عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-30-2010, 07:21 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي تنمية التفكير و مهاراته و تحفيز الإبداع

 

تنمية التفكير و مهاراته و تحفيز الإبداع

د . بسام فضل مطاوع
التفكير سمة من سمات الإنسان ، ونشاط عقلي ميزه به الله عن سائر الكائنات ، ويعتبر تنمية مهارات التفكير بأشكالها وأنواعها المتعددة أحد أبرز أهداف التربية الحديثة التي لا تدخر جهداً في بناء وصياغة النظريات التي من شأنها أن تسهم في رقي الإنسان لإقداره على التكيف مع الحياة العصرية المتطورة .
والتفكير/ الفكر لغة " هو إعمال النظر في الأشياء أما اصطلاحٍاٍ هو " مفهوم مجرد ومعقد يعكس الطبيعة المعقدة للدماغ البشري ويشمل على أبعاد ومكونات متشابكة هي :
أ‌- عمليات معرفية معقدة.
ب‌- معرفة خاصة بمحتوى المادة.
ج- استعدادات وعوامل شخصية.

التفكير في أبسط تعريف " هو عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق الحواس الخمس ( اللمس والبصر والسمع والشم والذوق )
التفكير بمعناه الواسع / عملية بحث عن معنى في الموقف او الخبرة فيما نشاهده ونلمسه في الواقع هو نواتج التفكير وليست عملية التفكير وهذه النواتج مكتوبة أو منطوقة أو على شكل أداء حركي .( جروان ، 2004 : 6 ) .

و التفكير عملية كلية داخلية نشطة وفاعلة تتم من خلالها المعالجة العقلية للمدخلات الحسية والمعلومات المختزنة أو استدلالاتها أو الحكم عليها ، وهو في معناه العام " البحث عن المعنى سواء كان هذا المعنى موجوداً بالفعل ونحاول العثور عليه والكشف عنه ، أو استخلاص المعنى من أمور لا يبدو فيها المعنى ظاهراً ونحن الذين نستخلصه أو نعيد تشكيله من متفرقات موجودة " .
وقد عرف جون ديوي التفكير بأنه " ذلك الإجراء الذي تقدم فيه الحقائق لتمثل حقائق أخرى بطريقة تستقرئ معتقداً ما عن طريق معتقدات سابقة عليه " .
و بعبارة أخرى فالتفكير هو الوظيفة الذهنية التي يصنع بها الفرد المعنى مستخلصاً إياه من الخبرة ، وقد أشارت أدبيات التربية إلى العديد من التعريفات للتفكير نذكر منها : ـ
• التفكير هو إعادة لتنظيم ما يعرفه الفرد في أنماط جديدة وبإيجاد علاقات جديدة لم تكن معروفة له من قبل .
• التفكير هو النشاط الذي يستخدمه الفرد في حل أية مشكلة تواجهه ، وقد يكون هذا النشاط تفكيراً معقداً أو بسيطاً حسبما تكون طبيعة الموقف من حيث مدى إشكاليته وقوته .
• التفكير هو العملية الديناميكية التي ينظم به العقل خبراته بطريقة جديدة لحل مشكلة بعينها بحيث يستطيع الفرد إدراك علاقة جديدة بين موضوعين أو عدة موضوعات بغض النظر عن نوع هذه العلاقة .
ويمكن القول أن التفكير يتضمن عدداً من الأمور ويفيد في تحقيق عدد من الأغراض وفيه مهمات متعددة مثل حل المشكلات .

التمييز بين التفكير ومهارات التفكير :
التفكير: عملية كلية غير مفهومة تماما يتم فيها معالجة عقلية للمدخلات الحسية والمعلومات المسترجعة لتكوين الأفكار أو استدلالاتها أو الحكم عليها وتتضمن الإدراك والخبرة السابقة والمعالجة الواعية ومن هنا تكتسب الخبرة معنى.
مهارات التفكير: هي عمليات محددة نمارسها عن قصد لمعالجة المعلومات مثل مهارة تحديد المشكلة – إيجاد الافتراضات- تقييم قوة الدليل أو الادعاء ".( جروان ، 2004 : 7 ) .

• طبيعة التفكير
يمكن الإشارة إلى أن التفكير وحل المشكلات عمليتان غير منفصلتين تماماً ، إذ أن عمليات التفكير في مجموعها تتضمن حل المشكلة كما تستند كل عمليات حل المشكلة تقريباً إلى شكل من أشكال التفكير .
ويتميز النشاط العقلي الذي يطلق عليه التفكير بخاصيتين هما :
1. أنه نشاط كامن لا يمكن ملاحظته وقياسه مباشرة ولكن يمكن الاستدلال عليه من الأداء و السلوك
2. التفكير نشاط رمزي يتضمن التعامل مع الرموز أو استخدامها .

