عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-01-2012, 03:05 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 


أهمية الإرشاد النفسي في التربية الخاصة :

يعتبر ميدان التربية الخاصة عموما ً أحد الميادين الحديثة التي لاقت إهتماما ً متزايداً من قبل المختصين والعاملين في مختلف المجالات المهنية ، وقد شهد تطور هذا المجال انطلاقة قوية وسريعة نتيجة لعوامل ومتغيرات إجتماعية وثقافية عديدة إنسانية وأخلاقية وتشريعية ، تنادي ضرورة الحقوق الأساسية للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة التي تتعلق بالصحة والتربية والعمل على الوصول بهم إلى أقصى درجة ممكنة تسمح بها طاقاتهم وقدراتهم أسوة بأقرانهم العاديين .

هذا فيما يتعلق - بشكل عام - بالأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة أنفسهم ، ولكن ماذا عن موضوعنا الأساسي ، ألا وهو أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، فكما تؤثر الإعاقة في الطفل فإنها تؤثر في حياة أسرته ، وتؤدي إلى شعور الوالدين بالصدمة وخيبة الأمل والإحباط ، والشعور بالذنب والقلق وعدم السيطرة أحيانا ً - كما سيتضح لنا بالتفصيل أثناء استعراضنا لهذا الموضوع لاحقا ً - ممايؤثر سلبا ً في بناء العلاقات والتفاعلات بين الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة وأفراد أسرته ، نظرا ً لمحدودية قدرته على النمو والتطبيع الإجتماعي ، أو لصعوبة التفرغ الكامل من قبل الوالدين أو أحدهما لرعايته ، وغالبا ً مايعجز الوالدان عن مواجهة مشكلات طفلهما ذي الإحتياجات الخاصة بطريقة واقعية وموضوعية لعدم معرفتهما الكافية ووعيهما بإحتياجاته وقلة الكفاءات والمهارات اللازمة للتعامل معه ، الأمر الذي يستلزم ضرورة تضمين رعاية الوالدين وإرشادهما ومشاركتها الفاعلة كأهداف أساسية لا ينبغي إغفالها في برامج (( الإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة )) وذلك لما لهذه المشاركة من دور هام في حياة الطفل وفي انجاح تلك البرامج ، ويراعي إرشاد الوالدين جنبا ً إلى جنب مع الطفل لتعديل سلوكه الشخصي ، وإزالة عوامل التوتر وعدم الإنسجام في المحيط الأسري وإشراك الوالدين في برامج رعاية الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة ، يعد أمرا ً لازما ً لتحقيق التكامل والفاعلية لهذه البرامج نظرا ً لما تلعبه من دور هام في التنشئة الإجتماعية للطفل ورعاية جوانب نموه المختلفة .
فبذلك تتلازم عملية ارشاد الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة مع عملية إرشاد والدية وذويه من أخوة وبقية أفراد أسرته ، أو تكون عملية إرشاد الطفل تقتصر عليه ، أو تقتصر على والديه وذويه فقط .


وكما أن لكل عملية هدف معين ، كذلك الحال بالنسبة للإرشاد النفسي في مجال التربية الخاصة ، فلابد لنا فيما يلي من توضيح لأهداف عملية الإرشاد النفسي في هذا المجال المعين والخاص بفئة ذوي الإحتياجات الخاصة.

أهداف الإرشاد النفسي في مجال التربية الخاصة :
تهدف عملية الإرشاد النفسي للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة إلى الآتي :

1. تحسين الظروف البيئية التي يعيش فيها الطفل عن طريق الوالدين وتبصيرهما بخصائص نموه وتدريبهما على كيفية التعامل معه وتشجيعهما على تجاوز مرحلة الأزمة في تقبـّل الطفل ، فكثيرا ً ماتكون الإستجابات الوالدية الشائعة نحو غعاقة الطفل تتصف بالقلق والشعور بالذنب والإحباط واليأس والعجز عن مواجهة المشكلة ثم التشكيك في التشخيص ثم الإعتراف بمشكلة الطفل وقبول إعاقته والسعي إلى تاهيله .
ويجب على المرشد النفسي أن يكون مدركا ً لتلك الميكانزمات التي يسلكها الآباء حتى يسهل عليه إرشادهما وتوجيه الطفل إلى مايتفق مع قدراته وإمكاناته وميوله ؛

2. مساعدة الوالدين على تنمية استعداداتهما النفسية وعلاج مشاكلهما الزوجية والأسرية وغيرها حتى تكون أسرة متماسكة قادرة على رعاية طفلها من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وبالتالي يجب على المرشد النفسي أن يدرك شخصية وقيم ودوافع الوالدين واتجاهاتهما نحو طفلهما حتى يستطيع تحديد حاجاتهما الإرشادية والإسلوب المناسب في تبصيرهما وتقديم المشورة والمعلومات اليهما للقيام بمسؤولياتهما تجاه الطفل وقائيا ً وعلاجيا ً وإرشاديا ً وتعديل اتجاهاتهما نحو الطفل ونحو إعاقته .
وهو ما يعرف بإسم تعليم وتدريب أولياء الأمور Parental Education Training ؛

