عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-09-2013, 12:25 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي

 

الفصل الأول
أولاً - مقـدمة :
أنعملية التنشئة الاجتماعية عملية تكيف الطفل لبيئته الاجتماعية ، وتشكيله على صورةمجتمعه ، وصياغته في القالب والشكل الذي يرتضيه ، فهي عملية تربية وتعليم تضطلع بهاالأسرة والمربون ، بغية تعليم الطفل الامتثال لمطالب المجتمع والاندماج في ثقافته ،والخضوع لالتزاماته ، وتعليمة القيم السائدة ، ومجاراة الآخرين بوجه عام .

وعمليةالتنشئة الاجتماعية تقوم على ضبط سلوك الفرد وكفه عن الأعمال التي لا يقبلهاالمجتمع وتشجيعه على ما يرضاه منها ، حتى يكون متوافقاً مع الثقافة التي يعيش فيها، فالضبط الاجتماعي لازم لحفظ الحياة الاجتماعية ، وضروري لبقاء الإنسان ، وطبيعةالإنسان لا تكون بشرية صالحة للحياة الاجتماعية ، إلا بخضوعها لقيود النظم المختلفةمن عادات وتقاليد وقيم وغير ذلك من الضوابط الاجتماعية ، التي تهذب النفس وتسمو بها، بذلك يعيش الإنسان في سلام مع غيره من الناس ويكتسب حبهم واحترامهم (فوزية دياب ، 2001 ،ص114) .

يولد الطفل مزوداً بقدرة على التعلم ، لكنه لا يولدمزوداً بأنماط السلوك ، فهذه يتهلمها من الحياة الاجتماعية ، فالتعلم يشكل شخصيتهبطريقة تجعله صالحاً لحياة منظمة تبع أنماط معينة ترتضيها المجموعات الصغيرةوالجماعات الكبيرة ، ويرضى عنها المجتمع بوجه عام ، وهذه القدرة الفائقة على التعلمالتي حبت الطبيعة الإنسان بها ، تلك القدرة التي تعلو عند الإنسان على ما يوجد منهاعند سائر المخلوقات الأخرى ، هي الأساس الذي يعتمد عليه المجتمع في ضبط الإنسانوتحديد دوافعه حتى يكون سلوكه متوافقاً مع الحياة الاجتماعية السائدة (فوزية دياب ، 2001 ،ص115) .
يحتل مفهوم القيم في العلوم النفسيةوالاجتماعية أهمية كبرى ، باعتباره أحد العوامل التي توحد سلوك الأفراد والتي تحققوحدة الفكر والحكم والسلوك داخل الحياة الاجتماعية .
وتعتبرالقيم من أكثر سمات الشخصية تأثيراً بالإطار الثقافي في المجتمع ، فلكل مجتمع نسقهالقيمي الخاص الذي يكاد يكون شائعاً بين أبنائه ( يوسف محمد ، 1990 ،ص57) .
ومعرفة القيم السائدة في المجتمع تساعد على معرفة نوعالثقافة الشائعة فيه ، وتساعد على تحديد وفهم الفلسفة العامة لهذا المجتمع ، علىأساس أن القيم انعكاس للأسلوب الذي يفكر به الناس ، في إطار ثقافة معينة وفي فترةزمنية محددة .
تبدأ عمـلية التعلموضبط دوافـع الطفـل في الأسرة منذ سن مبكر جداً . وهناكثلاث درجات لضبط دوافع الطفل وسلوكه .
تعد الدرجة الأولى أدنى درجات الضبط لأنهاتقع في المستوى العضوي ، ووسيلتها الشعور باللذة والألم ، فالضبط من الدرجة الأولىيفيد في تعليم الطفل تعليماً شرطياً في مرحلة مبكرة ، فهو يكرر ما يحدث له ارتياحاًوما يشعره باللذة . وتتكون العادة نتيجة هذا التكرار المصحوب بالارتياح واللذة .

أماالدرجة الثانية للضبط فتقع في المستوى الاجتماعي ، حيث تكون شخصية الطفل قد أخذت فيالنمو ، ويكون عقله قد بدأ يميز ويدرك الأمور تدريجياً ، وتتأثر شخصية الطفل في هذهالمرحلة تأثيراً شديداً بالإيحاء ، والتقليد والإحباط ، ومختلف القوى الأخرىالمشابهة ، والمجموعة ، ممثلة في الأسرة ، وثلة الأصدقاء ، وعصبة الأقران ، والسلطةالعليا في ضبط السلوك ، وتنميطه حسب معاييرها وقيمها ومثلها ومبادئها ، فالفرد فيالأسرة في أغلب الحضارات محدد المكانة ، معتمد على الغير ، آخذ ، ناقل ، مطيع ،خاضع ، وهو في الثلة آخذ معط ، ودود ، مفض بسره ، كاتم لأسرار غيره هادئ ، متعاون ،مستعد للتضحية ، محب للغير ، وهو في العصبية مغامر ، متنافس ، متحد ، مكافح ، مثابر، مبتكر ، أناني .

