عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 08-24-2010, 03:40 AM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي المهارات الاجتماعية

 

المهارات الاجتماعية
تلعب المهارات الاجتماعية دورا مهما فى تعزيز الصحة النفسية للأطفال بوجه عام
والأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة على وجه الخصوص ، كما أن البحث فى تنمية
المهارات الاجتماعية للأطفال ذو أهمية خاصة فى مجال البحث الإكلينيكى والممارسات المهنية العملية ، وذلك من خلال البرامج والإستراتيجيات المعرفية والسلوكية التى تقدم للأطفال فى المدارس العادية ومدارس التربية الخاصة .

مفهوم المهارات الاجتماعية :
يشير محمد الشيخ (1985 : 188) أن المهارة الاجتماعية هى إظهار المودة للناس وبذل الجهد لمساعدة الآخرين .
وتشير ماجدة محمد (1986 : 27) إلى أن المهارات الاجتماعية هى قدرة الشخص على إحداث التأثيرات المرغوبة فى الآخرين ، والقدرة على إقامة تفاعل اجتماعى ناجح معهم ومواصلة هذا التفاعل .
فى حين تعرفها ريهام فتحى (2000 : 18) بأنها مهارة الفرد فى تحمله مسئولية الالتزام بالمعايير الاجتماعية السليمة فى مواجهة المواقف الصعبة، وتأكيد ذاته والتعبير عنها، وتحقيق التواصل الاجتماعى مع من حوله دون الإحساس بالخوف أو الخجل أو توقع الفشل .
ويعرفها عادل عبد الله (2001 : 6 ) بأنها عادات وسلوكيات مقبولة اجتماعيا يتدرب عليها الطفل إلى درجة الإتقان والتمكن من خلال التفاعل الاجتماعى الذى يعد بمثابة مشاركة بين الأطفال من خلال مواقف الحياة اليومية التى تفيد فى إقامة علاقات مع الآخرين .
وأوضح هاني عتريس (1977) أن المهارات الاجتماعية فى إطار الاتصال الشخصى تتكون من العناصر التالية :

(1) مهارات الاتصال اللفظى Verbal Communication
وتتركز هذه المهارات حول أدب الحديث والحوار وأن تكون أشكال الكلام وصيغ الاتصال اللفظى موافقة ومثيبة للآخرين ويندرج تحتها المهارات التالية :
(أ‌) المودة : وهى تنطوى على قبول طرق التفاعل الآخر ومشاعر الدفء تجاهه والحرص على جعل اللقاء ممتعا .
(ب‌) الحفاظ على تقدير الذات لطرق التفاعل : وتعنى الحرص على تجنب ما قد يضير بتقدير طرق التفاعل الآخر لذاته أو ما يفقده ماء وجهه .
(ج) تجنب صيغة الإلزام : وتعنى ضرورة التخفيف من استخدام صيغة الأمر والمطالب المباشرة والكثيرة .
(د) معرفة كيفية الاعتراض أو قول (لا) بمعنى الحرص على تأكيد نقاط الاتفاق وتجنب مواقع الاختلاف عند التحاور كقول نعم – لكن ، أو الاعتراض بإبداء الأسف مصحوبا بإشارات إيجابية غير لفظية كالابتسام مثلا .
(هـ) تهذيب الخطأ فعند تجاوز قاعدة معينة أو التسبب فى إحباط الآخرين أو إغضابهم أو الإساءة إليهم – يحاول الفرد إصلاح ذلك الأمر والتخفيف من وقعه من خلال الترضية عن طريق الاعتناء وإبداء الأسف أو ذكر الأعذار أو التبريرات .
(و) تجنب تجاوز القواعد : أى تجنب مقاطعة شخص ما أثناء الحديث معه أو النكات غير المناسبة .

