عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-01-2012, 03:30 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 

المفهوم
لقداستخدمت الكثير من المصطلحات قبل استخدام مصطلح صعوبات التعلـّم لوصف أولئك الأطفالالذين لا تتناسب نماذج سلوكياتهم وتعلمهم مع فئات الإعاقة الموجودة ، حيث فرضالتوجه النظري لكل متخصص المصطلح الذي يفضله ، إلا أن تلك التسميات كانت تحمل معانٍ قليلة ، إذ يمكن استخدام أحد المصطلحات ليشير إلى سلوكيات عدة مختلفة ، أو قد تصفمصطلحات مختلفة نفس السلوكيات .
لقد كان مصطلح الإصابة المخية أوالدماغية أول مصطلح حاز على قبول عام ، ولكن الفحوصات لم تظهر وجود إصابة دما غيةلدى كثير من الحالات ، وتبين عدم مناسبته للتخطيط التربوي ، وكان مثار نقد وهجوم منقبل الكثيرين ، وحين تم إعادة تعريف هؤلاء الأطفال على أن لديهم خللا ً وظيفيا ًمخيا ً بسيطا ً ، فقد واجه ذلك المصطلح نقدا ً مشابها ً للمصطلح السابق .
وأدىالتحول للبعد التربوي استخدام مصطلح صعوبات التعلـّم ، إذ أبرز هذا المصطلح جوانبقوة وضعف الفرد دون الحاجة لإثبات وجود خلل في النظام العصبي المركزي .
ويفترض التعريف الفيدرالي الحالي لصعوبات التعلـّم – كما سنرى – أن التباين الشديدبين التحصيل المتوقع والفعلي ، ينتج عن صعوبة في معالجة المعلومات وليس نتاج اضطرابانفعالي ، عقلي ، بصري ، سمعي ، حركي أو بيئي ويمكن أن تكون صعوبة التعلـّم مصاحبةلهذه الحالات . (السرطاوي ، 2001 : ص 23 )
نبذة تاريخيةموجزة
لم يكن لمجال صعوبات التعلـّم جهود موحدة من قبل تخصصواحد بل اشتركت وما تزال تشترك تخصصات متنوعة من حقول علمية مختلفة في البحثوالإسهام في مجال صعوبات التعلـّم، إلا أن مدى ونوعية الإسهام تختلف باختلاف الفترةالزمنية التي مر بها الحقل أثناء تطوره، ويتضح من تتبع تاريخ صعوبات التعلـّم خلالالقرنين التاسع عشر والعشرين ، أن الاهتمام بهذا المجال في القرن التاسع عشر ـوبالتحديد قبل 1900 - كان منبثقا ً عن المجال الطبي، وخاصة العلماء المهتمين بمايعرف الآن بأمراض اللغة والكلام، أما دور التربويين في تنمية وتطوير حقل صعوباتالتعلـّم فلم يظهر بشكل ملحوظ إلا في مطلع القرن العشرين، وما إن انتصف القرنالعشرون حتى ظهرت الإسهامات الواضحة في هذا المجال من قبل علماء النفس والعلماءالمتخصصين في مجال التخلف العقلي بالذات بين مجالات الإعاقة الأخرى .

