عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-10-2010, 05:02 AM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي أسباب الوحدة النفسية

 

أسباب الوحدة النفسية
ان الشعور بالوحدة النفسية ليس له سبباً واحداً ، وللوقوف على أهم الأسباب والعوامل التي تشكل أو تؤدي إلى شعور الفرد بالوحدة النفسية ، هناك بعض الدراسات والبحوث التي اهتمت بتشخيص أسباب الوحدة النفسية ، التي اتفقت معظمها تقريباً ، على أن من أهم أسباب الوحدة هي الحاجة إلى الأواصر والعلاقات الاجتماعية والعاطفية
وقد شخَّص سوليفان (1954) أحد أسباب الوحدة النفسية بأنها تنشأ عن حاجة الطفل إلى الاتصال ، أي حاجة الطفل إلى وليف ، وحاجة المراهق إلى القبول في بيئته الاجتماعية ، وحاجة البالغ إلى الانضمام في جماعة .
وتتفق كلاين (1975) مع سولفيان في تفسير الوحدة من خلال المراحل التطورية . فأرجعت الحاجة إلى علاقة ودّية للطفل قبل تطويره لملكة الكلام ، وأن صعوبة وجود مثل هذه العلاقة قد يؤدي إلى الشعور بالوحدة النفسية .
أما ويز (1973) فيشخص الأسباب المؤدية للوحدة النفسية ويحددها لمجموعتين من الأسباب :
الأولى : تتصل بالمواقف الاجتماعية . (Situational) .
الثانية : تتصل بالفروق الفردية أو ما يُعرف بمجموعة الخصائص . (Charactarological) .
ويرى جونز (1982) ان الأسباب الخاصة للشعور بالوحدة النفسية ، لا تكمن في كثير من الخصائص الموضوعية للبيئة الاجتماعية للشخص الوحيد ، مثل عدد الأصدقاء وكمية الاتصال الاجتماعي بقدر ما يكمن في كيفية إدراك الشخص الوحيد لواقع علاقاته الشخصية وتقويمه واستجابته لها .
ومن ناحية أخرى يرى يونك (1979) أن ظهور الوحدة النفسية يعتمد على مسببات مختلفة ومضامين علاجية مختلفة ويُقيم نظريته على مفاهيم التعزيز الاجتماعي والتعلم المعرفي عبر مراحل الحياة . ويوصي بتضمين العناصر المعرفية بمعالجة الوحدة .
وهذا التصور ينتج بسبب غياب تعزيزات اجتماعية مهمة ، فضلاً على الجوانب العقلية الأخرى .
وقد يرجع سبب الشعور بالوحدة النفسية من قلة العلاقات الحميمة بمعنى أن الإنسان لا يجد الصديق الوفي المخلص المتعاون الصادق الذي يمكن أن يثق فيه .
وهناك الفتاة الوحيدة منذ الصغر ، التي لم يسبق لها أن أقامت علاقات مع الآخرين.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى وحدة الإنسان وعزلته اعتلال الصحة وضعفها ، أو موت شريك أو صديق عزيز ، أو الانتقال إلى مكان جديد أو الهجرة الدائمة أو المؤقتة ، كالهجرة إلى الدراسة أو العمل ، والحركة الدائمة التي جعلت كثيراً من الناس أن يقطعوا صداقاتهم السابقة وأن يتحللوا من الروابط الأسرية ، وانصراف الأبناء عن الأسرة ، وقد ترجع الوحدة إلى التقدم بالسن .
