عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-20-2010, 03:55 PM
الصورة الرمزية أم صالح
أم صالح أم صالح غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 158
افتراضي

 

خامسا:قصص وتجارب واقعية
برنامج المعالجةبالمنزل لطفل التوحد:
أولا :قصة سارة نيومان / هامشير – أم لثلاثة أطفال أحدهم طفل توحدي
المصدر: موقع جمعية التوحد البريطانية www.nas-org.uk
ترجمة: وحدة الترجمة بالجمعية السعودية الخيرية للتوحد

سارة نيومان أم طفل توحدي عمره عشر سنوات وقد قامت بتأليف كتابين للآباء بناءً على تجربتها الخاصة مع طفلها. وقد شرحت فيهما تطور الطفل التوحدي وقدمت اقتراحات مفيدة للألعاب والأنشطة الملائمة لهؤلاء الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. وها هي تقول: أنا لا أدعي أنني أملك الإجابة لكل سؤال ولكنني دائماً ما أسائل نفسي ما هو أسلوبي في العمل؟ وماذا أريد أن أقول بخصوص تشجيع وتحفيز الأطفال!
يبدو أن جميع الأساليب والطرق المتبعة هذه الأيام لها أفكار وخطط كبيرة ولكنني قلت لنفسي من الأفضل أن أسمي أسلوبي هذا بعلاج المنزل حيث أدرك أن كثيراً من المهارات سواء كانت مهارات معرفية أو لغوية أو اجتماعية أو بدنية يمكن تشجيعها وتنميتها بواسطة الوالدين في المنزل من خلال الأنشطة الروتينية التي إما أنها أصبحت من البديهيات لنا أو أننا نتركها لغيرنا بالمنزل ولم تعد جزءاً من أسلوب حياتنا مثل الطبخ والنظافة والترتيب للمنزل لأن أساليب الحياة المعاصرة (خاصة في بريطانيا) غيبت عنا مثل هذه الأعمال والمسئوليات وصرنا نختار قضاء أوقاتنا بطرق مختلفة كالعمل لساعات طويلة أو الترفيه ونشاطاته المختلفة والتي يرافقنا فيها أطفالنا في العادة. إنني أتساءل هل نشاطات الفراغ التي نمارسها حالياً مثل مشاهدة التلفزيون أو ألعاب الكمبيوتر أو الاستماع لبرامج القنوات الفضائية مفيدة لتقدم أطفالنا (التوحديين) أم لا
إننا ربما لا ندرك قيمة النشاطات المنزلية كفرصة للطفل ليتعلم ويمارس مهارات بدنية ويستخدم اللغة ويكتسب مهارات اجتماعية من خلال مشاركة أفراد أسرته في المنزل. ربما لأننا لا نود أن نمارسها بأنفسنا وبالتالي نحرمهم أيضاً منها أو لأننا نريد الهدوء التام أو عدم التعقيد والتأخير في إنجاز أعمال المنزل.
وعلى أي حال فإنني أثناء بحثي عن وسائل التطوير أو الألعاب والنشاطات الجيدة المساعدة كثيراً ما أعود لاستخدام الأعمال والمهام المنزلية فمثلاً عندما تطلب من الطفل ترتيب وفرز الجوارب فإن ذلك يعلمه مهارات المطابقة والترتيب وعند فرزه ونشره للملابس المغسولة فإنه يتعلم التجميع والتصنيف وعندما يضع ويصف بعض الأطعمة على المائدة فإنه يتعلم شيئاً عن الترتيب والحساب، أما كنسه لأوراق الأشجار والأزهار المتساقطة بحديقة المنزل فهو تمرين لعضلات اليدين والكتف كما أن مشاركته في إعداد الطعام وتوزيعه سيتعلم منها المشاركة الاجتماعية للآخرين.
اعتقد أننا يجب أن ندرك قيمة مشاركة هؤلاء الأطفال في أعمال المنزل اليومية والروتينية ورغم أنه ليس من السهل مشاركتهم لنا دائماً خاصة عندما نريد إنجازها باستعجال ولكن مشاركتهم تستحق منا التشجيع والتنظيم وكذلك يجب علينا محاولة تشجيعهم وحفزهم للمشاركة فيما يلي:
1 -تنمية مهاراتالترتيب:
