عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-10-2010, 05:05 AM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي

 

علاج الوحدة النفسية

ولقد اهتم الإسلام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع وقد أشار أبو الوفا إلى إن الدين الإسلامي يعتبر مصدرا لاستكمال النزعة الفطرية فهو يعين الفرد على تحقق الصحة النفسية فهو علاج حقيقي لأزمات النفس . قال تعالى : ) أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ( (سورة الرعد ، الآية 28) . كما قال تعالى }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ& الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ& أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ{ سورة البقرة: 155-157، وقد علم القرآن الكريم المسلمين كيف يتخلصون من وساوس ونزعات عدوهم الأكبر، قال تعالى : ) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( (سورة الأعراف ، الآية 200) ،إنَّ القرآن الكريم والسنة النبوية المشّرفة، فيهما شِفاء للناس، إذا ما أنكب الفرد المؤمن الصادق على قراءتهما بتمعن وتدبر عندها يصل كل فرد إلى ما يصبوا إليه. فلاشك ولا ريب إنَّ العلاج بالقرآن الكريم وما ثبت عن النبي -r- من الرّقي هو علاج نافع وشفاء تام. مع أنَّ كل آيات القرآن الكريم هدفت لإصلاح النفوس. قال تعالى: ]وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ[ (الإسراء:82). وقال رسول الله -r-: ((ابشروا فإنَّ هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه الآخر بأيدكم فتمسكوا به ولن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبداً)). وقال -r-: ((عليكم بالشفائين العسل والقرآن وكلاهما بأمر الله ورحمة منه)). (رواهما الطبراني وأخرجهما ابن ماجة عن حديث ابن مسعود). وعن أسامة ابن ثريك، عن رسول الله -r- قال: (تداووا عباد الله فإنَّ الله لا يضع داءاً إلا وضع له دواء غير داء واحد هو الهرم). (وهو متفق عليه). وروي (ابن ماجة) في سننه من حديث علي عليه السلام - عن رسول الله -r- قال: (خير الدواء القرآن).
وما يهمنا نحن المسلمون هو أن الشريعة الغراء قد سبقت في الحث على ذكر الله وإقامة الصلاة ونوهت بدور الإيمان والخشوع في راحة النفس؛ قال تعالى "الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ. الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ طُوبَىَ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ" ) سورة الرعد 28و29, ومن توجيهات القرآن الكريم أن الخشوع في العبادة مفتاح السعادة؛ قال تعالى "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ" ) المؤمنون 1و2,
وهناك أحاديث نبوية كثيرة تؤكد جميعها على أهمية العلاج الإسلامي للأمراض النفسية. وقال: (ابن القيم الجوزية) في (زاد المعاد) (القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة، وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على داءه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه - لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء، الذي لو أنزل على الجبال لصدّعها، أو على الأرض لقطعها، فما من مرضٍ من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل للدلالة على دوائه وسببه والحمية منه، لمن رزقه الله فهماً من كتابه، فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، ومن لم يكفه فلا كفاه الله). فقد أثبتت بعض هذه الدراسات، أنّ الأشخاص الذين يلتزمون بأداء العبادات من (صوم وصلاة.. الخ)، يكونوا أقل إصابة بالأمراض النفسية مثل (الاكتئاب والقلق والوساوس القهرية)، كما إنَّ قوة الوازع الديني تمثل حماية من الوقوع في إدمان الخمور والمخدرات. كما يمكن بيان فضل الرقية الشرعية في تخليص الإنسان من معاناته ]وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ[ (الإسراء:82).
