عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-01-2010, 03:05 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي الاستراتيجيات الوقائية ( Prevention Strategies )

 

الاستراتيجيات الوقائية ( Prevention Strategies )

في دراسة قام بها مايلس وسمبسون (Myles and Simpson, 1994) حول الوقاية من سلوكيات العنف والعدوانية عند أولاد المدارس، خاصةالأحداث منهم؛ وجدا أن إنشاء علاقة ايجابية مع الطلاب، يساعد على التقليل من انتشارالمشاكل السلوكية المتوقعة. حيث يقترحان أن يبدي المعلمون مواقفاً تدل فعلاً علىالاهتمام والرعاية من طرفهم اتجاه طلابهم، وخاصة مع الطلاب الذين يعانون من المشاكلالسلوكية أو صعوبات التعلم. هذا ويؤكد الباحثان على أهمية قيام المعلم بتعليم طلابهالمهارات، التي تساعد على حل الصراعات والخروج من المآزق الطارئة، ومعالجة مواقفالغضب والاحباط، بالطرق التربوية المثلى على قدر الإمكان، وذلك من خلال إعطاءالنماذج التي تساعدهم.إذ أنه من الهام بمكان، أن يقتنع الطلاب أن هناك بدائل ناجحةلمعالجة الظروف الصعبة (Myles and Simpson, 1994).

تشير الدراسات إلى أن تعليم الطلاب، وتدريبهمعلى مهارات التعبير عن انفعالاتهم وغضبهم، بطريقة اجتماعية مقبولة، قد تساهم بشكلكبير في التقليل من السلوكيات غير الاجتماعية (الخطيب، 1995). كما ويشير الخطيب (1995) إلى بعض النقاط المقترحة من قبل Sallis لتدريب الأطفال على تعلم سلوكياتاجتماعية مقبولة لمواجهة المواقف المحبطة، ومنها:
1. إعطاء التعليمات والتدريبات اللفظية والتوجيه الجسدي- إذا لزم ذلك- لتعليمالطفل وسائل التفاعل الاجتماعي.
2. كما وأن النمذجة ( Modeling) التي يقوم بها المعلم تساهم في تقريب الوسيلةوالأسلوب للطالب.
3. الممارسة السلوكية من خلال لعب الأدوار ( Role- playing ) تتيح الفرصة للطفلللتعلم من خلال مشاهدته للآخرين عندما ينفذون السلوك، وكذلك من تجربته عندما يقومبالتمثيل.
4. التغذية الراجعة ( Feedback ) التي يقوم بها المعلم، من خلال إعلامه للطالب عنأدائه وتحسن سلوكه، تساعد الطالب على معرفة تقدمه؛ الأمر الذي يدفعه ويشجعه علىتكرار السلوكيات المرغوبة.

يؤكد الباحثان مايلس وسمبسون ( 1994 ) على أهميةالدور الذي يتوجب على المعلم القيام به، للحفاظ على سلوكيات الطلاب الإيجابية. إذعلى المعلم أن يتخذ إجراءات ومواقف تربوية علاجية في تعامله مع الطلاب. فالطلابالذين يبدون سلوكيات عنيفة وعدوانية، عادة يستجيبون أكثر للمعلمين الذين يتخذونمواقفاً داعمة، يغلب عليها الاحترام والصدق في التعامل والاستعدادية للمساعدة. إضافة إلى ذلك، ينصح المعلمون بشدة على البحث عن وسائل اتصال إيجابية وصادقة، تعملعلى المحافظة وبشكل دائم على كرامة الطالب وتقديره لذاته. إذا عمل كل معلم على تبنيتلك المواقف الايجابية والفعّالة، وقام بتطبيقها على طلابه، فإن الطلاب- في تلكالحالة- سيكونون أقل حاجة لاستخدام وسائل العنف والفوضى: بل على العكس من ذلك،فإنهم سينظرون إلى المعلم كإنسان يلجأون إليه لمساعدتهم في التفكير معهم على حلالصراعات والاحباطات المختلفة التي يواجهونها ( Myles and Simpson, 1994).

