#1  
قديم 11-17-2009, 01:46 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي إدماج الأطفال المصريين المعاقين عقليا مع الأطفال الأسوياء في بعض الأنشطة المدرسية وأثرة على بعض المتغيرات النفسية

 

إدماج الأطفال المصريين المعاقين عقليا مع الأطفال الأسوياء في بعض الأنشطة المدرسية وأثرة على بعض المتغيرات النفسية


د / عادل كمال خضر مدرس علم النفس – كلية الآداب – جامعة بنها
أ.د/ مايسة أنور المفتى أستاذ علم النفس كلية الآداب – جامعة عين شمس


أن عزل الأطفال المصابين بالتخلف العقلي في أماكن خاصة بهم يعد اعتداء صارخا على حقوق هؤلاء الأفراد وحرمانا لهم من استغلال إمكانياتهم إلى أقصى حدودها ، ثم انه ليس هناك مبرر منطقي لعزلهم عن المجتمع

ولا شك أن دمج الأطفال المعاقين عقليا مع الأطفال العاديين سوف يكون له أثره الايجابي في تغيير اتجاهات كل منهما نحو الأخر ، وأشعار الطفل المعاق عقليا بقيمته في الحياة وبانتمائه إلى أفراد المجتمع الذي يعيش فيه ، وبأنه مرغوب فيه من أسرته وجيرانه وأقرانه ، وفى الوقت ذاته فان هذا الدمج يشعر الطفل العادي بأنه يجب أن يشترك مع الطفل المعاق عقليا في مجالات الأنشطة المختلفة ، باعتباره أخا له في البشرية وليس بكائن أخر غريب عنه، وله عليه واجبا نحو مساعدته ومشاركته في الأعمال المختلفة.

وإذا كنا نأمل في أن يستقل الإنسان المعاق عقليا ، وان يعيش حياة منتجة فيجب أن نمده بنفس الفرص والخبرات البيئية والتعليمية التي نمد بها الطفل السوي ، وذلك حتى يستطيع كل منهما أن يعيش حياة منتجة بها شيء من التفاعل والانسجام

و ما من شك في أن الدمج يساعد الطفل المعاق عقليا على أن يتعلم بالمحاكاة (الحركية واللفظية) من خلال تقليده لسلوك الطفل العادي بدلا من أن يقلد الطفل المعاق في المدارس الخاصة بالمعاقين عقليا ، كذلك يبدو الدور الايجابي للمدرس في تعديل سلوك الطفل المعاق إذا ما كان مندمجا مع العاديين ، باعتباره سلوكا لا توافقيا ، ذلك – السلوك نفسه – الذي قد يقبله المدرس إذا ما صدر من الطفل في أحد فصول التربية الخاصة بالمعاقين عقليا وكأنه سلوك طبيعي ، اى أن المدرس في دور التربية الخاصة قد يقبل السلوك غير السوي من قبل الطفل المعاق عقليا ، باعتباره سويا أو مناسبا لطبيعة هؤلاء الأطفال دون محاولة لتعديله ، لأنه تعود على مثل هذه المسالك في المؤسسات الخاصة بالعاقين عقليا.

والدمج لا يفيد فقط الطفل المعاق عقليا بإكسابه بعض المسالك المتوافقة وانخراطه في الجماعة وتقبله لها ، والعمل معها في تعاون ولكن أيضا سوف يفيد الطفل السوي في ثلاث نقاط أساسية هي:-
أولا: أعداد أباء المستقبل وتأهيلهم ، فربما يصبح طفل اليوم السوي أبا لطفل معاق عقليا في المستقبل ، ومن واجبنا أعداده وإمداده بالخبرات الضرورية للتعامل مع الأطفال المعاقين عقليا وفى تقرير لإدارة التعليم الأمريكية 1988 يوضح مدى الكارثة المتوقعة من أن 15% من أطفال اليوم سوف يكونون أباء لأطفال معاقين ، وان نسبة مرتفعة من هؤلاء الأطفال سيكونون جيرانا أو أقارب أو يعملون باجر لتوفير الخدمات للمعاقين.
ثانيا : أن الدمج المبكر بين الأطفال المعاقين عقليا والأطفال العاديين سوف يساعد على أعداد المتخصصين (في الطب ، الاجتماع ، التربية والتعليم ، علم النفس ، التمريض ، والعلاج الطبيعي ..الخ) للتعامل مع الأطفال المعاقين مسقبلا ، وتأهيلهم لكيفية التعامل معهم من خلال فهمهم بشكل جيد و التعرف على مشاكلهم ، وسوف ينعكس ذلك في تقديم أفضل خدمة لهم.
ثالثا : يؤثر الدمج على مفهوم الذات لدى الطفل السوي ، حيث يساعده على تقبل ما به من عيوب جسمية طفيفة ، حيث تتضاءل هذه العيوب إذا ما شعر الطفل السوي بمدى الفرق في قدراته وامكاناته ، وتلك الخاصة بالطفل المعاق