وفي الستينات من القرن الماضي، ظهر مصطلح صعوبات التعلـّم والجمعيات المتخصصة التيتهدف إلى إبراز المشكلة وتحسين الخدمات المقدمة للتلاميذ الذين يواجهونها عندالتعلـّم مثل جمعية الأطفال الذين لديهم صعوبات تعلـّم، وفي نهاية الستينات أصبحتصعوبات التعلـّم إعاقة رسمية كأي إعاقة أخرى، وبخاصة مع صدور القانون الأمريكي 91 / 230 .
أما السبعينات فامتازت بظهور القانون العام 94 / 142 ، والذي يعتبر لدىالتربويين من أهم القوانين التي ضمنت لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام حقوقهم فيالتعليم والخدمات الأخرى المساندة، وحددت أدوار المتخصصين وحقوق أسرهم، وكان لمجالصعوبات التعلـّم نصيب كبير كغيره من مجالات الإعاقة فيما نص عليه هذا القانون ، وقدتغير مسمى هذا القانون وأصبح يعرف الآن بالقانون التربوي للأفراد الذين لديهمإعاقات ، وقد أعطى هذا القانون منذ ظهوره في عام 1975م الجمعيات والمجموعات الداعمةلمجال صعوبات التعلـّم قاعدة قانونية يستفيدون منها في مناداتهم ومطالباتهم بتقديمتعليم مجاني مناسب للتلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلـّم.
ويرى بعضالعلماء المهتمين في مجال صعوبات التعلـّم مستقبلا ً مشرقا ً لهذا الميدان التربويإذا تضافرت جهود المتخصصين في جميع الميادين التي تساهم في إيجاد معرفة أدق وأشملعن الإنسان وخصائصه وما يؤثر عليه من عوامل بيئية متنوعة . ( أبو نيان، 2001 : ص 11-12 )
تعريف صعوباتالتعلـّم
بعد معرفة تاريخ تطور مفهوم صعوبات التعلـّم ،يتوقع ظهور أكثر من تعريف وذلك لتنوع المجالات التي تناولت ظاهرة عدم قدرة كثير منالتلاميذ على التعلـّم بشكل طبيعي رغم توفر القدرات العقلية اللازمة للتعلـّم،وسلامة قنوات الإحساس كالبصر والسمع، وإتاحة فرص التعليم العام، بالإضافة إلىالاتزان العاطفي والحياة الاجتماعية والاقتصادية العادية .
إن ما حصل هوبالفعل ما كان متوقعا ً، حيث أخذ العلماء في وضع تعاريف اتصفت بالتنوع ، فمنها مايميل إلى الاهتمام بالنواحي التربوية لهذه الظاهرة ، ومنها ما يميل إلى مجالاتالعلوم الأخرى ، وأشهرها المجال الطبي، وعلى الرغم من اختلاف العلماء في صياغةالتعريفات إلا أنهم يتفقون على خصائص التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلـّم ، ولميقتصر الأمر على في التعريف على الجهات الرسمية بل كان للجمعيات والمؤسسات الخيريةوالتطوعية دور كبير في تعريف صعوبات التعلـّم ، وبناء على تنوع مصادر الاهتمامواختلاف أهدافه حظي مجال صعوبات التعلـّم بتعريفات كثيرة ومتعددة . ( أبو نيان ، 2001 : ص 15 )

وسنحاول فيما يلي أن نبرز أهم التعريفات التي ظهرت فيمجال صعوبات التعلـّم ، وهي :
o
التعريف الطبي :
ويركز هذا التعريف على الأسباب العضوية لمظاهر صعوبات التعلـّم ، والتيتتمثل في الخلل العصبي أو تلف الدماغ .
o
التعريفالتربوي :
ويركز هذا التعريف على نمو القدرات العقلية بطريقة غير منتظمة، كما يركز على مظاهر العجز الأكاديمي للطفل ، والتي تتمثل في العجز عن تعلـّماللغة والقراءة والكتابة والتهجئة ، والتي لا تعود لأسباب عقلية أو حسية ، وأخيرا ًيركز التعريف على التباين بين التحصيل الأكاديمي والقدرة العقلية للفرد . ( الروسان، 2001 : ص 201 - 202 )

تعريف الحكومةالاتحادية الأمريكية ( 1968 ):
إن الأطفال ذوي صعوباتالتعلـّم هم أولئك الأطفال الذين يعانون من اضطراب في واحدة أو أكثر من العملياتالسيكولوجية الأساسية المتضمنة في فهم أو استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة ،وهذا الاضطراب قد يتضح في ضعف القدرة على الاستماع ، أو التفكير أو التكلم ، أوالكتابة ، أو التهجئة ، أو الحساب . وهذا الاضطراب يشمل حالات الإعاقة الإدراكيةوالتلف الدماغي ، والخلل الدماغي ، والخلل الدماغي البسيط ، وعسر الكلام ، والحبسةالكلامية النمائية
.
وهذا المصطلح لا يشمل الأطفال الذين يواجهون مشكلاتتعلميه ترجع أساسا ً إلى الإعاقات البصرية أو السمعية أو الحركية أو الاضطرابالانفعالي أو الحرمان البيئي أو الاقتصادي أو الثقافي .
فاعتمدنا التعريفالسابق الذكر ، لأن هذا التعريف قد جمع خصائص وعناصر اتفق عليها معظم الأخصائيينالعاملين في هذا الميدان ، وهي :
o
أن يكون لدى الطفل شكل من أشكالالانحراف في القدرات في إطار نموه الذاتي ؛
o
أن تكون الصعوبة غير ناتجةعن إعاقة ؛
o
أن تكون الصعوبة نفسية أو تعليمية ؛
o
أن تكونالصعوبة ذات صفة سلوكية ، مثل : النطق ، التفكير وتكوين المفاهيم .

