كما يجب علي المدرس أثناء عملية التدريس أن يراعي مدي ارتفاع درجة الصوت الذي يستخدمه .. ففي بعض الأحيان يجب علي المدرس أن يستخدم نبرة صوت حانية و مستوي صوت منخفض قدر الإمكان لتدعيم أو مساندة الطفل أو لتوجيه الطفل جزئيا أثناء أداء الطفل لبعض المهام .. في حين أنه في أحيان أخري يكون عليه أن يستخدم درجة علو مرتفعة لكي يتمكن من السيطرة علي الطفل مثلا أو للتعبير عن عدم رضاء المدرس عن سلوك غير مرغوب ..
2. اللعب أحد أهم وسائل التعلم إن لم يكن أهمها علي الإطلاق :
يعد اللعب من الأنماط السلوكية الشائعة لدي الأطفال في مرحلة الطفولة ... و لا ندري حتي الآن ما هو الدافع الذي يدفع الطفل لكي يلعب ؟ كما أننا لا ندري كيف يتعلم الأطفال اللعب ؟ و لا كيف لهم أن يمروا بنفس مراحل تطور اللعب و أنواعه المختلفة بنفس الترتيب تقريبا حتي دون أن يعلمهم أحد ذلك ؟ و كنتيجة لذلك أصبح اللعب مادة خصبة للبحث و الدراسة خاصة بعدما تبين ما له من آثار و فوائد إيجابية عديدة في مختلف مظاهر نمو الطفل ..
فوائد اللعب :
1. فوائد عقلية و معرفية :
فاللعب يوفر فرصة لاستخدام المهارات العقلية و المعرفية و تنميتها .. فهو يوفر فرصة للتخطيط و التفكير و الخلق و الابتكار .. كما أنه يوفر فرصة للتنظيم و ينمي القدرة علي التفكير المتسلسل ، كما يستخدم فيه بشكل مكثف الذاكرة سواء قصيرة أو بعيدة المدي .. كما ينمي اللعب مهارة التحليل و الإستنتاج لما يبذله الأطفال من جهد في تحليل المعطيات للوصول إلي النتائج التي يمكن لهم من خلالها الوصول إلي معلومات جديدة ..
و يمكن للطفل التعرف علي الكثير من المفاهيم مثل الألوان ، الإحجام ، الإتجاهات .. و مفاهيم مثل الخشن و الناعم ، الساخن و البارد ، السريع و البطئ ، الطويل و القصير عن طريق اللعب ..
2. فوائد جسمانية و حركية :
ينمي اللعب بشكل كبير المهارات الحركية .. كما ينشط معظم المظاهر الفسيولوجية للجسم لما يتسم به من نشاط و حركة حيث يستخدم الأطفال أثناء اللعب مهارات حركية مثل الجري ، الحجل ، الوثب ، التسلق ، التعلق .. كما أن إمساك المكعبات أو الفرش و الألوان ينمي مهارات الحركة الدقيقة ..
3. فوائد نفسية و إنفعالية :
يعتبر اللعب فرصة لتفريغ الطاقة الزائدة عن الجسم و الوصول بحالة جسم الطفل إلي الإتزان البيولوجي حيث يعمل علي تفريغ الطاقات الجسمية و النفسية بشكل سليم و بما لا يدفع الطفل إلي تفريغ إنفعالاته بشكل سلبي .. كما أن اللعب يعمل علي تعزيز الثقة بالنفس ، و الرغبة في إثبات الذات ، و تنمية روح المنافسة ، و روح المبادرة و غيرها من الصفات الحميدة التي نحب أن يكتسبها الطفل ..
4. فوائد إجتماعية :
يكسب اللعب الطفل العديد من الصفات الإجتماعية المرغوبة فهو يعمل علي تنمية روح الألفة بين الطفل و أقرانه .. كما يعلمه العديد من السلوكيات الإجتماعية المرغوبة كأن يكون الطفل محبا للناس ودودا .. و يعلمه أيضا مراعاة شئون الآخرين و الإهتمام بمشاعرهم و أن يكون صديقا ..