3. مساعدة أخوة و أخوات الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة وإرشادهم نفسيا ً وتربويا ً عبى تقبـّل حالة أخيهم ومطالب نموه وتخفيف مشاعر القلق والتوتر التي تنتابهم وارشادهم بأهمية تعليم وتدريب وتأهيل أخيهم في مرحلتي الطفولة والمراهقة .
وتدريب الأخوة على معاملته معاملة حسنة وتكوين إتجاهات إيجابية نحو أخيهم وزيادة تقبلهم النفسي له ؛

4. مشاركة الوالدين في جماعات آباء الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة ، مايعرف بإسم الإرشاد الجمعي Group Counselling وله نتائج إيجابية مع الوالدن الذين يشعران بالعزلة عن الآخرين نتيجة مايعانيه طفلهم من المعايير غير السوية .
مثل هذه الجماعات تكون فاعلة ومؤثرة نظرا ً للعون المتبادل الذي يمكن أن يقدمه المشاركون في هذه الجماعات كل منهم للآخر ، بحكم أنهم يواجهون نفس الظروف والمشكلات ؛

5. الكشف المبكر من خلال عملية الفرز والتمشيط Screening والحصر ؛

6. التقيم الشامل للحالة Assessment للتعرف على إمكانات الحالة وأوجه القصور فيها عن طريق مقابلة ولي الأمر ، ثم تصنيف الحالة وتسكينها Placement في مستوى مناسب أو مجموعة مناسبة ؛

7. رسم البرنامج الفردي أو الجماعي وتنفيذه Educational Programming حسب طبيعة الحالة ؛

8. إعادة التأهيل Rehaabititiation والدفاع الإجتماعي Advocacy عنهم في التعليم والتأهيل والدمج في المجتمع .



ومما سبق تتضح أهمية دور الإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم في زيادة التوافق النفسي والإجتماعي لهم ، ومحاولة دمجهم في المجتمع ، وحتى يتحقق ذلك لابد من أن يبدا في مرحلة مبكرة بعد الكشف المبكر عن الإعاقة .

ويصاحب الإرشاد النفسي خدمات الإرشاد المتنوعة :

§ كالإرشاد العلاجي ، ويركز على توفير جو نفسي مناسب للنمو السوي وعلاج المشكلات اليومية ؛

§ خدمات الإرشادالتربوي ، وذلك بالتعاون مع المدرسة لرعاية مظاهر النمو العقلي والتعرف على حالات الإعاقة في مراحلها المبكرة وتحقيق التوافق المدرسي ؛

§ خدمات الإرشاد الأسري - وهو مبحثنا الرئيس في هذه الدراسة - وتقدم للطفل والأسرة لتحقيق التوافق الأسري وتقبـّل حالة الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ومساعدتهم على كيفية رعاية الطفل ؛


§ خدمات الإرشاد الطبي والتي تشمل رعاية الجنين ورعاية الأم الحامل والرعاية الدقيقة للوليد بعد الولادة . وكذا خدمات النمو المختلفة في كافة النواحي النفسية للأطفال في ضوء معايير النمو .

( ويمكن الرجوع - كمثال تطبيقي - للملحق الخاص بالجمعية القطرية لرعاية وتأهيل ذوي الإحتياجات الخاصة في دولة قطر ، في الجزء الخاص بالملاحق في هذه الدراسة ) .


ولكن يجب بداية ً تعريف من هو هذا الطفل ، والذي أطلقنا عليه الطفل ذي الإحتياجات الخاصة ، والذي يدور حديثنا فيما يلي بشكل أساسي عن أسرة هذا الطفل وماتعانيه نتيجة حالة هذا الطفل ، والذي يمكن تعريفه بأنه :



تعريف الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة :

الأطفال غير العاديين هم الذين ينحرفون إنحرافا ً ملحوظا ً عن الأفراد العاديين في نموهم العقلي و الحسي و الإنفعالي و الحركي و اللغوي .مما يستدعي إهتماما ً خاصا ً من قبل المربين لهؤلاء الأفراد ، من حيث تشجيعهم ووضع البرامج التربوية وإختيار طرق التدريس الخاصة بهم .

ومن هؤلاء :
· الإعاقة العقلية ؛
· الإعاقة البصرية ؛
· الإعاقة السمعية ؛
· الموهبة والتفوق ..... إلى غيرها من الإعاقات والحاجات الخاصة ، والتي تدور دراستنا حول أسر هؤلاء الأطفال ، والأزمة التي قد تعيشها هذه الأسر بسبب هؤلاء الأطفال ، ومدى إعاقتهم وحاجاتهم الخاصة .



ودراستنا هذه تختص بمجال واحد فقط من مجالات الإرشاد النفسي التي سبق وذكرناها أعلاه ، فمجالنا المختار للدراسة والبحث هاهنا ، هو مايختص بفئة خاصة ومحددة في المجتمع ، يمتد تأثيرها لما حولها ، ويؤثر بالمحيطين بها ، فمجالنا المحدد هو إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، حيث سنحاول فيما يلي أن نبحث في هذا الموضوع ، كما سبق وأوضحنا ذلك في مقدمة هذا البحث .

 

رد مع اقتباس