رابعاً: الآثار المهنية: Vocational Aspects
يمثل العمل نشاطاً أساسياً في حياة الإنسان يساعده على توجيه طاقاته وجهة مفيدة نحو عمران الأرض، وكذلك يشعره بتحقيق ذاته وبأهميته في حياة الآخرين، كما أنه يمثل عنصراً أساسياً من الإنتاج وخلق المنفعة في صورة سلع وخدمات، وكذلك في شغل وقت الفراغ وتحقيق الصحة النفسية بشكل عام.
والشخص الذي يعاني من قصور أو عجز بدني قد تتأثر حياته المهنية بهذا القصور بدرجات متفاوتة، وفيما يلي أهم هذه الآثار التي يمكن أن نتوقعها.
1- عدم ملامسة الواقع المهني.
بعض الحالات يحدث لديها العجز في مرحلة مبكرة من العمر مما يقلل فرصة تعاملها مع عالم المهن وملامسته، ومن أمثلة ذلك الأطفال الذين يصابون بكف البصر أو بعجز في الحركة.
2- محدودية النمو المهني:
يمر الإنسان بمراحل للنمو المهني تتواكب مع مراحل نمو الجوانب الأخرى لديه (بدنية- عقلية- أخلاقية إلخ). والفرد الذي يحدث لديه عجز بدني أو عقلي تصبح لديه قيود مفروضة على هذا النمو.
3- محدودية الاختيار المهني:
وجود العجز لدى الفرد قد يفرض عليه تقييد مجالات الاختيار بما يناسب ماحدث من
قيود على طاقاته البدنية والذهنية.
4- عدم ملائمة أساليب التدريب المهني العادية:
وعندما نأتي إلى الواقع العملي الذي لديه عجز بدني أو عقلي قد يحتاج إلى أساليب خاصة للتدريب يراعي فيها طبيعة قدراته وحواسه ونشاطه الذهني وظروفه النفسية.
5- محدودية فرص العمل المتاحة:
وفرص العمل تزداد كلما ازدادت إمكانية الفرد على القيام بأعمال متنوعة تحت ظروف متباينة. وبطبيعة الحال فإن وجود قيود على حركة الفرد أو على إدراكاته الحسية أو على نشاطه الذهني يقيد من فرص العمل التي تتاح أمامه.
فإذا أضفنا إلى ذلك النظرة الاقتصادية لأصحاب الأعمال والتي تقضي برفع المنفعة أو العائد لأقصى مايمكن وخفض التكاليف لأدنى مايمكن والنظرة الاجتماعية المتمثلة في مجموعة من الاتجاهات السالبة في المجتمع نحو المعوقين لتبين لنا مدى مايواجهه المعوقون من محدودية في فرص العمل.
6- الحاجة إلى بيئة وظروف خاصة في العمل:
ولأن المعوق يعاني من قصور بدني أو عقلي فإنه قد يحتاج إلى بيئة تناسب مالديه من طاقات، سواء في الحركة أو استقبال المنبهات أو في تحقيق السلامة الشخصية أو في الوفاء بمتطلبات الراحة وباقي أنشطة الحياة، وهي أمور قد لاتتوفر في كثير من مواقع العمل.
7- مشكلات التوافق المهني:
وهي مجموعة من المشكلات المتصلة بالتعامل مع الآلات والخامات وبيئة العمل وزملاء العمل والمشرفين عليه ومع أهداف الإنتاج والتنظيم الإداري والتشريعي لمواقع العمل وغيرها من الجوانب.
8- صعوبات العمل التنافسي:
قد لايستطيع بعض الأفراد المعوقين التنافس مع غير المعوقين مما يجعل إنتاجهم منخفضاً وقد يؤدي بذلك إلى الإعراض عن توظيفهم أو عرض أجور متدنية مقابل عملهم.
9- صعوبة الوصول إلى العمل:
بعض الحالات تتطلب ظروف الإعاقة لديها البقاء في المنزل معظم حياتها، وهؤلاء يصبح من الصعب توظيفهم في سوق العمل، وإنما يحتاجون إلى ترتيبات خاصة.