هذه النشاطات تتطلب من الطفل مطابقة الأشياء ومعرفة اختلافاتها والمتشابهات منها وبالتالي التصنيف والفرز لاحقا، فمثلاً عندما يضع الطفل لوازم المائدة من سكاكين وشوكات وملاعق في أماكنها الصحيحة فإنه بذلك قد طابقها وعرف الفروق بينها وكذلك عندما يفرز أزواج الجوارب المختلفة، وعندما يساعد في نشر وفرز الغسيل (الملابس) فهو يمارس مهارات التصنيف والتجميع وكذلك عندما يضع الألعاب في صناديقها المختلفة.
2 -نشر وتعليق الغسيل (الملابس ):
تعليق الملابس المغسولة ووضع المشابك يساعد على تحريك وتمرين الأصابع واليدين، وأتذكر أن طفلي عندما حاول مشاركتي في ذلك لأول مرة صعب عليه ذلك لأن مهاراته الضعيفة وقلة الخبرة والمعرفة جعل من الصعب عليه تعليقها في أماكنها الصحيحة، والآن نجد الكثير من التسلية والمتعة عندما نحاول سوياً فرز ومطابقة أزواج الجوارب أو تصنيف الملابس وفقاً لألوانها أو أنواعها أو أصحابها من أفراد الأسرة.
3 -الطبخ:
يعتبر الطبخ نشاطاً جيداً للأطفال لأن مشاركتهم يمكن أن تكون بقدر استطاعتهم من مجرد تحريك (الشوربة) إلى المتابعة الفردية للمكونات والإعداد بأنفسهم وهي تجربة ذات علاقة بالإحساس كما أن تحول وتغير المكونات يمكن أن يرونه عملاً سحرياً جذاباً.
جميع أنشطة الطبخ جيدة ومفيدة للمهارات البدنية مثل القطع والخفق والصب والنشر...الخ وهي مفيدة أيضاً لاستخدام الأعداد والأوزان والأحجام ودرجات الحرارة بطريقة عملية وقد وجدت أن استخدام ثيرمومتر لقياس السكر عند إعداد حلوى (التوفي) يمثل وسيلة بيانية جيدة لتوضيح وشرح درجات الحرارة وكيفية عمل الثيرمومتر.
الطبخ أيضاً مفيد في تشجيع التفاعل الاجتماعي وخاصة فكرة المشاركة وانتظار الشخص لدوره ولا شك أنه من الرائع أن يقوم الطفل (التوحدى) بالطبخ وإعداد كيك أو جلي (مثلاً) ثم القيام بتقطيعها وتوزيعها بين أفراد الأسرة. كما أنه يمكن تنظيم الطبخ كنشاط مشترك ليأخذ كل واحد من أفراد الأسرة دوره فيه كما في خطوط الإنتاج للسلع الأخرى وكذلك يعتبر الطبخ وسيلة رائعة لتشجيع التحدث وممارسة اللغة حيث تتاح الفرصة للمشاركين فيه للتحدث وإيضاح ما يقومون بأدائه وبالتالي التواصل والحصول على مفردات وأفكار جديدة ولا يهم كثيراً مستوى لغة الطفل ما دام يستطيع التواصل، فعند تقشير وتقطيع البطاطا مثلاً سوياً فمن الطبيعي التحدث عن عدد البطاطا وعدد الناس ومن سيحضر للشاي أو حجم البطاطا أو أماكن أدوات المطبخ أو حجم الماء المطلوب ...الخ.
لا شك أن جميع أفكار وأساليب علاج التوحد قد تكون مفيدة ولكن مشاكل أطفالنا تحتاج إلى أكثر من إجابة واحدة ويجب ألا ننسى ما يمكن أن يستفيده ويتعلمه الطفل من أعمال ونشاطات المنزل والأسرة من فوائد.
ثانيا: تجربيتى العملية
(دراسة حالة طبقت بالفعل لمدة عشر سنوات )
هذا البرنامج تم تطبيقيه على حالة صنفت على مستوى العالم من ضمن الإعاقات المتعددة ،والتي مكثت أتعامل مع هذه الحالة أكثر من عشر سنوات متتالية، من خلال العديد من البرامج التي قمت بإعدادها ،حتى تحسنت الحالة تماما وصار شابا سويا معافى من جميع الأمراض ،التي سوف نتحدث عنها في هذه الدراسة وهى :
· الاسم : س
· الجنس : ذكر
· العمر الزمني 7 سنوات ونصف
· المستوى التعليمي : الثالث -المدرسة : الخاصة بمنطقة س أبوظبى
· مستوى تعليم الأب: عميد.
· مستوى تعليم الأم: جامعية
· عدد أفراد العائلة : خمسة أفراد
· ترتيب الطفل : الثالث .