• مستويات التفكير
مستويات التفكير:-
مستوى التعقيد في التفكير يعتمد بصورة أساسية على صعوبة وتجريد المهمة المطلوبة
إذن المهمة السهلة لا تتطلب جهد عقلي كبير لكن المهمة الصعبة تتطلب القيام بنشاط عقلي أكثر تعقيدا .
وميز الباحثون مستويين للتفكير هما :
أ- التفكير الأساسي / ( Basic Thinking)
يتضمن مهارات كثيرة من بينها اكتساب المعرفة وتذكرها والملاحظة والمقارنة والتصنيف ويجب إجادتها للانتقال إلى مستويات أعلى للتفكير.
ب- التفكير المعقد/ Complex Thinking ) )
يرى بول (Paul) أن لهذا التفكير خصائص تميزه منها:-
1. لا تقرره علاقات رياضية – أي لا يمكن تحديد خط سير التفكير بصورة دقيقة .
2. يشمل على حلول مركبة أو معقدة.
3. يتضمن إصدار أحكام أو إعطاء آراء.
4. يستخدم معايير أو محكات متعددة.
5. يحتاج إلى جهد كبير للقيام به.
6. في حالة إتمامه يعطي معنى للموقف.
( جروان ، 2004 : 7 و ما بعدها )

و باختصار يمكن تصنف مستويات التفكير إلى مستويين واسعين رئيسيين هما :
1. مستويات التفكير الدنيا الأساسية .
2. مستويات التفكير العليا .
حيث يتضمن كل مستوى مجموعة من مهارات التفكير باعتبارها عمليات محددة تمارس وتستخدم عن قصد في معالجة المعلومات كالتطبيق و التحليل والتمييز والمقارنة و التصنيف و التفسير . ..... .
وقد ميز نيومان (Newman 1995 ) بين مستويات التفكير العليا والدنيا حيث استخلص أن مهارات التفكير الدنيا ( الأساسية ) تتطلب فقط التطبيق الآلي الروتيني للمعلومات المكتسبة سابقاً مثل استرجاع المعلومات المخزونة في الذاكرة والاهتمام بالأرقام في القوانين المتعلمة سابقاً وعلى العكس فإن مهارات التفكير العليا تتطلب حث التلميذ على الاستنتاج وتحليل المعلومات ، كما أشار إلى نقطة مهمة وهي أن تحديد مستويات التفكير الدنيا أو العليا يعتبر أمراً نسبياً ، فالمهام التي تتطلب مستويات دنيا من أحد الأشخاص قد تتطلب مستويات عليا من شخص آخر ، وتبعاً لذلك فتحديد المدى الذي يحتاجه الفرد للتفكير في مشكلة ما يتطلب تحديداً لمستوى ذكائه .
ويمكن القول أن مستويات التفكير الأساسية هي المستويات التي تشتمل على مهارات الاسترجاع والاستظهار والمهارات الأساسية البسيطة مثل :

1. المعرفة والاستدعاء
ويتلخص هذا المستوى في قدرة المتعلم على التذكر للمعلومات كما قدمت له أثناء عملية التعلم حيث يتضمن تعرف التفاصيل والحقائق والأسباب والمبادئ والقوانين و التعميمات و النظريات.

2. الاستيعاب
حيث يعتبر هذا المستوى أدنى درجات الفهم للمادة ويتضمن ثلاث حالات هي :
• الترجمة : ويعني إعادة صياغة محتوى محدد بلغة أبسط سواء باستخدام الترميز أو
الأشكال التوضيحية .
• التفسير : وتتضمن إدراك العلاقات الواردة في المعطيات المقدمة مثل تفسير الأشكال
و الرسوم البيانية وتعرف العلاقات المتضمنة وتعليلها.
• الاستكمال : ويقصد به محاولة تقديم استنتاجات وتنبؤات بعد استقراء المعلومات
الجزئية المتوافرة ، أو تقديم معلومات إضافية بناء على معلومات معطاة .

3. الملاحظة
وهي إحدى مهارات جمع المعلومات وتنظيمها ، يقصد بها استخدام واحدة أو أكثر من الحواس الخمس للحصول على معلومات عن شيء أو مشكلة تقع عليها الملاحظة .

4. التطبيق
وهي مهارة خاصة بمعالجة المعلومات وتحليلها، وتتضمن استخدام المفاهيم والقوانين والحقائق والنظريات التي سبق تعلمها في حل المشكلة ، وهي ترقى بالمتعلم إلى مستوى توظيف المعلومة أو الاستراتيجية التي تعلمها في التعامل مع مواقف ومشكلات جديدة .

5. المقارنة
وهي مهارة خاصة بتنظيم المعلومات وتطوير المعرفة ، وتتطلب تعرف جوانب التشابه والاختلاف بين موقفين أو أكثر عن طريق تفحص العلاقات فيما بينها .

6. التصنيف و الترتيب
وهي إحدى مهارات جمع المعلومات وتنظيمها ، وتعني إيجاد نظام لتبويب الأشياء أو المفردات وفصلها ضمن فئات لكل منها خصائص أساسية تميزها عن الفئات الأخرى .

7. التلخيص
وهي إحدى مهارات جمع المعلومات و تحليله ، ويقصد بها إعادة صياغة المعلومات المسموعة أو المرئية أو المكتوبة عن طريق دراسة المفردات و الأفكار وفصل ما هو أساسي عما هو غير أساسي .
8. تنظيم المعلومات
وتتضمن هذه المهارة عرض المعلومات أو البيانات بصورة جديدة وعلى نحو يسهل معه فهمها وإدراك طبيعة العلاقات التي تربط بين أجزائها ومكوناتها والتوصل إلى استنتاجات واضحة بسهولة ويسر .

