أهلا وسهلا بالجميع
الخلايا العصبية المرآتية ( أو العصبونات المرآتية ) كما يترجمها البعض هى mirror neurons . وقد إكتشفت فى البداية لدى قرد الماكاك الأسيوى. وقد وجدت فى مناطق مختلفة من المخ وعبر السنوات الثمانى الماضية أجريت وتجرى دراسات مكثفة لبيان مواقعها لدى الإنسان ووظائفها. وقد وجدت نشيطة عندما يؤدى الشخص حركة معينة أو يشاهد شخصا آخر يؤدى نفس الحركة ( ومن هنا كانت التسمية مرآتية )، كما وجدت تنشط إذا لمسنا جزء من جسم الشخص أو شاهد غيره يلمس ، أى أن من ضمن خلايا الحركة وخلايا الإحساس بعضها مرآتى. ومن ضمن الإكتشافات أن تقطيع ورقة أو سماع ورقة تقطع ينشط الخلايا المرآتية، أى أن العمل أو متعلقاته الصوتية يشبهان العمل ومشاهدته فى التأثير على الخلايا المرآتية.
ومن وظائف الخلايا المرآتية : التعرف على الأهداف من حركة الشخص الذى نشاهده - تقليد حركة نشاهدها - الإعتطاف empathizing أى الشعور من موقع الشخص الذى نتعامل معه.
وقد تنبه الباحثون لدراسة الخلايا المرآتية لدى مصابى التوحد ووجدوا أنها لا تعمل بكفاءة. وهذا أمر متوقع من عرض واضح لدى التوحديين وهو إفتقارهم للتقليد ولذلك لا يتعلم إلا من خلال قيامه بالعمل بنفسه وليس تقليد الآخرين يقومون بذلك.
من جهة أخرى فإن الحالة المشهورة ( الألم الشبحى فى حالات البتر للأطراف phantom pain )تحير العلماء فى تفسيرها ، والآن يرجعونها إلى نشاط الخلايا المرآتية ، وإبتكروا علاجا لذلك بأن يشاهد مصاب البتر الآخرين وهم يدلكون أيديهم أو أطرافهم ومن ثم تنشط خلاياهم المرآتية فيشعرون بزوال الألم .
سنتابع الموضوع لدى التوحديين ونتابع علاقة موضوع الإحساس وكيفية التغلب على الحساسية المفرطة للأصوات لدى بعض التوحديين ونبحث هل هناك أوراق علمية تعرضت لهذا الموضوع.