عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-22-2013, 07:32 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي القلق : نعريفه، أسبابه، أنواعه

 

القلق : نعريفه، أسبابه، أنواعه

سارة محمد عبدالله المعصوب القحطاني

القلق Anxiety
· أولا: مفهوم القلق .
· ثانيا: الخوف والقلق .
· ثالثا: أعراض القلق .
· رابعا: أسباب القلق .
· خامسا: أنواع القلق .
· سادسا: رأي المدارس النفسية في القلق .
· سابعاً : النتائج والآثار التي يخلفها القلق .
· ثامناً : علاجات القلق نفسياً .
· تاسعاً : القلق النفسي العام .


القلـــــق:-
تقول العرب : أقلق الشيء أي حرّكه ، وأقلق القوم السيوف حرّكوها في غمدها القلق إذن هو الحركة أو الاضطراب وهو عكس الطمأنينة . ( السباعي ، 1986م)
فيعرّف ماسرمان Masserman القلق : " بأنه حالة من التوتر الشامل الذي ينشأ خلال صراعات الدوافع ومحاولات الفرد وراء التكيف ".(الكحيمي وآخرون ،2007م)
والقلق هو :" حالة نفسية تتصف بالتوتر والخوف والتوقع ، سواء كان ذلك حيال أمور محددة أو غامضة ، قد يكون هذا الانفعال عارضاً وهو ما يعرفه كل الناس كما يعرفون لحظات الحزن والألم والأسى ، ثم ينقضي هذا الإحساس بانقضاء أسبابه وقد يكون مزمناً ". (السباعي وعبدالرحيم ،1991م)
كما يمكن تعريفه : "بأنه الشعور بالضيق والاضطراب وعدم الاستقرار النفسي يصحبه شعور مبهم بالخوف من شيء غير محدد بالذات أو من توقع حدوث شيء ما ، وهو يتفاوت في الشدّة من مجرد شعور بالاضطراب إلى شعور مرعب يعجز الإنسان معه عن أداء أي شيء" . (عوض ، 1986م)
إذن لا يولد الخوف أو القلق مع الإنسان ، ولكن قد يولد مع المرء استعداد وراثي للانفعالات العصبية ، ويبرز هذا الاستعداد إذا ما تهيأت له الأسباب البيئية ، أسباب قد تكمن جذورها في محيط العائلة أو المدرسة أو العمل . (السباعي ، عبدالرحيم ،1991م)
والقلق شعور معمم فيه خشية وعدم رضا وضيق ( عاقل ، 1980م) وتتفاوت درجات الاستجابة للمواقف في الشدة بين الدرجة المنخفضة والمتوسطة والعالية حسب ما لدى الفرد من استعداد كامن للاستجابة للقلق . فالشخص صاحب الاستعداد العالي للقلق يدرك تهديد تقدير الذات في مواقف كثيرة ويستجيب له بحالة قلق زائدة لا تناسب ما في الموقف من خطر حقيقي ، أما الشخص صاحب الاستعداد المنخفض للقلق فيدرك التهديد في مواقف الخطر الحقيقي ويستجيب بقلق مناسب مبالغ فيه .( الكحيمي وآخرون ، 2007)
لذا اتجهت الدراسات منذ العقد الماضي إلى التمييز بين جانبين من القلق : حالة القلق Anxiety state و سمة القلق Anxiety trait ، حيث عرّف سبيلبرجر – في نظرية القلق الحالة والسمة – "حالة القلق" : (هي عبارة عن حالة انفعالية مؤقتة يشعر بها الإنسان عندما يدرك تهديداً في الموقف ، فينشط جهازه العصبي اللاإرادي وتتوتر عضلاته ويستعد لمواجهة التهديد ) . وتزول "حالة القلق" عادةً بزوال التهديد( مرسي ، 1983م) ، أي انه تشير حالة القلق إلى الحالة الانفعالية التي يعاني منها الفرد في اللحظة الراهنة أو في موقف خاص ومحدد . ( عبدالخالق ، حافظ 1988م)
أما "سمة القلق" فقد عرّفها سبيلبرجر وكاتل وأتكنسون وكامبل بأنها : (عبارة عن استعداد سلوكي مكتسب يظل كامناً حتى تنبهه وتنشطه منبهات داخلية وخارجية فتظهر حالة القلق ) ، ويتوقف مستوى إثارة "حالة القلق" عند الشخص على مستوى "سمة القلق" عنده . فعند الشخص صاحب "سمة القلق" العالية استعداد عالٍ للقلق ، يجعله يدرك التهديد في مواقف كثيرة ويستجيب لها بـ"حالة قلق" زائدة لا تتناسب مع ما فيها من تهديد حقيقي لذا نجده يقلق بسرعة ولأسباب بسيطة قد لا تثير القلق عند غيره ( مرسي ، 1983م) . حيث أن سمة القلق تدل على فروق فردية ثابتة نسبياً في الاستهداف للقلق ، أي فروق بين الناس في الميل إلى إدراك المواقف العصبية على أنها خطرة أو مهددة ، والاستجابة لمثل هذه المواقف بزيادة في شدة إرجاع حالة القلق لديهم . وقد تعكس سمة القلق كذلك الفروق الفردية في التكرار والشدة عن طريقها يمكن الكشف عن حالات القلق في الماضي ، كما تعكس احتمال أن يعاني الفرد من سمة القلق في المستقبل . وكلما كانت سمة القلق أقوى زاد احتمال أن يعاني الفرد من ارتفاعات أشدّ في حالة القلق في المواقف التي تتضمن تهديداً .( عبدالخالق ، حافظ 1988م)