(2) مهارات الاتصال غير اللفظى Non - verbal Communication
وتشمل الحيز بين الشخص ويشير إلى المسافة التى تفصل بين طرفى التفاعل ويتخذ أربع صور :
(أ‌) حيز العلاقات شديدة الخصوصية .. ويتراوح من الالتصاق البدنى الكامل إلى مسافة 6-18 بوصة ، ويستخدم فى النشاطات الأكثر خصوصية .
(ب‌) حيز العلاقات الشخصية .. ويتراوح مدة قطره من 2-4 قدم ، وهى أكثر المسافات التى يستخدمها فى الحوار مدعاة للراحة .
(ج) الحيز الاجتماعى .. وتتراوح مسافته بين 4-12 قدم وهى تفصل بين اثنين يعملان معا أو يعقدان صفقة مالية أو بين الأشخاص فى المواقف الاجتماعية .
(د) الحيز العام .. ويبدأ من 12 قدم فأكثر ويستخدمه المدرسون أو المتحدثون فى التجمعات العامة .
- خصائص الصوت .. ويدخل فى ذلك نغمة الصوت ونبراته ومداه ومعدل الكلام
- لغة البدن .. فالاتصال بين الشخص يتم من خلال حركات الجسم وإيحاءاته المختلفة كحركات الذراع أو اليد أو الأرجل .
- لغة العيون ( التلاحم البصرى .. شدة التقاء النظرات ، إشارات غير لفظية هامة فى تحديد كيف نشعر تجاه شخص ما فى موقف ما .
- تعبيرات الوجه .. فلكل وجه رسائله الفريدة التى هى مؤشرات انفعالية تعكس بوضوح الحالة الداخلية للشخص : كالغضب ، الحزن ، السعادة ، الدهشة ، الاشمئزاز والخوف . (هاني عتريس ، 1997 : 15-28) كما حدد محمد عبد الرحمن (1998 : 16) مكونات المهارات الاجتماعية وفقا لمقياس ماتسون وآخرون للمهارات الاجتماعية للصغار وذلك على النحو التالى :
(1) المبادأة بالتفاعل : وتعنى قدرة الطفل على بدء التعامل من جانبه مع الأطفال الآخرين لفظيا أو سلوكيا ، كالتعرف عليهم أو مد يد العون أو زيارتهم أو تخفيف آلامهم أو إضحاكهم .
(2) التعبير عن المشاعر السلبية : وتعنى قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره لفظيا أو سلوكيا كاستجابة مباشرة لأنشطة وممارسات الأطفال الآخرين التى لا تروق له .
(3) الضبط الاجتماعى الانفعالى : وتعنى قدرة الطفل على التروى وضبط انفعالاته فى مواقف التفاعل مع الأطفال الآخرين ، وذلك فى سبيل الحفاظ على روابطه الاجتماعية
(4) التعبير عن المشاعر الإيجابية : وتعنى قدرة الطفل على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة من خلال التعبير عن الرضا عن الآخرين ومجاملتهم ومشاركتهم الحديث واللعب وكل ما يحقق الفائدة للطفل ولمن يتعامل معه .
ومع هذا فإن معظم الباحثين يرون أن برامج التدريب على المهارات الاجتماعية لا تخرج فى معظمها عن : التعليمات ولعب الدور ، والتغذية المرتدة والتدعيم والنمذجة وأخيرا الممارسة.
(1) التعليمات : وتتضمن تلك التعليمات وصفا للاستجابات المناسبة وكيفية أدائها ، ويجب أن تكون التعليمات محدده ودقيقة .
(2) النمذجة : وهى إتاحة نموذج سلوكى مباشر (شخصى) أو ضمنى ( تخيلى ) للمتدرب ، حيث يكون الهدف هو توصيل معلومات حول النموذج السلوكى المعروض للمتدرب بقصد إحداث تغيير باقى سلوكه .
(3) لعب الدور : ويتمثل فى قيام الفرد بتمثيل الدور الذى يصعب القيام به فى الواقع الفعلى قد يجعله أكثر ألفة به ، ومن ثم اعتياداً عليه وأقل تهيبا من أدائه فيما بعد فى مواقف طبيعية ، وأكثر وعيا بأوجه الصعوبة التى يخبرها فيها ، ومن ثم يعمل على تجنبها فضلا عن أنه يمكنه من إجراء بيان عملى\" بروفة \" على السلوك قبل تنفيذه ، وهو ما يتيح له الفرصة للنقد الذاتى وتلقى نقد الآخرين وتقييمهم لأدائه بصورة موضوعية لن تتاح له فى الواقع الذى قد تكلف الأخطاء فيه زمنا باهظا يدفعه الفرد خصما من رصيد توافقه النفسى وعلاقاته الشخصية .
