عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-03-2011, 01:07 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي

 

العلاج :
يتبع علاج رهاب الأطفال نفس علاج الرهاب عند الكبار، يمارس الطفل ألعابه تلك والتي تقربه بصورة متواصلة من الأشياء التي يخاف منها والإبقاء عليه معها حتى لا تعود تشكل مصدر خوف يهرب منها. قد يمازحه شخص ما أثناء لعبه، يعطيه قطعة حلوى ويثني عليه في تقدمه هذا. انه من المفيد جداً أن يشاهد الطفل الخائف اطفالاً آخرين يقومون بنفس العمل...

العلاج:
... فمثلاً الطفل الذي يخاف من الكلاب يشعر بشجاعة أكثر وهو يرى طفلاً آخر في نفس عمره وجنسه يربت على ظهر كلب. طريقة مفيدة أخرى لمساعدة الأطفال لتبديد خوفهم من الحيوانات هي اقتناء قط صغير حتى يعتادوا عليه ويلعبوا معه، وبمرور الوقت يكبر الحيوان ويصبح الطفل خالياً من تلك الحساسية تجاه ذلك الحيوان، لقد عالج طفلة كانت لديها مخاوف تجاه القطط وهي في عمر ثلاث سنوات ونصف بإحضار قطة صغيرة إلى المنزل وتم تعليمها كيف تلعب معها، لقد زالت مخاوفها سريعاً وأصبحت كثيرة الالتصاق بتلك القطعة عندما كبرت وأصبحت قطعة كبيرة.

السخرية :
عند علاج رهاب المدرسة لابد من التأكد أولاً من أن الأحوال داخل المدرسة محتملة، وأن الطفل لم يكن مثار سخرية الآخرين، وأن متطلبات اكاديمية غير ضرورية لا يطلب منه اداءها. إن هذه المشاكل يجب مواجهتها مباشرة. فإذا كان الوضع داخل المدرسة لا يبدو أنه غير مناسب وأن المشكلة الرئيسية هي أن الطفل يخاف من مواقف تعتبر طبيعية فإن أهم نقطة في العلاج هي الإصرار القوي على العودة إلى مدرسته والبقاء هناك مهما كانت درجة كراهيته لهذه الفكرة. إن مشاركته الاستمتاع بما يقوم به في المدرسة والثناء عليه وعلى ادائه واجباته قد يساعدان كثيراً في هذا الأمر.
إن عودة الطفل إلى مدرسته يحتاج إلى تعاون مدرسيه والذي يجب عليهم تفهم موقفه. عند إجبار الطفل على العودة إلى المدرسة رغم معارضته وهو يصرخ ويبكي قد يشعر الأبوان انهما اصبحا عديمي الرحمة. عادة ما يتوقف الطفل عن البكاء حين يصل فصله. حتى تأتي هذه اللحظة قد تصاحب الأم أو الأب نظرات غضب من الآخرين تدينهما على قسوتهما مع هذا الطفل. لقد حدث هذا الموقف لاحد الزملاء الأطباء حينما شعر ابنه الصغير ببعض الخوف من المدرسة عقب انتهاء اجازته المرضية بعد إصابته بالتهاب في اللوزتين. اتباعاً لأسس العلاج المعروفة، والتي تقول بأن العودة المبكرة إلى تلك الأماكن التي تثير الخوف هي اسرع وسيلة لتخفيف المخاوف، اصطحب هذا الزميل الطبيب معه ابنه معي في السيارة وذهبنا معاً حتى باب المدرسة فما كان منه إلا أن بدأ في الصراخ بصوت عال ليلفت انتباه تلك العيون الفضولية من حولهم. حينما دخل إلى فصله حلت عليه السكينة وسرعان ما اندمج مع أقرانه في نشاطاتهم المدرسية بكل سعادة. وخلال ثلاثة أيام كان يهرول سعيداً إلى مدرسته صباح كل يوم دون أدنى همهمات اعتراض أو تذمر. لفترة سنتين في كل مرة كان عليه العود إلى المدرسة بعد انقضاء إجازة طويلة كانت لديه بعض الاعتراضات ولكنها اختفت سريعاً بعد اخذه إلى المدرسة بكل حزم.

