"العتيبي" معلناً التحدي: سأحقق للمنتخب بإذن الله ذهبية "الجري" بقدميّ الصناعيتين
أكد الشاب "ماجد العتيبي" عن استعداده لتمثيل المنتخب السعودي في بطولات سباق الجري على قدميه الصناعيتين رافعاً شعار "الإعاقة الحقيقية في العقول المغلقة".
خرجت من حادث شنيع بدون قدمين!
واستعاد العتيبي –المعلم السابق في وزارة التعليم– والذي يعمل حالياً "مساعد أخصائي علاج تأهيلي" في مدينة سلطان بن عبدالعزيز الإنسانية، تفاصيل الحادث الشنيع الذي أدى إلى فقدانه لقدميه، وقال لـ"سبق": "كنت أعمل في مدرسة تبعد عن مسكننا 150 كيلو، وتعرضت لحادث انقلاب للسيارة، حيث كنت أقود السيارة بسرعة 200 كلم، وفجأة "بنشرت" السيارة، فاصطدمت بسياج أحد الجسور في الطريق، وفوراً مع الحادث الشنيع فقدت قدميّ "اللهم لك الحمد".
بهذه الكلمات يستذكر "العتيبي" ذلك الحادث الذي غيّر مجرى حياته ويقول: "وقت وقوع الحادث كانت حالتي خطرة وحرجة، فعندما دخلت إلى طوارئ مستشفى مدينة الملك سعود الطبية، ذكر الأطباء أنه بقيت لي درجتان على الوفاة!
ومكثت لمدة شهر كامل في غيبوبة وبعد شهر صحوت وأفقت من الغيبوبة، ولم أعلم وقتها عند استعادتي الوعي ما الذي حصل معي، وشعرت بقدمي"، مشيراً إلى أنه لم يعد يذكر شيئاً حتى اليومين قبل الحادث!.
والدي مشككاً بعقلي: كيف تشعر بقدميك وهما مبتورتان؟!
وعن ردة فعله فور استعادته الوعي قال: "أول لحظات إفاقتي من الغيبوبة وجدت والدي يجلس بجواري وبادرته بالسؤال: أين أنا؟ فرد علي: أنت بالمستشفى! وتساءلت: لماذا أنا هنا؟ ما الذي حصل معي؟ فطمأنني وهدّأ من روعي بقوله: وقع لك حادث وأنت بخير! ولم يخبرني في حينها أن قدميَّ قد بترتا! لكني بادرته بالقول: إن رجليَّ تؤلمانني!".
وتابع: "بالفعل كنت وقتها أشعر بوجود قدميّ! فكان والدي ينظر إليّ ثم يلتفت إلى من يجلس بجواره مشككاً بقدراتي العقلية! وبعد أن سألته رد بأنه شك بجنوني وفقدان عقلي إثر الحادث: كيف تشعر بقدميك وهما مبتورتان؟!".
وتحدث "العتيبي" عن رحلته العلاجية التي استمرت شهوراً قائلاً: "مكثت لمدة شهرين في مدينة الملك سعود الطبية دون تحسن في حالتي!".
تغيرت 180 درجة في مدينة سلطان
واستدرك: "لكن بعد أن انتقلت إلى مدينة الأمير سلطان الإنسانية تغيرت حياتي بالكامل 180 درجة! و مكثت فيها للعلاج ثلاثة أشهر، مشيراً إلى أنه في البداية توقع بأنه أشد المرضى إصابة لكنه شاهد من هو أسوأ حالاً وبؤساً منه مثل إصابات الحبل الشوكي، فحمد الله وشكره!".
وأضاف أنه مع العلاج الطبيعي والتكيف مع القدمين الصناعيتين فقد استنزفتا منه جهداً كبيراً في البداية، واللتان كانتا تتطلبان جهد ثلاثة أشخاص أسوياء!
وأردف: "بعد خروجي من المدينة واصلت على تخفيف وزني والتمارين الرياضية، ثم رُكّبت لي أطراف هيدروليك، وعلموني عليها المشي بدون ركب مشياً مباشرة من البتر إلى القدم؛ كي أكون أكثر قرباً من الأرض، ومن أجل التوازن".
اعتذرت عن دعوات العزائم
واستطرد "العتيبي": "بعد مضي شهر على هذه الأطراف وتعودي عليها، تم إضافة الركب لها، وطلبوا مني الاستمرار على الوزن المناسب والتغذية والرياضة؛ كي لا تنتكس حالتي".
وأشار إلى أنه عقب خروجه من مدينة الأمير سلطان واجه صعوبة الالتزام بنظام غذائي لكثرة دعوات العزائم التي وجهت له، لكنه بعد أسبوع قرر التغلب على المجاملات بالاعتذار عن تلك الدعوات، وقال: "بدأت برنامجي الرياضي في المنزل بالمشي في فنائه، وبعد أربعة أشهر عدت للتنويم، وطلب مني استخدام العكازات، وكانت أصعب هذه المرة، لكن كنت أتغلب على تلك الصعوبات أسبوعاً بعد آخر، وقد بقيت ثمانية أشهر على الأطراف الهيدروليك".
عزيمة وإصرار مع الأطراف الإلكترونية
وأضاف: "في أول يوم بعد أن استبدلت تلك الأطراف بالإلكترونية كدت أسقط على الأرض، وشعرت بصعوبة في المشي عليها، لكن مع الإصرار والإرادة والعزيمة تغلبت ونجحت في المشي عليها أولاً بعكاز، ثم بدونه، ثم المشي على أرض مائلة، ثم وصلت لصعود الدرج".
طموحي تحقيق بطولة سباق الجري
وعن طموحه حالياً قال العتيبي: "أريد التمرن على الجري لخوض سباقات وبطولات وتمثيل المنتخب".
وأشار العتيبي إلى أنه فضل الاعتذار عن مواصلة العمل في التدريس للتفرغ في تطوير نفسه والمحافظة على لياقته، وكي يكون مصدر إلهام ودافعية وشحن إيجابي لزملائه المرضى والمصابين.
وقال لـ"سبق": "تقاعدت من التعليم وتقدمت إلى العمل مساعد أخصائي علاج تأهيلي حتى أحافظ على لياقتي، وحتى أكون مصدر إلهام للمرضى، وداعماً نفسياً ومعنوياً للمرضى".
أنا من ضحايا السرعة فاحذورها
وفي ختام حديثه حذر "العتيبي"، وهو متزوج وأب لولدين، الشباب من السرعة، مشيراً إلى أنها سبب الحادث الأليم الذي وقع له، حيث كان يسير بسرعة 200 كلم! مبرراً بأن سرعته لكونه كان يتردد بين عمله ومسكنه 300 كلم ذهاباً وإياباً طيلة ثلاث سنوات قبل وقوع الحادث المؤلم! وختم يقول: "الحمد لله وإن شاء الله خير، وهذه بداية خيرة".