عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-20-2014, 02:22 PM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي

 


للإجابة على السؤال الأول:
نعيش اليوم في خضم أزمات كبيرة ومتنوعة على الصعيد الإنساني، منها فقدان الأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي في وطننا، بالإضافة إلى أزمات سياسية وثقافية وتربوية، وهي بالتأكيد مشاكل مستعصيّة تشمل كل أبناء الوطن، وفي مقدمتهم ذوي الإعاقة الذين تتضاعف مشاكلهم في ظل غياب التخطيط لمعالجة مشاكلهم من قبل المعنيين.
إن الوضع القائم، وعجز الدولة عن النهوض بمستوى معيشة مواطنيها، وعن تطبيق القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان وذوي الإعاقة خاصة، يخلق لدينا يأساً من النهوض ومن التقدم ومن متابعة الحياة بشكل طبيعي، إذ أن أكثر الأشياء بديهية مفقودة، منها: حقوقية إنسانية، تربوية، إجتماعية، إعلامية، وجميعها تخلق عراقيل وحواجز لا يستطيع المعوق أن يجتازها بسهولة.
حقوق الأشخاص ذويّ الاعاقة في القانون رقم 220:
إن القانون الذي أقرته الدولة من أجل الأشخاص ذوي الإعاقة لم ينفّذ فعليّا ، لا بل أن الوزارة والمؤسسات المعنيّة بتنفيذه تنعي حالة المعوقين، فقد أظهرت دراسة أجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانيّة وجود إجحاف يواجهه معظم المعوقين في لبنان في مجال التوظيف، حيث تبلغ نسبة العاطلين عن العمل 83% من مجمل هذه الفئة، ونسبة الذين يعيشون تحت عتبة الحرمان منهم 43،8%. الأمر الذي يبدو نافراً قياساً إلى إقرار لبنان قوانين واتفاقيات تحفظ حقوق هذه الفئة في العمل من دون أن تجد طريقها إلى التطبيق، وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الأشخاص المعوقين في لبنان تبلغ 10 % وفقاً لتقديرات المنظمات المدنيّة المعنيّة، وواحداً %بحسب الاحصاءات الوطنية، ويعود التفاوت بين النسبتين إلى عدم الاتفاق حول تعريف موحد للإعاقة.


الحقوق التربوية والتعليمية:
هناك عيوب كبيرة في مؤسسات الدولة التربوية، فالأماكن غير مجهّزة لحالات الإعاقة الجسديّة أو البصريّة وغيرها، ومن الأمثلة:
1- على ذوي الإعاقة الجسدية أن لا يلتحقوا بالمدارس أو الجامعات الرسمية، لأنها خالية من المصاعد.
2- على كفيف البصر أن يستعين دائماً بمن يفرغ له محاضراته ودروسه على شريط كاسيت كي يستمع إليها ويحفظها، لأن لا كتب ولا محاضرات مطبوعة "برايل". بالإضافة إلى أن طالب الجامعة إذا ما أراد أن يمتحن بمواد دراسته عليه أن يصطحب أحداً يساعده ويقرأ له الاسئلة ويكتب له الإجابات على الورق، وهكذا باقي الإعاقات السمعية والعقلية وغيرها..
3- الدولة لا تعترف بالدراسة عن بعد، ولا تعادل الشهادات التي تمت عبر الانترنت في بلدان أخرى حتى لو كانت غير علمية، وفي جميع المراحل. (منذ سنتين فقط صدر قرار جديد عن الجامعة اللبنانية يفرض فيه حتى على طالب الدكتوراه عبر الانترنت أن يعادل شهادته في وزارة التربية، وإذا لم يكن الطالب قد سافر أثناء دراسته وأقام في البلد الذي درس فيه تلغى المعادلة، ولا تعترف له لجنه المعادلات في وزارة التربية بشهادته، حتى لو ناقش رسالته في لبنان وبإشراف لجنة من الاساتذة اللبنانيين، وبالتالي يحرم من التعليم في الجامعة اللبنانية، وفي كل ما يلحق بالدولة.
الحقوق الاقتصادية والاجتماعية فهناك مشاكل كثيرة، لذا سأوجز قدر المستطاع:
تشير احصاءات وزارة الشؤون الإجتماعية الى وجود نسبة بطالة عالية جداً ، كما أنّ نسبة العاملين الموظفين من الأشخاص ذوي الإعاقة في وظائف منها حكومية ضيئلة جداً ، والأمر نفسه حتى في المؤسسات والجمعيات الخيرية، وذلك بسبب عدم تطبيق القانون والمادة المتعلقة بوجوب توظيف 3% من الأشخاص ذوي الإعاقة في المؤسسات العامة والخاصة، وإذا سلّمنا بأن أحدهم تمّ توظيفه، فان الراتب الشهريّ الذي يتقاضاه متواضع لا يكفيه حتى عتبة الأول والثاني من أول الشهر، إذ عليه تسديد كامل فواتيره، وظروف حياته المادية والعملية فرضت عليه الاقتراض من البنوك لأسباب كثيرة منها: شراء سيارة للوصول إلى وظيفته، وقروض أخرى للدراسة إن اضطر للدراسة في مدارس أو جامعات خاصة، ناهيك عن دفع إيجار السكن إذا كان المعوّق مستقلاً عن أسرته، والأكثر أسفاً وفقداً لأبسط أمور الحياة هو أن المعوّق عليه أن يدفع أكثر من نصف اجرة منزله فاتورة مولّد الكهرباء، نظراً للانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي في لبنان، ومن لا يستطيع دفع ثمن اشتراك مولّد الكهرباء عليه أن يدفن نفسه ليلة بعد ليلة في الظلام، فتقنين الكهرباء 12 ساعة من 24 في الأيام العادية، ويبقى المعوّق بهذه الحالة يعيش تحت رحمة كهرباء الدولة عند الخروج من منزله أو العودة إليه، علماً أن المولدات لا تشمل المصاعد الكهربائية.
أريد هنا أن أصف صورة أكثر الأشخاص من ذوي الإعاقة في لبنان وأنا منهم، المعوق يعيش وحيداً، كل ما ينجزه يكون بمجهوده الشخصي والفردي، ويستمر في العمل على الدوام لإزالة العراقيل التي توضع في طريقه أيضاً بمفرده، ولا يشعر بالأمان، ومشغول البال دائماً في كيفية تأمين طعامه وشرابه ودوائه، وكيفية تسديد الفواتير والضرائب. والمعوق يعيش المستقبل مرعوباً، فإذا كان في صغره وحيداً حتى لو احتضنته عائلته المتواضعة مادياً، وإذا ما كان قادراً على الإبداع فهو يعاني لأنه غير مطمئن وجميع الظروف غير مهيأة، فالجمعيات التي تعنى بهذه الفئة كثيرة، ولكنها لا تقدم لهم إلا ما تقدمه الدولة من مساعدات مختصرة على هبات ومعدات طبية رخيصة الثمن لهذه الجمعيات.

 

__________________
رد مع اقتباس