هل يمكن تعليم الأطفال كيفية التعامل مع القلق؟
ثمة أمر يجب أن يتعلمه الأطفال، وهو أنه لابد من توقع حدوث القلق وعلينا جميعاً أن نكون مستعدين لمواجهة الصعوبات والتغلب على المواقف المفزعة، إنه من السهل تنشئة الطفل على اتخاذ موقف شجاع إذا عاش وسط بيئة شجاعة بطبعها أسهل من ذلك الطفل الذي ولد جباناً، مع التسليم بأن هناك بعض الأطفال أكثر شجاعة من الآخرين.
ولأن التشبه بالوالدين أمر مهم لدى الطفل لأنه يتمثل كثيراً بمواقفهما. فإذا رأى الطفل أن والديه على اهبة الاستعداد لمواجهة المواقف المرعبة فإنه غالباً ما يكون جاهزاً لفعل نفس الأمر ويكون على والديه تحفيزه عند قيامه بهذا العمل، على كل حال لايجب علينا أن نطلب من الطفل في كل الأوقات أن يفعل شيئاً فوق استطاعته. كما أنه من غير المفيد أن يرى الطفل شخصاً آخر يدعي الشجاعة فحسب ولكنه يقوي قناعته الشخصية بأنه شخص جبان. حينما يكون الطفل ذا ثقة في نفسه بما فيه الكفاية فإن مقداراً من التشجيع يجب توجيهه لهذا الطفل كي يواجه مواقف أقل إثارة للخوف حتى يفقد كل مخاوفه تلك.
إن الطفل يحتاج إلى مساعدة أثناء مواجهته لمخاوفه حتى انتهاء كل هذا الخوف.
وإن الأطفال والكبار أكثر ما يظهرون خوفهم حين يضعفهم المرض أو التعب الشديد، أو عند الإصابة بالاكتئاب. أنه من الأفضل ايقاف محاولات مواجهتهم للمواقف المخيفة في مثل هذه الأحوال لأن هذا يزيد الخوف بدلاً من أن يعينهم على التخلص منه. إن هذا المحاولات يمكن تشجيعها لتعطي مردوداً أفضل وقت شعور الفرد بأنه في أتم صحة.
يستجيب الأطفال والكبار بدرجة كبيرة إذا تم تهيئتهم قبل فترة من مواجهتهم لتلك المواقف المثيرة للتوتر، واخبارهم بما يمكن توقعه، وأن يتعلموا كيف يتصرفون ازاءها.
قبل البدء في أي إجراء علاجي للأسنان يمكن للأطفال أن يقوموا بزيارات اولية لعيادات طبيب الأسنان فيجلسوا على كرسي الأسنان الذي يرتفع وينخفض فيعتبرون هذا الأمر كلعبة ثم يقوم الطبيب بالكشف على اسنانهم دون إجراء أي خطة علاجية ويؤجل العلاج إلى وقت لاحق. يمكن أن يصبح طبيب الأسنان صديقاً لهم بدلاً من أن يتحول إلى بعبع يخيف الأطفال. ينطبق نفس هذا الأمر على زيارات الطبيب. إذا كان على الأطفال دخول المستشفى بغرض العلاج فمن الأفضل زيارة المستشفى مسبقاً حيث يقابلون الممرضين والممرضات ويخلقون معهم نوعاً من الصداقة قبل التنويم.

نتيجة الانفصال:
إن القلق الشديد يسبب الانفصال يمكن منعه بأن يذهب الأطفال في إجازات بعيداً عن منازلهم بصبحة بعض اقاربهم أو اصدقائهم على أن يكون ذلك لمدة ساعات ثم يومين ثم تزداد الفترة طولاً في اوقات لاحقة. يجب تشجيع الاطفال على القيام برحلات والمشاركة في معسكرات مع اصدقائهم. أما بالنسبة لبقية أنواع الرهاب الشائعة فمن الأفضل أن يتعلم الاطفال أسس الصحة العامة ومن ضمنها النظافة، النظام، العادات الحسنة على أن يتم هذا الأمر برفق ولين.

