عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 09-15-2010, 10:27 AM
الصورة الرمزية أم صالح
أم صالح أم صالح غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 158
افتراضي مراحل الطفولة الاولى للطفل التوحدي

 

مراحل الطفولة الاولى للطفل التوحدي

بعض الأطفال يعطون لوالديهم سببا للقلق منذ البداية سواء في مشاكل التغذية أو بالصراخ بشدة خلال النهار والليل دون أن تتمكن الأم من تهدئته أو إنه يصعب احتضانه أو إنه قد يعارض ويحارب أي شيء كالحمام اليومي.
والنوع الثاني من الأطفال التوحديين يكنون في غاية الهدوء ومتطلباتهم قليلة أو معدومة، وهذا النوع من الأطفال يكونون أقل إنهاكا للأم من النوع الأول ولا يكونون مصدر قلق لها.
ملاحظة:
انتبهت بعض الأمهات إلى أن أطفالهم التوحديين لم يرفعوا أيديهم طلبا لحملهم كعادة الأطفال.

من سنتين لخمس سنوات :
هذه المرحلة عندما يكون التوحد ظاهرا وواضحا بالنسبة للطفل، لو كان الطفل توحديا منذ ولادته، فقد يمر بوقت طويل حتى يبدأ الوالدان في إظهار مخاوفهم، أما الطفل الذي يصاب بالتوحد بعد فترة من ولادته فعادة يكون الوالدان أكثر انتباها لملاحظة الفرق في تصرفاته.
الأطفال التوحديين الذين عادة لا يعانون من إعاقات أخرى مصاحبة للتوحد يظهرون كأطفال أصحاء جسديا ولكنهم انعزاليين وغير مهتمين بالعالم حولهم.
وإنه لمن المستحيل فهم ومساعدة الطفل التوحدي إلا عندما نعرف المشكلة الأساسية بالنسبة له، ومن أمثلة هذه الصعوبات التي تواجهه في فهم العالم من حوله:
(1) استجابة غير طبيعية للأصوات:
يظن الناس عادة أن الطفل مصاب بالصمم لأنه عادة يتجاهل الأصوات العالية ولكن والديه عادة يعلمان أنه يسمع لأنه يمكن أن يلتفت عند سماع صوت من الأشياء المفضلة لديه مثل فتح علبة بيبسي.
(2) صعوبات في فهم الكلام:
الطفل التوحدي الصغير في السنوات الأولى لا يستجيب لأي توجيهات لغوية، ولكن في حوالي السنة الخامسة يبدأ بعض الأطفال التوحديين في استعمال بعض الكلمات. ويستمعون للتوجيهات البسيطة ( البس حذائك ، احضر الشنطة........) بعد ذلك قد يفهم توجيهات أكثر صعوبة( أعط هذا لأختك هبة ) ( وهذا الكتاب لوالدك) وأي تصعيب في الجملة كالعديد من التوجيهات قد يسبب الحيرة للطفل مما يجعله غاضبا أو ينعزل ولا يفعل أي شيء.
(3) صعوبات في التحدث:
بعض الأطفال التوحديين لا يتكلم أبدا طوال عمره والبعض الآخر وتقريبا أكثر من 50% يتعلمون كيف يقولون بعض الكلمات وعادة تكون آخر كلمة من الجملة التي يسمعها ولكن يجب معرفة الطفل جيدا قبل الحكم على فهمه فقد يردد الكلمات سواء في الوقت المناسب والمكان المناسب لها أو لا.
(4) مشاكل في فهم الأشياء المرئية:
قد يتجاهل الطفل التوحدي الأشياء التي يحب الأطفال رؤيتها عادة ومن المثير أن نعرف أن بعض الأطفال التوحديين ينزلون الدرج أو يركبون الدراجة بدون أن يظهر أنهم يرون إلى أين يسيرون وقد يجدون طريقهم في الظلام بسهولة.
وقد نجد أن الظروف المحيطة بالطفل إذا كانت صعبة أو سريعة التغير كمحل ألعاب مزدحم قد يسبب غضب الطفل التوحدي .
(5) صعوبات في فهم الإشارة:
الأطفال التوحديين بعكس الأطفال الصم معاقون حتى في استعمال اللغة المرئية، في السنة الأولى يستعمل الصراخ وفي المرحلة الثانية يظهر احتياجاته بجر من حوله إلى المكان الذي يحتاج منه شيئا ويضع يديه على الشيء المطلوب،ولكن بمرور الوقت إذا طوروا القدرة لرؤية الأشياء لمدة أطول فيبدءون في فهم المعاني و الإشارات.
(6) حاسة اللمس- التذوق-الشم :
يلاحظ الأباء على الأطفال التوحديين أنهم يفحصون العالم من حولهم عن طريق حواسهم من الشم واللمس والتذوق ولكنهم يفعلون ذلك في وقت متأخر عن أقرانهم من الأطفال.
(7) حركات جسدية غير عادية :
يلاحظ على الطفل التوحدي بعض الحركات الغريبة لحركات اليدين- حركات في الوجه- المشي على أطراف الأصابع، والملاحظ أن شغل الطفل ببرنامج معين أو نشاط فإن هذه الحركات تختفي بتاتا.
(8) تصرفات صعبة ومشاكل عاطفية :
تظهر هذه عادة في السنوات الأولى للطفل لعدم قدرة الطفل على التفاهم مع من حوله وإذا قدر الله لهذا الطفل أن يتعلم برنامجا مناسبا فهذه الصعوبات تبدأ بالانخفاض تدريجيا.
(9) الانعزال الاجتماعي :
أغلب الأطفال التوحديين يتصرفون وكأن ليس من حولهم أحد ، فلا يرد على من يناديه ، ولا ينظر إليك في وجهك ،ولا يحضنك لو حملته لأعلى،وكلما كبر الطفل تبدأ هذه العواطف في التحول.
(10) مقاومة التغير:
هناك أطفال يتعودون على أشياء معينة يحبون أن ترافقهم في يومهم كلعبة معينة أو زجاجة معينة وقد تكون مع الأكل فيرفض الطفل أخذ نوع جديد من الأكل ونستطيع مقاومة ذلك تدريجيا واستغلال الشيء المتعلق به الطفل في تحفيزه لأداء نشاط معين يكلف به.
(11) الخوف من أشياء خاصة:
قد يتكون لدى الطفل الخوف من أشياء قد تكون عادية لغيره كالطائرة.
وفي الجانب الآخر نجد هذا الطفل قد لا يخاف من أشياء توجب الخوف وتنبه للخطر كالجري في الشارع دون الالتفات للسيارات القادمة، ولكن مع مرور الوقت نجد الطفل يتغير ويصبح مرتاحا أكثر لما حوله.
(12) التصرفات المخجلة اجتماعيا:
إن الأطفال التوحديين إما المنعزلين بشدة بحيث لا يسببون أي إزعاج أو تصرف مخل، أما الكثيرين الحركة يكون منهم مخربا أو يحب رؤية كل ما حوله مما يسبب الإحراج لوالديه في أي مكان عام.
(13) عدم القدرة على اللعب الإبتكاري:
البعض من الأطفال التوحديين يحب اللعب بالماء مثلا أو تدوير قطع معدنية ويصبح ماهرا في ذلك دون محاولة تطوير هذه اللعبة لخطوة أخرى، وبسبب ضعف اللغة و التخيل لا يستطيعون الاندماج في اللعب مع الأطفال الآخرين عندما يكونون صغارا ولكن في مرحلة أخرى من العمر يحبون أن يشاركهم غيرهم من الأطفال.
(14) مهارات خاصة :
بالرغم من الصعوبات العديدة إلا أن هؤلاء الأطفال لديهم قدرات ومهارات خاصة تدهش من حولهم ، البعض يكون ماهرا في استعمال آلة موسيقية معينة وآخر قد يكون ماهرا في المسائل الحسابية المعقدة، و البعض يكون ماهرا في تشغيل الآلات الكهربائية خاصة الفيديو و المسجل و التليفزيون في عمر مبكر.
وهذه المهارات تكون المصدر الرئيسي لسعادة هؤلاء الأطفال وإعطائهم ما يشغلون به حياتهم.

التغيير بعد خمس سنوات من العمر:
من فضل الله ورحمة أن السنوات الخمس الأولى تقريبا هي أصعب ما يمر على الوالدين من تصرفات وسلوك ثم يبدأ الطفل بالتحسن.