وقد ترجع الوحدة إلى التكوين النفسي للفرد نفسه حيث يفضل بعض الأشخاص الوحدة والعزلة والانسحاب من معترك الحياة الاجتماعية ، أو يفتقدون الشعور بالثقة في أنفسهم أو يشكون في نوايا الآخرين نحوهم ، أو يشعرون بالتعالي عن الآخرين ، أو لشعورهم بالفقر ، أو العجز عن مجارات زملائهم ، أو رفض مخالطة أقران السوء ، وقد يكون الشخص الذي يشعر بالوحدة فيه من السمات والخصائص المُنفِّرة ، مما تجعل الناس ينفرون منه وينصرفوا عنه ولا يقيمون معه علاقات لاتصافه بالكذب والاستغلال والابتزاز والوشاية والغيبة والنميمة .
وهناك سبب شائع للوحدة النفسية ، هو الاعتقاد أن أحداً لا يقدر أن يفهم أو يولي اهتماماً بالذات الداخلية للفرد عندما تزول كل الأشكال المصطنعة للذات . وأن الاعتقاد بأن الذات الداخلية مكروهة وان مصيرها الرفض ومنع مشاركة الذات الداخلية مع الآخرين مشاركة حية يؤدي بدوره إلى الشعور بالوحدة .
وهناك عدد كبير من حوادث الحياة بعضها لا علاقة له بالعلاقات الاجتماعية من شأنه إثارة الشعور بالوحدة .
ويقترح سيرمات (1978) ان مشاعر الوحدة تنتج من الحاجة إلى فرصة الارتباط بآخرين على أساس من الود ، وأن يكون الفرد قادراً على التعبير عن أفكاره وعواطفه بحرية تامة ومن دون خوف من الرفض أو سوء الفهم .
وأحياناً يكون الفرد راغباً في التمتع بالبقاء بمفرده وحده ، وهذه الرغبة طبيعة في الطبيعة البشرية وفي الوجود البشري ، حيث يخلو الإنسان إلى نفسه متأملاً مفكراً مسترجعاً أحداث الحياة ، مخططاً للمستقبل القريب أو البعيد ، وقد يستمتع بهذا البقاء وحيداً، وقد يتخلص الفرد من مثل هذه المواقف والأسباب عن طريق الانفتاح الذاتي ، حيث يفتح ذاته للآخرين ويعطي معلومات عن نفسه لهم ، ويستقبل منهم معلومات مماثلة لكي يقيم علاقات واتصالات اجتماعية مع الغير ، ولكن إذا أفضى الانسان بكل أسراره ، فقد يتعرض باستخدامها لمحاربته من قبل من أدلى إليه بها ، لذلك فالإفصاح عن الذات يجب أن يكون في إطار حدود معينة .
أهم وجهات النظر التي طرحها بعض العلماء والمنظرين في بعض المدارس النفسية المختلفة .
•- الوحدة النفسية من منظور ( التراث العربي الإسلامي ) :-
حيث تعني الوحدة (الانفراد) ، فقد ورد في قاموس المنجد أن مصطلح (الوحدة) مشتق من الفعل (وحَّد) أي انفرد بنفسه وحيداً (والوحدة هي ضد الكثرة) .
ويمثل الشعور بالوحدة النفسية (Loneliness )حالة نفسية قد تنتج عن وجود ثغرة بين العلاقات الواقعية للفرد ، وبين ما يتطلع اليه هذا الفرد من علاقات .
والشعور بالوحدة النفسية شعور حزين ، يقطع صلة الإنسان بغيره من الناس ، وهو شعور يسبب الإزعاج لكثير من الناس .
الشعور بالوحدة النفسية والاضطرابات تعود لارتكاب الذنوب وضعف الالتزام في الأوامر والنواهي الدينية . كأن يشعر الإنسان بالذنب والخوف والقلق والعزلة ، وان علاج هذه الاضطرابات يعتمد على قوة الإيمان بالله والالتزام بالسلوك الديني .