وإذا كانت هناك ثمة انتقادات توجه لسياسة الدمج من حيث ما ينتج عنها من أثر سيئ وسلبي على الطفل السوي وخاصة فى حالته الاجتماعية والانفعالية ، فان الذين ينادون بالدمج يرون عكس ذلك ، وهو إمكانية أن ينمو الطفل السوي فى بيئة تساعد على تكوين اتجاهات ايجابية ومتسامحة من خلال خبرات حقيقية وايجابية.

هدف البحث
يهدف البحث إلى محاولة دمج الاطفال المعاقين عقليا (القابلين للتعلم والتدريب والذين يتراوح مستوى ذكائهم فيما بين 25 – 55 تقريبا) دمجهم فى حصص النشاط المدرس مثل التربية الموسيقية والرياضية مع أطفال من مدرسة عامة ، وذلك لبحث اثر هذا الدمج على مستوى الذكاء والسلوك التكيفى ومفهوم الذات للأطفال المعاقين.

وقد أشارت دراسة شونج أن إدماج الاطفال المعاقين عقليا مع الاطفال العاديين فى أنشطة اللعب المختلفة قد أدى الى إحداث قدر أكبر من التفاعل الاجتماعي التلقائي بينهما
أيضا أتضح من دراسة ويللى انه يمكن إحداث تغييرات ايجابية واضحة من خلال إدماج أطفال معاقين مع أطفال غير معاقين، حيث كان لذلك أثرة فى زيادة اللعب الاجتماعي للأطفال المعاقين عقليا.
وإذا ما كان الفرد يكون مفهومه عن ذاته من خلال الآخرين الذين يعيشون معه ، فان عزل الاطفال المعاقين عن باقي أفراد المجتمع سيكون له أثره السلبي على مفهومهم عن ذاتهم لشعورهم بأنهم غير مرغوب فيهم من الأشخاص الآخرين فى المجتمع.

ويمكن تلخيص مشكلة البحث فى التساؤلات التالية:-
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية للمجموعة التجريبية للبنات المعاقات عقليا قبل وبعد الدمج مقارنة بالمجموعة الضابطة؟
1- فى نسبة الذكاء.
2- فى درجة الاضطرابات السلوكية (لمقياس السلوك التكيفى).
3- فى مفهوم الذات.

المنهج والإجراءات:-
العينة تكونت من 12 طفلة من البنات المعاقات عقليا المنتظمات بالقسم الخاص بمدرسة كلية رمسيس للبنات اللاتي أعمارهن بين 12-19 سنه ، وتتراوح نسبة ذكائهن فيما بين 25 -55 تقريبا حيث تم تقسيمهن الى مجموعتين الأولى تجريبية والثانية ضابطة وتتكون كل مجموعة من 6 أطفال
وقد اشتملت العينة السوية على اثنين وستين تلميذة تم أخذهن من فصلين بالصف الأول الاعدادى بمدرسة رمسيس للبنات ، حيث اعتبر أحد الفصلين بمثابة المجموعة التجريبية ، واعتبر الفصل الثاني بمثابة المجموعة الضابطة وتضمنت كل مجموعة 31 تلميذة
وقد تم إجراء الدمج مع الصف الأول الاعدادى لما أشارت إليه الأبحاث من أهمية التقارب فى الحجم والسن عند إجراء الدمج بين الاطفال المعاقين عقليا والأطفال العاديين.

الأدوات:-
أولا : مقياس ستانفورد بينية للذكاء الصورة (ل) وقد استخدم بهدف التعرف على مستوى ذكاء البنات المعاقات عقليا للتعرف على مدى الإعاقة لديهن ، وكذلك التأكد من التماثل فى مستوى الذكاء بين المجموعة التجريبية و المجموعة الضابطة
ثانيا: مقياس مفهوم الذات وقد تم إعداده لقياس مفهوم الذات للأطفال المعاقين عقليا ، حيث يقيس خمس جوانب لمفهوم الذات هي الجانب الجسمي الجانب العقلي الجانب الانفعالي الجانب الاجتماعي والجانب المهني بالإضافة الى إعطائه درجة كليه للمقياس بجوانبة الخمسة ، وقد كان معامل ثبات المقياس بطريقة إعادة الاختبار قدرة .88و ومعامل الصدق الذاتي قدرة 94و ، هذا يالاضافة الى التأكيد من الصدق المنطقي والظاهري والتمايز لبنود المقياس.
ثالثا: مقياس السلوك التكيفى (الجزء الثاني) وهو من إعداد فاروق صادق 1985 وقام بتصميمه نهيرا وليلاند و آخرين ويهدف الى قياس مستوى فعاليات الفرد المختلفة فى مواجهة مطالب بيئته المادية والطبيعية والسلوكية والاجتماعية ويتكون المقياس من 110 سؤالا أما الجزء الثاني فيشتمل على مجال الانحرافات السلوكية