مراحل نمو اللعب :
صنف ميلدرد بارتن مراحل نمو اللعب لدي الأطفال " طبقا للشكل الإجتماعي الذي يتم طبقا له هذا اللعب " للعديد من المراحل .. و هي :
· السلوك غير المنشغل بشئ : و يبدأ من عمر صفر و حتي عامين .. و يكون لعب الأطفال خلاله غير منشغل بشئ محدد ليقوموا به أثناء اللعب كان يتطلعوا إلي الأشياء المحيطة بهم في الغرفة أو أن ينقلوا الأشياء من أماكنها او يتفحصونها ..
· السلوك المتفرج : و يبدأ من عمر عامين و ما فوقها .. و يقضي فيه الأطفال لعبهم في ملاحظة لعب الآخرين إلا أنهم لا يشتركون معهم في هذا اللعب ..
· اللعب المنفرد : و يبدأ من عامين و نصف و ما فوقها .. و يلعب فيه الطفل ألعابا فردية دون محاولة الإشتراك مع الآخرين في هذا اللعب ..
· اللعب المتوازي : و يبدأ من عامين و نصف و حتي ثلاث أعوام ونصف و ما فوقها .. و يلعب فيه الطفل بجوار الأطفال الآخرين إلا أنه لازال لا يشترك معهم في هذا اللعب
· اللعب الترابطي : و يبدأ من ثلاث سنوات و نصف و حتي أربع سنوات و نصف وما فوقها .. و فيه بالرغم من لعب الأطفال مع بعضهم البعض إلا أن لعبهم مازال ليس هناك غرض مقصود من اللعب .. و يبدأ الأطفال في هذه المرحلة الدخول في علاقات شخصية مع بعضهم البعض ..
· اللعب المتعاون : و يبدأ من أربع سنوات و نصف و ما فوقها .. و فيه يلعب الأطفال مع بعضهم البعض في مجموعة ، كما أن لعبهم يكون ذا هدف فيتبادلون أدوارهم بين بعضهم البعض أو يكملون أدوارهم بين بعضهم البعض ..
كما حاول بياجيه تصنيف اللعب إلي مراحل و لكن من الناحية المعرفية .. فقسمه إلي :
( 1 ) اللعب الوظيفي :
يحدث هذا النوع من اللعب لدي الأطفال في هذه الفترة حيث تتميز بأنها حسية حركية بشكل كبير .. و يقوم علي اعتبار أن الأنشطة العضلية و أن الحاجة إلي النشاط نوع من الاستجابة لهذه المميزات .. و تتميز هذه الأنشطة بالتكرار و التعامل اليدوي و التقليد ..
( 2 ) اللعب الرمزي :
و هوعبارة عن تظاهر الطفل بأنه شئ آخر أو بأنه يتعامل مع شئ خيالي غير موجود كأن يتظاهر الطفل بأنه يركب الطفل عصا متخيلا أنه يركب نوع من أنواع الحيوانات ، أو أنه يتظاهر بأنه شخص آخر الأب أو الأم مثلا ، أو أنه يتظاهر بأن المكعبات الموجودة بيده تمثل عربه ..
( 3 ) الألعاب ذات القواعد :
تبدأ هذه المرحلة فيما بين سن السابعة و الثامنة و يتعلم فيها الأطفال اللعب داخل نطاق القواعد التي يمكن أن تحدد سلوكياتهم .. و يمكن للأطفال في هذا السن وضع القواعد و السير وفقا لها ..
( 4 ) اللعب البناء :
تتميز هذه المرحلة بقدرة الأطفال علي التجديد و الابتكار و التعامل يدويا مع الأدوات .. كما تتميز بقدرتهم علي إتباع بديات التسلسل بشكل مناسب في التفكير و قدرتهم علي تجميع الأفكار و ترتيبها بحيث يمكن للطفل من خلالها الاستنتاج و التوصل إلي نتائج جديدة .. و من أمثلة ألعاب هذه المرحلة الألعاب متعددة القطع التي يمكن تركيبها ، و إلعاب البناء ..
ملاحظة :
و من المهم أن يراعي المدرس إختيار التي تناسب المهارات التي يرغب المدرس تنميتها لدي الطفل و ألا يكون إختيار الألعاب عشوائيا بدون مراعاة ما يمكن أن تنميه هذه الألعاب ..