- الوحدة النفسية وجهة نظر نظرية التحليل النفسي - فرويد Psychoanalytic Theory
فسّر فرويد (1856-1939) الشعور بالوحدة النفسية بأنها عملية تنافر المكونات داخل الفرد الهو (Id) ، الأنا (Ego) ، والأنا العليا (Super ego) مما يؤدي إلى سوء توافقه مع نفسه ومع بيئته الاجتماعية من حوله . ويمكن النظر إلى الشعور بالوحدة النفسية بأنه نتيجة للقلق العصابي الطفولي وله وسيلة دفاعية نفسية تعمل للحفاظ على الشخصية من التهديد الناشئ من البيئة الاجتماعية ويعبر عنه في صورة عزلة أو انسحاب .
- الوحدة النفسية من وجهة نظر نظرية التحليل النفسي - الاجتماعية
ادلر ( علم النفس الفردي ) ( Adler ) :-
أما آدلر (1870-1939) فقد فسَّر الشعور بالوحدة النفسية بانه حالة عَرَض مرضي عصابي ، يحدث بسبب نقص الاهتمام الاجتماعي للفرد ، بحيث يكون غير مرغوب فيه اجتماعياً ، ويعبر عنه بأنه خطأ في أسلوب حياة الفرد الذي تكون في طفولته.
- الوحدة النفسية وجهة نظر نظرية يونك التحليلية Analytical Theory

فسَّر كارل يونج (1875-1961) الشعور بالوحدة النفسية عملية تفرد وسعي شخصي ، ينمو من خلال العلاقة مع الآخرين ويهدف إلى تكوين ارتقاء البني الأساسية للشخصية وهي (القناع ، الظل ، الانيما ، الانيموس) التي تحدد الصور والرموز النوعية المرتبطة بكل بنية ، أي إن الشعور بالوحدة النفسية يعبر عن محاولة للتوافق النفسي مع الحياة .
-الوحدة النفسية من وجهة نظر نظرية السلوكية (Behaviural Theory)
يرى جون واطسون (1878-1958) ان الشعور بالوحدة النفسية نمط سلوكي لم يتوفر له تعزيز اجتماعي إيجابي .
أما سكنر (1904) فيعتقد ان الشعور بالوحدة النفسية سلوك يتخذه الفرد على أساس إدراكه لاستجابات الآخرين في البيئة الاجتماعية .
-الوحدة النفسية من وجهة نظر نظرية التعلم الاجتماعي Social learning theory
أما وولترز وباندورا (1918-1976 ، 1925) فيريان أن الشعور بالوحدة النفسية ينشأ على أساس التعلم بالملاحظة ، ويؤدي وظيفة ، لأنه سلوك ارتبط بالتعزيز من خلال أنموذج حقق نتائج ، وهو عبارة عن إحساس الفرد بضعف فعالية الذات وتوقعه عدم القدرة على السيطرة في المواقف الاجتماعية بجهوده الذاتية .
- الوحدة النفسية من وجهة نظر نظرية المجال (Field Theory)
فسَّر كيرت ليفين (1890-1949) الشعور بالوحدة النفسية حالة عدم أتزان انفعالي تؤدي إلى عجز الفرد في الوصول إلى محتويات كثير من المناطق في مجاله الحيوي ، وكثيراً ما تطغى المناطق المقفلة على المناطق الأخرى وتؤثر في سلوكه ، بحيث يبدو غير منسجم او متوافق مع عالم الواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه .
- الوحدة النفسية من وجهة نظر نظرية السمات
-الوحدة النفسية من وجهة نظرالبورت Allport
عبَّر جوردن البورت (1897-1967) عن الشعور بالوحدة النفسية عدم قدرة الفرد على تحقيق امتداد الذات ، وانعدام الاهتمام الحقيقي في مجال العلاقات الاجتماعية ، مع تركيزه الكلي على دوافعه ومقاصده الخارجية ، مع نظرة سلبية على نفسه بفقدان الأمن الانفعالي وعدم تقبل الذات .