• مستويات التفكير العليا
أما مستويات التفكير العليا والتي تكون أعقد من مستويات التفكير الدنيا من حيث الطرق والقدرة والأداء الرياضي حيث تشتمل على مهارات التحليل والتركيب والتقويم ، التي تعتبر مهارات أساسية في التفكير الناقد والإبداعي الذي يظهره الطالب في مواقف حل المشكلات والاستنباط الرياضي أو الاستدلال الرياضي المنطقي ( الاستقرائي والاستنتاجي ) .

وتصنف أحياناً جميع مهارات التفكير العليا ضمن قائمة واحدة يطلق عليها التحليل ، حيث يمثل هذا المستوى أعلى مستويات المجال المعرفي ويتضمن حل المسائل غير الروتينية واكتشاف الخبرات ، والسلوك الإبداعي الخاص بالرياضيات ، وهو يختلف عن مستويات التطبيق أو الاستيعاب حيث يشمل درجة من التحويل لسياق لم يتدرب عليه الطالب ، وكثير من الأهداف النهائية لتعلم الرياضيات تقع في مستوى التحليل .

وتصنف الأسئلة و المسائل تبعاً لهذا المستوى إذا كانت تقيس أي مما يلي :
1. قدرة الطالب على حل مسائل غير روتينية ، لا تشبه ما تم حله سابقاً ، ويشمل هذه المسألة فصلها إلى أجزاء واستكشاف ماذا يمكن تعلمه عن كل جزء ، وإعادة تنظيم عناصر المسألة بطريقة جديدة للوصول إلى حل .

2. قدرة الطالب على اكتشاف العلاقات ، بإعادة بناء المسألة بطريقة جديدة لتشكيل العلاقات .

3. قدرة الطالب على بناء البراهين .

4. قدرة الطالب على صياغة و إثبات التعميمات ، إي القدرة على اكتشاف العلاقات وبناء البراهين لإقامة الدليل على الاكتشاف .
تعليم التفكير:
- تعليم التفكير قد يعني للبعض القيام بتعليم الطلاب مهارات التفكير بشكل مباشر وصريح ويعني للآخرين القيام بممارسات تدريبية معينة (أثناء الدروس العادية) تؤدي إلى تعليم مهارات / عمليات التفكير بشكل ضمني كأن يطرح أسئلة تتعلق بالدرس تحفزهم على التفكير ، في حين قد يعني للبعض القيام بتعليم الطلاب دروساً في كيف يفكر الإنسان ؟ ، ماذا يحدث في المخ عند التفكير ؟ ، ما أساليب التفكير المتبعة في مجالات المعرفة المتعددة ؟ . إن أنواع التفكير الذي نسعى إلى تعليمه للطلاب هو الذي تمثله كل من عمليات التفكير الوسطية ( المقارنة ، التخيل ، الاستدلال ، ) وعمليات التفكير العليا ( حل المشكلات ، اتخاذ القرار ) وليس التفكير الذي تمثله عمليات التفكير الدنيا ( التذكر ، إعادة الصياغة )
ويشير د. فتحي جروان إلى نماذج من السلوكيات السائدة في معظم مدارسنا ذات العلاقة بالتفكير التي يحرص عليها المعلمون ، ومن بين السلوكيات التي ذكرها :
- المعلم هو مركز الفعل ويحتكر معظم وقت الحصة والطلبة متلقون خاملون .
- يعتمد المعلم على عدد محدد من الطلبة يوجه إليهم أسئلته .
- لا يعطي المعلم الطلبة وقتاً كافياً للتفكير قبل الإجابة .
- المعلم مغرم بإصدار الأحكام والتعليقات المحبطة لمن يجيبون بطريقة تختلف عما يفكر به .
- المعلم لا يتقبل الأفكار الغريبة أو الأسئلة الخارجة عن موضوع الدرس .
- يوجه المعلم أسئلته بطريقة انتقائية غير عادلة .
- لا ينوع المعلم في أساليبه ويقتصر غالباً على المحاضرة والسؤال والجواب عند المناقشة .
- معظم أسئلة المعلم من النوع الذي يتطلب مهارات تفكير متدنية .
- نادراً ما يسأل المعلم أسئلة تبدأ بـ(كيف) ؟ ولماذا ؟ وماذا لو ؟
- يعلم مادة الكتاب على أنها حقائق مطلقة غير قابلة للنقاش أو النقد .
وينبغي أن يبدأ تدريس التفكير في مرحلة مبكرة ومخطئ من يظن أن تدريس التفكير ليس ممكنا إلا في فترات متأخرة من عمر الكائن الحي إنما أساس التفكير أن يتم ترسيخه مبكراً في حيوات الأطفال منذ أن يعوا ما لديهم من (أنوات) تدفعهم إلى التفتح الذهني والوعي بذواتهم وبمن حولهم .

 

رد مع اقتباس