فالقرآن شفاء للقلوب من أمراض الشبهات والشهوات والوساوس كلها؛ القهري منها وغيره, وشفاء للأبدان من الأسقام، فمتى استحضر العبد هذا المقصد فإنه يحصل له الشفاءان: الشفاء العلمي المعنوي والشفاء المادي البدني بإذن الله تعالى..، والشفاء بالقرآن يحصل بأمرين: الأول القيام به وخاصة في جوف الليل الآخر مع استحضار نية الشفاء, والثاني الرقية به"
وقال السيوطي في الإتقان: "أخرج البيهقي.. أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجع.. قال: (عليك بقراءة القرآن)", وفي حاشية السندي على ابن ماجه قال: "قَوْله (خَيْر الدَّوَاء الْقُرْآن) إِمَّا لِأَنَّهُ دَوَاء الْقَلْب فَهُوَ خَيْر مِنْ دَوَاء الْجَسَد وَإِمَّا لِأَنَّهُ دَوَاء لِلْجَسَدِ فَتَزْدَاد الْمَزِيَّة.., وشَرْط التَّدَاوِي بِهِ حُسْن الِاعْتِقَاد وَمُرَاعَاة التَّقْوَى", وفي موارد الظمآن : فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما رواه النسائي: (وجعلت قرة عيني في الصلاة).., وروى أبو داود عنْ حْذَيْفَةَ قولَه: (كَانَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلّى)، وروى أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (يا بلال أرحنا بالصلاة), والذي رواه أحمد وابن ماجة ما نصه: (فإن في الصلاة شفاء من الأمراض القلبية والبدنية والهموم والغموم قال تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} البقرة 45، ولهذا كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إليها، والصلاة مجلبة للرزق حافظة للصحة دافعة للأذى مطردة للداء مقوية للقلب مفرحة للنفس مذهبة للكسل منشطة للجوارح ممدة للقوى شارحة للصدر مغذية للروح منورة للقلب مبيضة للوجه حافظة للنعمة دافعة للنقمة جالبة للبركة مبعدة للشيطان مقربة من الرحمن, وبالجملة لها تأثير عجيب في حفظ صحة القلب والبدن وقواهما..، لاسيما إذا وفيت حقها من التكميل). ويشير محمد نجاتي (في كتابه الحديث وعلم النفس) إلى أثر الصلاة في جانبها النفسي فيقول: (للصلاة تأثير فعَّال في علاج الإنسان من الهم والقلق، فوقوف الإنسان في الصلاة أمام ربه في خشوع واستسلام وفي تجرد كامل عن مشاغل الحياة ومشكلاتها إنما يبعث في نفس الإنسان الهدوء والسكينة والاطمئنان ويقضي على القلق وتوتر الأعصاب الذي أحدثته ضغوط الحياة ومشكلاتها.. ويبعث في النفس الأمل ويقوي فيها العزم والهمة.. وللصلاة تأثير في علاج الشعور بالذنب الذي يسبب القلق.. وعلى الجملة فإن للصلاة فوائد.. تساعد على شفائه من أمراضه البدنية والنفسية وتزوده بالحيوية والنشاط)..، ويؤكد ذلك فارس علوان بقوله: (إن الطمأنينة النفسية والسكينة الروحية وشعور الأمن والاستقرار التي تضفيها الصلاة في قلوب المتقين وألباب الخاشعين تجعل الأمراض النفسية والشعور بالخوف والقلق والغضب والحزن والوحدة القاتلة والأمراض العقلية كالخرف نادرة الحدوث في مجتمع المصلين، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} النحل 97.., وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} الأنعام 82, وأما عن غيرهم فقد قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} طه 124، هذه بعض الآثار لهذه العبادة العظيمة, ولحكمة يعلمها الله عز وجل جعلها تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات".
- أمر الله سبحانه وتعالى بالاجتماع وأكد عليه ونهى عن الافتراق والعزلة وحذر منها فقال تعالى عّز وجل ]وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا[ (سورة آل عمران- 103) وأعظم المنة على المسلمين في جمع الكلمة وتأليف القلوب منهم فقال عز وجل]وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [ (سورة الأنفال - 63).