ومن الاستراتيجيات الوقائية الأخرى المقترحة، أنتعمل المدرسة على توفير الخدمات العلاجية التخصصية على كافة أشكالها؛ لمساعدةالطلاب الذين يميلون إلى إثارة المشاكل، أو يتورطون بسرعة مع الآخرين، بسبب عدمقدرتهم على معالجة المواقف الصعبة. يجادل الباحثان مايلس وسمبسون ( 1994 ) على أنهؤلاء الطلاب يمكنهم النجاح في صفوف التربية العادية، إذا توفرت لهم تلك الخدماتالإضافية والضرورية لدعمهم معنوياً وأكاديمياً. كما ويقترحان إدخال دور الأهل بشكلمباشر من خلال وضعهم بصورة سلوكيات أبنائهم على الدوام. فالأهل في تلك الحالةيمكنهم أن يشكلوا الجسر المباشر ما بين المدرسة والمجتمع، وبالتالي يجب إشراكهمبعملية بناء وتطوير الخطط التربوية العلاجية التي تخص أطفالهم وتناسب احتياجاتهمالأساسية.
يتخذ بعض الأخصائيين النفسيين توجهات أكثرعمقاً، في التعامل مع الأولاد الذين يظهرون سلوكيات غير مقبولة اجتماعياً، خاصةالأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلمية. حيث يؤكد لافوي (Lavoie, 1997 ) إلى أنّقدرة المعلم على فهم وإدارة وضبط سلوك طلابه، والتغلب على العديد من المشاكلالسلوكية، تكمن في قدرته على تبني فلسفة معينة يؤمن بها ويعمل على تطبيقها في جميعالمواقف، وبالتحديد في المواقف التي يحتاج إليها فعلاً. كما ويضيف إلى أن هذهالفلسفة التي يتبناها المعلم، تعمل كنظام قوي فعًّال ويمكن الوثوق به في جميعالمواقف الصعبة. مثلاً، يمكن تبني التوجه السلوكي كفلسفة عمل تربوية توجهه في حالةظهور المشاكل السلوكية، وكذلك عند التخطيط للبرامج التعليمية المختلفة. فإذا قامالمعلم باختيار فلسفته، يمكن عندها العمل على الاضطلاع على جوانبها المختلفة،والطرق التي تعمل من خلالها، وكيفية توظيفها في المجالات التربوية.. وباختصار، أنيعمل المعلم على التمسك بها وينميها في جوانب شخصيته، حتى ترسخ في ذهنه وسلوكياتهاليومية ( لافوي، 1997 ).

يقترح لافوي ( 1997 ) بعض الافتراضات الفلسفية،التي يمكن أن يتخذها المعلم كتوجهات تربوية، تقوده في تعامله مع المشاكل السلوكيةللأطفال، ومن هذه الافتراضات:
· أن يفترض المعلم أنه لا يتعامل مع إعاقة الأولاد، بل مع الأولاد أولاً ثم معإعاقتهم. هذه العبارة تعني، أنّ الطلاب أولاً وقبل كل شيء هم أطفال، لديهم نفسالحقوق والواجبات والاحتياجات والمشاعر والمخاوف، كبقية الأطفال على وجه الأرض. لذايجب على المعلم أن لا ينسى هذه المسألة، وأن لا يحرمهم حقهم في أن يعيشوا طفولتهمعلى قدر الإمكان.
· إنّ أي طفل يفضِّل أن يُطلَق عليه ولد سيئ BAD Kid بدلا من أن يطلق عليه "ولدغبيDUMB Kid. حيث تعتبر هذه النقطة صحيحة في العديد من المواقف مع الأطفال، خاصة معالمراهقين منهم. حيث تشير الدراسات إلى أن الطلاب يحبذون أن يطلق عليم بالمشاغبينوالفوضويين وغير المطيعين، بدلاً من أن يظهروا أمام زملائهم وكأنهم أغبياء. إذ أنّالمفتاح لإدارة السلوك الناجحة يتوقف على فهم المعلم لتلك النقطة، وبالتالي تجنبإقحام الطالب لتلك الأوضاع المحرجة والمهينة.
· التغذية الراجعة الإيجابية- التي يزودها المعلم للطالب- تغير السلوك، بينماتعمل التغذية الراجعة السلبية على إيقاف سلوك الطفل. إذ أن المعلم الذي يعنف أويوبخ الطالب على قضم أظافره في الصف، سيؤدي هذا على الأغلب إلى إيقاف السلوك لتلكالحصة. لكنه لن يضمن امتناع الطالب عن القيام بالسلوك مجدداً؛ لأنه لم يوفر لهالبديل. بينما إذا قام المعلم بتشجيع الطالب، من خلال مدحه وتعزيزه على قيامه بسلوكإيجابي آخر؛ فإن هذا سيدفعه إلى تكراره، وبالتالي قد يبعده عن السلوكيات غيرالمرغوبة.
· منافسة الطفل، يجب أن تكون مع أفضل أداء وصل إليه، والذي يمكن أن يميّزهالمعلم، وليس مع أفضل أداء يتوقعه المعلم بناء على أداء متوسط المجموعة التي ينتميإليها الطالب.
· الألم الذي يسببه الأولاد الذين يقومون بالمشاكل السلوكية للآخرين، لن يكونأبداً أعظم من الألم الذي يشعرون فيه هم أنفسهم. فالسلوكيات السيئة التي يرتكبهاهؤلاء الأطفال، نابعة عادة من إحساسهم بالألم؛ بسبب الخوف والعزلة اللتان يمرانبهما ورفض الآخرين لهم ( لافوي،1997 ).

 

رد مع اقتباس