المراهقة وبداية مرحلة حياة البالغين
بعض التوحديين يمرون بهذه المرحلة بدون أي مشاكل خاصة والبعض الآخر قد يواجه بعض المشاكل، بعض التوحديين شديدي الإعاقة قد يصبحون غير متعاونين وأكثر عدوانية، أما متوسطو التأثر بالتوحد قد يتابعون حياتهم بسلوك معقول ولكن يطرأ عليهم الحزن والاكتئاب خاصة كلما ازداد لديهم الإحساس بإعاقاتهم، الدراسات الموجودة حاليا تشير إلى أن مشاكل البلوغ تبدأ بالاضمحلال والاستقرار مع زيادة النضخ والحمد لله.
نستطيع القول إن إعاقة التوحد هي إعاقة ليست بسيطة فهي تؤثر على نشاطات الحياة كلها بالنسبة للطفل، وعادة تكون مستمرة طوال الحياة وإن كانت تتحسن تدريجيا ولله الحمد، وإن كان تحسنا بطيئا ولكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع أن نفعل أي شيء وأن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الإعاقة التي لم يعرف لها الطب علاجا إلى الآن، فالأطفال التوحديون تمكن مساعدتهم بالالتفاف حول الصعوبات التي تواجههم بالتعليم الخاص الناسب لهم سواء في المنزل أو المدرسة.
وقد تشبه هذه الإعاقة بإعاقات أخرى كالصمم أو العمى فقد لا يستطيع الطب إعادة البصر أو السمع للطفل، ويبقى مع إعاقة دائمة إلا أن الطفل يمكن تعليمه استعمال مهاراته التي لديه الاستعمال الأمثل، بعض الأطفال لديهم أكثر من إعاقة مما يؤخر قياس تقدم ملموس واضح أثناء تدريبهم، ولكن حتى في هذه الحالات الصعبة فإن تدريبهم لتحسين التصرفات غير السليمة والعناية بالنفس تدريب جدير بالاهتمام والتطبيق.

التوحد وتلبس الجن
لأن الطفل مظهره عادي، ولا يظهر عليه التخلف مثلا أو الإعاقات الأخرى الجسدية. وكذلك ترديده لبعض الكلمات غير المفهومة، فقد يتلبس على الكثير أن ما به إنما هو إصابة من إصابات الجن إما لوقوعه في وقت المغرب مثلا أو لسبب يجهله الوالدان، ولتعلق الوالدين بالقشة لشفاء ابنهم وعدم وجود المساعدة الحقيقية سواء من الأطباء في مجتمعنا أو المدارس المخصصة لهذا المرض ولعدم الوعي الكامل به ولكثرة نصائح بعض المحيطين بالوالدين يندفع الوالدان إلى التعلق بوهم هذه الإصابة ، فتبدأ رحلة أخرى من البحث عمن اشتهر
بإخراج السحر والقراءة عن الجن وغير ذلك، وقد التقيت بأم أخذت ابنتها إلى كل من سمعت عنه في هذا المجال مرورا باليمن والحجاز ومصر وتقول لي أنا على استعداد لأخذها إلى الصين لو سمعت أن بها شيخا يخرج ما فيها، فلا بد لنا هنا من التذكير بأنه( إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ) .
وعلينا التأكد من هؤلاء الناس قبل الذهاب إليهم.والموثوق منهم قلة،والباقي إنما هم من السحرة والمشعوذين الذين يستغلون ضعف الوالدين وحبهما لطفلهما فيكثر من الطلبات الغربية والمادية حتى ييأس الوالدين ثم يذهبان لآخر وهكذا، فعلى الوالدين الاستعانة بالله قبل خلقه ومداومة قراءة القرآن على طفلهما، وإن أرادا من يقرأ لهم عليهم الاستعانة بمن يوثق به والتأكد أن سبب ما في طفلهم قد يكون عضويا فيحتاج هنا للعلاج، فقد قال الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (عباد الله تداووا..ما من داء إلى وأنزل الله له دواء علمه من علمه وجهله من جهله)، وعليهم المداومة على القرآن لإنزال السكينة على أنفسهم وإعطائهم الصبر على البلاء، فالله تعالى يعلم من العبد والناس ما لا يعلم بعض الناس من بعضهم، ولعل الله له مراد وحكمة من إصابته بهذا البلاء لذنب أصابه لم يتخلص منه بعد أو لدرجة كتبها الله له في الجنة لصبره على البلاء يرفعه الله إليها أو لغفلة أصابته يريد الله أن ينهه إليها، مدركين أنه ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) .

 

رد مع اقتباس