وذكر في النهي عن العزلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم "من سره بحبوحة الجنة* فليزم الجماعة فان الشيطان مع الفذ** ،وهو من الاثنين ابعد"أخرجه الصنعاني
اهتم القرآن الكريم بتوجيه المسلمين إلى الأخوة والمحبة ،التعاون ،الترابط حيث قال الله تعالى عّز وجل ] وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [(سورة التوبة -71) ،] إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [(سورة الحجرات - 10).
كذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التالف والتواد ،والتحاب حيث قال " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟:أفشوا السلام بينكم"أخرجه مسلم
وفي هذا الحديث جعل الرسول صلى الله عليه وسلم تحاب المسلمين وتوادهم شرطا لإيمانهم ودخولهم الجنة. فالمؤمن حقا هو من يحب الناس ويحبه الناس، أما من لا يحب الناس ولا يحبه الناس فهو إنسان لا خير فيه ولا أمل له في مغفرة الله تعالى كما يؤكد الإسلام على الألفة والتوادد والتحابب في الله والاجتماع والتعاون والتعاضد إذ جاء عن النبي محمد (e) : ((المؤمن ألِفٌ مألوفٌ ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف)).
ويوصينا نبينا محمد (e) على أن نتحصَّن ونحتمي ونختار الجماعة المؤمنة الظاهرة التي يسعى كل فرد فيها إلى طاعة الله .

وأكد الإسلام التكامل والتوازن وتحقيق ذاتية الفرد وحريته وكرامته فضلاً عن تحقيق ايجابية المجتمع وان الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) مثل التعاون والمحبة والعطاء بين الأفراد والاهتمام بالجماعة كالجسد فقال : [ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ] (متفق عليه) . وكما في قوله (صلى الله عليه وسلم) [ المؤمن مرآة المؤمن ] (متفق عليه) وقوله أيضاً [ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ] (متفق عليه)
وقد أخبرنا عبد الله بن عمر (رض) أن رسول الله (e) نهى عن الوحدة ونهى أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده حيث قال : ((لو يعلم الناسُ ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكبٌ بليلٍ وحدهُ)) رواه البخاري ..
ولا يعني هذا أن على الإنسان أن يتجنب الوحدة فيلقى بنفسه وسط أصدقاء السوء الذين هم شياطين الأنس بل عليه أن يختار الأصدقاء الطيبين الذين يعينونه على الخير : فإن من ابتعد عن الجماعة المؤمنة يكون أشبه بالشاة التي تكون منفردة وبعيدة عن القطيع فتكون سهلة الصيد على الذئاب حيث قال الرسول (ص) : ((ان الشيطان ذئب ابن آدم كذئب الغنم يأخذ الشاة دون الناحية والقاصية ، فعليكم بالجماعة والمساجد)) .
وقال الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في نهج البلاغة : ((خالطو الناس مخالطة إن مُتُّم بكوا عليكم وإن عشتم حنوا إليكم).
وهناك الوحدة الإيجابية ، فمنهم من يستحب العزلة عند فساد الناس والزمان والخوف من فتنةٌ في الدين ، ووقوع في حرامٍ وشبهات ونحوها ، قال تعالى : (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (سورة الذاريات : الآية 50) ، حيث قال عمرو بن عثمان : فروا من أنفسكم إلى ربكم وقال أيضاً : فروا إلى ما سبق لكم من الله ولا تعتمدوا على حركاتكم . وقال سهل بن عبد الله : فروا مما سوى الله إلى الله اني لكم منه نذير مبين .
