الكشف المبكر
لا شـك ان للكشف المبكـر اثـر كبيـر فـي التدخل المبكـر بـل هو يرتبط ارتبـاطًـًا وثيقـًا بالوقاية من الاعاقة فبدون الكشف المبكر لن نستطيع الحكم على الطفل بأنة معاق ولن نستطيع التعرف على الاعاقة ومدى شدتها وبذلك لن يمكننا تقديم خدمات التدخل المبكر،وثم علاقة منطقية بين التدخل المبكر والكشف المبكر.
ان الكشف المبكر يسعى إلى فرز الأطفال المعوقين ويستهدف الوصول إلى الأطفال المعرضين لخطر الإعاقة حيث أن التدخل المبكر الموجه نحوهم قد يحول دون تفاقم مشكلاتهم وبالتالي الوقاية من حدوث الإعاقة لديهم.
وهناك اختبارات ومقاييس لابد ان تكون مقننة لأن كثرًا ما يقع الخطأ بين اعتبار الطفل معوقـًا أو متأخرًا نمائيًا، فالتقنين يقوم بتطبيق الاختبار وفقًا لشروط محددة وضبط العوامل المؤثرة فيه ووضع تعليمات الاجراء والتصحيح واستخدام النتائج والمعايير.
ومن خصائص مقاييس الكشف المبكر صدق الاختبار بحيث يتم الكشف عن محتويات المقياس الداخلية ومدى قدرتها في قياس ما وضعت لقياسه، فالصدق من اهم خصائص اختبارات الكشف المبكر فإذا لم يكن الاختبار صادقا فقد يقع الطفل في التشخيص الخاطئ. ويعد الثبات ايضًا من أهم الخصائص المؤثرة في اختبارات ومقاييس الكشف المبكر بحيث يتم اعطاء المقياس لنفس النتائج عند اعادة تطبيقه على نفس المجموعة وفي نفس الظروف .
ومن المؤسف ان ادوات الكشف المبكر غالبًا ما تفتقر الى الخصائص السيكومترية <الصدق والثبات> وهذا ما يجعل الطفـل يقع في التحذير الخاطئ أو التطمين الخاطئ لذلك نادرًا ما يعتمد الكشـف المبكـر علـى الاختبارات الكشفيـة ولكـن يعتمـد علـى المـلاحظة والمقابلة ودراسة الحالة.
فالتحذير الخاطئ من وجهة نظري اصدار قرار نحو الطفل بأنة يعاني من اعاقة ما وهو لا يواجه أي اعاقه، وهو يشكل خطرًا كبيرًا على نفسية الطفل وعائلته وعدم ارتياح أفراد الأسرة وتشكيل مخاوف عديدة بالنسبة لهم.
أما التطمين الخاطئ فهو من وجهة نظري إصدار قرار نحو الطفل بأنة لا يعاني من اعاقة وهو يعاني من اعاقة ما ، وارى ان التطمين الخاطئ أشد ضررا من التحذير الخاطئ لأنة قـد يحرم الطفل كثيرا من حقوقه منها التعليم ومراعاة حالة إعاقته.