اسباب التوحد:
عشرات الاسئلة تندفع علي السنة الوالدين حينما يصدمهما الطبيب بان ابنهما مصاب بالتوحد
هل نحن السبب ؟ هل المرض وراثي ؟ هل اهملنا الطفل حتي تعرض للمرض ؟ هل كل ابناءنا سيصابون بنفس المرض ؟ لماذا لم يصب المريض اخوته الاكبر سنا ؟ ....................
للاسف الشديد لا توجد اية اجابات لمثل هذه الاسئلة ، والذين يدعون ان لديهم اجابات لايوجد لديهم اي دليل علي ان اجاباتهم هذه صحيحة، نحن قلنا ان هناك اسباب للتوحد ، لانه علي الرغم من تأكيد الجميعان الاسباب الحقيقية للمرض غير معروفة الا انه هناك شبه اتفاق انه لايوجد سبب واحد لهذا المرض وانما هو ينتج من تداخل عدة اسباب، ولكي يتم الكشف عن تلك الاسباب تم رفع الميزانية المخصصة لابحاث التوحد من 22 مليون دولار سنة 1997 الي بليون دولار
عندما تم اكتشاف المرض لاول مرة في اربعينيات القرن العشرين كان معدل الاصابة هو طفل من بين عشرة الاف ، وفي الثمانينات ارتفع الي طفل من بين 166 ، والان اصبح طفل من بين 110 طفل ، وهو مايعنيان معدل الاصابة بالمرض ارتفع منذ اول مرة لاكتشافه الي مئة ضعف، ويعتقد الكثيرون ان معدل الاصابة لم يرتفع وانما دقة التشخيص والوعي بالمرض هي التي ادت لاكتشاف حالات كانت تدرج تحت عناوين اخري وضمتها لطيف التوحدواشهرالامثلة هو مرضي التخلف العقلي في العقود السابقة حيث اتضح ان اغلب هذه الحالات هم مرضي بالتوحد، ويعتقد البعض انه يتم ادراج عدد ليس بالقليل بين مرضي التوحد ، رغم انهم مرضي بامراض اخري وذلك طمعا في الحصول علي العناية الطبية التي توفرها الدولة حاليا لمرضي التوحد دون غيرهم خاصة في مجال التعليم.
يفترض الاطباء ان هناك اسباب وراثية تتمثل في اصابة احد الجينات بتلف ، ورغم انه لايعرف ماهو هذا الجين ولا ماهو التلف الذي اصابه !!!!، فهناك حالات كثيرة لديها استعداد جيني للاصابة بامراض القلب اوالسرطان مثلا ولكنها لم تصب بتلك الامراض بسبب مراقبتهم لسلوكهم وابتعادهم عن العوامل الاخري التي تساعد في ظهور تلك الامراض، وعلي العكس من ذلك هناك مصابون بتلك الامراض وليس لديهم سبب جيني وانما بسبب اسلوب حياتهم الذي يساعد علي ظهور المرض، فاغلب المدخنين والذين يدمنون الخمر يصابون بامراض السرطان حتي وان لم يكن لديهم استعداد جيني ، والذين لديهم استعداد جيني ولكنهم لايدخنون ولايدمنون الخمر لا يصابون بالمرض.
المركز الفيدرالي لمكافحة الامراض اعلن:
أ- 75% من حالات التوائم المتماثلة كلا التوأمين فيها مصاب بالتوحد.
ب- التوائم غير المتماثلين تكون نسبة اصابة التوأمين بالتوحد 3%
ت- العائلات التي فيها مريض بالتوحد يعاني 10-40% من افرادها من حالات اعاقة اخري في التعلم والتخاطب
توضح تلك الاحصاءات ان الوراثة في التوحد ليست سببا، صور الاشعة المقطعية للمخ اوضحت وجود اختلافات في شكل وتركيب المخ، خاصةالفص الجبهي لمرضي التوحد والمصابون بمتلازمةاسبرجر، كما لوحظ ان هناك تشوهات في حجم ووظيفةالمخ لدي مرضي التوحد الا انه ثبت ان تلك التشوهات ليست ناتجة عن اي اختلالات جينية معروفة.
الباحثون في مركز دراسة انسجة مرضي التوحد في برينستاون – نيوجيرسي ، وهو البنك الذي يتم تجميع مخ المرضي بالتوحد بعد وفاتهم بحسب وصيتهم بالتبرع به لاجراء دراسات تفيد المرضي الاخرين مستقبلا ، اعلنوا ان سبب المرض قديكون عيبا خلقيا في الجينات ، او صدمة لانسجة المخ ، او اسباب بيئية تؤذي انسجة المخ ، كذلك وجدت تشوهات في الناقلات العصبية.
لاحظ العلماء ان حجم مخ المرضي بالتوحد اكبر من الطفل العادي عند عمر 12 عاما علي الرغم من ان الفصان الجداريان ،المسئولان عن الحركة ، والتوجه ، والتعرف وادراك المنبهات العصبية اصغر حجما منا لطفل العادي، مخ مرضي التوحد اثقل وزنا من الطفل العادي ، رغم ان اللوزة والحصين ومراكز الذاكرة اكبر حجما في مرضي التوحد، ويعني ذلك ببساطة ان المخ لايستطيع التعامل مع المعلومات المتاحة امامه من اجهزة الجسم المختلفة بشكل عادي ولايستطيع التنسيق بينها. ان تضخم حجم المخ يجعله يتعامل مع كم كبير من الاشارات العصبية التي لايستطيع التحكم فيها نظرا لان عددها اكبر من قدرته ، يشابه ذلك شبكة التليفون المحمول عندما يكون يوم العيد وعدد الاتصالات اكبر من كل يوم والنتيجة ان تنفصل الشبكة ولا تجري اي مكالمات.
ولو افترضنا صحة هذه التشوهات في مخ المريض ،كيف تؤدي تلك التشوهات الي اعراض مرض التوحد ، هذا هوالسؤال الكبير؟
الحقيقة لاتوجداجابة ولكن هناك بعض النظريات ، فمثلا يدعي اريك كورتشيسن من جامعة كاليفورنيا ان قشرة المخ لدي مرضي التوحد لاتعمل باستثناء الجزء الخاص بالعمليات البصرية وجزء من الذاكرة ،ويدعي اخرون عيوبا في اللوزة والحصين والمخيخ ....الخ، واطرف هذه الادعاءات هو الوصلة بين المخ والامعاء !!!!!!!!!!!! حيث يدعي الباحثون ان عدم قدرة جسم مريض التوحد علي اجراء عملية (المثيلة) وهي تكوين جزيئات كبيرة من الجزيئات الصغيرة ، مما يسبب عدم قدرة الجسم علي التخلص من المعادن الثقيلة كالزئبق والكادميوم وغيرها والتي يؤدي تراكمها الي تسمم المخ وظهور اعراض التوحد.
ويدعي الباحث البريطاني سيمون بارون مايسميه سيادة الجانب الايمن للمخ وان زيادة كمية هرمون الذكورة ( تستوستيرون) في رحم الام يؤدي لمرض التوحد ، ولذلك المرض في الذكور عدة اضعاف الاناث، وسنناقش باستفاضة كل هذه الادعاءات في الباب الخاص بطب الاعصاب