10- الحاجة إلى جهود خاصة للإرشاد المهني:
تتطلب هذه الظروف التي تفرضها الإعاقة على النمو والاختيار والتوافق المهني للفرد ومدى توفر فرص العمل له أن يكون هناك برنامج إرشادي يقوم به مرشد متخصص في الإرشاد المهني للمعوقين ليساعدهم على الاختيار المهني المناسب القائم على تحديد وتقدير للقدرات والطاقات وعلى دراسة واعية لحاجات العمل والفرص المتاحة في سوق العمل.
وسوف نعود لمناقشة مجموعة من الجوانب المهنية المتصلة بعملية التأهيل، ومن بينها التقويم المهني، الإرشاد المهني، التدريب المهني، والإلحاق بالعمل (التوظيف)
خامساً: الآثار التعليمية:
يمثل التعليم حاجة أساسية في حياة الإنسان المعاصر كما يشتمل على هدف عام وهو تكوين المواطن الصالح ومساعدته في اكتساب المعارف والمهارات والاتجاهات المناسبة للعمل وللاشتراك في حياة المجتمع.
والطفل الذي يولد ولديه جانب من جوانب العجز أو الذي يصاب به في مرحلة ماقبل المدرسة قد يحتاج إلى بعض التحويرات في العملية التعليمية بما يناسب حالته. فمن بين الآثار التي تترتب على العجز عدم إمكانية استقبال المعلومات لوجود عجز في الحواس أو عدم القدرة على الإدراك المناسب أو نقص الأداء الذهني أو صعوبة التعليم بنفس الأساليب المتبعة في المدرسة العادية أو في نفس الفصول الفصول أو الحاجة إلى رعاية خاصة مثل الرعاية الطبية أثناء التواجد في التعليم.
وتحاول التربية الخاصة بما تطوره من إعداد البيئة التعليمية، وإعداد المدرس المتخصص، وإعداد المادة التعليمة والكتاب، واستخدام أساليب مناسبة لتعليم المعوقين التغلب على الآثار التعليمية الناتجة عن الإعاقة.
ويمكن تلخيص المشكلات التعليمية المترتبة على العجز في الجوانب الآتية:
1- عدم إمكانية استخدام المعلومات في صورتها العادية:
فالأطفال الذين لديهم قصور في حواس السمع والبصر لايستطيعون استقبال المثيرات
التي تعجز حواسهم المفقودة عن استقبالها، فالطفل الأصم لايستطيع استقبال الكلام المنطوق من خلال أذنيه، والطفل الكفيف لايستطيع استقبال الكلام المكتوب من خلال عينيه.
2- عدم ملائمة المنهج للقدرات التحصيلية:
وكمثال على ذلك حالات الأطفال الذين لديهم تخلف عقلي، فهؤلاء يحتاجون إلى تقليل كمية المعلومات التي تعطى في وحدة الزمن بالمقارنة بغيرهم ممن لديهم أداء ذهني عادي.
3- الحاجة إلى بيئة تعليمية خاصة:
بعض حالات العجز نتيجة لظروف العجز لديها يصبح من الصعب أن تتعامل مع البيئة العادية فهي بحاجة إلى إعداد بيئة خاصة تناسب طبيعة العجز لديها من حيث الحركة والقدرة ومدى التعرض لأزمات صحية ومدى الحاجة إلى الراحة، وقد يضطرنا ذلك إلى تعديلات في تصميم حجرات الدراسة وأبنية المدرسة أو أن يكون التعليم في إطار نظام أشمل للعلاج كأن تكون المدرسة ضمن برنامج طبي (مثلاً حالات روماتزم القلب)
4- الحاجة إلى مدرسين متخصصين:
ونتيجة لمجموعة من المتغيرات التي تتصل بالمناهج وطرق التدريس والوسائل وغيرها لايكون من الميسور لمدرسي الفصل العادي أن يقوم بالتدريس للأطفال المعوقين، إلا بعد الحصول على تدريب مناسب.
ونود أن نشير في ختام هذا العرض إلى أن بعض الأفراد وكنتيجة لحدوث العجز لايمكنهم مواصلة التعليم العام الذي كانوا مسجلين فيه لعدم ملائمته لظروفهم فيضطرون إلى تركه، وتبرز حاجاتهم التعليمية مع تأهيلهم.