الخوف والقلق :-
القلق يختلف عن الخوف حيث يشير القلق إلى حالة نفسية تحدث حين يشعر الفرد بوجود خطر يتهدده وهو ينطوي على توتر انفعالي تصاحبه اضطرابات فسيولوجية مختلفة . بينما يشير الخوف إلى حالة نفسية توجد عند الشخص حين يتهدده خطر ما ، وينطوي أيضاً على توتر انفعالي واضطرابات فسيولوجية مختلفة ويمكن توضيح أوجه الاختلاف بين القلق والخوف العادي في النقاط التالية :-
1- مصدر القلق ليس له وجود في العالم الخارجي ويكتنفه الغموض ، بينما مصدر الخوف أمور خارجية يواجها الفرد .
2- يكون القلق على مستوى اللاشعور ، أما الخوف فيكون على مستوى الشعور.
3- يبقى القلق غالباً رغم زوال مثيره ، والخوف يزول بزوال مثيره .
4- القلق هائم لا يتناسب مع موضوعه ، أما الخوف متناسب من حيث الشدة مع موضوعه.
5- ينشأ القلق كرد فعل لوضع محتمل غير قائم ولكنه متوقع ، بينما الخوف ينشأ كرد فعل لوضع مخيف قائم فعلاً .
6- توجد في القلق صراعات ، بينما الخوف لا توجد فيه صراعات .
7- استجابة القلق تدوم طويلاً ، أما الخوف فاستجابته عابرة مؤقتة .
8- الإثارة التي تركها القلق على الجسد أقوى عمقاً وتأثيراً ، بينما في الخوف لا تكون الآثار خطرة . ( الكحيمي وآخرون ، 2007م)


أعراض القلق :-
يمكن تقسيم أعراض القلق إلى :-
9- أعراض نفسية : التوتر – الشعور بالخفقان – صعوبة في التركيز – الخوف من أشياء لا يدري كنهها.
10- أعراض جسمية : الخفقان – سرعة التنفس – الجوع للهواء – رعشة " خاصةً في أصابع الأيدي" – عرق " خاصة في راحة اليد " – الشعور بالتعب والإنهاك لأي مجهود ولو كان بسيطاً – اضطرابات النوم .
11- الجهاز الهضمي : ازدياد الحموضة – سوء الهضم – نوبات من الإسهال – القولون العصبي – مغص – الرغبة في القيء – القيء العصبي .( البنا ، 1983م)
أما الأعراض العامة للقلق فهي : الإحساس بالانقباض وعدم الطمأنينة والتفكير المُلح واضطراب النوم ، وقد ينعكس هذا الاضطراب النفسي على الجسم فتبرد الأطراف و يتصبب العرق ويخفق القلب وتتقلص المعدة ويفتر الجسم وتعطل القدرة على الإنتاج ،وقد يهرب الإنسان إلى أحلام اليقظة كعلاج مؤقت . ( السباعي ، عبدالرحيم ، 1991م)