أما الدرجة الثالثة للضبط فتقه في المستوى الثقافي الذييطلق عليه اصطلاح فوق العضوي ، ويشتمل الضبط في هذه المرحلة على الظواهر الثقافيةوالآداب الشعبية ، والأوامر ، والنواهي ، والأعراف ، والطرائق الفنية ، وأنماطالسلوك الرمزية المستحدثة ، فالثقافة هي القالب الذي يشكل الشخصية وينمط سلوكها (فوزية دياب ، 2001 ،ص116) .

مما أجمع عليه علماء الاجتماع والتربية أن الأسرة لم تعدالمؤسسة الوحيدة التي تعلب الدور في تنشئة الطفل حيث تلعب جهات ومؤسسات أخرى دوركبير في تنشئة الطفل من أهمها المدرسة إلا أن المدرسة أصبحت في الوقت الحاضر تسبقهافترة تحضيرية أو ما يعرف في علم التربية بطفل ما قبل المدرسة ، إذ أصبحت دورالحضانة تلعب دوراً أساسياً في تأسيس الطفل قبل دخوله إلى عالمالمدرسة (فوزية دياب ، 2001 ،ص117) ..
ومماسبق يتبن لنا أن رياض الأطفال يقع على عاتقها دوراً كبير في غرس القيم المجتمعية فينفوس الأطفال قبل دخولهم إلى المدرسة حيث تعتبر حلقة التواصل بين البيت والمدرسة فيغرس القيم لدى أطفال ما قبل المدرسة .
ومن هنا أراد الباحث إجراء هذه الدراسةلمعرفة دور رياض الأطفال في تنمية القيم لدى طفل ما قبل المدرسة في محافظة خان يونس .

ثانياً - مشكلةالدراسة :
تكمن مشكلة الدراسة في الإجابة على السؤال الرئيس التالي :
ما دوررياض الأطفال في تنمية القيم لدى طفل ما قبل المدرسة في محافظة خان يونس؟
وينبعثمن هذا السؤال الأسئلة الفرعية التالية :
_
هل يختلف دوررياض الأطفال في تنمية القيم لدى طفل ما قبل المدرسة في محافظة خان يونس باختلافالوظيفة ؟
_
هل يختلف دور رياض الأطفال في تنمية القيملدى طفل ما قبل المدرسة في محافظة خان يونس باختلاف مكان السكن؟
_
هل يختلف دور رياض الأطفال في تنمية القيم لدى طفل ماقبل المدرسة في محافظة خان يونس باختلاف سنوات الخبرة؟
_
هل يختلف دور رياض الأطفال في تنمية القيم لدى طفل ماقبل المدرسة في محافظة خان يونس باختلاف المؤهل العلمي؟
ثالثاً - أهداف الدراسة :
هدفت الدراسة إلى ما يلي :
-
التعرف على مدىأهمية رياض الأطفال كحلقة وصل بين البيت والمدرسة في تواصل تعليم القيم لأطفال ماقبل المدرسة .
-
التعرف على دوررياض الأطفال في تنمية القيم لدى طفل ما قبل المدرسة .

-
التعرف على أثر بعض المتغيرات على الدورالذي تلعبه رياض الأطفال في تنشئة أطفال ما قبل المدرسة .