وسُؤِل رسول الله (e) أي الناس أفضل ؟ قال : (مؤمنٌ يجاهدٌ في سبيل الله بماله ونفسه . قال ثم من ؟ قال : مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره . وفي رواية أخرى رجلٌ معتزلٌ في شِعب من الشعاب يعبد ربه ويتقي ويدع الناس من شره) . (مسلم ، ب/ت : 1503) إن تراحم الناس وتوادهم وتعاطفهم يقوي الروابط الاجتماعية بينهم ويعمل على تماسك وحدة المجتمع واستقراره. فالأفراد إنما هم لبنات في بناء المجتمع إذا تفككت بينهم الروابط ،وانقطعت بينهم الصلة بسبب البغضاء والشحناء ، تفكك المجتمع وانهار كما ينهار البناء أذا تفككت أجزاؤه . وقد أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم بفطنته وحكمته تلك الحقيقة ،فحث المسلمين على التعاون والتآخي والتماسك حتى يظل بناء المجتمع الإسلامي مستقرا ثابتا قويا لا تؤثر فيه عوامل التدمير والتخريب التي يوجهها إليه أعداء الإسلام.
فارتباط الإنسان بالآخرين بالمودة والمحبة، يقوي انتماءه إلى الجماعة ويخلصه من الشعور بالقلق الذي ينتج عن الوحدة والعزلة عن الجماعة.
ليس كائنا منعزلا عن الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه بل كائن اجتماعي قادر على خلق شخصيته من خلال نشاطه الذاتي
كما ان القلق والخوف يلازمان الإنسانية أفرادا وجماعات منذ ان كانت الإنسانية العاقلة الا من رحم الله ورضي عليه بنعمة الإيمان قال تعالى : ) إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا(19)إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا(20)وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا(21)إِلَّا الْمُصَلِّينَ(22)الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ(23)وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ(24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(25)((سورة المعارج ، الآية 19-25) .
•- الاستعاذة بالله : فالطيرة من وساوس الشيطان وتخويفه فإذا استعاذ بالله من الشيطان سلم من كيده قال تعالى:"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه وهو السميع العليم"( فصلت: 36).
•- ثم التوكل على الله: والتوكل في لسان الشرع إنما يراد به توجه القلب إلى الله حال العمل، واستمداد المعونة منه، والاعتماد عليه وحده، فذلك سر التوكل وحقيقته. والشريعة أمرت العامل بأن يكون قلبه منطوياً على سراج التوكل والتفويض والذي يحقق التوكل هو القيام بالأسباب المأمور بها فمن عطّلها لم يصح توكله ( الحمد، 1419هـ). قال تعالى : "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" (الطلاق: 3 ) وصدق إذ يقول " فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين "( آل عمران: 159 ).
•- إحسان الظن بالله: فذلك موجب لراحة القلب، وطمأنينة النفس، فالله - عز وجل عند ظن العبد به ، فالمؤمن الحق يحسن ظنه بربه ويعلم أنه - عز وجل - لا يقضي قضاء إلا وفيه تمام العدل .فعند مسلم في كتاب الجنة باب ألأمر بحسن الظن بالله عند الموت"عن جابر رضي الله عنه أن الرسول r فال:لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله".
•- وكما كان للعلماء العرب آراؤهم في الصحة النفسية والعلاج . اعتبر الفيلسوف
(ابن سينا) من أوائل المعالجين النفسانيين ، وكان (الرازي) من أهم أطباء النفس وممن استخدم التحليل النفسي في علاج كثير من الأمراض النفسية اما (الفارابي) فيرى ان شعور الإنسان بالأمن وتمتعه بالصحة النفسية يأتي من خلال تماسك الجماعة كوسيلة للتخفيف من القلق ولتقويم الذات وتحديد السلوك الصحيح السوي ، أما (ابن خلدون) الذي تحدث عن تأثير المناخ ومستوى الخصب وطراز الحكم السائد ومستوى التطور في السمات الشخصية وما ينشأ ذلك من الآثار الجسمية والنفسية على الفرد
•- كما نوصي بنشر الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع.. للوقاية من الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية وفهم طبيعة هذه الأمراض النفسية دون خوف أو مبالغة وأهمية اللجوء إلى الاختصاصيين في هذا المجال بعيدا عن أعمال السحرة والمشعوذين.. وما شابههم, وبعيدا عن أي تفكير خرافي غير علمي أو غير صحيح..
