عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-01-2012, 03:03 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 

مفهوم الإرشاد النفسي :

الإرشاد النفسي أحد قنوات الخدمة النفسية ، التي تقدم للأفراد أو الجماعات بهدف التغلب على بعض الصعوبات التي تعترض سبيل الفرد أو الجماعة ، وتعوق توافقهم وانتاجيتهم . والإرشاد النفسي خدمة توجه إلى الأفراد والجماعات الذين مازالوا قائمين في المجال السوي ، ولم يتحولوا بعد إلى المجال غير السوي ، ولكنهم - مع ذلك - يواجهون مشكلات لها صبغة انفعالية حادة ، أو تتصف بدرجة من التعقيد والشدة بحيث يعجزون عن مواجهة هذه المشكلات بدون عون أو مساعدة من الخارج .

والإرشاد النفسي يتركز على الفرد ذاته أو على الجماعة ذاتها بهدف إحداث التغيير في النظرة ، وفي التفكير وفي المشاعر والإتجاهات نحو المشكلة ، ونحو الموضوعات الأخرى التي ترتبط بها ، ونحو العالم المحيط بالفرد أو الجماعة .

وكذلك يجب أن نتعرف إلى تطور هذا المفهوم والتسلسل التاريخي الذي مر به الإرشاد النفسي ، وهو كما سنوضحه في الفقرة التالية :


نشأة الإرشاد النفسي ، وتطوره :

الإرشاد النفسي بمفهومه العام الواسع قديم قدم العلاقات الإنسانية ، فمن طبيعة الإنسان عندما تواجهه مشكلة شخصية أن يحكي إلى أصدقائه أو والديه أو أقاربه ، فيلقى مشاركة وجدانية وتقبلا ً واحتراما ً لبعض الحلول لهذه المشكلات . إلا أن أصول هذا العلم يمتد إلى القرن التاسع عشر، إلى عام 1850 م أو 1880 م ، أو قد يعود هذا العلم إلى ماقبل هذين التاريخين .

· فقد كان ظهور الإرشاد النفسي استجابة للظروف الإقتصادية والإجتماعية ، وماترتب عليها من مشكلات ، فقد أدت الثورة الصناعية وماترتب عليها من إحلال الآله محل العامل ، إلى استغلال أصحاب الأعمال للعمال ، وإلى عدم المساواة الإجتماعية والإقتصادية ، بالإضافة إلى مظاهر الفقر والظلم والفساد ،
مما دعى المعنيين بالأمر إلى البحث عن علاج العيوب الإجتماعية التي نتجت
عن هذا التحول الصناعي ، ونادوا بضرورة استئصال الأسباب الحقيقية للفقر
والجهل والجريمة .

وكان هذا المناخ الذي أوجدته حركة الإصلاح الإجتماعي قد عمل على نشأة الإرشاد النفسي ، وتيسير نموه .
ويذكر الباحثون أن هناك عوامل عديدة تعد الأسس التي قام عليها الإرشاد النفسي ، وهي :

- التوجيه المهني ؛
- حركة القياس النفسي ؛
- التأكيد على العوامل المعرفية والدافعية للسلوك .

وهذه هي أصول علم النفس الإرشادي التي ذكرتها لجنة التعريف في قسم علم النفس التابعة لرابطة علم النفس الأمريكية ( apa ) .

· أما في القرن العشرين ، فقد ظهر الإرشاد النفسي مرتبطا ً بحركة التوجيه المهني على يد فرانك بارسونز ، الذي أسس في عام 1908 م ، مكتب التوجيه المهني في بوسطن بأمريكا ، وقد كتب بارسونز 1909 م كتابا ً أسماه " إختيار مهنة " ، وكانت مهمته إيجاد وسائل يمكن بها وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، وكانت مهمة الإرشاد جمع المعلومات عن الفرد وعن المهنة والتوافق بينهما .

· وفيما يلي من أعوام تطور هذا العلم ، حيث :
- صدرت في عام 1910 م أول مجلة للتوجيه المهني ؛
- وفي العام 1913م أسست أول جمعية للإرشاد النفسي ؛
- وفي الثلاثينات من القرن الماضي بدأ الإرشاد العلاجي يتمايز عن كل ٍ من الإرشاد المهني والإرشاد التربوي ، حيث أخذ يركز على المشكلات الشخصية ، وأصبح يعرف بإسم الإرشاد الشخصي .

· وكانت البداية الحقيقية لنشأة الإرشاد النفسي ، على يد سيموندز في كتابة:
" تشخيص الشخصية والسلوك " ، وعلى يد ويليامسون في كتابة : " كيف نرشد
الطلبة " ، دخل الإرشاد النفسي إلى المدارس من أوسع أوابها ، وأصبح ينظر
إليه على أنه سلسلة من النشاطات والأفعال تسري من خلاله كل النشاطات
التربوية ، وبذلك دخل الإرشاد النفسي إلى التربية على أساس أن كل شخص له
فرديته ، ومن حقه تلقي التعليم الذي يتفق وتلك الفردية .

· وتعد مرحلة الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين، مرحلة الولادة والنمو السريع للإرشاد النفسي ، حيث أصبح هذا العلم أكثر تخصصا ً ، وله وسائله المتعددة ومراكزه الخاصة ، كما أصبح للإرشاد النفسي خدمات ذات برنامج مخطط بعد أن كان مجرد خدمات محددة ، وأصبح متمركزا ً حول
المرشد أكثر من تمركزه حول المشكلات .

· واستمر الإهتمام بالإرشاد النفسي بشكل واضح ، وذلك من خلال ازدياد عدد المرشدين ، وإزدياد فرص تاهيلهم ، حيث مكنهم ذلك من شغل المراكز الهامة في حقل الإرشاد ، كما إزداد عدد الدوريات والكتب والدراسات في هذا المجال وماتقدمه من خدمات ، وهكذا استمر الحال بهذا العلم بالتقدم والتطور .

وبعد استعراضنا لمفهوم الإرشاد النفسي بشكل عام ، وللتطور التاريخي لهذا المفهوم وتطوره ، لابد لنا من توضيح لأهم مجالات هذا العلم ، وبيان معظم هذه المجالات ، والتي هي :


أهم مجالات الإرشاد النفسي :

إن موضوع مجالات الإرشاد النفسي موضوع واسع يشمل العديد من جوانب الحياة ، حيث أن بعض وجهات النظر تميل إلى تصنيف مجالات الإرشاد النفسي إلى ثلاثة مجالات رئيسية ، هي :
· الإرشاد العلاجي ؛
· الإرشاد التربوي ؛
· الإرشاد المهني ؛

في حين أن هناك وجهات نظر تميل إلى تقسيم مجالات الإرشاد النفسي إلى أكثر من ثلاثة ، حيث تضم بالإضافة إلى ماذكر:
·الإرشاد الزواجي ؛
· الإرشاد الأسري ؛
· إرشاد الأطفال ؛
·إرشاد المراهقين والشباب ؛
·إرشاد كبار السن ؛
· إرشاد ذوي الإحتياجات الخاصة وذويهم ........ الخ .

وقبل الشروع في مواد دراستنا الرئيسية هذه ، لابد لنا من التنبيه على أمر ذو أهمية خاصة في فهم موضوعنا هذا ، ألا وهو التنبيه على أهمية الإرشاد النفسي في مجال التربية الخاصة ، كمدخل للموضوع الرئيس وهو ، الإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة .

 

رد مع اقتباس