(4) التغذية المرتدة والتدعيم : وتعنى تقييم أداء العميل للمهارة وإرشاده إلى نقاط ضعف أو قوة الأداء ، مع تقديم التدعيم الاجتماعى للأداء الجيد وهذه المدعمات قد تكون : تشجيعا، ثناء، امتداحا ، مكافآت ، اشتراك فى أنشطة ترويحية ، وقد يكون التدعيم الإيجابى ببونات التدعيم .
وقد يكون مصدر التدعيم داخليا وقد يكون فى هذه الحالة أكبر أثرا حينئذ من التدعيم الخارجى من الآخرين ، كأن يوجه عبارة معينة لنفسه أو يعد نفسه بمكافأة عينية . ومن المتوقع أن يصبح التدعيم أكثر تأثيرا حين تتوافر فيه شروط معينة كأن يصدر عقب فترة قصيرة من صدور الاستجابة ويلى حاجات ورغبات المتدرب ويكون متنوعا وغير متوقع ويتناسب طرديا مع حجم التقدم المنظور .
(5) الممارسة : وتقصد بها قيام العميل بممارسة المهارة التى تعلمها خارج الجلسات فى الحياة الواقعية حتى يتحسن أداؤه لها مع متابعته فى الجلسات التالية .. ولذلك ففى نهاية كل جلسة يعطى العميل واجبا منزليا محددا يقوم فيه بممارسة المهارات التى تعلمها وتكون هذه الواجبات متدرجة الصعوبة بحيث تكون سهلة فى البداية .. لأن النجاح سيزيد من ثقته بنفسه وقدرته على النجاح لاحقا . (إيمان الكاشف ، هشام عبد الله ، 2007 : 37-41)
المهارات الاجتماعية لدى ذوى الإعاقة السمعية :
لقد وجد \" ريفيش وروثروك \" أن فئات المشكلات السلوكية التى أبداها الأطفال الصم كانت متشابهة جدا لفئات المشكلات السلوكيـة التى وجـدت عند أفراد مرضى آخـريـن ( مشكلات السلوك ) مشكلات الشخصية ، عدم النضج ، عدم الكفاية ، وعلى أية حال فقد تم اكتشاف مجالين آخرين للمشكلات السلوكية يعتقد أنهما فريدان بالنسبة لمجتمع الصم – هما :
(1) مشكلات الانعزال وتشمل : الانسحابية ، السلوكية غير العاطفية والسلوكيات السلبية .
(2) مشكلات الاتصال وتشمل : سلوكيات إرسال وتسلم الرسائل وقد أصبح من المسلم به أن نقص المهارات الاجتماعية يمثل إشكالية عند الأطفال الصم .
وقد ظهرت مجموعة كبيرة من الدراسات توضح بدرجة كبيرة طبيعة ومدى نقص المهارات لدى الصم تفيد معظمها أنه يوجد لديهم نقص فى العلاقات البين شخصية الذى ينعكس على انعدام التوافق الناجح فى المجتمع حيث يؤدى ضعف القدرة على التواصل والتفاعل الاجتماعى عند المعاق سمعيا يحاول تجنب مواقف التفاعل الاجتماعى التى تتضمن فردا واحدا أو اثنين على الأكثر .. كما أظهرت الدراسات أن درجة وشدة الإعاقة تؤدى إلى ازدياد التباعد لدى الأصم ، ولذلك غالبا ما يندمج المعاقون سمعيا مع بعضهم البعض كجماعة ذات مهارات اجتماعية واحدة ، ولديها خصائص تفاعل اجتماعى متقاربة ، بينما يكون الأصم بالنسبة لأقرانه من العاديين أكثر نزوعا للانسحاب وميلا للعزلة والانطواء مما يؤدى إلى تأخر نضجه النفسى والاجتماعى ، وأيضا إلى الشعور بنقص شديد فى تقدير لذاته والقدرة على التعبير عن نفسه ، مما يولد لديه العديد من السمات والخصائص غيى المرغوبة مثل الحساسية المفرطة لردود فعل الآخرين والشك فى أى تصرف منهم ، الشعور بالخوف والفشل وسرعة الاستثارة والعصبية .(إيمان كاشف ، 2004 : 78 )

دور الأسرة فى تنميةالمهارات الاجتماعية :

بما أن الأسرة أكثر المؤسسات التصاقا بالفرد ، فإن أسلوب التنشئة فيها يساعد على ارتقاء مهاراته ، إذا سار فى الوجهة التى تدعم السلوك الاجتماعى المناسب .
وإن العمل على جذب اهتمام الطفل والاقتراب منه بمودة واكتسابه كصديق والاعتراف به كشخص له أهميته ، سوف يؤثر فى بنائه النفسى إلى حد كبير ، وإذ نجحنا فى تحقيق هذا الشعور فمن الممكن تنشيط دوافعه واكتسابه كصديق بدلا من عزلته وانطوائه ، وقد تدفعه عمليه العزلة المفروضة عليه إلى حقده على الآخرين الذين يستطيعون أن يفعلوا ما لا يستطيع هو، فيزداد حقده وكرهه إلى من حوله وتتسم تصرفاته وسلوكياته مع الآخرين بالعنف والتحدى .

 

__________________
رد مع اقتباس