- الوحدة النفسية من وجهة نظر النظرية الظواهرية ـ كارل روجرز
Phenomenological Theory Rogers
كان كارل روجرز (Carl Rogers) معالجا نفسيا معروفا ومؤسسا لطريقة العلاج المتمركز حول المسترشد ، وقد جمع المبادئ الأكثر نظامية وأسس عليها نظرية الذات من خلال شواهد سريرية ، كما انه طبق هذه النظرية في مجال الإرشاد والعلاج النفسي .
فيرى أن الشعور بالوحدة النفسية ينشأ بسبب كف وإنكار أو تحريف لبعض الإدراك في ميدان الخبرة ، وهي دالة على مستوى التوافق النفسي وعلى مدى تنافر أو انسجام الذات مع الخبرات الاجتماعية التي تنتظم لدى الفرد وتتشوه من أجل ان تتلائم مع المدركات السابقة .
- الوحدة النفسية من وجهة نظر جورج كيلي
يؤكد جورج كيلي (1905-1967) ان الشعور بالوحدة النفسية ينشأ من حالات وجود تنبؤ خاطئ بالوقائع الاجتماعية ، وهو مشكلة إدراكية تعني الفشل في تفسير المعايير والقيم الثقافية للفرد .
-الوحدة النفسية من وجهة نظر فروم From
وأكد أيريك فروم (1900) بأن الشعور بالوحدة النفسية حالة طبيعية تتصف بها البشرية فضلاً على حالة عدم الأهمية بسبب حصول الأفراد على حرية أكثر ، وكلما قلّت الحرية زادت مشاعرهم للانتماء والأمان .
والوحدة النفسية ، والعزلة ، والضعف عمليات تصاحب النضج ، والفرد يحاول إعادة روابطه الأولى بالأمان أي انه يحاول الهرب من حريته المتنامية بواسطة ميكانزمات مثل (إقامة الروابط ، الانعزال ، الهدم ، الحب) . والهدف من ذلك هو خلق الذات .
كما يرى فروم بأن الإنسان يشعر بالوحدة و الانعزال لأنه جاء منفصلا عن الطبيعة ومنفصلا عن الناس الآخرين وذلك في كتابه الهروب من الحرية(Escape From Freedom1941 )ويضيف أيضاً بأن حصول الفرد على حرية أكثر خلال حياته ومن خلال شعوره بالوحدة أيضا ،فتكون الحرية حينئذٍ كتكيف سلبي ،فيحاول أن يهرب منها ،وأن الفرد كائن حي يمتلك الحاجات الفسيولوجية التي يجب أن تشبع ،وانه ككائن حي إنساني يدرك نفسه عن طريق التصور والتخيل ،والتعليل .
- الوحدة النفسية من وجهة نظر نظرية التدرج الهرمي للحاجات الإنسانية
( أبراهام ماسلو Maslow) Hierarchy Needs Theory
أبراهام ماسلو شخصية معروفة في علم النفس المعاصر لما أمده من اتجاه جديد وحركة جديدة ظهرت في السنين المعاصرة في علم النفس الإنساني،كل السلوكيات البشرية وظيفة تهدف إلى إشباع حاجة
فيرى ان الشعور بالوحدة النفسية ينشأ بسبب عدم إشباع حاجات الانتماء والحب . والوحيد نفسياً يكون مدفوعاً بجوع للاحتكاك والصداقة الحميمة والانتماء ، والحاجة إلى التغلب على مشاعر الاغتراب والعزلة التي سادت بسبب الحراك الاجتماعي وتحطم الجماعات التقليدية ، وبعثرة الأسرة والفجوة بين الأجيال بسبب التحضر المستمر واختفاء علاقة (الوجه لوجه) .
- الوحدة النفسية من وجهة نظر نظرية الجشطالتية :
فقد فسَّر كل من (كوفكا ، وفرتمير وكوهلر) الشعور بالوحدة النفسية بأنه تعبير عن قصور في حيز حياة الفرد وعن اتجاهاته نحو نفسه وموقفه منها .

 

__________________
رد مع اقتباس