درجة الإعاقة :
§ فقد نطق شديد – عدوانية مفرطة ضد الآخرين .
§ عدوانيه مفرطة ضد الذات – صعوبات تعلم شديدة – فرط حركة.
§ تشتت انتباه – للزمات متكررة غير سوية – غير مطيع .
§ لايحس بالألم – لزماته صنفت بالتوحد من قبل اللجنة الأمريكية للطب النفسي بأمريكا .
التصنيف متعدد من قبل مستشفيات أمريكية ظل الطفل يعالج فيها أكثر من ثلاث سنوات ونصف، وكان التصنيف بأنه يعانى من فرط حركة، وفقد نطق وحروف طفيلية غير مفهومه وتقلب في المزاج ، وعدوانيه مفرطة ضد الجميع بدون استثناء

التصنيف الطبي :
وجود شحنات كهربائية على المخ ، مما تجعله غير قادر على ضبط الذات وغير قادر على التحكم في سلوكياته . يصرف له دواء غالى الثمن ولاتصرف الروشة إلا في مستشفيات أمريكية .
التقرير النهائي الصادر من مستشفيات أمريكية، يصنف الطفل بأنه متعدد الإعاقات السلوكية والاضطرابات السلوكية واللغوية والأكاديمية والتربوية، وبالتالي يخضع لفترة العلاج التخاطبيى، لمدة طويلة وكذلك تصرف له العلاج الدوائي بصفة مستمرة مدى الحياة وليس له شفاء يرجى منه .
هكذا كانت الحالة التي كنت أقوم بعلاجها وكانت المهمة شبه مستحيلة بل أشبه بالنحت في الصخر ، لقد عانيت الكثير والكثير مع هذه الحالة حتى شفيت تماما بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل الأسرة ممثلة في رب عائلتها سعادة العميد الركن فله منى كل تقدير لما بذله معي في علاج طفله والذي فقد الأمل في علاجه ، وكذلك لأنسى الفضل لأهل الفضل والدته التي ضحت بوظيفتها وتركتها وتفرغت لتربية طفلها، والعمل معي وتنفيذ النصائح والتعليمات حتى وصلنا إلى بر الأمان، فلها منى كل تقدير واحترام ، وكذلك أخص بالشكر إلى زميلتي الأستاذة هالة السورية التي وثقت في وكنت أول معالج على مستوى الوطن العربي في علاج حالة صنفت بأنها ليرجى منها الشفاء حسب التقارير الأمريكية وأكبر مستشفيات العالم تقدما في مجال النطق والأعصاب والأمراض النفسية ، وأشكر جميع معلمي مدرسة عبد الله ابن رواحه بمنطقة أبوظبى التعليمة التي ألتحق فيها الطفل س ونجح بتفوق باهر أبهر المعلمين ، مع العلم بأن معلم التربية الخاصة قال للمشرف الفني الدكتور صلاح عميره في إحدى الاجتماعات الخاصة بالتربية الخاصة بالحرف الواحد ( التحق عندي طفل قادم من أمريكا لايتحدث ولا يتكلم كلاما طبيعيا وكثير الحركة والعدوان وينزل المخاض من أنفه، لقد أصبحت أكره عملي فماذا أفعل مع هذا الطفل ؟ أريد إجابة على هذا السؤال ،هل الطفل توحدى أم معاق عقليا أم متعدد الإعاقات أريد توضيح لهذه الحالة ؟
فكان رد الخبراء من معلمي التربية الخاصة أن يترك الطفل كما هو بدون تعلم ، أو يقيد في الطاولة حتى يستطيع المعلم أداء عمله بحرية ، أو لا يقبل الطفل في الصف ، أو يطرد من المدرسة وتغلق المدرسة أبوابها في وجهه .
وبالطبع كنت جالسا منصتا لحديث زملائي وقلت في نفسي ،أنا السبب في التحاق الطفل بهذه المدرسة .
وأنا بصعوبة أقنعت الأسرة بتحويل الطفل من المدرسة الخاصة إلى المدرسة الحكومية حتى استطيع مسايرة المنهج وكذلك إعداد برنامج يتلاءم مع حالته الصعبة، ومنهاج التربية الخاصة له طبيعة خاصة ، إذن كانت المشكلة في المدرسة وظل الطفل عاما دراسيا كاملا ليتلقى تعليما في المدرسة مع هذا التعلم ، فكنت أنا المعلم وكنت أنا الأخصائي في تعديل السلوك وكنت أنا الممارس في علاج النطق وكنت المعلم الأكاديمي في برنامج صعوبات التعلم الذي وضعته بكل دقت وتم تنفيذه مع الأسرة أولا، ثم الطفل بعد ذلك، فماذا فعلت مع هذا الطفل الذي أطلقت عليه فارس الإعاقة .
الخطوات التي قمت بها في علاج خامس طفل مصنف عالميا بشهادة والده ووالدته والأطباء العالمين من أمريكا وأطباء الطب النفسي بمستشفى زايد العسكري بدولة الإمارات العربية المتحدة من(21/5 /1997 إلى 1/7 /2007 )