- وإتاحة الفرصة أمام الشباب لممارسة أدوارهم بحرية واستقلال
- ضمان حرية تكوين المؤسسات والتنظيمات الشبابية والانضمام إليها ورفع القيود التي تحول دون استقلالها وقيام مؤسسات التربوية والتعليمية وفضلا عن مؤسسات المجتمع المدني بدورها بنشر الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع والتأكيد على التفكير العلمي الصحيح في معالجة الأزمات النفسية .
- دعوة وسائل الإعلام إلى التركيز على نشر المبادئ المساواة وعدم التمييز والتسامح وقبول الأخر وتعميق الحوار بين مكونات المجتمع المختلفة .
هناك بعض المؤشرات التي تشير إلى التوافق والصحة النفسية للفرد كما ورد في كتاب الداهري ، والعبيدي ، 1999 :
1- النظرة الواقعية للحياة .
تجد الفرد مقبلا على الحياة بكل ما فيها من أفراح وأتراح ، واقعيا في تعامله متفائلا مقبلا سعيدا متوافقا اجتماعيا نفسيا .
2- مستوى طموح الفرد .
لكل فرد مطامح وآمال ، وبالنسبة للمتوافق تكون طموحات الفرد عادة في مستوى إمكانات تحقيقها ، ويسعى من خلال دافع الانجاز لتحقيق مطامحه المشروعة في ضوء إمكاناته ، ويشير هذا إلى توافق هذا الفرد والعكس هو صحيح .

3- الإحساس بإشباع الحاجات النفسية .
حتى يتوافق الفرد ويتمتع بالصحة النفسية فان احد مؤشرات ذلك ان يحس بان حاجاته النفسية مشبعة لديه .
4- توافر مجموعة من سمات الشخصية
من أهم سمات الشخصية التي تشير إلى التوافق والصحة النفسية :
أ-الثبوت الانفعالي (Emotional Stablity)
تتمثل في قدرته على تناول الأمور بأناة وصبر لا يستفز او يستثار من الأحداث التافهة ويتسم بالهدوء والرزانة ، يثق به الناس ، عقلاني في مواجهة الأمور ، يتحكم في انفعالاته خصوصا انفعال الغضب والخوف والغيرة .
ولا يولد الشخص بهذه السمة ولكن تنمو معه أي تكتسب في ظل بيئة أسرية هادئة فيها التعاطف والثقة بالنفس بين أفرادها كذلك الحال في مواقف الحياة التي واجهها الفرد وقد ثبت ان الآباء العصابيين مثلا تتكون لدى أبنائهم صفة القلق الانفعالي مما يدل على ان البيئة العصابية المشحونة بالتوتر تولد قلقا .
ب- اتساع الأفق (Broad Mindedness)
تتمثل بقدرة الفرد الفائقة على تحليل الأمور وفرز الايجابيات من السلبيات .
يتسم الفرد بالمرونة واللانمطية ويميل إلى القراءة ، ويتابع المستحدثات في المجالات المختلفة، وهو نقيض للشخص ضيق الأفق (Narrow Minded) المنغلق على نفسه والذي لا يرى الا ما تحت انفه ويصعب التعامل معه ومن ثم يعاني من سوء التوافق .
جـ- التفكير العلمي (Scientific Thinking)
تتمثل بالتوافق مع النفس ، ومع الآخر ، والقدرة على تفسير الظواهر والأحداث تفسيرا علميا مبنيا على فهم المسببات وفهم القوانين التي تحكم هذه الظواهر ، ومن ثم يستطيع ان يتنبأ وان يضبط المواقف ويبتعد عن التفكير الخرافي والميتافيزيقي ، ثم تتسم انفعالاته بالتوازن وتتسم شخصيته بالهدوء والتوافق .

 

__________________
رد مع اقتباس