رابعاً - أهمية الدراسة :
- تكمن أهمية الدراسة الحالية في أنها تدرسدور مهم من أدوار تنشئة الأطفال وتنمية القيم لديهم وهو دور رياض الأطفال .
-
هذا بالإضافة إلى أن هذه الدراسة تساعدأصحاب رياض الأطفال في تنمية قدرات رياضهم والارتقاء بها للمستوى الكبير الذي تقومبه .
-
كما أن هذه الدراسة تساعد القائمين على وضعالمناهج التربوية الخاصة برياض الأطفال لتستطيع القيام بواجبها التربوي على أكملوجه .
فروض الدراسة :
_
توجد فروق ذات دلالة إحصائية لدور رياض الأطفال في تنميةالقيم لدى طفل ما قبل المدرسة في محافظة خان يونس تعزى لمتغير الوظيفة ( مديرة ، معلمة ) .
_
توجد فروق ذات دلالةإحصائية لدور رياض الأطفال في تنمية القيم لدى طفل ما قبل المدرسة في محافظة خانيونس تعزى لمتغير مكان السكن ( مدينة ،قرية ، مخيم ) .
_
توجد فروق ذات دلالة إحصائية لدور رياض الأطفال في تنميةالقيم لدى طفل ما قبل المدرسة في محافظة خان يونس تعزى لمتغير سنوات الخبرة ( دون 3 ، 3-10 ، فوقال 10 ) .
_
توجد فروق ذات دلالةإحصائية لدور رياض الأطفال في تنمية القيم لدى طفل ما قبل المدرسة في محافظة خانيونس تعزى لمتغير المؤهل العلمي ( ثانوي ،دبلوم ، جامعي ) .

منهج الدراسة : سوف تتبع الدراسة الحالية المنهجالوصفي التحليلي الذي يعمل على تتبع الظاهرة موضع الدراسة وأسبابها والعواملالمؤثرة فيها وتفسير نتائجها دون التدخل من الباحث ذاته .
مجتمع الدراسة : سوف تطبق هذه الدراسة في محافظة خان يونس .

عينة الدراسة : سوف تطبق الدراسة الحالية علىعينة عشوائية بحجم (50) معلمة ومديرة روضة من معلمات رياض في محافظة خان يونس .

أداة الدراسة : سوف تستخدم هذه الدراسةالاستبانة كأداة لجمع المعلومات .

أسلوب الدراسة : سوف تستخدم الدراسة الأسلوب الإحصائي المتمثل بالتوزيع التكراري والنسب المئويةوالأوساط الحسابية هذا بالإضافة إلى اختبار (T.Test) .

حدود الدراسة :
تقع حدودالدراسة فيما يلي :
الحد المكاني : محافظة خان يونس .
الحدالزماني : الفصل الأول من العام الدراسة 2005-2006 .
الحدالبشري : معلمات ومديرات رياض الأطفال في محافظة خان يونس .
مصطلحات الدراسة :
-
القيم الأخلاقية :
يعرفهاإبراهيم قشقوش ( 1973 )بأنها تنظيمات نفسية يكتسبها الفرد من خلال تشربه لقيموعادات وتقاليد الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ويمارس دوره من خلاله ، وتتضح هذهالتنظيمات من خلال مواقف الفرد الحياتية وتفاعلاته مع ذاته ومع الآخرين ، فهي تشملكافة جوانب نشاط الإنسان وتفاعله مع بيئته وتصرفاته وسلوكياته التي تنظم علاقتهبالله وبالكون وبالمجتمع ( إبراهيم قشقوش ، 1983 : ص4 ) .
ويعرف الباحث القيم الأخلاقية بأنها مجموعةالقوانين والأهداف والمثل العالية التي نحكم بها على سلوك الفرد وتفاعله مع الآخرين .

-
رياض الأطفال :
هيمؤسسات تربوية ذات مواصفات خاصة ، تستقبل الأطفال في مرحلة عمرية تسبق المدرسةالابتدائية من الذين بلغوا سن الثالثة ولم يتجاوزوا السادسة ، وتهدف إلى تحقيقالنمو المتكامل لطفل هذه المرحلة بما توفر له من ممارسة الأنشطة الهادفة ، واكتسابالمهارات التي تمكنه من مواجهة المواقف الحياتية والتعاون مع الآخرين ( جوزال عبد الرحيم ، 1981 : ص18 ) .

-
معلمة الرياض :
هيالمعلمة المعدة إعداداً دينياً وتربوياً وعملياً لاحتضان الطفل والقيام بتنشئتهوتطبيعه اجتماعياً عن طريق بذل المحاولات الجادة لضبط وتوجيه سلوكه باستخدام أساليبإيجابية فعالة منبثقة من الأهداف التربوية والقيم الأخلاقية ( فضيلة زمزمي ، 1994 : ص10 ) .

-
طفل الرياض :
المقصودبه الطفل الملتحق برياض الأطفال والذي يتراوح عمره من ( 4-6 ) سنواتوتعتبر هذه الفترة هي فترة المرونة والقابلية للتعلم وتطوير المهارات ، كما أنهافترة النشاط الأكبر والنمو اللغوي الأكثر ( أمل القداح ، 1997 : ص10) .


 

رد مع اقتباس