وبمعنىآخر قد نستطيع القول أن منطويات هذا التعريف تتمثل بـ :
o
أن نسبة ذكاءالطفل الذي يعاني من صعوبات التعلـّم عادية أو أعلى من المتوسط ، وذلك هو سببالتباين بين التحصيل المتوقع والتحصيل الحقيقي ؛
o
أن هذا التعريف يستثنيالأطفال ذوي الإعاقات الأخرى ، فمصطلح صعوبات التعلـّم يشير إلى نوع محدد منالإعاقة ؛
o
أما العجز الواضح فهو يكتشف ويتم التعرف عليه بالأساليبالتشخيصية التي تستخدم عادة في التربية وعلم النفس ، وهذه الأساليب تشمل الاختباراتالرسمية وغير الرسمية ؛
o
إن الأطفال يحصلون على المعلومات في غرفة الصفبالنظر والاستماع ، وهم يعبرون عن أنفسهم بالكلام أو الأفعال ، وأي ضعف أو عجز فيالحصول على المعلومات أو التعبير عنها يؤثر سلبا ً على التعليم .

وإنلم يسلم هذا التعريف من الانتقادات ـ والتي لا مجال لذكرها في إطار هذا الموضوع ـإلا إنه استمر العمل به في جميع المؤسسات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية ،وفي أنحاء كثيرة من العالم . "( الخطيب ، 1997 : ص77)

عناصر مفهوم صعوبات التعلم:
وكما أوضحنا ـ كان هناكالكثير من التعريفات التي تناولت مفهوم صعوبات التعلـّم في جوانب مختلفة ، إلا أنناكما سبق وأوضحنا تناولنا الجانب التربوي ، وهو ما يتماشى واتجاه دراستنا والتي تختصبعملية تعليم ذوي صعوبات التعلـّم ، إلا أننا لابد وأن نستفيد من هذه التعريفاتبحيث نستخلص عددا ً من العناصر التي تضمنتها التعريفات الأخرى المتعددة المنشأوالهدف والغاية ، مما يساعدنا على الاستفادة منها في توضيح مفهوم صعوبات التعلـّم ،ويمكن تلخيص هذه العناصر على النحو التالي :
o
أن صعوبات التعلـّم إعاقةمستقلة كغيرها من الإعاقات الأخرى
o
يقع مستوى الذكاء لمن لديهم صعوباتالتعلـّم فوق مستوى التخلف العقلي ويمتد إلى المستوى العادي والمتفوق ؛
o
تتدرج صعوبات التعلـّم من حيث الشدة من البسيطة إلى الشديدة ؛
o
قد تظهرصعوبات التعلـّم في واحدة أو أكثر من العمليات الفكرية كالانتباه ، والذاكرة ،والإدراك ، والتفكير وكذلك اللغة الشفوية ؛
o
تظهر على مدى حياة الفرد ،فليست مقصورة على مرحلة الطفولة أو الشباب ؛
o
قد تؤثر على النواحي الهامةلحياة الفرد كالاجتماعية والنفسية والمهنية وأنشطة الحياة
o
قد تكونمصاحبة لأي إعاقة أخرى ، وقد توجد لدى المتفوقين والموهوبين ؛
o
قد تظهربين الأوساط المختلفة ثقافيا ً واقتصاديا ً واجتماعيا ً ؛
o
ليست نتيجةمباشرة لأي من الإعاقات المعروفة ، أو الاختلافات الثقافية ، أو تدني الوضعالاقتصادي أو الاجتماعي أو الحرمان البيئي أو عدم وجود فرص للتعليم العادي .
(
أبو نيان ، 2001 : ص 17- 18 )

وقد نستطيع أن نحدد من خلال دراستناوالتعريفات التي مرت بنا ، ومن خلال خبرتنا في التعامل مع أطفال هذه الفئة ، قدنستطيع أن نحدد تعريف إجرائي خاص بنا ، ويتمثل بـ :
o
نسبة ذكاء عادية + تدني مستوى التحصيل + مظاهر سلوكية معينة
o
طالب من ذوي صعوبات التعلـّم = B . C + L . A . + A . I . Q
o
نسبة ذكاء عالية+ تدني مستوى التحصيل + مظاهر سلوكية معينة
o
موهوب من ذويصعوبات التعلـّم = B . C + L . A . + H . I . Q
(
بالرجوع لمحاضرات مادة / الكشف المبكر للإعاقة – ربيع 2002 للدكتور / تيسير صبحي )

وكما اتضح لنا فمن الصعب تعريف صعوبات التعلـّم أووصفها بسهولة ، ولا يوجد لها تعريف واضح في التربية أو علم النفس أو الطب النفسي ،بل تعددت التعريفات ، بتعدد النماذج والنظريات المفسرة لهذا المصطلح ، وتبعا ًلخبرات وتجارب الباحثين في هذا المجال ( عجاج ، 1998 : ص 11 )

 

رد مع اقتباس