إجراءات البحث
نظرا لصعوبة تنفيذ برنامج الدمج بين البنات المعاقات عقليا والعاديات في حصص النشاط المدرسي ، من حيث كون تحقيق ذلك يتطلب عددا من الظروف الملائمة والتي منها موافقة إدارة المدرستين معا ، وقرب المدرستين من بعضهما ، وان تكون هناك فكرة مسبقة للأطفال في كلتا المدرستين كل عن الأخر ، فقد أدى ذلك إلى اختيار كلية رمسيس للبنات لإجراء الدراسة بمدارسها وذلك حيث أنها تتضمن قسما خاصا للبنات المصابات المعاقات عقليا جنبا إلى جنب مع المدارس العادية في منشأة واحدة لكل منهما مبنى خاص منفصل ومستقل بذاته.

وقبل إجراء الدمج بين البنات المعاقات عقليا والسويات ، تم أعطاء محاضرة لتلميذات الصف الأول الاعدادى عن الفروق الفردية بين الأفراد ، وكذلك عمومية هذه الفروق بين الكائنات الأخرى واثر الوراثة والبيئة في خلق هذه الفروق ، وذلك بهدف التمهيد لعملية الدمج ، حتى يتم تقبل البنات العاديات لوجود المعاقات عقليا بينهن في حصص النشاط المدرسي.

وبعد ذلك تم دمج المجموعة التجريبية للبنات المعاقين عقليا – مع بنات الصف الأول الاعدادى بالمدرسة الإعدادية بكلية رمسيس للبنات ، وذلك أخذين في الاعتبار عدة محكات ، منها كبر سن البنات المعاقات حيث انه من غير المنطقي إدماجهن مع بنات من المدرسة الابتدائية ، كذلك تشابه الزى المدرسي لكليهما إلى جانب حجم الجسم المتقارب بينهما وذلك حيث تم إدماج المجموعة التجريبية للمعاقات عقليا في فصل أولى اعدادى في حصص النشاط المدرسي وهى التربية الرياضية والموسيقية لمدة فصل دراسي.

بعد انتهاء هذا البرنامج الذي تم فيه دمج للمجموعة التجريبية للبنات المعاقات عقليا مع البنات العاديات ، وحجب هذا الدمج عن المجموعة الضابطة ، قام الباحثان مرة أخرى بأجراء قياس بعدى على مجموعتي البنات المعاقات عقليا التجريبية والضابطة باستخدام مقياس ستانفورد بينية والسلوك التكيفى ومقياس مفهوم الذات وذلك بالكيفية التي تم تحديدها مسبقا للتعرف على مستوى الذكاء ودرجة السلوك التكيفى ومفهوم الذات لكلتا المجموعتين.

وقد قام الباحثان بأجراء قياس قبلي باستخدام مقياس (ستانفورد بينية ) من أجل تحديد مستوى ذكاء البنات المعاقات عقليا في كلتا المجموعتين التجريبية والضابطة أما بخصوص تطبيق مقياس السلوك التكيفى ، فانه لما كان تطبيق هذا المقياس يشترط المعرفة الوثيقة بالمفحوص سواء عن طريق الإقامة أو التردد عليه بدرجة تسمح بالمعرفة الكاملة به تقريبا فقد تم تطبيق هذا المقياس بواسطة مدرسة كل فصل من فصلى السم الخاص ، حيث قامت كل مدرسة بتطبيق الجزء الثاني من المقياس على بنات فصلها فقط واعتبر ذلك بمثابة التطبيق القبلي للقياس

وكذلك تم أجراء قياس قبلي لمفهوم الذات للعينة الكلية ، باستخدام التطبيق الفردي مع البنات المعاقات عقليا ، واستخدام التطبيق الجمعي مع تلميذات الصف الأول الاعدادى.

 

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-23-2009, 03:31 AM
الصورة الرمزية شيخه تـميـم
شيخه تـميـم شيخه تـميـم غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: ‏ღ .. اسبانــيا .. ‏ღ >> ايه هين
المشاركات: 45
افتراضي

 

جزاك الله خير على الموضوع الرائع

 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 03:13 AM.