البداية:
الجلسة الأولى: تعارف بين الأخصائي والأسرة.
حضرت سيارة تلقني من مدينة س إلى مدينة (ص)، كان اليوم شديد الحرارة ، وصلت غلى المنزل وجلست منتظر مقابلة الأب كان في عمله في القوات (ض ) ، حضر الأب وسلمت عليه وكانت مقابلته باردة وجافة وكان متشائما جدا ، وعندما جلس شرح الحالة مفتخرا أنه مكث في أمريكا ما يقرب الثلاث سنوات ونصف على علاج طفله أثر سقوطه من الطابق الثالث بالبناية مرتطما بالأرض عندما كان عمره ثلاث ونصف ،أخضع للكثير من العمليات الجراحية التي تركت أثر على حجم الرأس والعييين أحدى العييين بها خياطة ، وشرح ظروفه وفى النهاية قال نحن نتوقع عدم النجاح حيث أنه صنف على مستوى العالم بالإعاقة المتعددة ، والله سبحانه كبير ويصبر في مصيبتنا في هذا الولد ، وبعد سماعي حدثي الأب طلبت أن أقابل الطفل على انفراد وجلست معه في المجلس في غرفة جانبيه خاصة بالضيوف ،ولوحظت عليه الكثير من فرط الحركة واللزمات غير مهذبة حيث يصعب على الشخص السوي أن يتقبلها بأي حال من الأحوال ،فكان يتلذذ بإنزال مخاضه وجعله حرا طليقا أمام نظري ، أشياء كثيرة فعلها في أقل من نصف ساعة وأنا جالس ألاحظه وأسجل ما يقوم به ، فجأة أخذتني الحمية فلماذا لتبادر بالقرب منه ، فإذا به يمسك سكينا ويرمني بها ولولا عناية الله لأصابني في وجهي ، تمالكت نفسي وأجلسته بين رقبتي ،ومسكت وجهه بيدي بحكمة وحزم ، ثم أخذت قطعة من البطيخ وأدربه على نطقها وبعد عدة محاولات أكثر من عشر إلى 20 مرة نطق متلفظا (طيخ ) في هذه الحالة أنهيت الجلسة وأخذته إلى والده وسمع منه طيخ وكم كانت سعادة الأب بسماع حرفين من حروف اللغة العربية وبدأت المشوار الطويل في بناء العلاقة بين المعالج والطفل ثم وضع البرنامج الأصعب في حياة الأسرة وهو التوقف عن أعطاء للطفل أي دواء مستورد من الخارج وفق برنامج زمني مقنن قائم على أسس علمية مدروسة وكانت المفاجأة عندما تبين لي أن الأدوية كانت سببا في زيادة العدوانية وفرط الحركة وتشتت الانتباه وتستخدم هذه الأدوية مع الأطفال الدهانين وأصحاب الأمراض النفسية الخطرة بالله عليكم يامن تريحون أنفسكم في إعطاء أطفالكم الأدوية، شوفوا أضرارها أولا ،ولمن تصرف ، فأنتم سبب تعاسة أطفالكم ، فكم من أطفال ماتوا بسبب جرعة زائدة ، وكم من أطفال أصيبوا بالتلوث من جراء تغيير في الدم مثلما حدث مع طفلي أحمد . الله يكون في عون أبنائنا وخاصة نحن أمام مرض مجهول العنوان والنسب لانعرف له طريقا حتى الآن ، نحن نتلمس أي بصيص أمل حتى نعيد البسمة لفلذات أكبادنا ،ونحن الذين يتعايشون يوميا مع الأطفال التو حديين نحس بهم ونتألم لعواطفهم الباردة ونرجو من الله الرحمة لهم والشفاء .
وأعود معكم للحديث عن البرنامج ، حتى لأطيل عليكم سرد الحسرة التي تجتلي في القلوب .فأنا لست أستاذا جامعيا ،وإنما أنا من تعايشت ولمست وتألمت معظم فترات حياتي مع معاناة المعاقين وأسرهم. فكان البرنامج مكون من عدة محاور أساسية هي كالتالي:
1 –برنامج تعديل السلوك ويتمثل في معالجة جميع السلوكيات غير المرغوبة والتي تمثلت في :
أ – برنامج لتقليل فرط الحركة وزيادة الانتباه .
ب _التخلص من اللزمات الكريهة المؤذية للنظر .
ج – تشتت الانتباه وخاصة الانتباه البصري والسمعي .
د – زيادة تكرار السلوكيات الجيدة والمرغوبة عن طريق التعزيز المادي والمعنوي .
هـ - أتخلص من السلوك العدواني بالانطفاء والعقاب والممارسة السلبية .
و- التخلص من التخريب عن طريق تصحيح البيئة وترتبها حتى تعود كما كانت عليه المرة الأولى .

 

رد مع اقتباس