عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-17-2011, 08:54 PM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 


الأسبـــاب

الغضب أمر طبيعي، وسلوك سوي عند الطفل، غير أن اتجاهه وشدته تأخذ اتجاهًا منطقيًا عبر مراحل النمو المختلفة التي تتسم بالنمو الطبيعي أو السوي، ويعتبر رد فعل غريزي للإحباط أو للتعرض للهجوم أو لعدم تلبية توقعاتنا. وتبعًا لأشلي مونتاجو (
ashley montague) فإن المزاج السيئ هو بشكل عام نتيجة للإحباط وليس لفعل خاطئ. ومن العوامل الأخرى تعرض الأطفال لمشاهدة الراشدين أنفسهم وهم يظهرون نوبات غضب بسهولة.
وعدم قدرة الأطفال على إدراك متى يشعرون بالانزعاج أو الإحباط، وبالتالي غير قادرين على نقل هذه المشاعر للآخرين إلا بعد أن ينفجروا في نوبة غضب شاملة.
وليس هذا سوى قليل من الأسباب الجلية التي تؤدي إلى نوبات الطبع لكنه لابد أن نذكر أن هناك أسبابًا أكثر خفاء ودقة قد لا تبدو بمثل هذا الوضوح في كل حين. ولنفرض مثلًا أن الطفل كان يلعب هادئًا ينفذ خطة كان قد رسمها لنفسه وهو يتوق إلى إتمامها، فإذا به - بكلمة من أحد الكبار الذين لا يحفلون بما يدور في ذهنه - يطالب بأن يقف كل خططه وجهوده أو أن يطرحها جانبًا، سواء أمكنه أن يدرك الحكمة في ذلك أو لم يمكنه.

أمن الغريب إذًا أن يعبر عن حنقه على أعنف منوال يستطيع به التعبير عنه؟

وقد لا يكون تقلب المزاج في الصغار إلا انعكاسًا لعدم الاستقرار عند آبائهم. أتنفجر أنت غاضبًا؟ أيدفعك طفلك إلى الحنق إذا أساء أدبه؟ ألا تزال به قائلًا «كفى» و«لا» حين لا يستلزم الأمر ذلك حقًا؟ ليس من المجدي أن تحاول فرض الطاعة بالصياح في وجه الطفل كما يفعل كثير من الآباء، فإنما يثيره هذا ويزيد هياجه ويجعله من ثم أعسر قيادًا. ولا يعوز الطفل وقت طويل حتى يعرف مواطن الضعف في أهله، وحتى يحدد تحديدًا دقيقًا قدر ما ينبغي من رفس وصراخ وعويل للحصول على الغاية التي يهدف إليها. فإذا هيأ الآباء أنفسهم لاتخاذ ما ينبغي إزاء ذلك من مسلك حازم موحد، وإذا هم أوتوا من الشجاعة ما يدفعهم إلى التسليم بأنهم هم الآخرون في حاجة إلى تعلم ضبط النفس، فسرعان ما ينتهي الأمر بالفوز في المعركة.

ويغلب أن يكون الطفل الذي تلازمه هذه النوبات الحادة غير مستقر الانفعالات بطبعه، وأن يكون من الطراز الذي يعجز عن مواجهة المقدار المألوف من الجهد والتوتر دون أن يلحق به إجهاد بالغ، وليست نوبات الطبع سوى عرض من أعراض كثيرة للإجهاد العصبي عند الأطفال. إذ غالبًا ما يسبق تلك النوبات اضطراب في النوم، وتأفف في الأكل، وتلمس للأخطاء التافهة، أو شكاوى من حيف زملائه في اللعب، أو ظلم أبويه ومعلميه. ويعني هذا أن الطفل في حاجة إلى قدر أكبر من الراحة والنوم، ثم إلى فرصة أسنح وأوسع للعب خلال صحوه. فيجب أن لا يحجز في الدار ويحرم من رفاقه في اللعب، لأن هذا الموقف نفسه يدفعه إلى أن يتركز تفكيره حول ذاته، فيصير غضوبًا عسير الرضا دائم التوتر، وهو كفيل بأن ينفجر في أية لحظة. كذلك ينبغي أن لا نجره إلى (مشاوير) السوق أو إلى السينما أو إلى الحفلات حيث يزيد ثورة وهيجانًا.
ويجب النظر إلى نوبات الطبع في كل حالة من حيث صلتها بالأسباب المثيرة وبشخصية الطفل.

طرائق الوقاية من نوبات الغضب


- النموذج الأبوي: تذكر أن أطفالك من المرجح جدًا أن يقلدوا أسلوبك في التعامل مع الإحباط.

- الحاجات الفيزيولوجية: في حالات الجوع والتعب يزيد احتمال انفجار الغضب عند الأطفال. لذلك تأكد من أن يحصل طفلك على كمية كافية من النوم والراحة والطعام. وفرصًا للعب بحرية خارج المنزل إذا كان متوفرًا بشكل سليم.

- اطلب أقل قدر ممكن من المتطلبات: لا تفرض على طفلك عددًا كبيرًا من الممنوعات والقيود الصارمة غير الضرورية أو الاعتباطية التي تشكل عاملًا هامًا في إحداث نوبات الغضب، فالغضب والمقاومة هو رد الفعل الطبيعي لكلمة توقف (
stop) لذلك عليك بالسيطرة على أطفالك فقط في الحالات الضرورية والهامة واترك مجالًا للطفل ليكوّن شخصيته ويبدي رأيه ويحقق ذاته في عوامل تساعد في نضجه الانفعالي.

- التحذيرات المبكرة: شجع الطفل على تفريغ انفعالاته بالحديث والتعبير عن انزعاجه وتفهمه واستمع له مليًا فعندما يبدأ الطفل بالدمدمة والتذمر، ويبدو متجهًا للانفجار في نوبة غضب، قل له شيئًا من مثل: يبدو أن شيئًا ما يزعجك، قل لي فيمكنني مساعدتك - وإذا وجد الطفل صعوبة في التعبير عن نفسه فحاول أن تساعده ببضع كلمات تظن أن لها علاقة بانزعاجه، وإن لم يكن لديك فكرة عمَّا يزعج طفلك فاسأله « هل حدث شيء في المدرسة اليوم؟»، « هل أنت غاضب من أختك؟» وحتى لو أنكر الطفل صحة تخمينك إلا أنه سيصبح أكثر هدوءًا… وهكذا يمكن لتفهم الوالدين والاهتمام بالطفل أن يساعدا في تخفيض حالة التوتر عند الطفل.

- التدريب على الاسترخاء: يمكن تعليم الطفل عملية الاسترخاء الجسدي والعقلي عن طريق جعل الطفل يتصور منظرًا يبعث على الاسترخاء ضمن جو عاطفي دافئ مرح وهذا ما يخفف من درجة إثارة الغضب.


 

رد مع اقتباس