ويمكن أن يأخذ القلق شكلاً من الأشكال التالية :-
12- اضطرابات عامة : خوف وتوتر وسرعة الغضب ، إلى جانب الأعراض الجسمية السابق ذكرها . وعادة يستجيب للعلاج الطبي بمركبات البنزوديزبام Benzodiazpams .
13- اضطرابات تثير الهلع والفزع : ممكن أن نجد أكثر من فرد في نفس العائلة يشكو من نفس الحالة – تستمر فترة قصيرة ولكنها تعود مرة أخرى وتتكون من " قلق شديد – نهجان – خفقان – صداع شديد – رغبة في القيء – شعور بدنو الأجل "( البنا ،1983م) وقد يتعرض مريض القلق لأزمات حادة Acute Anxiety Attacks قد تستمر دقائق أو ساعات وتنعكس أكثر ما تنعكس على الجهاز الدوري الدموي فيشعر المريض بألم في الصدر ويتهدج التنفس وتضطرب نبضات القلب . وإذا أزمن القلق وأشتد قد يؤدي إلى بعض الأمراض النفسية الجسدية مثل أمراض القلب أو قرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والبول السكري والربو و إكزيما الجلد . ( السباعي ، عبدالرحيم ، 1991م)
14- الخوف المرضي : وهذا النوع من " الإزاحة" ، يحاول المريض نقل مشاعر القلق من شيء غير محدود إلى شيء يستطيع تجنبه حتى يستريح من القلق ، وبما أنها وسيلة غير مجدية فدائرة الأشياء المخيفة تتسع . ومن أشهر أنواع الخوف المرضي ، الخوف من الأماكن الطليقة والأماكن العامة وما ينتاب المريض من شعور بالرعب عند وجوده في هذه الأماكن والبعض يرجع ذلك إلى خلل في التفكير سبه اختلال عصبي أو كيميائي في المخ .
15- الاستحواذ الملزم العصبي : هنا تسيطر فكرة غير معقولة على الوعي مثل ضرورة غسل اليد عدد من المرات قبل تقشير البطاطس مثلاً ، أو الذهاب إلى باب المنزل للتأكد من إغلاقه قبل النوم أكثر من مرة . وبالرغم من شعور الإنسان بتفاهة الخاطر أو سخافته إلاّ أن القلق لا ينتهي بتأدية هذا الشيء . وعادة ما يصاب بذلك شخص منظم وذكي وعاقل وقلق بالطبع .
16- التجاوب مع القلق : يحاول الإنسان التجاوب مع القلق بإحدى الطرق التالية :
أ. الهروب : مثل ركوب السيارة والسير بها بسرعة – السير بسرعة إلى صديق له أو إلى ملتقى يناسب ثقافته – الهروب إلى العمل والاندماج فيه – الأكل بكثرة.
ب. تناول المهدئات : وبلا شك فإن ذلك تفاعل خاطئ وعدم العلاج سيدفع ذلك الشخص إلى الإدمان.
ج. حماية داخلية وخاصة في حالات الشعور بالذنب والشعور بالنقص ، ولنا أن نتعلم أن العدوانية ليست مظهر قوة بقدر ما هي مظهر ضعف .( البنا ، 1983م)


أعراض القلق عند الأطفال :-
مشاعر الطفل نحو الأمن دقيقة ورقيقة ، إن المفاجأة على سبيل المثال تقلقه وفي سن الثالثة يظهر القلق على الأطفال على شكل خوف من الأذى الجسدي أو فقدان الحب الأبوي وكذلك من عدم قدرتهم على التكيف مع الأحداث ، وفي الطفولة المبكرة يكون مصدر القلق عند الأطفال من أخطار خيالية . ويزداد القلق عند الأطفال من سن الثانية وحتى سن السادسة من العمر ويحدث القلق عند الطفل عندما يفكر بخطر حقيقي أو خيالي . إن أعراض القلق عند الأطفال تبدو على شكل رجفة أو رعشة أو بكاء أو صراخ أو ذهول أو السهاد أو الكوابيس أو قلة الأكل أو العرق أو الغثيان أو صعوبة التنفس أو الصداع أو الشقيقة أو اضطراب في المعدة . وهذه الأعراض تكون هي نفسها حتى لو كان قلقه حقيقي أو غير حقيقي . (العزة ، 2002م)
لقد أظهرت بحوث Mead عن عشائر الأرابش بغينيا الجديدة وهم سكان الجبال أنهم يختلفون في تصوراتهم عن الطفولة مقارنة بجيرانهم المندوكومور سكان الوادي . ففي الوقت الذي يبدو فيه سكان الجبال أكثر تعلقاً بأطفالهم و أشد عطفاً عليهم ، نجد سكان الوادي لديهم لا مبالاة في معاملة الأطفال . وهذا م أظهر أطفال أرابيشيين واثقين من أنفسهم مقابل أطفال مندوكوموريين يحفهم القلق والاضطراب. ( الشربيني ، صادق 2003م)
دراسة: القلق لدى الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة " دراسة مقارنة بين المواطنين واللاجئين ": هدفت الدراسة لمعرفة القلق لدى الطفل الفلسطيني ، وكذلك مقارنة المستويات المختلفة للقلق لدى الأطفال الفلسطينيين ممن يقنطون مخيمات اللاجئين وبين الأطفال المواطنين الذين يقنطون قطاع غزة ، وهذه الدراسة تلقي الضوء على مرحلة الطفولة كمرحلة هامة في حياة الفرد كما أنها تلقي الضوء على الواقع النفسي للأطفال من خلال ظاهرة القلق وذلك تبعاً للكيفية التي يتشكل عليها هذا الواقع النفسي . تكونت عينة الدراسة من 840 تلميذاً من الذكور و الإناث في المدارس الابتدائية ، وأستخدم الباحث اختبار تايلور للقلق ، واختبار الذات ودراسة الحالة ، وتم التوصل إلى أن القلق يرتفع لدى " الأطفال الفلسطينيين ذكوراً وإناثاً في المخيمات أو المدن " ، وقد فسرت هذه النتيجة على ضوء الواقع الاجتماعي والنفسي العنيف الذي يعيشونه . ( حسين ، 1989م )

 

رد مع اقتباس