تغيير الكوابيس إلى أحلام تفوّق:
هناك مثال باهر للطريقة التي يمكن معها تعليم الأطفال كيفية مواجهة قلقهم أورده عالم الانسانيات " انتروبولوجي" استيوارات. وصف هذا العالم كيف تتعامل قبيلة في ماليزيا تسمى السينوى مع أي طفل يروي لهم قصة حلم مقلق مثل حلم بالسقوط. حين يروي طفل السينوي هذا حلماً يدور حول السقوط، يجيبه اقرانه الكبار بكل حماسة :"إنه حلم مدهش، إنه من أفضل الأحلام التي يحلم بها رجل، أين سقطتَّ؟؟ وماذا اكتشفتَ هناك؟".
يعاد نفس هذا التعليق حين يروي الطفل حلماً عن التسلق، السفر، الطيران، أو حتى حلماً مؤلماً. يجيب الطفل في البداية، كما يحدث في مجتمعاتنا، أن ذلك الحلم لم يكن أبداً رائعاً، فقد كان خائفاً لدرجة أنه صحا من نومه قبل أن يسقط في مكان آخر. فيجيبه الكبار " لقد كان ذلك خطأً"
إن هذا التصرف الماليزي اوردناه هنا لكي يتعلم الآباء في مجتمعنا بأن مشاركة الطفل خوفه حتى في حلمه، كما هو الحال في هذه القبيلة التي تعيش في مناطق نائية يساعد الطفل في التغلب على خوفة المرضى.
إننا الآن نمر في فترة مختلفة عن التي عشنا فيها عندما كنا اطفالاً. في تلك المرحلة، كانت المملكة العربية السعودية لم تصل إلى ما وصلت اليه الآن من تقدم ومدنية. فقبل ثلاثين او اربعين عاماً كانت معظم مدن المملكة بلداناً صغيرة ومجتمعات بسيطة لذلك لم يكن الرهاب (الخوف المرضي) للأطفال في تلك الايام مثلما هو هذه الأيام في عصر التواصل الاعلامي الكبير والانفتاح على الثقافات المتعددة. الآن أصبح الاطفال يشاهدون افلاماً خيالية، في كثير من الاحيان لا يستطيع خيالهم استيعاب هذه المشاهد، وكذلك التفريق بين الخيال والواقع.
إن الرهاب عند الاطفال أمر مهم أن يتفهمه الوالدان، وبالذات الأم فهي الأكثر قرباً والتصاقاً بالطفل، ومنها يتعلم الطفل عاداته وسلوكياته التي سوف تستمر في أغلب الأحيان معه حتى في الكبر. يجب على الأم عدم تخويف الطفل خاصة الصغير الذي لم يدرك من الأشباح أو بعض الشخصيات الخيالية في الأفلام الخاصة بالأطفال (افلام الكرتون) بل يجب عليها دائماً التركيز على عدم ترهيب الطفل من هذه الامور، وأن تشرح له باستمرار بأن هذه الاشياء مجرد خيال وأمور لاتمت للواقع بصلة. ان كثيراً من الآباء والامهات لا يعلمون أن الطفل يستوعب ما نقوله له بأكثر مما نتوقع.

الأدوية النفسية:
يفضل دائماً تجنيب الأدوية النفسية بقدر المستطاع، خاصة في حالات القلق والرهاب، ولكن ثمة حالات يكون معها استخدام الأدوية النفسية امراً لاغنى عنه.
عند استخدام الأدوية النفسية للأطفال، فيجب توخي الحذر في ذلك، وحبذا لو كان ذلك عن طريق طبيب متخصص في الطب النفسي للأطفال، بوجه عام يجب أخذ المحاذير التي تتم عادة عند استعمال هذه الأدوية مع البالغين وكبار السن. تختلف الجرعات عادة في الاطفال وفي معظم الحالات تكون الجرعات أقل منها عند البالغين.
في حالات الرهاب يتم علاج معظم الحالات عن طريق العلاج النفسي، ولكن في بعض الحالات التي يكون فيها الطفل مضطرباً بشكل كبير فإن استخدام جرعات من مضادات الاكتئاب يكون مفيداً، ويجب شرح العلاج بصورة واضحة للوالدين، ماهو العلاج وكيفية عمله، والاعراض الجانبية للعلاج، وبشكل تقريبي المدة التي سوف يستمر عليها الطفل في اخذ العلاج.
عادة يكون الوالدان قلقين بشكل واضح عندما يستخدم طفلهما أدوية نفسية، حيث مازالت الأدوية النفسية لها صورة سلبية عند عامة الناس، وربما يواجه الطبيب معارضة من الوالدين بشأن استخدام طفلهما دواء نفسياً، لذلك فمهمة اقناع الوالدين ليست أمراً سهلاً بالنسبة لاستخدام أدوية تساعد الطفل على التغلب على القلق والرهاب.

 

رد مع اقتباس