عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-14-2010, 08:18 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي

 

علم النفس الاجتماعي بين الماضي والحاضر والمستقبل

يقال إن علم النفس بصفة عامة له ماضٍ طويل ولكن له تاريخ قصير. وينطبق هذا على علم النفس الاجتماعي،فلنقلب صفاحات ماضيه ولنستعرض تاريخه..
النشأة الفلسفية:
نشأ علم النفس الاجتماعي كسائر العلوم الإنسانيه نشاه فلسفيه ونما بين احضان الفلسفه.ويرجع بعض الباحثين نشأة علم النفس الاجنماعي
إلى اراء فلاطون وأرسطو عن جوهرة الطبيعة البشرية.(انظر فؤاد البهاء السيد، 1955، وكمال دسوقي، 1969، وتومسون Thomson، 1968).
وكما يتضح في جمهورية أفلاطون Plato (427_347ق.م)نجد انه رغم تقسيمه المجتمع إلى طبقات مقفلة يشير إلى ا ثر التقاليد والعادات في المجتع، وإلى بيان نقلها بين الأفراد، ونجده يفسر سلوك الإنسان على انه الناتج العام لمؤثرات المجتمع المختلفة، وعلى ذالك يمكن تغيير سلوك الفرد بواسطة التهيئات التعليمية والاجتماعية.
اما ارسطو Aristotie (348_322ق.م) فهو اول القائلين بالنظرية الحيويه في تكوين المجتمع.
فقد فسر سلوك الفرد على اساس الوراثه الحيوية.وهو يؤمن ان الانسان مدني واجتماعي بطبعه، وهو يرلى ان المجتمع يتكون من اسر، فقبائل، فقرى، فمدن (أي دول تكوينا يتم بطريقه عضويه كما يتكون الجسم من الخلايا فالاعضاء فالا جهزه.وهو يفسر الثوراة الاجتماعيه بانها ترجع الى فساد في التنظيم الاجتماعي للدوله.والجماعات عنده خاضعه في مكوناتها للسلوك الفردي، وبما ان تغير الاساس الحيوي للفرد امر صعب المنال، فتغير المجتمع اذن امر شاق بعيد المنال.
وقد جاء بعد افلاطون وارسطو، سانت اوجستين Augustine St. وجون لوك Locke (1632-1704( وبينثام Bentham (1748-1832) ممن اهتموا بمشكلة الفرد والجماعه والاهميه النسبيه لكل منهما.
فالمغالاة في حقوق الفرد دون أي اعتبار لحقوق الجماعه تؤدي الى الفوضى، والمغالاة في حقوق الجماعة كجماعة دون أي إعتبار لحقوق الفرد تؤدي إلى الإستبداد، والموازنة بين الفرد والجماعة تؤدي إلى الديموقراطية.
ومما هو جدير بالذكر أن علماء العرب والمسلمين قد أسهموا بدورهم إسهاماً بارزاً.ومن أبرزهم ابن خلدون(372_808)المشهور بمقدمته النادرة المثال. وقدم كثيرون من علماء العرب والمسلمين إسهامات لها قيمتها في موضوعات علم النفس الإجتماعي، ومنهم الفرابي، وابن مسكويه، وابن سينا، والغزالي.( عادل الأشول، 1985).
وفي العصر الحديث نجد توماس مورMoore يحتج على عقاب الإنسان بالجلد بسبب سلوكه الإجرامي دون محاولة فهم الإسباب التي أدت إلى السلوك الإجرامي، وإزالة هذه الأسباب من المجتمع حتى يزول تأثيرها بالتالي إلى سلوك الأفراد.
ولقد أعلن توماس هوبز Hoppes (1588-1679) أن الإنسان بطبيعته أناني مغال في إيثاره الدائم لنفسه.
ويخالفه في هذا الرأى جان روسو Rousseau (1712-1778)الذي رأى في كتابة العقد الأجتماعي، Du Contract Social لإنسان بطبيعتة خير نقى طاهر؛ طابعه العام نكران الذات، لكن الحضارة هي التي أفسدته وصيغته بالشر..
أما الأســقف بركلىBerKley ( 1685_1778) فقد جعل من غريزةالتجمع شيئاً يقابــل به في علم الاجتماع هو قوة الجذب..
ولقد سمى الفيلسوف الاسكتلندى دافيد هيومىHume (1711-1776) أحياناً أبــــــا علم النفس الإجتماعي، ولقدجعــل من التعاطف بين الناس القوة الأولى للعمليات.
أما منتيسكيوMonesquieuفقد أرجع السلوك الاجتماعي للفرد لأثر المناخ ولقد عزز هذا الرأي هيلياش Hume في كتابة الجغرافيا النفسية Geopsyche سنة 1937..
وبتطور نظرية التطور لشارلز داروينDarwin في كتابة أصل الأنواع (1859) تأثر علم النفس الإجتماعي- شأنه في ذلك شأن باقي العلوم _بهذه النظرية ففسر هربرت سبينسرSpeneer سنة 1897 التفاعل الاجتماعي تفسيراً عضوياً حيوياً- وحاول تحليل المجتمع على أساس عضوي وأن يصوره تصويراً حيوياً-أي أن المجتمع في نظره جهاز حيوي،وأن المجتمع يشبه الكائن العضوي من عدة وجوه .وقال:إن السلوك الإجتماعي يتبع في نموه خطوات خاصه معينة تخضع لقوانين أساسية في تطورها..
وقد أثر فونت Wundt (1832_1921) في نمو علم النفس الاجتماعي تأثيراً واضحاً حيث تعتبر كتاباته مصدراً قوياً من مصادر هذا العلم..
ويعتبر أميل دير كايمDurKheim (1858-1917) خليفة فونت ومؤسس مدرسة الاجتماع الفرنسية وقد حدد غاية علم الاجتماع ومناهجه على أساس أن الحقائق الاجتماعية هي موضوع دراسته، واشتهر بآرائه في العقل الجماعي، والتصورات الاجتماعية، والظواهر الاجتماعية عند دير كايم تنشأ بطريقة تلقائية بمعنى أنه لادخل لإدارة الفرد في تكوينها، ويذهب دير كايم أيضاً إلى أن الدين نفسه من نتائج المجتمع، وأن السلطة الدينية تنبع من ضمير الجماعة الإنسانية. وقد أهتم دير كايم بطرث دراسة الظولهر الاجتماعية..

 

رد مع اقتباس