الصحة الاهتمام بالعلاج الطبي و السلوكي للمعاقين عقلياً وتقديمه بأقل تكلفة مادية ممكنة , نظراًً لتعدد بنود الإنفاق الأسري على علاج المعاق عقليا, فضلاً عن انخفاض مستوي الدخل وعدم تناسبه مع بنود الإنفاق المتعددة على الإعاقة العقلية.
9- ينبغي على وزارة الصحة تحسين مستوي الخدمات الطبية التي يقدمها التأمين الصحي من خلال توفير العقاقير الطبية والأجهزة التعويضية والعلاج السلوكي المناسب لعلاج الإعاقة العقلية.
10- ينبغي على المسئولين في وزارة الصحة تخصيص ميزانية محددة لعلاج حالات الإعاقة العقلية من الدرجة الشديدة مجاناً أسوه بغيرها من الفئات الأخرى التي يتم علاجها على نفقة الدولة.
11- ينبغي على القائمين على وزارة الصحة توفير خدمات علاجية للمعاقين عقلياً في المناطق الريفية لمجتمعات جنوب الوادي.
12- ينبغي علي المسئولين في وزارة التربية والتعليم – قسم التربية الخاصة - تشجيع افتتاح المزيد من مدارس التربية الفكرية في مدينة سوهاج حتى تستوعب الأعداد المتزايدة للمعاقين عقليا , و تحسين مستوي الخدمات المقدمة لهذه الفئة في المدارس الموجودة بالفعل.
13- ينبغي على المسئولين في وزارة ومديرية التربية والتعليم فتح عدة فصول دمج المعاقين عقليا في مدارس الفئات العادية تستوعب الأعداد المتزايدة للمعاقين عقلياً الراغبين في الالتحاق بفصول الدمج .
14- توصى الباحثة بضرورة رفع مستوي التأهيل والإعداد للكوادر البشرية العاملة في الجمعيات الأهلية حتى نرفع مستوي الخدمات العلاجية والتربوية المقدمة للمعاقين عقلياً.
15- ينبغي على الأجهزة المعنية في الدولة ومنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تقديم إحصائيات واقعية عن معدلات الإعاقة العقلية حيث يوجد تضارب واختلاف كبير في الإحصائيات الموجودة.

 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 04:05 AM.